q

اندلع جدل جديد ومفاجئ بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب بعض التصريحات الخاصة بشان مواضيع مثيرة للجدل تتعلق بوضع حائط المبكى وسفارة الولايات المتحدة. إذ أثار تعليق منسوب الى مسؤول أميركي يساعد في التحضير لزيارة ترامب وكما نقلت بعض المصادر، انتقادات إسرائيلية بعد ان قال ان حائط المبكى جزء من الضفة الغربية المحتلة. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.

واحتلت اسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967، وضمت الشطر الشرقي في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي لم يعترف كذلك في 1980 بإعلان "القدس الموحدة" عاصمة لإسرائيل. احتلت القضيتان العناوين في اسرائيل بينما تجري التحضيرات لزيارة ترامب لكل من اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس والاعتراف بالمدينة "عاصمة موحدة لدولة اسرائيل".

ويرى بعض الخبراء ان ترامب تراجع عن موقفه حول نقل السفارة، إذ لم تتخذ واشنطن اي خطوة بهذا الشأن حتى الآن، خصوصا وان مثل هكذا تحرك قد يسهم في خلق مشكلات وازمات كبيرة تكون سببا في خلق صراعات اخرى في المنطقة التي تعيش حالة من عدم الاستقرار الامني، حيث يعارض الفلسطينيون والعرب هذه الخطوة التي حذر المجتمع الدولي من أنها قد تشعل اضطرابات جديدة. وأقرّ الكونغرس الاميركي في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل"، وانه يتوجب نقل السفارة الاميركية الى القدس في موعد اقصاه 31 من ايار/مايو 1999. ومنذ ذلك الحين، يقوم الرؤساء الأميركيون بصورة منتظمة، مرتين سنويا، بتأجيل نقل السفارة. ولكن بموجب القانون الصادر عام 1995، تقول الاوراق الاميركية الرسمية ان القدس هي عاصمة اسرائيل.

وكتب صحافي يعمل في قناة فوكس نيوز الاميركية في تغريدة عبر تويتر ان كافة مصادره في واشنطن قالت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من ترامب عدم نقل السفارة الان، ما دفع نتانياهو الى اصدار بيان تكذيب. وقام مكتب نتانياهو ايضا بخطوة غير مسبوقة عبر نشر مقتطفات من أحاديث خاصة جمعت بينه وبين ترامب خلال زيارته الى واشنطن في شباط/فبراير الماضي. وقال مسؤول في مكتب نتانياهو اشترط عدم الكشف عن اسمه ان "التصريح بأن حائط المبكى جزء من الضفة الغربية قوبل بصدمة". وتابع "اسرائيل مقتنعة بأن هذا التصريح يتناقض مع سياسات الرئيس ترامب. تواصلت اسرائيل مع الولايات المتحدة حول هذه المسألة".

ترامب ونقل السفارة

وفي هذا الشأن قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب لا يعتزم الإعلان عن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس خلال زيارته المقبلة لإسرائيل رغم أنه لا يزال يريد اتخاذ هذه الخطوة في نهاية المطاف. وقال المسؤول الذي تحدث بشرط عدم نشر اسمه إن إدارة ترامب لا تريد تعقيد مساعي استئناف عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالإعلان عن نقل السفارة.

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها الأبدية والموحدة وتريد من جميع الدول أن تتخذ من المدينة مقرا لسفاراتها. ويعارض كثير من حلفاء الولايات المتحدة بشدة نقل السفارة إذ يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لهم. وقال المسؤول إن الزيارة، التي تجيء في إطار أول جولة خارجية لترامب منذ توليه الرئاسة، ستتضمن الإعلان عن صفقة سلاح مع السعودية وعن استثمار سعودي في البنية التحتية الأمريكية وكذلك إنشاء مركز في الرياض لمكافحة التطرف الإسلامي.

