q

ما يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استطاع في السنوات الاخيرة ان يعيد وبحسب بعض المراقبين، لروسيا قوتها وعظمتها ويجعل منها رقما صعبا في المشهد الدولي وندا قويا لأمريكا والغرب بشكل عام، محط اهتمام الاعلامي واسع خصوصا وان البعض يرى ان قيصر روسيا، الذي يواجه اليوم حربا كبيرة واتهامات خطيرة من قبل الخصوم يمكن ان يغير الكثير، فبعد وصول بوتين كما نقلت بعض المصادر سعى الى تسلح الجيش الذي انهار مع انهيار الاتحاد السوفياتي وأعاد فتح المصانع الحربية وصنع طائرات وصواريخ جديدة، وفي 2007 قال بوتين إن "سياسة القطب الواحد قادت الولايات المتحدة للبلطجة السياسية"، وأعلن بذلك للعالم أنه سيدخل بقوة للساحة الدولية.

واستطاع ايضا أن يكسب معركة ضم القرم ودعم الانفصاليين في أوكرانيا ودعم الحكومة السورية، هذا بالإضافة الى بعض القضايا الدولية الاخرى التي استطاعت روسيا ان تكون صاحبة الكلمة الفصل فيها سياسيا او عسكريا، وهو جعل الولايات المتحدة الامريكية وباقي الدول الاخرى تقف عاجزة أمام تعاظم الدور والنفوذ الروسي، من جانب اخر يرى بعض الخبراء ان بوتين وعلى الرغم مما تقديم يواجه اليوم تحديات كبيرة، قد تكون سببا ادخال روسيا التي تعاني من ازمات داخلية وخارجية متفاقمة في مشكلات جديدة يصعب السيطرة عليها، حيث ما يزال الاقتصاد الروسي في خطر بسبب العقوبات الاقتصادية، يضاف الى ذلك المساعي الامريكية الجديدة التي تهدف الى تحجيم الدور الروسي، حيث اكد السناتور الأمريكي جون مكين إن الخطر الذي يمثله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمن العالمي أكبر من الخطر الذي يمثله تنظيم داعش.

وقال إن مجلس الشيوخ سيسعى جاهدا لفرض عقوبات على موسكو بسبب ما تردد عن تدخلها في الانتخابات الأمريكية. وقال إنه في حين لا يوجد دليل على نجاح الروس في تغيير نتيجة الانتخابات الأمريكية فإنهم ما زالوا يحاولون تغيير الانتخابات بما في ذلك الانتخابات التي أجريت مؤخرا في فرنسا. وأضاف مكين وهو رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي "أرى أن الروس التحدي الأكبر لذا فنحن بحاجة إلى زيادة العقوبات وأتمنى لدى عودتنا من عطلتنا أن يمضي مجلس الشيوخ قدما في فرض عقوبات على روسيا ويسن عقوبات أخرى على السلوك الروسي".

من جانب اخر أبدى الرئيس الروسي في وقت سابق رأيه في حرب محتملة بين الولايات المتحدة وروسيا، قائلا من وجهة نظري، لا أحد يمكن أن يبقى على قيد الحياة في هذه الحرب، ففي أيامنا هذه نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي لن يحمي أراضي الولايات المتحدة. ويأمل بوتين في تحسين العلاقات الثنائية في ظل إدارة ترامب، الذي يواجه هو الاخر تحديات ومشكلات داخلية كبيرة، بخصوص بعض القضايا منها الاتهامات الاخيرة بعض المقربين منه بالتعاون مع روسيا.

وكان الرئيس بوتين، وفقا لتقرير موقع سبوتنيك، أكد أن العلاقات بين موسكو وواشنطن في أدنى مستوياتها منذ أيام الحرب الباردة، مشددا في الوقت ذاته على أهمية الحوار البناء بين البلدين.

