q

التهم حريق ضخم برج جرينفيل السكني المكون من 24 طابقا غربي لندن راح ضحيته اكثر من 30 شخص واصابة 50 شخص فضلا عن محاصرة بعض السكان أثناء نومهم وأفادت تقارير إعلامية بأن أكثر من 70 شخصا في عداد المفقودين. وبحسب تقارير حكومية أفادت ان الاعداد في تزايد بسبب بقاء الكثير من السكان داخل شققهم.

كافح أكثر من 200 رجل إطفاء الحريق بمساعدة 40 عربة إطفاء طوال ساعات الليل للسيطرة على الحريق الكبير والذي يعتبر واحد من أكبر الحرائق في العاصمة البريطانية خلال الأعوام الأخيرة. قالت فرقة إطفاء لندن إن الحريق التهم كل الطوابق من الطابق الثاني حتى الأخير في المبنى المؤلف من 120 شقة. ووردت أنباء عن أن بعض السكان ألقوا بأنفسهم من النوافذ هربا من ألسنة النار.

أنقذ رجال الإطفاء أعدادا كبيرة من الأشخاص في المبنى الذي أقيم قبل 43 عاما والذي يعتقد أن 600 شخص يقيمون فيه وهو عقار منخفض الإيجار بجوار المناطق الراقية في حي كنسينجتون مما يلقي الضوء على التباين الكبير في الثروات في العاصمة البريطانية.

يشرف غرينفل تاور على مبان سكنية تابعة للبلدية في شمال كنزنغتون، ليس بعيدا من حي نوتنغ هيل الميسور. يعيش في المنطقة سكان من أصول مهاجرة ولكن العديد من العائلات تعيش فيها منذ سنوات وتنقل منازلها ذات الإيجار المتدني إلى أولادها.

زار زعيم المعارضة جيريمي كوربين ورئيس بلدية لندن صادق خان والأمير وليام والملكة إليزابيث (91 عاما) سكان مبنى مبنى الإسكان الاجتماعي الذي تحول إلى كتلة لهب خلال دقائق بينما كان كثير منهم نياما مع تصاعد الغضب بين السكان المحليين من السلطات. وتتزايد الأسئلة بشأن الانتشار السريع للهب الذي أتى على الشقق المائة والعشرين في مشهد قال مسؤولو جهاز الإطفاء أنه لم يسبق له مثيل.

حرائق سريعة الاشتعال

تتركز الانتقادات على الكسوة التي غلفت بها الجدران الخارجية للمبنى الاسمنتي العائد إلى سبعينات القرن الماضي كجزء من عملية تجديد انتهت قبل سنة وكلفت 8,7 ملايين جنيه استرليني (11 مليون دولار، 9,9 ملايين يورو).

وذكرت وسائل إعلامية ان الكسوة كانت من البلاستيك وانها تشبه تلك المستخدمة في المباني العالية في فرنسا والإمارات العربية المتحدة وأستراليا التي شهدت حرائق سريعة الانتشار. وفق فرانس برس.

يحظر استخدامه في امريكا

أفادت صحيفة "ذي تايمز" أن نوع الكسوة الذي استخدم في المبنى يحظر استخدامه في الولايات المتحدة في المباني التي يتجاوز ارتفاعها 12,2 مترا جراء الخوف من الحرائق. وقالت إن الشركة التي صنعت الكسوة قامت كذلك بتصنيع نماذج مضادة للحرائق تبلغ كلفتها أكثر بقليل.

صلة الحريق بالكسوة

إضافة الى ذلك أفادت شركة "هارلي فاسايدس" التي قامت بتركيب الألواح الخارجية في بيان "لسنا في الوقت الحالي على علم بأي صلة بين الحريق والكسوة الخارجية للبرج". وبالإضافة إلى الجدل بشأن الكسوة، طرحت العديد من الاسئلة بشأن أسباب عدم تركيب أنظمة رش الماء في البرج والتي كان يمكن أن توقف انتشار اللهب، وغياب أي نظام مركزي للتنبيه من الدخان كان يمكن أن يوقظ السكان النائمين.

مقاوم للحرارة وليس للحريق

فقد حذر كوستاس تسافداريدس، الأستاذ المشارك في الهندسة البنيوية من أن "بعض المواد المستخدمة في الواجهات تزيد مخاطر الحرائق". وقال انه "على الرغم من أنها مقاومة للحريق نظرياً تكون هذه المواد في معظم الأحيان مقاومة للحرارة وليس للحريق. ولكن حتى وإن كانت مقاومة للحريق فإن الدخان واللهب ينتشر عبر الوصلات". وفق فرانس برس.

صيانة المبنى

بينما قال ديفيد كولنز الرئيس السابق لجمعية سكان برج غرينفل تاور إن إدارة المبنى "لم تصغ لمطالب السكان بتحسين الحماية من الحريق" رغم أن "90% منهم وقعوا عريضة بنهاية 2015 يشتكون فيها من سوء إدارة الشركة التي تتولى صيانة المبنى". وأضاف لفرانس برس "لو أن سكان حي ميسور مثل كنزنغتون أو تشيلسي عبروا عن المخاوف نفسها لكانت لقيت الاهتمام وحلت. ولكنها هنا لم تحل".

