q

المخدرات هي كل مادة خام مصدرها طبيعي أو مصنعة كيميائياً، تحتوي على مواد مثبطة أو منشطة إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية، فإنها تسبب خلل في عمليات العقل وتؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها، مما يضر بصحة الشخص جسمياً ونفسياً واجتماعيا. وتعرف المخدرات قانونياً ايضاً، على أنها مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان (الاعتماد النفسي والبدني)، وتسمم الجهاز العصبي المركزي ويحضر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها، إلا لإغراض يحددها القانون، ولا تستخدم إلا بواسطة من يرخص له بذلك.

ومشكلة تعاطي وترويج المخدرات كما يقول بعض الخبراء اصبحت اليوم وفي ظل تزايد استخدام بعض الانواع المخدرة من اخطر المشاكل التي تعاني منها الكثير من دول العالم، ويعد ادمان المخدرات وتعاطيها وكما تشير بعض المصادر من أشد المشكلات النفسية والاجتماعية خطورة, وأعظمها اثراً في صحة الانسان النفسية والبدنية على حد سواء، وتشير الاحصائيات السابقة الصادرة عن البرنامج العالمي لمكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة (undcp), الى أن هناك اكثر من 200 مليون شخص يستخدمون المخدرات في العالم 70% منهم يمكن اعتبارهم مدمنين، أي بما يعادل (3%) من مجموع سكان العالم تقريباً. وتقع أكثر من ثلث تلك النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول امريكا اللاتينية.

وتؤكد الهيئات الدولية أن ادمان المخدرات أضحى السبب في مشكلات لا حصر لها، على شتى الصعد الصحية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية. وتقدر تكلفة الإجراءات الدولية والمحلية لمكافحة انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وعلاج المدمنين حوالي 120 مليار دولار سنويا، وتمثل تجارة المخدرات 8% من مجموع التجارة العالمية. هذه المشكلات وبحسب بعض المراقبين يمكن ان تتفاقم بشكل خطير في السنوات القادمة خصوصا مع اعتماد بعض الدول قوانين خاصة تبيح استخدام وتعاطي المخدرات بشكل علني.

أفغانستان

وفي هذا الشأن فقد حذر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من أن مستوى الإنتاج القياسي للأفيون في أفغانستان سيؤدي إلى ارتفاع حالات الوفاة الناجمة عن تعاطي الهيروين فيما ترتفع معدلات الوفاة بالفعل في بريطانيا والولايات المتحدة. وقال المكتب في تقريره السنوي إن زراعة الأفيون في أفغانستان العام الماضي سجلت مستوى هو الأعلى منذ بدء رصد مستوى الإنتاج عام 1998 .

وقال التقرير إن أفغانستان تزرع نحو 85 بالمئة من الانتاج العالمي من الأفيون و77 بالمئة من إنتاج الهيروين. وقالت أنجيلا مي التي شاركت في اعداد التقرير "نعرف أن المعروض من مشتقات الأفيون الذي سيتم إنتاج الهيروين منه أكثر بكثير ... من المهم أن نحذر من أن المعروض موجود هناك". بحسب رويترز.

وتزداد الكميات المعروضة من الأفيون الأفغاني حيث يتلقى المزارعون المزيد من الحوافز التي تشجعهم على زراعته بدلا من المحاصيل الأخرى. وتقول مي إن البنية التحتية للأفيون على سبيل المثال تعد أكثر أمانا من المحاصيل الأخرى في المناطق الأفغانية التي تعاني من العنف المسلح لأن المهربين يتوجهون مباشرة إلى الفلاحين لاستلام المنتج.

على صعيد متصل قال مسؤولون بالشرطة والجيش إن الشرطة الأفغانية اعتقلت جنرالا بالجيش متهما بتهريب نحو 20 كيلوجراما من الهيروين. وأفغانستان أكبر منتج للأفيون الذي يستخدم في انتاج الهيروين لكن اعتقال شخصيات على مستوى عال نادرة الحدوث. وجرى القبض على البريجادير جنرال عبد السميع قائد مركز التجنيد في وحدة بالجيش في إقليم بلخ الشمالي مع حارسه وسائق شاحنة عسكرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع دولت وزيري "يمكنني أن أؤكد أن قائد مركز التجنيد في وحدة بالجيش اعتقل أثناء نقل مخدرات في مركبته." وأكثر من 90 في المئة من أفيون العالم ينتج في أفغانستان وهي تجارة تمول تمرد حركة طالبان والشبكات الإجرامية والفساد الحكومي. واستثمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات في برامج للقضاء على المخدرات لكن زراعتها في العام الماضي سجلت رقما قياسيا.