الحرب مع امريكا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لو حدثت حرب بين بلاده والولايات المتحدة لما بقي أحد على قيد الحياة.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن بوتين قوله، في حوار مع المخرج أوليفر ستون نشرت مقتطفات جديدة منه، في معرض إجابته على سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتصر على روسيا في حال حدوث حرب ساخنة بينهما حيث قال الرئيس بوتين "أعتقد أن لا أحد سيبقى على قيد الحياة".

وبحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، أوضح بوتين، أنه "دائماً يأمل أن تتحسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة"، لافتاً إلى "أنه لا يفقد أبداً الأمل بذلك".

معاداة روسيا

وفي هذا الشأن استهجن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "معاداة روسيا" في الغرب معتبرا ان ذلك يأتي بنتائج عكسية وذلك لدى افتتاح اللقاء السنوي لأوساط الاعمال الروسية الذي يعد واجهة للكرملين لاقتصاد يتحسن ويجذب استثمارات من العالم باسره. ولم تتمكن روسيا من الاستفادة من وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة لتحقيق التحسن المرجو في العلاقات الدبلوماسية، كما أن الانتخابات الرئاسية في فرنسا لم تساهم في ذلك.

وقال بوتين خلال لقاء مع مسؤولين عن وسائل اعلام ان "معاداة روسيا" في الغرب "واضحة" و"تتخطى الحدود"، لكنها "لن تبقى الى الابد، اقله لانه لا بد من ادراك انها تأتي بنتائج عكسية وتضر بمصالح الجميع". وأضاف الرئيس الروسي ان هذه السياسة مرتبطة بقيام عالم متعدد الاقطاب وخصوصا بفضل جهود روسيا، معتبرا ان هذا لا يروق للبعض الذين يفرضون على موسكو "قيودا اقتصادية لا تأتي بأي تأثير" عليها.

وتشدد السلطات الروسية على ان التحسن الاقتصادي المتوقع إشارة الى اهتمام المستثمرين الدوليين بروسيا، معلنة عن توقيع مجموعة من العقود خلال المنتدى. واعتبر تشارلز روبرتسون كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك "رنيسانس كابيتال" ان "الرسالة التي تريد ان تبعث بها الادارة الرئاسية، هي ان روسيا ما زالت منفتحة للقيام بأنشطة تجارية مع شركات عامة تعمل مع الهند والسعودية وصناديق سيادية". وتؤكد السلطات الروسية ان اقتصاد البلاد تأقلم مع تراجع أسعار المحروقات والعقوبات التي تعيق تمويل قطاعات كاملة في الاسواق الدولية. بحسب فرانس برس.

لكنها تقر في الوقت نفسه بأن آفاق النمو ستظل متواضعة على المدى القريب ما لم يتم إجراء إصلاحات، وهو ما يضع البلاد في موقع بعيد جدا عن التوسع اللافت الذي شهدته الولايتان الرئاسيتان الاوليان لبوتين (2000-2008) على خلفية ارتفاع أسعار النفط. وأقر وزير المال انطون سيلوانوف ، بأن "تحولات بنيوية ضرورية، لكن تطبيقها ليس سهلا".

روسيا أقوى

الى جانب ذلك قال الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، إن روسيا اليوم أصبحت "أقوى من أي معتد محتمل" بعد تحديث ترسانة صواريخها النووية وأسلحتها الأخرى. وأضاف بوتين أن "انسحاب الولايات المتحدة عام 2001 من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية خلق الظروف التي أدت إلى سباق التسلح النووي في نسخته الجديدة". ومضى بوتين قائلا "لا أخفي سرا عندما أقول إننا عملنا بجدية لتحسين مقدراتنا الصاروخية".

وقال الرئيس الروسي "إذا بدأ أحد سباق تسلح، فليس نحن. لن ننفق الموارد على سباق تسلح لا يمكن أن نتحمل تكاليفه". وذهبت دراسة في "نشرة العلماء النوويين" إلى أنه بالرغم من ملاحظات بوتين، فإن الأزمة المالية تفرض على روسيا تأجيل تحديث ترسانتها من الأسلحة. يذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقعتا معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية في عام 1972.