ماتوا لأنهم فقراء

كان للكاتب والفنان أكالا، الحائز جائزة موبو، والذي يعيش بالمنطقة التي وقع فيها الحريق، رأي آخر حيث قال إنَّ الناس الذين ماتوا في الحريق ماتوا "لأنَّهم كانوا فقراء"، بحسب ما نشرته صحيفة The Independent البريطانية. وفق هاف بوست.

وقال أكالا: "نحن في واحدةٍ من أغنى الأماكن، لا في لندن فحسب، وإنَّما في العالم كله. ومع ذلك، تجاهلت السلطات طلباتٍ متكررة. مستحيل أن يعيش الأغنياء في مبنى دون وسائل مكافحة حريق مناسبة! كل الناس الذين تكلمت معهم لم يسمعوا إنذار الحريق، ولم يكن هناك نظام رش لإطفاء الحريق..".

اخماد الحريق

أوضح قائد الشرطة ستيوارت كوندي أن عناصر الإطفاء نجحوا أخيرا في إخماد الحريق بشكل كامل، بعد يومين على اندلاعه في المبنى المكون من 24 طابقا في حي تقطنه شريحة من الطبقة العاملة محاط بحيي كنسينغتون وتشيلسي الميسورين. واستخدم عناصر الإطفاء طائرات مُسيرة وكلاب أثر للبحث في المبنى، مشيرين إلى صعوبة وصول العناصر إلى بعض الطوابق العليا بسبب المخاوف من ثبات بنيته. وفق فرانس برس.

معجزة العثور على احياء

من جهتها قالت مفوضة الاطفاء داني كوتون أن بعض أقسام المبنى لا تزال غير آمنة وأن الانتهاء من البحث في كل طابق وشقة قد يستغرق وقتا طويلا. وأضافت لقناة "سكاي نيوز" أن "عددا غير معروف" من الأشخاص لا يزالون عالقين داخل المبنى وأن العثور على أحياء سيكون بمثابة "معجزة". وفق فرانس برس.

وقالت "سنحتاج لأسابيع قبل الانتهاء من تفتيش المبنى بشكل تام وقبل السماح بدخوله". ولا تزال عائلات بأكملها بين المفقودين بعد الحريق الذي اجتاح المبنى وأرغم سكانه على النزول وسط دخان كثيف على الدرج الوحيد المتوفر أو القفز من النوافذ أو حتى القاء أولادهم إلى الشارع.

اندلاع اشتباكات

في نفس الموضوع قال صحفيون من رويترز إن مئات من المحتجين اقتحموا مبنى للبلدية في لندن وهم يرددون "نريد العدالة" بعد حريق في مبنى سكني أودى بحياة 30 شخصا على الأقل. واقتحم المحتجون البوابة الإلكترونية في مجلس بلدية كنسنجتون وتشيلسي وسعوا للصعود إلى الطابق العلوي. وقال صحفي من رويترز إن الشرطة منعتهم من الصعود للطابق الثاني مما أسفر عن اندلاع اشتباكات.

انتقادات لرئيسة الوزراء

من اجل ذلك تعرضت رئيسة الوزراء تيريزا ماي للانتقاد لأنها لم تلتق مع السكان عندما تفقدت الموقع وتحدثت مع المشرفين على عمليات الانقاذ، وواجهت ماي انتقادات داخل حزب المحافظين الذي تقوده بسبب بطء تعاملها الحادث وتعهدت بإجراء تحقيق في حريق مبنى الإسكان الاجتماعي الذي كان يقيم به نحو 600 شخص. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى ولا يزال عشرات في عداد المفقودين. وفق رويترز.

زيارة تريزا ماي للمصابين

وزارت تيريزا ماي المصابين بعد ضغوط متزايدة عليها عقب الإخفاق الانتخابي وانتقادات لعدم لقائها مع ضحايا الحريق سريعا. وقال مصور من رويترز إن ماي خرجت مسرعة تحت حراسة أمنية كثيفة وأشار إلى أن محتجين غاضبين من تعامل الحكومة مع الحادث طاردوا سيارتها وهم يرددون هتافات ضدها.

وقالت ماي في بيان نشره مكتبها "حزمة الدعم التي أعلنها اليوم هي منح الضحايا دعما فوريا يحتاجونه للعناية بأنفسهم وبأحبائهم. وسنواصل دراسة أي احتياجات أخرى". وأعلنت في المستشفى عن 5 ملايين جنيه استرليني لتوفير الاحتياجات الطارئة والطعام والملابس للناجين. وفق فرانس برس.

الملكة تزور الناجين

انتشرت ملصقات تحمل صور المفقودين، بينهم أطفال ومسنون، وضعها أقارب يائسون في المنطقة المحيطة بالبرج التابع للبلدية فيما يساعد الناجين عدد كبير من المتطوعين. زارت الملكة اليزابيث الثانية وحفيدها الأمير وليام مركز الرعاية الاجتماعية حيث تم إيواء بعض الناجين، فيما ازداد الغضب في أوساط السكان من السلطات المتهمة بأنها تجاهلت لسنوات المخاوف المتعلقة باجراءات السلامة في المبنى. وفق فرانس برس.

أكثر الأمور المروعة

من جانبه قال الأمير وليام عن الحريق الذي حول المبنى إلى هيكل متفحم "هذا واحد من أكثر الأمور المروعة التي شهدتها". وطلب بعض السكان اليائسين الحديث مع الأسرة المالكة بشأن محنتهم ومصير الأطفال المفقودين أثناء مغادرتهم للموقع بينما وعد وليام بأنه سيعود.

وقالت شرطة لندن إن تحقيقا بقيادة محقق من وحدة جرائم القتل والجرائم الكبرى سيفحص إن كانت مخالفات جنائية ارتكبت رغم أنها قالت إنه لا يوجد ما يوحي بأن الحريق اندلع بشكل متعمد. وفق رويترز.

فتح تحقيق

في نفس السياق أمرت الحكومة بفتح تحقيق يقوده قاض في كارثة الا أنها تتعرض لضغط متزايد للتصرف بشكل سريع. وقال وزير المجتمع المحلي البريطاني ساجد جويد لإذاعة "بي بي سي" إن "شيئا ما لم يسر على ما يرام هنا، شيء ما حصل بطريقة خاطئة إلى حد كبير". وفق فرانس برس.

وأوضح جويد أن الحكومة أمرت بفحص مبان مشابهة مع إيلاء اهتمام خاص للكسوة الخارجية التي تستخدم لتحسين واجهة المبنى وإضافة طبقة عازلة للمباني المبنية من الاسمنت والفولاذ.

محاولات اغاثة

شهد الحادث الكثير من محاولات الإغاثة وتقديم الدعم بدءاً من إنقاذ الجيران لبعضهم بعضاً وصولاً إلى مساعدات الأفراد والمجتمع المحلّي والمؤسسات الدينية والمدنية للمتضررين. نشرت صحيفة التليغراف البريطانية؛ أنقذ أبطال بين المقيمين ببرج غرينفيل جيرانهم، بالطرق على أبوابهم وإرشادهم للوصول إلى بر الأمان، وفتحت مراكز المجتمعات المحلية والمباني الدينية أبوابها لمساعدة أولئك الذين فقدوا منازلهم، وغادروها دون أي شيء سوى ثياب نومهم، وعرّض البعض حياتهم للخطر من أجل إنقاذ الآخرين. حسب هاف بوست عربي

طقوس رمضان تنقذ حياة البعض

أوضحت رشيدة، إحدى الساكنات المحليات، في حديثها لمحطّة Sky News كيف أنقذ مُسلمون ساهرون لممارسة شعائر شهر رمضان حياة البعض في مبنى البرج، إذ إن الكثيرين منهم كانوا مستيقظين في وقت الحادث.

فقالت: "معظم المسلمين الذين يقضون حالياً شعائر شهر رمضان لا يخلدوا إلى النوم حتى الساعة الثانية صباحاً، وربما الساعة الثانية والنصف صباحاً". وأضافت أنهم "إلى أن يتناولوا وجبة السحور في وقت متأخر من الليل، يؤدّون صلواتهم الأخيرة خلال يومهم".

مشهد مرعب

ووصفت خديجة ميلر المقيمة في مبنى مجاور ما قالت إنه "مشهد رعب". وقالت وهي تلف نفسها ببطانية وتجلس على الرصيف "سمعت صراخا من كل جانب ورأيت أناسا يقفزون من النوافذ. النار كانت تشتعل في كل البرج". وأضافت "أخرجونا (...) ولا يسمح لنا بالعودة إلى منزلنا تحسبا من انهيار المبنى".

وتابعت "كل الشرطيين كانوا يصرخون لنا بالخروج والإجلاء كان بصراحة أسوأ ما عرفته في حياتي"، وأعربت عن القلق لمصير جيرانها فالناس على علاقة وثيقة مع بعضهم في الحي وقالت "لا أعتقد أن حينا سيعود كما كان في السابق أبدا".

هرب من الموت ليموت في لندن

من بين الضحايا، لاجئ سوري هو محمد الحاج علي البالغ من العمر 23 عاما والذي قدم إلى بريطانيا مع أخيه عام 2014. وأفادت منظمة "حملة التضامن مع سوريا" في بيان أن "محمد قام برحلة خطرة للهروب من الحرب والموت في سوريا، قبل أن يواجه الموت هنا في المملكة المتحدة، في بيته. جاء محمد إلى هذا البلد بحثا عن الأمن، والمملكة المتحدة فشلت في حمايته".

اضف تعليق