ويبدي ترامب منذ توليه الرئاسة في يناير كانون الثاني علامات على أنه سينحي جانبا تنفيذ وعده الانتخابي بنقل السفارة من تل أبيب وتعهد في الوقت ذاته بفعل ما يلزم للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وقال المسؤول الكبير الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن ترامب لا يزال ملتزما بتعهده الانتخابي بنقل السفارة الأمريكية في نهاية المطاف لكنه لا يعتزم الإعلان عن هذه الخطوة خلال الزيارة.

وأضاف "نجري محادثات جيدة للغاية مع كل الأطراف. وما دمنا نرى ذلك فإننا لا نعتزم فعل أي شيء نعتقد أنه قد يفسد تلك المحادثات". وتابع أنه في ظل تعبير كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبتهما في العودة إلى مائدة المفاوضات "فإننا لا نعتقد أن الوقت مناسب لفعل ذلك الآن... لكننا سنعيد تقييم ذلك في المستقبل". ومن المتوقع انعقاد اجتماع ثلاثي بين ترامب ونتنياهو وعباس خلال الزيارة.

وقال المسؤول إن ترامب سيعبر خلال زيارة إلى السعودية عن دعمه لتشكيل قوة للشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي تساندها دول الخليج. وكانت السعودية قد اقترحت من قبل وحدة أقوى مع البحرين والكويت وقطر وسلطنة عمان والإمارات لكن هذا لم يتحقق بعد. وطرحت فكرة إنشاء تحالف عسكري خليجي مشترك على مدى سنوات طويلة. وأعلنت لأول مرة فكرة إنشاء مركز قيادة عسكري مشترك في 2012.

رغم أوجه التشابه بين شكل أنظمة الأسر الحاكمة في الخليج فإنها تختلف فيما يتعلق بالمستقبل الإقليمي والاقتصاد والأنظمة السياسية. وتعثرت محاولات سابقة لإنشاء دفاعات صاروخية إقليمية بسبب توترات داخل مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول. وذكر المسؤول أن زيارة ترامب ستتضمن الإعلان عن صفقة سلاح ستشتري السعودية بمقتضاها أسلحة أمريكية بقيمة قيمته 100 مليار دولار. وقد يقود الاتفاق إلى مشتريات تتجاوز 300 مليار دولار على مدى عشر سنوات لمساعدة الرياض في مواجهة إيران في المنطقة. وأضاف أن من المتوقع أن تستثمر السعودية 40 مليار دولار في البنية التحتية الأمريكية في إطار الاتفاق.

ومضى قائلا إن ترامب والحلفاء الخليجيين سينشئون مركزا للتصدي للإرهاب يهدف لخوض معركة أيديولوجية طويلة الأمد للتصدي للإرهاب والترويج لنهج الإسلام الوسطي. ويقول منتقدو السعودية إن الحكومة لم تبذل ما يكفي لمنع أفكار بعض رجال الدين المتشددين بالمملكة من الترويج لأفكار متشددة في الخارج وكذلك للتصدي للخطر الأمني الداخلي. وشجب كبار رجال الدين النهج الإسلامي المتشدد، مثل ذلك النهج الذي يتبعه تنظيما القاعدة وداعش، لكن خطبهم ما زالت تتضمن أفكارا متعصبة. بحسب رويترز.

وقال المسؤول إن هناك مساعي لدفع الدول للاتفاق على حظر تمويل المنظمات المتطرفة. ولن يحتل ملف حقوق الإنسان موقع الصدارة خلال اجتماعات ترامب. وقال المسؤول إن الرئيس الأمريكي فضل إبقاء مثل هذه المحادثات سرية مثلما فعل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما نال الإفراج عن آية حجازي الناشطة الأمريكية المصرية الأصل.

إسرائيل والحائط الغربي

الى جانب ذلك قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل تريد من البيت الأبيض تفسيرا لقول دبلوماسي أمريكي يعد لزيارة الرئيس دونالد ترامب إلى القدس إن الحائط الغربي في المدينة القديمة بالقدس جزء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي أنه أثناء اجتماع تحضيري بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين جرى إبلاغ الإسرائيليين بأن زيارة ترامب للحائط الغربي زيارة خاصة وأن إسرائيل ليست لها ولاية في المنطقة وأنه غير مرحب بمرافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لترامب هناك.