وقال بوتين، في رده على اتهام الإدارة الأمريكية بأن روسيا اخترقت رسائل البريد الالكتروني للحزب الديمقراطي الأمريكي، إن "الطرف الخاسر يبحث عن جهات خارجية لتحميلها المسؤولية. من الأفضل لهم أن يتداولوا بشأن المشكلات التي يعانون منها فيما بينهم". وأضاف "لاحظ أن الديمقراطيين خسروا في انتخابات الكونغرس أيضا، وقال منتقدا بشدة "هل هذا عملي أيضا؟"

من جانب اخر قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء سابق إن عناصر من المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ في ولاية ألاسكا وكوريا الجنوبية تمثل تحديا لروسيا وإن موسكو لا تجد أمامها من خيار سوى تعزيز قواتها في المنطقة ردا على ذلك. وأضاف بوتين إن روسيا لا يمكنها الوقوف موقف المتفرج وهي ترى الآخرين وهم يعززون قدراتهم العسكرية على امتداد حدودها في الشرق الأقصى مثلما حدث في أوروبا.

وقال إن موسكو انزعجت بصفة خاصة عندما نشرت الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) في كوريا الجنوبية لمواجهة تهديدات الصواريخ من كوريا الشمالية ومن تقارير عن خطط الولايات المتحدة لتعزيزات في منطقة فورت جريلي في ألاسكا وهي موقع لإطلاق الصواريخ المضادة للصواريخ. وتابع هذه (التعزيزات) تدمر التوازن الاستراتيجي في العالم. وأضاف قائلا ما يحدث عملية مزعجة وخطيرة للغاية. عناصر النظام المضاد للصواريخ تظهر في ألاسكا والآن في كوريا الجنوبية. هل يتعين علينا الوقوف مكتوفي الأيدي والاكتفاء بمشاهدة ذلك؟ قطعا لا. نفكر في كيفية الرد على هذه التحديات. هذا تحد بالنسبة لنا.

ورأى بوتين أن واشنطن تستخدم كوريا الشمالية ذريعة لتوسيع قدراتها العسكرية في آسيا بالطريقة ذاتها التي استغلت بها إيران ذريعة لتطوير الدرع الصاروخي في أوروبا. وقال بوتين إن جزر كوريل، وهي مجموعة جزر في أقصى شرق روسيا متنازع عليها بين موسكو وطوكيو، مكان مناسب جدا لنشر عتاد عسكري روسي ردا على هذه التهديدات. وأضاف بوتين لا أوافق على أن نبدأ بشكل منفرد بعسكرة تلك الجزر… لكننا مضطرون للرد على ما يحدث في المنطقة. وأضاف أن أي حديث عن نزع أسلحة الجزر لا يمكن أن يتم إلا بعد خفض حدة التوتر في المنطقة بكاملها.

تنحي بوتين

من جهة اخرى اصطف مئات من الروس في وسط موسكو تحت أعين الشرطة لتسليم التماسات مكتوبة للرئيس فلاديمير بوتين للتنحي في الوقت الذي شهدت فيه مدن أخرى احتجاجات مماثلة. ولم يذكر بوتين، الذي هيمن على الساحة السياسية في روسيا منذ أكثر من 17 عاما، ما إذا كان سيرشح نفسه في الانتخابات المقررة في مارس آذار عام 2018 ولكن هيئات رسمية لاستطلاع الرأي أوضحت زيادة شعبيته ومن المتوقع بشكل كبير أن يرشح نفسه.

ودعت حركة روسيا المنفتحة التي أسسها ميخائيل خودوركوفسكي المعارض للكرملين إلى احتجاج يوم السبت تحت شعار "لقد سئمنا منه". وكان خودوركوفسكي ذات يوم أغنى رجل في روسيا وأفرج عنه بوتين في عام 2013 بعد أن أمضى عشر سنوات في السجن بتهمة الاحتيال التي وصفها خودوركوفسكي بأنها ذات دوافع سياسية. ووجهت الشرطة مجموعة من المحتجين للوقوف في طابور خلف حواجز معدنية قبل تسليم الالتماسات واحدا تلو الآخر وقالت طالبة من موسكو تدعى آنا (16 عاما) إنها تأمل أن يفهم بوتين الرسالة وألا يرشح نفسه مرة أخرى. وأضافت "لم يحدث أي شيء إيجابي في بلدنا خلال حكمه ولدي إحساس بأن الأوضاع ستسير للأسوأ وأن المشكلة الأساسية تتمثل في أن الأشخاص الذين في السلطة على شاكلته."

وأوضحت أن الشخص الذي تفضله للرئاسة هو السياسي المعارض أليكسي نافالني الذي أمضى 15 يوما في السجن الشهر الماضي بعد أن شارك في تنظيم أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عام 2012 والتي انتهت باعتقال أكثر من ألف شخص. والاحتجاج الذي نظم تحت أشعة الشمس الساطعة كان أكثر تواضعا ومع ذلك اتخذت السلطات كافة التدابير اللازمة. وأظهرت لقطات مصورة لوسائل الإعلام الروسية الشرطة وهي تعتقل محتجين في سان بطرسبرج حيث قال ناشطون إن الشرطة اعتقلت أكثر من 100 شخص. ولم يرد أي تأكيد رسمي بشأن الاعتقالات.

وذكرت وكالة أنباء انترفاكس نقلا عن الشرطة إن 250 شخصا شاركوا في احتجاج موسكو في حين قالت ماريا بارونوفا وهي ناشطة من حركة روسيا المنفتحة إن 500 شخص على الأقل قدموا التماسات. وصعدت السلطات الضغط على حركة روسيا المنفتحة. وقال مكتب المدعي العام إن نشاط ذراع حركة روسيا المنفتحة في بريطانيا "غير مرغوب فيه" متهما إياها ومنظمات أخرى بمحاولة إثارة توترات بهدف تشويه الانتخابات الرئاسية.

وفتشت الشرطة مكاتب الحركة في موسكو وصادرت مئة ألف استمارة التماس فارغة كانت تأمل أن تسلمها للناس لتشجيعهم على دعوة بوتين إلى الخروج من الحياة السياسية. وأذاعت قناة (آر.إي.إن) التلفزيونية الروسية فيلما وثائقيا عن نشطاء روسيا المنفتحة وبعضهم متهم بأن له سجلات جنائية أو بإدمان المخدرات أو بإقامة علاقات وثيقة مع الحكومة الأمريكية. بحسب رويترز.

وأذاعت مرارا صورا لخودوركوفسكي والسناتور الجمهوري الأمريكي جون مكين ورجل الأعمال الأمريكي جورج سوروس مشيرة إلى أن نشطاء المعارضة يحركهم المال والحصول في السر على تمويل من رعاة أجانب. ووصف نشطاء البرنامج بأنه حيلة رخيصة تهدف إلى تشويه صورتهم وأشار أحدهم على الأقل إلى أن القناة حصلت بطريقة ما على تسجيل فيديو كان محفوظا في هاتفه المحمول.

الى جانب ذلك قال رئيس وزراء القرم المدعوم من روسيا إن فلاديمير بوتين ينبغي أن يظل رئيسا لروسيا مدى الحياة وإن الاتحاد السوفيتي لم يكن لينهار لو كان بوتين رئيسا. وقال سيرجي أكسيونوف في الذكرى الثالثة لتوقيعه على ضم روسيا لشبه الجزيرة الأوكرانية إن روسيا بحاجة إلى قيادة قوية مستمرة للتعامل مع التهديدات الخارجية المتعددة. وهيمن بوتين (64 عاما) على المشهد السياسي الروسي على مدى الأعوام السبعة عشر الماضية.

وتتزامن تعليقات أكسيونوف مع احتفالات موسكو بما تعتبره روسيا ضم شرعي للقرم وهي الخطوة التي أدانتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللتان فرضتا عقوبات على روسيا ما زالت سارية حتى الآن. وتقول أوكرانيا، التي تخوض صراعا مع انفصاليين مؤيدين لروسيا في شرق البلاد، إنها ترغب في استعادة القرم.

اضف تعليق