ما دلالات الاختيار وفائدته الوطنية والجوانب الإجرائية التي ستنفذها وزارة الثقافة والسياحة والآثار الجهة القطاعية المعنية بتحمل المسؤولية إزاء عرس بغداد خلال سنة 2025؟ وتنحصر الإجابة بمدى توافر الإرادة والبيئة المناسبة والآليات التي ستتبع، وأيضا طبيعة العلاقة التشاركية بين الوزارة والجهات الحكومية وغير الحكومية لتنفيذ برنامج "بغداد عاصمة السياحة العربية"...

في نهاية العام المنصرم 2024 وبينما يتطلع العالم الى سنة جديدة مليئة بالعمل والعطاء والديمومة، وفق خطط سنوية ومحاولات لتحقيق منجز وطني يشكل حافز للشعب والنهوض بمجالات إبداع أخرى، يقفز العراق بمنجز دولي مهم يتفاخر من خلاله بالعاصمة العريقة بين أبرز الحواضر الثقافية قدما، منجز له خصوصيته الحضارية والثقافية، يتجسد باختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025.

قد يتبار الى الأذهان ما دلالات الاختيار وفائدته الوطنية والجوانب الإجرائية التي ستنفذها وزارة الثقافة والسياحة والآثار الجهة القطاعية المعنية بتحمل المسؤولية إزاء عرس بغداد خلال سنة 2025؟ وتنحصر الإجابة بمدى توافر الإرادة والبيئة المناسبة والآليات التي ستتبع، وأيضا طبيعة العلاقة التشاركية بين الوزارة والجهات الحكومية وغير الحكومية لتنفيذ برنامج "بغداد عاصمة السياحة العربية" حتى آخر يوم من السنة المذكورة، ومن يتابع البرنامج ويدقق بفقرات فعالياته المتنوعة على الصعد الثقافية والفنية والتراثية والحضارية والسياحية، يدرك أن هناك خارطة طريق متنوعة ومتداخلة بعضها ببعض، ويصل لقناعة أن هناك مراهنة جادة لدى الملاك الوظيفي المتقدم للوزارة وأيضا ملاكها الوظيفي على النجاح الذي يلوح في سماء بغداد، وفي وجوه البغداديين المتطلعين لمزيد من الأمل، وعلى أرضها المزهرة، وفي مواقعها الحضارية والتراثية والسياحية التي لا تضاهيها أية مدينة من المدن التي لديها طموح للمنافسة على لقب العاصمة السياحية في العالم العربي، كونها مدينة علم ومعرفة، وشاهدنا المدرسة المستنصرية، بل هي عاصمة من أبرز ميزاتها أنها تبتعد عن الديكور المصنع.

بلدان عربية

البشرى السارة التي تزفها وزارة الثقافة والسياحة والآثار للعراقيين هو أن اليوم الثاني من شباط 2025 ستقام احتفالية كبرى في أحد المواقع التراثية بالعاصمة بغداد، وسيتم فيه تسليم رمزي لمفتاح بغداد عاصمة السياحة العربية 2025 وسط مشاركة عربية على مستوى وزراء السياحة والثقافة من بلدان عربية، فضلا عن رئيس منظمة السياحة العربية، برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني وإشراف مباشر من معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، إذ تتزين العاصمة بحلتها الجديدة المزهرة بالجمال والألق البغدادي، وهي ترتدي أزياء خمس من الحضارات، وكذلك التراث الغني بتفاصيله الإنسانية، وتبتسم دار السلام لزائريها، وكل مبدع يقدم منجزا لدعم مشروع السياحة البغدادية الذي ستتواجد فعاليات الوزارة فيها على مدى عام من الزمن في البحث عن الجديد والنبش في أعماق التاريخ وتناول قصص الف ليلة وليلة ستقدم ضمن ما يطلق عليه ب» المسرح الشارع «في الساحات والمولات والفنادق والشوارع وأماكن الترفيه، بغية النهوض بواقع ثقافي سياحي يقدم بشكل ينسجم وجمال طبيعة العراق وثقافته التي تتميز عن غيرها في التنوع والقدم والبعد الإنساني، وأيضا لدجلة وشواطئها نصيب مما نتحدث به، ولعل الأهم هو أن نقرن فعاليات الوزارة بمنهجية مهنية تندرج بأركانها الثلاث المتخادمة، وهي البعد الثقافي والآثاري والسياحي بيت القصيد.

وربما أبرز ما تتمناه وزارة الثقافة والسياحة والآثار هو النشاط الذي يتغنى كل فنان ومبدع فيه بحب الوطن والإنطلاق بمرحلة عراق جديد يكون مهبا للسياح ودار استراحة لكل باحث عن سعادة وجمال، ورسالة الوزارة النهوض بالخدمات السياحية الى مرتبة متقدمة تشكل فيه نسبة الواردات ما يزيد عن 30 بالمئة من موازنة الدولة الى جانب النفط والزراعة وايرادات المنافذ الحدودية والمطارات.

رسالة وزارة الثقافة والسياحة الى المؤسسات الإعلامية العراقية والعربية، والى المواقع الإخبارية والمدونين وصناع المحتوى والمسوقين، والى كل صانع جمال وناقل صورة جميلة عن العراق، والى كل مواطن يساهم بتنظيف باب منزله وشارعه، وكل مرحب بضيوف العراق بابتسامة وثقافة سياحية ودبلوماسية اجتماعية تنبع من قيم عراقية فاضلة، الى الجميع ينبغي ان تكونوا يدا مع العراق لكي تكون بغداد عاصمة للسياحة العربية عن جدارة وعطاء، وليس عاصمة للمجاملة.

* وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار

اضف تعليق