طبقا لتقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يضم 265 شركة طيران تمثل 83 بالمئة من إجمالي حركة النقل الجوي في العالم، لقي 268 شخصا حتفهم في حوادث الطيران في 2016 مقارنة مع 136 في العام السابق لكنه أقل من المتوسط السنوي للسنوات الخمس السابقة الذي بلغ 371 قتيلا.
من بين الضحايا في 2016 قتل 92 شخص أثر تحطم طائرة عسكرية روسية متجه الى سوريا وقد سقطت في البحر الأسود بعد فترة وجيزة من إقلاعها من سوتشي في جنوب روسيا حيث كانت التوقعات الأولية انه عمل إرهابي لكن اجزم محققون إن هذا الحادث يندرج بين احتمالين اما خطأ من الطيار أو عطلا أدى لوقوع هذه الكارثة.
اما في مايو أيار من العام الماضي سقطت طائرة ركاب لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط بينما كانت في رحلة من باريس إلى القاهرة أيضا اشارت التحقيقات الأولية بان سبب الحادث عمل إرهابي لكن بعد التحقيق الذي أجرته فرنسا كانت النتيجة أنه لم يتم العثور على آثار متفجرات على جثث الضحايا الفرنسيين، ما يؤكد أن تحطم الطائرة كان حادثا وليس عملا إرهابيا.
وفي ظروف غامضة اختفت طائرة عسكرية في جنوب ميانمار كانت متجهة شمالا إلى يانجون أكبر مدينة في ميانمار كان على متنها 122 راكبا بينهم طاقم من 14 فردا و108 من الجنود وأفراد أسرهم وهم عبارة عن 15 طفلا و58 بالغا و35 جنديا وضابطا وبعد سلسلة بحث كبيرة عن الطائرة بمساعدة الجيش الذي استخدم تسع سفن تابعة للبحرية وخمس طائرات حربية وطائرتي هليكوبتر للبحث قد توصلوا الى عدد من جثث الضحايا في وسط الساحل.
هذا وقد تكلم التقرير أيضا عن حوادث الطيران حيث انخفضت بمعدل قليل في عام 2016 فقد بلغت حوالي 65 حادثا مقارنة بعام 2015 الذي شهد 68 حادثا غير مميت ومن تلك الحوادث التي حدثت في العام الماضي حادثة خطف طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية الليبية من قبل مسلحان بقنبلة ومسدسين واجبرا طاقم الطيارة على الهبوط في مالطا ثم أفرجا عن جميع الرهائن دون أذى واستسلما بعد أن أعلنا ولاءهما للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
كان أحدث تلك الحوادث هبوط طائرة تعود الى شركة طيران تشاينا إيسترن إيرلاينز في سندي حيث انها كانت متجهة إلى شنغهاي بعد أن واجهت موقفا طارئا أثناء الرحلة أظهرت صور أنه ناتج عن شق كبير في غطاء أحد محركي الطائرة.
الصين: هبوط اضطراري
وقالت كاثي تشانغ وهي مدير عام في شركة تشاينا إيسترن ايرلاينز إن الطائرة، التي أظهرت بيانات موقع (فلايت أوير) لرصد مسار الرحلات الجوية أنها من طراز (إيرباص أيه330-200)، هبطت بسلام ولم تقع إصابات.
وأظهرت صور نشرتها عدة وسائل إعلام استرالية شقا ضخما يفوق طوله المتر في الغلاف الخارجي لمحرك الطائرة الأيسر. وقالت المتحدثة باسم شركة رولز رويس، المنتجة لمحركات ترنت 700 المستخدمة في الطائرة، في بيان "أخذنا علما بالحادث وسنعمل عن كثب مع عملينا والشركاء المعنيين لفهم سبب المشكلة". وفق رويترز.
