q

السيد مقتدى الصدر والدكتور حيدر العبادي، شخصيتان لهما الكثر من الرمزية في العراق، وعندما يجمعهما بغداد في لقاء واحد، فان لهذا اللقاء والاجتماع ابعاد مختلفة. فالسيد مقتدى الصدر لازال يتمتع بقبول واحترام من قبل الكثير من فئات الشعب العراقي، على اعتبار ان طروحاته تتجاوز المذهب الواحد، وانه يشارك العراقيين في الكثير من مطالبهم، كما حدث عندما اقتحم انصاره المنطقة الخضراء مرات عديدة، فضلا عن ان الفكر الصدري له مريدوه ومقلدوه الذين ينتشرون في كل المحافظات العراقية.

والدكتور حيدر العبادي، هو الاخر ببساطته وجهوده التي بذلها لإعادة ترتيب البيت العراقي، ولملمة اوراق المؤسسة العسكرية بعد ان بعثرتها احداث عام 2014، جعل منه شخصية مأمونة الجانب، إذا ما قلنا بأنه صار السياسي الاكثر مقبولية في البلاد نتيجة اشرافه المباشر على عمليات التحرير والتواجد الميداني في الخطوط الامامية للقتال.

ولكن، هل ان هذه المشتركات هي التي جمعت هاتين الشخصيتين في بداية عام 2017؟ ام ان هناك امور اخرى تحتاج الى فهم عميق لطبيعة العمل السياسي في العراق، والى تحليل نفسي حاذق من اجل فك شفرات هذ اللقاء في المنطقة الخضراء التي كانت في الماضي القريب هدفا للجماهير الصدرية المطالبة بالإصلاح؟

ان محاولة الاجابة عن التساؤلات اعلاه، تقتضي منا التعرف على مشتركات اخرى ما بين الصدر والعبادي، فالرجلان يلتقيان ايضا في كونهما ينظران الى السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق، على انه الخصم السياسي القوي، الذي يطمح أن يعود الى الصدارة بعد ان اضطرته الظروف الداخلية والاقليمية والدولية التي نتجت عن سيطرة الارهاب على بعض مدن العراق الى ان يترك رئاسة الوزراء، ولكنه كان يلتفت الى الخلف ويذكر الشامتين به من ان عودته الى صهوة السلطة ستكون قريبة.

وإذا قبلنا بمثل هذا التحليل، فان هناك تحالف قادم ما بين الصدريين والدكتور حيدر العبادي، ليس من الضروري ان يكون السيد نوري المالكي وتياره هو المستهدف منه، ولكن بالتأكيد ان المالكي لن يكون طرفا فيه.

الشيء الاخر الذي قد يترتب على لقاء اليوم، هو ان انتهاء العبادي من تحرير العراق من الاحتلال الارهابي المباشر، يعني بان المعركة القادمة ستكون مع الفساد والمفسدين، وهنا سيحتاج الدكتور حيدر العبادي الى المطرقة الصدرية الجماهيرية الواسعة التي قد يستمد منها شرعيته لتحرير البلاد من مافيات الفساد واعوانه التي تنتشر في اغلب مؤسسات الدولة.

اخيرا، هل سيكون العراق أفضل إذا اتحد السيد مقتدى الصدر مع الدكتور حيدر العبادي؟

الجواب: من حيث المبدأ بالتأكيد انه أفضل، بشرط ان تتوفر له الظروف الداخلية والاقليمية والدولية المناسبة.

* باحث في قسم ادارة الازمات مركز الدراسات الاستراتيجية–جامعة كربلاء

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق