يتسم أصحاب الشخصية الوصولية بأنهم يبيحون لأنفسهم استخدام جميع الوسائل من أجل إعتلاء أعلى المراكز حتى ان كانوا لا يمتلكون الاحقية بذلك، فلا يهم ما هو الأسلوب والطريقة المتبعة بل المهم النتيجة لديهم، ويعدون وصولهم الى مبتغاهم المشوه نجاح وتفوق بينما هو في الواقع انتكاس للاخلاق والقيم...
قاعدة الحياة الثابتة ان الحياة تعطي لمن يعطيها، فبقدر اجتهادك تكافئك وأحيانا تخذلك في مواطن معينة لكن في الغالب هكذا تسير الحياة، من الناس من لا يؤمن بهذه القاعدة فيحاول الوصول سريعاً حتى وان شابهت سلوكياته سلوكيات القردة الذين يقفزون على اكتاف الاخرين، هذا النوع من البشر هو الفرد الوصولي، فماهو وماهي طبيعته؟، وماهي أبرز السلوكيات التي يمكن ان تحد من ترصفاته؟
من هو الوصولي؟
يعرف علم النفس الشخص الوصولي على أنه الشخص الذي يضع نفسه في المقدمة دون تردد أو شعور بالذنب، كما يقوم بالتملق الدائم من أجل الوصول إلى أهدافه، ويكون مستعداً لإيذاء كل من حوله وان كان ابيه او أخيه.
ويعرف ايضاً بانه "الإنسان الذي يسعى لتحقيق أهدافه، والوصول لغاياته ومصالحه، ولو كانت على حساب الآخرين، باستخدام جميع الوسائل القذرة والمنحطة والدنيئة، حتى لو وضع يده بيد الشيطان".
ما هي هوية الانسان الوصولي؟
يتسم أصحاب الشخصية الوصولية بأنهم يبيحون لأنفسهم استخدام جميع الوسائل من أجل إعتلاء أعلى المراكز حتى ان كانوا لا يمتلكون الاحقية بذلك، فلايهم ما هو الأسلوب والطريقة المتبعة بل المهم النتيجة لديهم، ويعدون وصولهم الى مبتغاهم المشوه نجاح وتفوق بينما هو في الواقع انتكاس للأخلاق والقيم الإنسانية التي ضربت في طريق الوصول الى الهدف.
كما ويتسم هؤلاء الأشخاص في البداية بالظهور بمظهر الطيبة والاحترام بقدر كبير حتى يتم الوثوق بهم، وهي مقدمات من اجل ان يتم التساهل معهم في الكثير من الأمور ومنحهم كل شيء، وفي الغالب تبدأ هذه الشخصية بالضعف حتى تقوى مع مرور الوقت.
للأسف اقولها وبمليء الفم ان كل الأماكن التي يتواجد فيها البشر يشم فيها رائحة الوصولية والانتهازية، وتزداد بشكل أكبر في العمل، حيث يهدف طموح العاملين إلى الوصول إلى مناصب أعلى إلى جعل أصحاب النفوس الضعيفة يقومون بمحاولة القفز على حقوق الآخرين والاستيلاء على إنجازاتهم، فتكون الخطوة الأولى لتنفيذ ذلك عن طريق انتهاز كافة الفرص التي يمكن أن تتاح لهم بشكل مشروع أو غير مشروع.
لماذا يكون الانسان وصولي؟
يكون الانسان وصولي لعدة أسباب محتملة وهي:
اول الاحتماليات هي انه تعرض الى الحرمان والإهمال في طفولته القاسية، اذ ان الانسان الذي يعاني من ضيق وخبرات غير مريحة في فترة الطفولة يحاول ان ينتصر لنفسه ويعوض ما تعرض له من حرمان او إهانة او استخفاف، وبالتالي يمارس الأساليب التي يعتقد انها توصله الى المكان الذي يريده.
الاحتمالية الثانية هو ان الانسان النرجسي يكون وصولياً لكونه يرى انه الاحق بكل المناصب والأماكن والمنازل الكبيرة من دون الناس، وهو بذلك يمنح نفسه الحق في القيام بكل ما من شأنه ان يوصله الى المكان والمكانة التي يستحقها، واضعاً القيم والأخلاق خلف ظهره لان ما يهمه هو الوصول فقط.
كيف نتعامل مع الوصولي؟
بما الانسان الوصولي هو لدي مشكلة نفسية وليس سليماً فينفع معه العلاج المعرفي السلوكي الذي يغير نظرته من اعتقاده بأحقيته بفعل كل شيء من اجل تحقيق أهدافه الى السير في الطرق المشروعة والتي لا تؤذي الآخرين وفهم حقيقة ان يكون هدفه من الوصول الى مركز اعلى هو لخدمة أبناء الجنس الاجتماعي وليس العكس.
اما العلاج الاجتماعي فيتجلى في رفض المجتمع سلوكيات الانسان الوصولي وعدم الرضوخ لها وعدم منحه فرصة للصعود على اكتافهم ليشعر بالفرض المجتمعي له وهوما قد يعيد حسابته ليعود الى رشده فيحترم الناس ويحترم مشاعرهم ولا يحاول احتقارهم، وبهاتين الطريقتين يمكن ان نوقف الانسان الوصولي ونعيده الى حجمه الطبيعي.
اضف تعليق