وتبعث إدارة ترامب برسائل متباينة في تعاملاتها مع الحكومة اليمينية الإسرائيلية التي كانت تأمل في نهج من الرئيس الجمهوري أكثر تعاطفا معها من سلفه الديمقراطي باراك أوباما الذي توترت علاقته معها. وقال المسؤول بمكتب نتنياهو "تلقينا بالصدمة التصريح بأن الحائط الغربي يقع في منطقة بالضفة الغربية." وأضاف "نحن مقتنعون بأن هذا التصريح يتنافى مع سياسة الرئيس ترامب... أجرت إسرائيل اتصالا مع الولايات المتحدة بشأن هذا الأمر." ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق.

وكان السفير الأمريكي الجديد إلى إسرائيل ديفيد فريدمان خرج عن البروتوكول الدبلوماسي بزيارة الحائط الغربي. وتزامنت الزيارة، التي تأتي قبل أول جولة خارجية لترامب، مع جدال بين الجانبين بشأن تعهد انتخابي لترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وليس من المعتاد أن يقوم سفير جديد بزيارة الموقع المقدس بعد ساعات فقط من وصوله إلى إسرائيل. بحسب رويترز.

والسفير الجديد يهودي متشدد جمع أموالا لمستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة التي احتلتها إسرائيل مع القدس الشرقية قبل 50 عاما. وليس لفريدمان وهو محام متخصص بقضايا الإفلاس أي خبرة دبلوماسية سابقة. وسيتولى منصبه رسميا عندما يقدم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين يوم الثلاثاء.

ترحيب فلسطيني

من جانب اخر رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتصريحات أمريكية تعتبر الحائط الغربي في البلدة القديمة بمدينة القدس جزءا من الضفة الغربية المحتلة. وقال وزير الخارجية رياض المالكي في تصريحات للإذاعة الرسمية الفلسطينية "واضح أن الموقف الأمريكي هو موقف واضح حيال رفض أية مشاركة إسرائيلية لزيارة الرئيس (دونالد) ترامب لحائط المبكى (الحائط الغربي) أو كنيسة القيامة كون هذه جزءا من الضفة الغربية وأراض محتلة ولا تتبع لدولة إسرائيل". وأضاف "هذا موقف سياسي قوي نحن نرحب به ونعتقد أنه يعكس بداية جيدة للدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب في هذا الموضوع".

وأوضح المالكي أن استعدادات تجري للزيارة التي سيقوم بها ترامب إلى مدينة بيت لحم خلال جولته في المنطقة. وقال "هناك وفد أمريكي مسبق قد وصل إلى الأراضي الفلسطينية وبدأ بالتحضير لزيارة الرئيس ترامب". وأضاف "كما أن مبعوث الرئيس الأمريكي جيسون جرينبلات قد وصل إلى المنطقة وسيكون له لقاءات مع المسؤولين الفلسطينيين خلال اليوم ويوم غد أيضا للتحضير للزيارة".

ويرى المالكي أن هناك تخوفا إسرائيليا من مواقف الإدارة الأمريكية. وقال "يبدو أنه رشح الكثير من المسؤولين الإسرائيليين ومخاوفهم الجديدة بخصوص تلك المواقف التي بدأت تظهر للادارة الأمريكية حيال موقفها من القضية الفلسطينية وحيال الكثير من المسلمات الإسرائيلية التي تحاول إسرائيل أن تعززها في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة ولكنها لم تنجح لهذه اللحظة".

من جانبه قلل أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من إمكانية عقد لقاء ثلاثي فلسطيني أمريكي إسرائيلي خلال زيارة ترامب. وقال "ليس لدينا أي موانع (لعقد اللقاء) ولكن واضح أن الإدارة الأمريكية ترى أن الوضع غير ناضج لعقد مثل هذا اللقاء". وأضاف "هكذا لقاء يجب أن تتبعه خطوات عملية باتجاه عملية السلام. الحكومة الإسرائيلية و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو غير جاهزين وغير معنيين بالعودة لأي عملية سياسية ذات مغزى وذات معنى".

