q
فعبارات لماذا لم تحصل على معدل مثل اخيك؟، متى ستكونين مطيعة كأختك؟، لماذا انت فاشل ولست مثل اخوانك؟، ومتى ستكون واعياً ككل ابناء جيلك، هذه العبارات وغيرها من عبارات المقارنة ستجعل من الشخص المقارن ناقماً من المقارن به، وهو على عكس ما يعتقد كثير من الآباء...

رغبة منهم بالتشجيع وبحسن نية يقدم الاباء على استخدام اسلوب المقارنة بين الاطفال بغرض تحسين مستويات دراستهم او اطفاء سلوكيات غير مرغوبة لديهم وغرس اخرى أكثر مقبولية منها، وهذا الاسلوب يتبع لدى الغالية العظمى من اولياء الامور على اختلاف مستوياتهم التعليمية ومكانتهم الاجتماعية والوظيفية لكونهم يفتقدون الى الدراية الكافية والمعلومة الصحية في التربية.

فعبارات لماذا لم تحصل على معدل مثل اخيك؟، متى ستكونين مطيعة كأختك؟، لماذا انت فاشل ولست مثل اخوانك؟، ومتى ستكون واعياً ككل ابناء جيلك، هذه العبارات وغيرها من عبارات المقارنة ستجعل من الشخص المقارن ناقماً من المقارن به، وهو على عكس ما يعتقد كثير من الآباء، فإن مقارنة الطفل بغيره من الأخوة أو الأقران تكون بمثابة خنجر مسموم يطعنونه به دون قصد، فيشوهون به تكوينه النفسي ويهدمون شخصيته.

ما يجهله الوالدين ايضاً ان المقارنة بدلاً من تحفيز ابناءهم كما يعتقدون اطفاء الهمة في نفوسهم وتؤدي الى تحفيز الغيرة وانعدام ثقة الطفل بنفسه بالدرجة الأولى وثقته بوالديه بالدرجة الثانية ورغبة في مقاطعة الجميع من حوله ويشعر الفرد الذي يتعرض الى المقارنات بالتسلط النفسي عليه والضغط النفسي غير الصحي الذي قد يتسبب بمشاكل نفسية بشكل كبير، وهذا بحد ذاته فشل في التربية مؤدياته خطيرة جداً.

الأضرار التي تنتج عن المقارنة بين الأطفال قد لا يدركها الوالدان من خلال الممارسات البسيطة او في المراحل الاولى او بداية شعور الطفل بأنه ليس كالباقين لكن بعد تكرار الامر لمرات سيمثل عقدة للطفل يصعب تجاوزها سيما وان الطفل عاطفي جداً ولا يمتلك دعامة نفسية تقيه الضرر الحاصل نتاج هذه الافعال.

ماهي انعكاسات المقارنة؟

تنتج من المقارنات انعكاسات سلبية على شخصية الطفل ومن هذه الانعكاسات بإيجاز هي:

يبدأ الطفل بالابتعاد عن والديه لشعوره بالاستهداف وهو ما يجعله ينفصل عنهم نفسياً وعاطفياً، وهذه المسافة بينهم ستكبر تدريجياً نتيجة تلك المقارنة، حيث يبتعد من خلالها عن والديه وينفصل عنهم كلما زادت حالات المقارنة، وقد يستخدم الاباء اسلوب العقاب نتيجة لابتعاد ابنهم عنهم وهو ما يزيد تلك الفجوة في العلاقة النفسية والجسدية حيث لا يعود يرغب بتواجد والديه حوله ويفضل الانعزال عنهم تماماً.

وتذكي المقارنة البرود وانعدام الرغبة في تحسين الاداء سواء في المدرسة او على مستوى السلوكيات العامة لكون الطفل يشعر بالتجاهل وعدم وعي حقيقة ان الفروق الفردية بينه وبين غيره، ورغم قيام بعضهم بمحاولة اصلاح الاخطاء الا ان غياب التشجيع واستمرار المقارنة يتجنب المزيد من تلك الردود يقوم بالتوقف عن العمل حتى لا يتعرض للمواقف المؤلمة مرة أخرى.

وتؤدي المقارنات الى غياب احترام الطفل لنفسه لأنه بمجرد أن يبدأ الطفل بعمل ما وحده ويضع كل ما يملك من طاقات ووقت ومجهود لإتمام ذلك العمل وهو ينتظر بفارغ الصبر الردود الإيجابية ولكنه للأسف يتعرض للمقارنة، عندها يشعر بان الجميع أفضل منه وأنه عاجز كلياً على أن يكون مثلهم وهو ما ينشأ انسان فاشلاً.

كما ان مقارنة الطفل بغيره قريباً كان ام غريباً سيخلق عداوات بينهم نتيجة الشعور بالغيرة والحسد الى الحد الذي يجعله يبحث عن طريقة للتخلص منه لكي لا يقارن به مرة اخرى، وهذه الحروب تجعل من الطفل والانسان بصورة عامة انسان غير سوي يبحث على الدوام اعادة هيبته التي غيبها اهله.

وينتج من المقارنات اجهاداً نفسياً للطفل نتيجة الشعور بعجز عن ارضاء والديه وهو ما يوصله الى حالات من القلق وانعدام القدرة على النوم وسرعة الاستثارة والعصبية وغيرها من السلوكيات التي تشير بالضرورة رفض الطفل لما يحصل معه، كل هذا الاثار السلبية وأكثر تنتج من المقارنات بين الاطفال لذا يجب الابتعاد عنها واتباع طرق تربوية سليمة وفاعلة.

اضف تعليق