الصين

من جانب اخر أعلنت الصين عن تقديراتها الرسمية لما تتكبده من بلاء المخدرات وقدرت خسائرها الاقتصادية السنوية بما يصل الى 500 مليار يوان (80.54 مليار دولار) ووفاة 49 ألف شخص العام الماضي. وكثفت الصين حملتها على المخدرات مع ظهور طبقة جديدة في المدن لديها قدرة أكبر على الانفاق مما زاد من عدد مدمني المخدرات.

وفي اطار حملتها اعتقلت الحكومة عددا من المشاهير من بينهم ابن نجم الكونج فو وأفلام الحركة والاثارة جاكي شان. وأفرج عن جايسي شان (32 عاما) في فبراير شباط الماضي بعد ان قضى ستة أشهر في السجن. وقال ليو يو جين مساعد وزير الامن العام في مؤتمر صحفي انه يوجد في الصين أكثر من 14 مليون متعاط للمخدرات. وأضاف ان ادمان المخدرات تسبب في وفاة 49 ألفا على الاقل حتى نهاية عام 2014 وزاد من تفشي جرائم القتل والخطف والاغتصاب. بحسب رويترز.

وجاء في تقرير سنوي عن المخدرات ان عدد متعاطي المخدرات الصناعية زاد العام الماضي ولأول مرة على عدد متعاطي الهروين. وبحلول نهاية عام 2014 بلغ عدد من يستخدمون الميثامفيتامين وهو منشط نحو 1.2 مليون شخص بارتفاع نسبته نحو 41 في المئة عن عام 2013. وفي القضايا الهامة تصل عقوبة جرائم المخدرات الى الاعدام او السجن مدى الحياة.

الولايات المتحدة

في السياق ذاته قال مسؤولو صحة أمريكيون إن الوفيات الناجمة عن تعاطي جرعات زائدة من الهيروين زادت الى أربعة أمثال بالولايات المتحدة خلال الفترة بين عامي 2002 و2013 بسبب تراجع اسعاره فيما زاد استهلاك المسكنات من مشتقات الافيون. وقال توماس فريدن مدير المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها لرويترز إن عقاقير منها فيكودين واوكسيكونتين وبيركوسيت تزيد من قابلية الافراد لادمان الهيروين.

وقال في تقرير مشترك من المراكز الامريكية وادارة الاغذية والادوية (اف دي ايه) تناول تحليل بيانات الدراسات المسحية الخاصة بالادمان بين عامي 2002 و2013 "جميع ما نشاهده يشير الى توافر الهيروين الأقل تكلفة في شتى أرجاء البلاد". وتوصل التقرير الى ان جميع الافراد تقريبا -96 في المئة- ممن يتعاطون الهيروين يستخدمون ايضا مواد أخرى عديدة وان عامل الخطر القوى بالنسبة الى ادمان الهيروين هو تعاطي مشتقات الافيون.

وقال التقرير إن الافراد الذين يتعاطون مشتقات الافيون عرضة بواقع 40 مرة لخطر ادمان الهيوين. وادت زيادة تعاطي الهيروين الى زيادات حادة في الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة. واضاف التقرير ان 8200 شخص توفوا جراء الجرعات الزائدة من الهيروين عام 2013 وحده. وقال فريدن إن القضاء على هذا التوجه يستوجب "ردا مجتمعيا جماعيا" لتحسين ممارسات تعاطي مشتقات الافيون وتوسيع نطاق استخدام العقاقير الفعالة مع زيادة استخدام عقاقير منها نالوكسون للتغلب على الجرعات الزائدة من المخدرات مع التعاون مع شركاء من جهات انفاذ القوانين. واضاف ان الاطباء يصفون الكثير من العقاقير من مشتقات الافيون "والنتيجة زيادة اعداد المدمنين". بحسب رويترز.

وترجع زيادة استخدام الهيروين في الولايات المتحدة جزئيا إلى سهولة الحصول عليه مقارنة بالوصفات المحتوية على المواد الأفيونية مثل عقار اوكسيكونتين. وكان تقرير حديث صادر عن مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها في الولايات المتحدة قد ذكر أن الوفيات جراء الجرعات الزائدة من الهيروين تضاعفت ثلاث مرات تقريبا في الفترة من عام 2010 وحتى عام 2013 في الولايات المتحدة.

