q
إنسانيات - مجتمع

كيف نعلم بالقدوة؟

ان الأطفال يولدون دون أي معرفة أو مهارات اجتماعية، وعند الوصول إلى سن معين يبدأون بالبحث عن شخص ما لتقليده وغالباً ما يكون هذا الشخص هو أحد الوالدين أو كلاهما، واللذين يعدان أول مثال وقدوة يحتذى بها عن طريق مراقبة تصرفاتهما وتقليدها...

بداعي انهم صغار لا يعون يقوم عدد كبير من الناس بسلوكيات غير منضبطة مما يجعل الابناء يقلدون هذه السلوكيات واستنساخها، وهنا في هذا المقال نود التركيز على اهمية التربية للأطفال سيما (التربية بالقدوة) التي تحتم على الابوين ان يكونا قدوة حسنة لابنائهم في كل صغيرة وكبيرة ويأخذون الامر بجدية عالية دونما استخفاف او تبسيط بغير علم.

معنى التربية في القدوة هي ان الأطفال يولدون دون أي معرفة أو مهارات اجتماعية، وعند الوصول إلى سن معين يبدأون بالبحث عن شخص ما لتقليده وغالباً ما يكون هذا الشخص هو أحد الوالدين أو كلاهما، واللذين يعدان أول مثال وقدوة يحتذى بها عن طريق مراقبة تصرفاتهما وتقليدها.

الطفل دونما وعي يراقب بأستمرار سلوكيات ابويه ويحاول تقليدها مبدئياً وصولاً الى تقليدها تقليداً دقيقاً، لذا يحرص الكثير من الاهل الذي يحملون وعياً ومعرفة في طرق التربية على قول بعض الكلمات لابنائهم عند القيام بفعل معين مثل قول شكراً عندما يقدم الطفل خدمة لهم، وقول من فضلك حين يريدون انتزاع شيء من يديه، وقول صباح الخير او السلام عليكم عند الاستقاظ صباحاً او عند العودة الى المنزل من العمل، وغير ذلك من الكلمات او العبارات التي يتعلم الطفل إدراجها في حياته اليومية كمسلمات.

وتتعدى التربية بالقدوة حدود الكلمات صوب التعليم على المهارات الاجتماعية عبر نمذجة السلوك الايجابي ومحاولة تشكيله بالطفل، من هذه السلوكيات الحركية مثلاً قيام الابوين برمي مخلفات الاكل وعبوات الماء بعد الانتهاء منها في سلة المهملات في البيت او في الشارع ليقوم الطفل بتقليد الحركة ووضع هذه الاشياء في السلة بعد ان يأكل او يشرب.

كما ان طريقة استقبال الضيوف في المنزل والترحيب بهم وتقديم الضيافة وحتى طريقة الجلوس جميعها يمكن ان يقوم الطفل بتقليدها مما يجعلها عادة مترسخة لدى الطفل لتستمر معه في جميع مراحل حياته، وهنا ينبغي الحساب لأية سلوكية تصدر من الاباء لكونها ستصبح حجر الزاوية في استقامة السلوك او انحداره وتدهوره.

تذكيرات وتحذيرات مهمة:

من الامور التي يجب ان يلتفت اليها الاهل باعتبارهم قدوة للطفل هي ضرورة تعزيز احترام الذات لدى الطفل اذ يرى الأطفال انعكاس صورتهم في عيون الأهل عبر الكلام الذي يصدر منهم فمثلاً عند مدح الإنجازات مهما كانت صغيرة سيجعلهم يشعرون بالفخر، والعكس صحيح، فالتعليقات التي تقلل من شأنهم أو مقارنتهم بأطفال آخرين أفضل منهم سيجعلهم يشعرون بلا قيمة لهم لكون القدوة هي من قالت هذا وليس شخص عابر.

كما من المهم ان يبتعد الوالدين عن السلبية والسوداوية في نظرتهم الى الحياة وعدم تحميل الامور أكثر من طاقتها لان ذلك سيكون نسخ كثيرة من سلوك الاهل عبر ابنائهم وهو ما يجعلهم هم الاخرين سلبيين وغير منفتحين للحياة ولا متقلبين لها وبالتالي تنخر هذه السلبية جسد صحتهم النفسية.

ولابد من ابتعاد الوالدين عن الضرب والشتم والصراخ وسط جو العائلة لان الاطفال سيقمون بتقليد هذه السلوكيات الغير سوية التي يمارسها الاطفال بعد حين وبنفس الطريقة، والافضل من ذلك إظهار الرحمة واختيار الكلمات بعناية بعيداً عن مصطلحات الشتم والتجريح التي تخلق عداوة بين الناس وتخلق مجتمع لا يحترم اعضاءه بعضهم البعض وبالتالي تغيب واحدة من اهم القيم المجتمعية الاصيلة.

عزيزي ولي الامر المحترم لكي تظهر بمظهر النموذج لطفلك ينبغي التوقف من منع ابنك عن القيام بسلوكية معينة وانت تمارسها امامه، مثلا حين يطرق أحدهم الباب تقول لابنك اخرج وأخبره بأنه ابي ليس موجود بالبيت وبعد فترة تريد محاسبته لان كذب في موضوع معين، كيف يمكن لك ذلك وانت الذي شكلت هذه القيمة فيه؟

ومن الاهمية بمكان زج الاطفال في المهن والاعمال التي تناسب اعمارهم وتحت نظر الوالدين ليتعلموا الصبر ويكتسوا الاساليب التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم يوماً ما لان لا أحد يدوم، هذه أبرز التحذيرات والتذكيرات التي نتركها لكم ايها المربون عسى انت تنتفعوا منها.

اضف تعليق