وقال مكتب سلامة النقل الأسترالي إنه يحقق في الحادث. وقالت الناطقة باسم شركة الطيران إن سلطات الطيران في استراليا والصين ستشارك في تحقيق شامل في الحادث. وأضافت "المحرك أمر رئيسي في أي طائرة ولذا نحتاج إلى التحقيق مع الحكومات ومع شركة رولز رويس ومع مقرنا الرئيسي أيضا". وقالت محطة (سفن نيوز) التلفزيونية إن الركاب سمعوا دويا بعد فترة وجيزة من إقلاع الطائرة وشموا رائحة شيء يحترق قبل أن تعود الطائرة إلى المطار.
ليبيا: واقعة خطف طائرة
في نفس الشأن أجبر خاطفان مسلحان بقنبلة ومسدسين طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية الليبية على الهبوط في مالطا ثم أفرجا عن جميع الرهائن دون أذى واستسلما بعد أن أعلنا ولاءهما للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وأظهرت لقطات تلفزيونية اقتياد رجلين من الطائرة وقد قيدت أيديهما بالأصفاد. وكتب رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات على تويتر "استسلم الخاطفان وتم تفتيشهما واقتيادهما إلى الحبس." وقال موسكات إن نتائج الفحص الجنائي الأولي تظهر أن الأسلحة التي استخدمت في خطف الطائرة مزيفة.
وكانت الطائرة وهي من طراز إيرباص إيه 320 في رحلة داخلية بليبيا عندما جرى تحويل مسارها إلى مالطا على بعد 500 كيلومتر شمالي الساحل الليبي بعد أن أبلغ أحد الرجلين طاقم الطائرة أنه يحمل قنبلة. وذكرت قناة ليبيا التلفزيونية أنها تحدثت بالهاتف مع أحد الخاطفين الذي وصف نفسه بأنه زعيم لحزب مؤيد للقذافي. وقتل القذافي في انتفاضة 2011 وتعيش ليبيا في حالة عنف بين فصائل مسلحة منذ ذلك الحين. وفق رويتر.
وجرى إرسال حافلات إلى مدرج مطار مالطا الدولي لنقل 109 ركاب بالإضافة لبعض أفراد الطاقم. وبعد أن غادر الركاب الطائرة ظهر رجل لبرهة قصيرة على أعلى درجات السلًم وهو يحمل علما أخضر يشبه علم دولة القذافي. وقال الرجل - الذي ذكر أن اسمه موسى شاها- لقناة ليبيا التلفزيونية عبر الهاتف إنه زعيم حزب الفاتح الجديد. والفاتح هو الاسم الذي أطلقه القذافي على شهر سبتمبر أيلول الذي نفذ فيه انقلابا عسكريا في عام 1969.
ميانمار: طائرة عسكرية مفقودة
على صعيد متصل انتشل منقذون 29 جثة من البحر قبالة خلال بحثهم عن طائرة عسكرية اختفت وعلى متنها 122 من الجنود وأفراد عائلاتهم وأفراد الطاقم. وقال الجيش في بيان على صفحته الرسمية على فيسبوك إن المنقذين في سفن تابعة للبحرية وسفن مدنية عثروا على 21 جثة لبالغين وثمانية جثث لأطفال قرب بلدة لونجلون الساحلية الجنوبية.
وخاطر العشرات من عمال الإنقاذ في سانلان وهي قرية صيد تقع على بعد نحو 600 كيلومتر من يانجون بالخروج في أجواء عاصفة لحمل الجثث من سفينة عسكرية إلى الشاطئ. وقال أحد المشاركين في عمليات الإنقاذ إن الكثير من الجثث تحولت لأشلاء ولم تعثر الفرق على ضحايا يرتدون سترات للنجاة. وفق رويترز.
وقال الجيش إن طائرة النقل، وهي صينية الصنع من طراز واي-8-200إف، فقدت الاتصال بعد 29 دقيقة من إقلاعها بينما كانت تحلق فوق بحر أندامان على مسافة نحو 70 كيلومترا إلى الغرب من بلدة داوي. وتم العثور في وقت سابق على عجلة من طائرة وسترتي نجاة وبعض الحقائب والملابس التي يعتقد أنها من طائرة النقل المفقودة.
