ومن المؤشرات الملموسة عن الواقع الدراسي أنه اتسم بالتذبذب والتراجع في المستوى العلمي للطلبة على خلفية الجهل بنسبة متقدمة بتفاصيل التعليم الافتراضي أو البيئة الرقمية، إذ واجهت الجامعات عقبات في مقدمتها ضعف البنى التحتية للمؤسسات الالكترونية لغياب الاستعداد والتهيئة، وضعف ثقافة الأستاذ الجامعي في إدارة الحاسوب والبرامج والتطبيقات وأمور عدة...

من المرجح أن يكون العام الدراسي الحالي 2021- 2022 نهاية تجربة التعليم الإلكتروني التي فرضتها جائحة كورونا ومتحوراتها على بلدان العالم، وتعاملت مع معطياتها، وخضعت مضطرة لتأثيراتها على مدى ثلاث سنوات. فالمؤسسات الأكاديمية الى جانب المؤسسات الأخرى وعلى صعيد عالمي، تعايشت مع تجربة تعليم جديدة (افتراضية) لم يتوقعها أحد بالمرة، ولم تكن ضمن حسابات الدول، منذ العام الدراسي 2019- 2020 حتى خضنا جميعا غمار التجربة التعليمية بأدق تفاصيلها من حيث السلبيات بالدرجة الأساس قبل التحول، نحو التعايش والممارسة والفهم والاستيعاب التدريجي، للمنصات التعليمية الالكترونية من المرسل والمتلقي، وطبيعة نقل الرسالة المعلوماتية.

ومن المؤشرات الملموسة عن الواقع الدراسي أنه اتسم بالتذبذب والتراجع في المستوى العلمي للطلبة على خلفية الجهل بنسبة متقدمة بتفاصيل التعليم الافتراضي أو البيئة الرقمية، إذ واجهت الجامعات عقبات في مقدمتها ضعف البنى التحتية للمؤسسات الالكترونية لغياب الاستعداد والتهيئة، وضعف ثقافة الأستاذ الجامعي في إدارة الحاسوب والبرامج والتطبيقات وأمور عدة، لكن يبقى السؤال الذي يمكن أن يجيب عنه كل متلقي وممارس لمهنة التدريس اثناء الجائحة، هل كانت إدارة الأستاذ الجامعي للحاسوب وتقنياته وبرمجياته، هي ذات الثقافة التي يمارسها في إدارة العلمية التعليمية عبر الحاسوب بالوقت الحاضر؟

وبطبيعة الحال فالجواب الذي سيتحدث به الكل حتما، يتلخص بأنهم قطعوا شوطا طويلا من الممارسة بالتدريس الالكتروني مع الخضوع لدورات عملية، وتحلوا بإدارة ومهارات مختلفة كليا عما كانوا عليه في بداية التجربة مطلع 2020 بل أن كثيرا منهم تبدلت عنده المفاهيم الاكاديمية، وتطورت ثقافتهم وزادت صداقتهم بعالم الحاسوب، وبرامجه حتى منحهم فرصة الوصول بالتفكير والابداع الى منهجية جديدة، من حيث التدريس والتفكير النقدي والأداء التطبيقي، مستفيدا من تكاملية علم الحاسوب في تلبية متطلبات التعليم الالكتروني، وتطبيقاته العملية سيما في الدراسات الوصفية الاعلامية، بحيث نقلتهم التجربة نحو التدريس الحديث الذي يتناسب مع متطلبات التفكير الصحيح للإنسان العصري.

ومن هذا المنطلق فأن تجربة التعليم الالكتروني ينبغي أن تعضدها وتواكبها الجامعات بتوصية وتأكيد من وزارات التعليم العالي، لأنها إذا كانت اليوم تجربة من طبيعة التحديات التي فرضتها الجائحة، فأن العالم يتحول من حيث لا يشعر لحظة بعد أخرى، نحو العالم الالكتروني في ميدان التعليم وباقي القطاعات الأخرى في إطار التكييف المرحلي والدخول في عمق العصر الرقمي.

.............................................................................................
* الآراء الورادة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق