لم يكن دين الإسلام المبين، ومنذ نشأته الأولى، لِيضعَ حدوداً ضيّقة لرسالته السماوية، كحدود الجغرافيا والقوميات، بل سعى إلى رسالة عالمية تهدف إلى نشر تعاليم الإسلام في كل بقعة من بقاع الأرض، وإنقاذ البشرية من الجهل والغفلة. وقد شهِد التاريخ بذلك، وشهد أيضاً بأنّ الإسلام منسجم مع طبيعة الفطرة الإنسانية، بحيث ان هذه الفطرة بباطنها وللبشر كافّة تميل إلى الدين المبين على اختلاف أطيافهم وقومياتهم وعقائدهم.
هذا ما أكّد عليه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في حديثه مع حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الأمير شمس الدين، من علماء لبنان، وشقيق المرحوم آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين رضوان الله عليه، وذلك في زيارة الأخير لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الجمعة الموافق للخامس من شهر ذي القعدة الحرام1436للهجرة، 21/8/2015م).
وأوضح سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: إنّ طبيعة الاسلام السَّمحَة من جهة، وتحمّل المسلمين للمصاعب والأذى من جهة أخرى، ساهما في تثبيت وترويج القيم السماوية الفاضلة، حتى اعترف التاريخ بانضمام طيف واسع من المجتمعات الإنسانية إلى دين الإسلام المبين بسبب ذلك.
وأضاف سماحته: إنّ العالم اليوم بحاجة ماسّة وملحّة إلى ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم، ولذا عل الجميع أن يسعوا لابتكار أساليب مختلفة تساهم في ترويج هذه الثقافة وعولمتها وتعميمها، لتكون سبباً في هداية الناس، فمعظم مشاكل العالم اليوم تعود إلى جهل الناس بثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم وابتعادهم عنها.
وبيّن سماحته: إنّ الإخلاص في العمل والأخلاق الفاضلة هي من ضروريات التبليغ ومن مستلزمات نشر وترويج ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم، فضلاً عن الالتزام بتقوى الله تبارك وتعالى.
هذا، وفي نهاية اللقاء، وضمن تمنّياته بالموفقية للضيف الكريم وللمؤمنين والمؤمنات كافّة، قال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: لو أن ثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم تّعرض بشكل صحيح على العالم لشهدنا اليوم دخول أفواج وأفواج كبيرة من الناس في الإسلام والتشيع الحقّ. فثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم هي الطريق الوحيد لإصلاح وصلاح البشرية ولرفع المشاكل عن العالم.
اضف تعليق