من جهة اخرى حكم على مؤسس موقع "سيلك رود" الذي كان يعتبر لفترة اكبر موقع لبيع المخدرات عبر الانترنت في العالم، بالسجن مدى الحياة في نيويورك. وقد ادين روس اولبريخت (31 عاما) الذي انشأ الموقع العام 2011 في شباط/فبراير الماضي خصوصا بتهمة غسل اموال والاتجار بالمخدرات وبتشكيل عصابة اجرامية والقرصنة المعلوماتية. وكان موقعه الذي لقب احيانا ب"اي باي المخدرات" يسمح خصوصا بشراء الهيرويين والكوكايين و"ال اس دي" ومنتجات اخرى غير قانونية ووثائق مزورة بفضل العملة الافتراضية "بيتكوين" مع ضمان السرية التامة حول هوية عشرات الاف المتعاملين مع الموقع عبر العالم.

واصدرت القاضية الفدرالية كاثرين فوريست حكمين بالسجن مدى الحياة في حق روس اولبريخت اضافة الى خمس سنوات و15 سنة و20 سنة في جرائم اخرى متفرقة ادين بارتكابها. وكان موقعه يعرض ايضا حزم قرصنة ووثائق مزورة وخدمات قتلة مأجورين على ما اكد الادعاء الذي كان يشتبه ايضا بان اولبريخت امر ايضا بست عمليات اغتيال في اوساطه للمحافظة على سرية ما يحصل عبر موقعه. الا انه لم تتوافر ادلة كافية لتأكيد عمليات القتل هذه. وقد حقق مؤسس هذا الموقع بحسب الادعاء ثروة قدرها 18 مليون دولار بفضل "سيلك رود" الذي تم عبره تسجيل اكثر من مليون صفقة بيع مخدرات في خلال ثلاث سنوات.

دول آسيا

الى جانب ذلك يقول رجال الشرطة الذين ضبطوا أكبر شحنة معروفة في آسيا من الكوكايين السائل في ميناء في بنجلادش إن وجهتها كانت الهند وذلك في أحدث مؤشر على تزايد نشاط عصابات المخدرات في جنوب آسيا. ولم يتضح ما إذا كانت الهند هي الوجهة النهائية للشحنة التي تقدر بما يصل إلى 14 مليون دولار أو ما إذا كانت مجرد معبر لأسواق أخرى في اسيا واوروبا.

وقال مسؤول بشرطة بنجلادش يدعى محمد قمر الزمان "كانوا يريدون نقلها إلى الهند عندما علقت في تشيتاجونج." وأضاف أن الشرطة عثرت على مراسلات جاء فيها أن الشحنة متجهة إلى "أي ميناء في الهند". والأمر الواضح أن عمليات ضبط شحنات كبيرة من المخدرات تتزايد في المنطقة. وخلال الشهور الأخيرة قالت مصادر بالشرطة في الهند وفي الخارج إنه تم في الهند ضبط شحنات أكبر من المعتاد من الكوكايين شديد النقاء ينقلها مهربون من أمريكا الجنوبية وأفريقيا. كما ظهرت شحنات تقدر بالكيلوجرامات في كاتمندو.

ويشير ضبط الشحنات إلى دور جنوب آسيا كمركز محتمل لنقل المخدرات من مكان لآخر في وقت تتطلع فيه عصابات شديدة التنظيم ربما من أمريكا اللاتينية لإخفاء آثارها في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا بالاستفادة من ضعف الأمن في موانيء المنطقة. ومثل الشركات العالمية ترى عصابات مثل سينالوا أو باسيفيك كارتل المكسيكيتان إن آسيا سوق نمو. وقد ظهر نشاط لهذه الجماعات في استراليا وهونج كونج والفلبين في السنوات الأخيرة.

وتعتقد الأمم المتحدة أن المزيد من الكوكايين ينقل في مختلف أنحاء جنوب آسيا دون أن يتم رصده. وقالت كريستينا البرتين ممثلة مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة في جنوب آسيا مشيرة للشحنة التي ضبطت في بنجلادش "هذا انذار كبير." وحتى الآن كان جانب كبير من عمل المؤسسات القائمة على مكافحة المخدرات في المنطقة يتركز على تهريب الهيروين والمخدرات التركيبية وبصفة خاصة على أفغانستان التي تنتج نحو 90 في المئة من المخدرات غير المشروعة في العالم. وقد فوجئت هذه المؤسسات بشحنات الكوكايين الأخيرة.

ويتولى مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة في جنوب آسيا تدريب مسؤولي الميناء في تشيتاجونج لتحسين تتبع الأوراق التي تساعد في رصد الشحنات المشبوهة وتقديم أجهزة الكشف عن المخدرات للمسؤولين. لكن الأجهزة معدلة وفقا لاحتياجات المنطقة ولذلك لا تتضمن اختبار الكوكايين. وقالت البرتين "الآن سيتعين علينا أن نمنحهم ذلك أيضا."