قال "أكدنا للإدارة الأمريكية ولكل الأطراف الدولية المختلفة أن هناك ثلاثة متطلبات رئيسية وليست شروطا وهي التزامات على الحكومة الإسرائيلية.. هي وقف الإستيطان وإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى لأن ذلك تم برعاية وضمانات أمريكية من الإدارة السابقة". وأضاف أن المتطلب الثالث هو "العودة للمفاوضات من النقطة التي توقفت عندها وليس العودة إلى المربع الأول".

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة والمعلنة في العام 2014 بعد أن رفضت إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين الفلسطينيين الذين تعتلقهم في سجونها قبل توقيع اتفاقية أوسلو للسلام. ومع اقتراب زيارة ترامب إلى المنطقة يواصل مئات المعتقلين الفلسطينيين إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الحادي والثلاثين على التوالي احتحاجا على ظروف اعتقالهم.

وتشهد الأراضي الفلسطينية مواجهات محدودة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية يرى مراقبون أنها قد تتطور إذا استمر الإضراب. وأغلق عدد من النشطاء مقر الأمم المتحدة في مدينة رام الله لأكثر من ساعة ونصف احتجاجا على ما وصفوه "بتقاعس الأمم المتحدة عن القيام بدروها وعن حماية المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام". بحسب رويترز.

وتتواصل دعوات أهالي المعتقلين ومؤسسات تتابع شؤون المعتقلين لتصعيد الحراك الشعبي للضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب السجناء التي يصفونها بالإنسانية. وبدأ ناشطون خلال الأيام الأخيرة بإغلاق عدد من الطرق الرئيسية في الضفة الغربية حيث تعمل الأجهزة الأمنية على إعادة فتحها. ويقود الإضراب مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المعتقل منذ 15 عاما والمحكوم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات. وتقول إسرائيل أن إضراب المعتقلين سياسي وليس من أجل مطالب إنسانية.

قرار اليونيسكو

في السياق ذاته ايد أعضاء المجلس التنفيذي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) قرارا يعتبر اسرائيل "سلطة احتلال" في القدس، ويحضها على إلغاء أي اجراء من شانه ان يغير "طابع أو وضع" المدينة. ويستنكر نص القرار الذي تمت الموافقة عليه في مقر اليونيسكو في باريس "جميع الاجراءات والأفعال القانونية والإدارية التي تتخذها اسرائيل، سلطة الاحتلال، التي غيرت أو تسعى إلى تغيير، طابع ووضع المدينة المقدسة، القدس". وأضاف أن "تحركات من هذا النوع تعد باطلة وكأنها لم تكن ولا بد من الغائها فورا".

وانتقد تحديدا ضم اسرائيل للقدس الشرقية بعدما احتلتها عام 1967، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وكان القرار خضع للتصويت ونال 22 صوتا مؤيدا مقابل عشرة معارضين فيما امتنع ممثلو 23 دولة عن التصويت. إلا أن تبنيه من قبل المجلس التنفيذي يعني أنه أصبح نافذا. وأثار القرار حفيظة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي اعلن خفض بلاده مساهمتها في موازنة الامم المتحدة بمليون دولار. بحسب فرانس برس.

واعتبر نتانياهو ان القرار ينكر وجود اي رابط تاريخي بين اليهود والقدس، واصفا اياه ب"السخيف". وقال "لا بد من ان يكون لهذا ثمن". وهي المرة الثالثة التي تعمد فيها اسرائيل الى تقليص مساهماتها المالية في الامم المتحدة احتجاجا على عمليات تصويت تعتبرها مناهضة لها، ما ادى الى تخفيضها من 11 مليون دولار سنويا الى 3،7 ملايين، حسب مسؤول اسرائيلي. وفي تشرين الأول/اكتوبر، تبنت لجنة التراث العالمي في منظمة اليونيسكو قرارا يدين انشطة "التنقيب غير الشرعية" التي تجريها اسرائيل في القدس القديمة. وأعلن نتانياهو حينها استدعاء سفير اسرائيل لدى اليونيسكو للتشاور.

اضف تعليق