مصر: حادث وليس عمل ارهابي
من جهته أفاد مصدر مقرب من التحقيق في فرنسا أنه لم يتم العثور على آثار متفجرات على جثث الضحايا الفرنسيين لطائرة مصر للطيران التي تحطمت في البحر العام الماضي، ما "يغلق الباب" على الفرضية المصرية حيال انفجار قنبلة. وبحسب نتائج العينات التي فحصتها الشرطة على جثث ثماني ضحايا فرنسيين، تم تسليمها في كانون الثاني/يناير، "لم تكن هناك متفجرات" على متن الطائرة لأنه "لم يتم العثور على أي أثر للمسحوق"، بحسب ما أكد المصدر نفسه.
وأوضح المصدر أن هذه البيانات "ليست سوى تأكيدا لفرضية العمل التي رجحها المحققون الفرنسيون منذ البداية، وهي أن تحطم الطائرة كان حادثا وليس عملا إرهابيا"، مضيفا أن "هذا يغلق نهائيا الباب أمام الفرضية الإرهابية". وكانت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران من طراز "إيرباص إيه 320" قد تحطمت أثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة في البحر المتوسط في 19 مايو/أيار من العام الماضي بعدما اختفت فجأة عن شاشات الرادار وقتل جميع الذين كانوا على متنها وعددهم 66 شخصا بينهم 40 مصريا و15 فرنسيا.
وأعلنت لجنة التحقيق المصرية في 15 كانون الأول/ديسمبر العثور على آثار "مواد متفجرة" على رفات بعض الضحايا، إلا أن هيئة سلامة الطيران الفرنسية استبعدت حينها إمكانية "استخلاص نتائج حول سبب" الحادث. وفق فرانس برس.
روسيا: عطل فني او خطأ الطيران
في نفس السياق سعت روسيا عمليات البحث عن حطام الطائرة العسكرية التي تحطمت في البحر الأسود مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 92 شخصا وقالت إن سبب الحادث ربما كان عطلا فنيا أو خطأ الطيار وليس عملا إرهابيا.
كانت الطائرة التابعة لوزارة الدفاع وهي من طراز توبوليف-154 في طريقها إلى سوريا وقد سقطت في البحر الأسود بعد فترة وجيزة من إقلاعها من سوتشي في جنوب روسيا. وكان من بين الركاب تسعة صحفيين روس إلى جانب عسكريين وإلزافيتا جلينكا العضو البارز بمجلس حقوق الإنسان وهو هيئة استشارية للرئيس فلاديمير بوتين.
ومشطت غواصات مساحة واسعة من المياه تمتد لمسافة 1.6 كيلومتر من ميناء سوتشي بجنوب روسيا بحثا عن الصندوقين الأسودين. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن فرق الإنقاذ عثرت على أربعة قطع صغيرة من جسم الطائرة على عمق 27 مترا لكن التيارات القوية وعمق المياه يعقدان عمليات البحث.
وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية للصحفيين اليوم إنه تم انتشال 11 جثة حتى الآن وإنه جرى توسيع نطاق عملية بحث ضخمة شارك فيها نحو 3500 شخص في البحر والجو. ونفت الوزارة تقريرا لوكالة الإعلام الروسية ذكر أن بعض الركاب كانوا يرتدون سترات نجاة. وفق رويترز.
نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وكالة الأمن الاتحادي الروسية قولها إنها لم تعثر حتى الآن عن دليل بعمل متعمد وإنها تحقق في أربعة أسباب محتملة. والاحتمالات الأربعة هي دخول جسم خارجي في محرك الطائرة وسوء حالة الوقود مما سبب توقف المحرك وخطأ الطيار وعطل فني.
اضف تعليق