ماذا نتحدث عن المعركة والبطولات التي يسطّرها الفلسطينيون على أرض غزة، وهم في مواجهة حتمية مع الكيان الصهيوني ما بين النصر والشهادة، وعلى الرغم مما يسطرون ويفعلون، لكنهم يواجهون أعتى جيوش العالم قوة ووحشية، من أميركيين وإسرائيليين وأوروبيين، ما عدا ما هو أخطر من مكائد الآخرين...
ماذا نتحدث عن المعركة والبطولات التي يسطّرها الفلسطينيون على أرض غزة، وهم في مواجهة حتمية مع الكيان الصهيوني ما بين النصر والشهادة، وعلى الرغم مما يسطرون ويفعلون، لكنهم يواجهون أعتى جيوش العالم قوة ووحشية، من أميركيين وإسرائيليين وأوروبيين، ما عدا ما هو أخطر من مكائد الآخرين. في هذه المعركة النوعية اتضحت لنا معطيات جديدة أفرزتها حالة الشراسة والقوة والتخطيط للمواجهة، ومنها الصمود وهو عنوان بارز اختاره الفلسطينيون سبيلا لهم، دون سواه للمضي نحو هدفهم الرئيس، واللقطات التي أظهرت المستوطنين المحتلين الصهاينة ما بين خائف ومرتجف، وناقد لسياسات حكومته، وما بين شاتم كاره لكل من يعادي الفلسطينيين ويقتل أطفالهم وأبناءهم، ويجعلهم بهذه الحالة من قوة الإرادة والشراسة والفداء، ماذا تسمع عن المعركة، التحليلات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية والتغني بالبطولات النوعية، أم نحيب الرجال والنساء الصهاينة، أم صوت الصواريخ الفلسطينية، وهي تتجه لتسقط الطائرات، أم جثث المرتزقة من الجنود، أم صور الصهاينة يصلون في مطارات خارجية هاربين من مستوطناتهم بفلسطين المحتلة. ماذا تتابع من أدبيات المعركة؟ ربما تصغي لصوت بعيد يخطف عقلك لامرأة عجوز طاعنة في العمر، تنشد قصيدتها « شدوا بعضكم يا أهل فلسطين ما ودعتكم رحلة فلسطين، إدينا وحده يا ستي أدينا وحده، ما بنس أرضي في قلبي، والله ما بنس أرضي. حتى تختتم قصيدتها بالقول، لالا تنهمي راسك بالعالي لا تنهمي».
هذه الأغنية الوطنية اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي من أداء الحاجة الفلسطينية حليمة الكسواني أم العبد، التي غادرت بلادها منذ النكبة والهجرة في عام 1948، لتعيش مهجرة في مدينة الزرقاء بالأردن، أغنية مؤثرة عندما نستمع اليها كأننا نتشبث بالكلمات، ولا نريد أن نفارقها، وقد تعاطى معها سياسيون وإعلاميون ونشطاء وطنيون.
ماذا تتابع من أدبيات المعركة الفلسطينية، هل لاحظتم طفلا بعمر ست سنوات، وهو يحمل البندقية، ويتوعد بتحرير القدس ويرمي بسلاح كلاشنكوف باتجاه المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية؟ أليست هي رسالة بليغة بأن الأجيال متمسكة بالوطن والثورة في عقولهم هدف من أجل تحرير الوطن. لقد أفرزت المعركة كثيرا من النتائج، منها تكبيد الصهاينة خسائر بشرية كبيرة ومعتقلين بالعشرات، إضافة إلى الخذلان والخوف والرعب، مقابل أن أصحاب الأرض اعتبروا أن دماءهم التي تسيل هي عملية تبرع بالدم لإنقاذ بلدهم من الموت. ويقينا أن النتيجة الأهم لهذه المعركة أن المستوطنين لن يسكنوا أرضا يجاورهم فيها فلسطينيون، نفذوا معركة «طوفان
الأقصى». إن المعركة متوقع لها أن تطول من جانب الصهاينة، لأنهم اعتمدوا الإعلام سبيلا في التضليل والحرب النفسيَّة ومحاولة تدمير المعنويات الفلسطينية، وهذا من فعل الأميركيين والغرب كله، بينما الحقيقة في صدور الإدارة الأميركية أنها تبحث عن حلول سريعة تجنبها من مستجدات محتملة تتعلق بالخوف من فتح جبهات متعددة، بينما تعاني من وطأة حرب أوكرانيا وروسيا، وصراع يتنامى مع الصين.
اضف تعليق