ويتزايد استخدام الكوكايين بين الأثرياء الجدد في المدن الكبرى في الدول الاسيوية التي تشهد نموا اقتصاديا سريعا رغم أنه مازال منخفضا إذا قورن بأوروبا وأمريكا الشمالية. وقال انطونيو مازيتلي ممثل مكتب الامم المتحدة للمخدرات والجريمة في المكسيك "منظمات تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية... تتطلع الآن إلى أسواق جديدة وخاصة لانتاجها من الكوكايين والميتا امفيتامين." وأضاف "آسيا هي السوق هذه الأيام".

وتوضح بيانات مكتب مكافحة المخدرات في الهند أن نشاط ضبط المخدرات تزايد في البلاد لثلاثة أمثاله بين 2009 و2013 ثم شهد انخفاضا العام الماضي لكنه يتزايد من جديد في الأشهر الأخيرة. فعلى سبيل المثال ضبط رجل من بيرو في يونيو حزيران الماضي ومعه كيلوجرام من المخدرات مخبأ في حقيبته. وكان هذا الرجل زار الهند أربع مرات قبل ذلك. وتقول تقارير الشرطة إن المخدرات مخصصة للاستخدام المحلي في مدن مثل بنجالور ودلهي ومومباي.

وفي أوائل مايو ايار ضبط مسؤولو الجمارك في بنجلادش بناء على معلومات من المخابرات البريطانية 107 من براميل زيت دوار الشمس المصنوعة من البلاستيك الازرق في حاوية بأكثر موانيء البلاد ازدحاما. ويقدر المسؤولون أنها كانت تحتوي على ما بين 60 و100 كيلوجرام من الكوكايين المخلوط بالزيت.

من جهة اخرى ازدادت الكميات المضبوطة من الميتافيتامين، وهي انواع من المخدرات المصنعة من مواد كيماوية، في دول اسيا-المحيط الهادئ اربع مرات في خمس سنوات، ضمن التوسع الكبير الذي تشهده المنطقة في انتاج المخدرات وتعاطيها، بحسب ما اعلنت الامم المتحدة. وجاء في تقرير صادر عن مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في بانكوك ان ارتفاع المستوى المعيشي للسكان، والنمو الاقتصادي الاقليمي اتاح للعصابات تطوير شبكاتها العابرة للحدود. فبين العامين 2008 و2013، ارتفعت كمية المتيافيتامين المضبوطة من 11 طنا الى 42. ويعود قسم كبير من هذه الزيادة الى انفجار الطلب على اقراص "ميث".

فهذه المخدرات القوية تستهلك على شكلين، اما على شكل حبيبات تسمى "آيس"، او على شكل اقراص غالبا ما تقول اقل نقاء. وفي خمس سنوات، ارتفعت كمية الميتافيتامين المضبوطة على شكل حبيبات ضعفين، من سبعة اطنان الى 14، اما تلك على شكل اقراص فارتفعت ثمانية اضعاف من ثلاثين مليون قرصا في العام 2008 الى اكثر من 250 مليونا في العام 2013. بحسب فرانس برس.

وبعدما كانت هذه المخدرات تنتشر في المناطق المعدمة على ضفاف نهر ميكونغ، ولاسيما في صفوف سائقي سيارات الاجرة، بات لها اليوم اسواق جديدة في كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا. وتشير الدراسة الى ارتفاع كبير في انتاج مخدرات مصنعة جديدة وتعاطيها، غالبا ما تكون متوافرة على الانترنت. وفي العام 2014، كان 137 نوعا من هذه المخدرات المصنعة الجديدة متوافرا في المنطقة، وخصوصا في استراليا ونيوزيلندا وسنغافورة واليابان.

قوانين خاصة

على صعيد متصل سمحت المحكمة العليا في كندا بتشريع استهلاك القنب الهندي على شكل بسكويت أوشاي لأغراض علاجية، في حين نددت وزيرة الصحة الفيدرالية رونا أمبروز بهذا القرار وقالت إنه من اختصاص وزارتها. وسعت المحكمة العليا في كندا نطاق تعريف القنب الهندي لأغراض علاجية، سامحة للمستخدمين باستهلاكه على شكل بسكويت أو شاي وليس تدخينه فحسب.

واتخذت المحكمة قرارها هذا على خلفية قضية توقيف خباز بتهمة الاتجار بالمخدرات كان في حوزته أكثر من مئي قطعة بسكويت بنكهة القنب الهندي. واعتبر سبعة قضاة أن القانون الخاص بالمخدرات الذي يحصر بيع القنب الهندي لأغراض علاجية بشكله "المجفف" فقط، هو مخالف للدستور. ولم يلق هذا القرار استحسان وزيرة الصحة الفدرالية رونا أمبروز التي صرحت خلال مؤتمر صحافي أن "المحكمة العليا أثارت حفيظتي"، موضحة أن وزارتها هي وحدها المخولة الموافقة على الأدوية في كندا. ويذكر أنه يسمح باستهلاك القنب الهندي لأغراض علاجية في كندا منذ العام 2001.

من جانب اخر قررت السلطات الفرنسية تخصيص غرفة في أحد مستشفيات باريس لتعاطي المخدرات لمن هم من المدمنين، تحت إشراف طبي، بحسب ما أعلن مسؤول محلي. وكانت السلطات تنوي في البدء افتتاح قاعة لهذه الغاية قرب محطة "غار دو نور" للقطارات، لكن احتجاج سكان المنطقة حال دون ذلك. وتقضي الفكرة بجعل المدمنين يتعاطون المخدرات تحت إشراف طبي بدل أن يفعلوا ذلك وحدهم وفي ظل مخاطر صحية واجتماعية كبيرة.

وقال رئيس بلدية الدائرة العاشرة في باريس ريمي فيرو إنه بعد أشهر من الجدل قررت السلطات نقل موقع هذا المشروع التجريبي إلى مبنى أحد المستشفيات، وإنها تجري مفاوضات بهذا الشأن مع إدارة مستشفى لاريبوازيير. وأوضح أن المدخل إلى غرفة تعاطي المخدرات سيكون منفصلا عن مدخل المستشفى. لكن افتتاح هذه الغرفة التي حصلت على موافقة مشروطة من البرلمان، لن يكون قبل العام 2016، بحسب برنار جومييه المسؤول الصحي في بلدية باريس. وتوجد قاعات مماثلة في سويسرا وألمانيا وإسبانيا وهولندا.

في السياق ذاته أصبح القنب الهندي قانونيا طالما يستخدم بغرض الترويح عن النفس في ولاية أوريغون الأمريكية ، مع دخول قانون وافق عليه الناخبون حيز التنفيذ، ليسمح أخيرا ببيعه في المحلات على غرار متاجر يباع فيها المخدر بولايتي واشنطن وكولورادو. وبذلك تصبح أوريغون رابع ولاية بغرب البلاد تجيز بيع القنب الهندي وتدخينه.

وبدأت حملات لتقنين المخدر في كاليفورنيا وولايات أخرى، ويسمح باستخدام النبتة المخدرة لأغراض طبية في نصف الولايات الأمريكية. ومن المتوقع أن تفتح متاجر لبيع القنب الهندي في ولاية ألاسكا عام 2016 حيث أيد الناخبون في تشرين الثاني/ نوفمبر تشريعا مماثلا. وأصبحت القنب الهندي قانونيا في ألاسكا في شباط/ فبراير. بحسب فرانس برس.

وقال روس بيلفيل من جماعة مؤيدة للقنب "نحن سعداء للغاية بانتهاء منع البالغين من تدخين القنب الهندي لكننا لازلنا بعيدين عن الهدف الذي نود الوصول إليه." وذكرت لجنة الخمور أن القانون يسمح لمن هم في سن 21 عاما وأكثر بتدخين القنب في جلسات خاصة، وزراعة ما يصل إلى أربعة نبتات وامتلاك ما يصل إلى 227 جراما في المنازل و28 جراما خارجها. ولا تزال القيادة تحت تأثير المخدرات غير قانونية، كما لا يجوز نقل القنب إلى خارج الولاية حتى وإن كان لولاية واشنطن المجاورة التي أجازت بيع المخدر العام الماضي.

بصمة الأصابع

على صعيد متصل قال علماء إنهم يستطيعون تحديد ما إذا كان شخص يتعاطي المخدرات من خلال تحليل بصمة أصابعه. وكشف فريق بحثي في جامعة "سري" البريطانية أن المواد الكيميائية التي تفرز بعد دخول مخدر الكوكايين للجسم يمكن اكتشافها في بصمة الأصابع. ويقول فريق العلماء إن الاختبار ربما يكون مفيدا في السجون وعيادات علاج مدمني المخدرات وحتى للاختبارات الدورية في أماكن العمل.

ومع ذلك، قد يكون الجهاز الحالي للاختبار أمرا غير عملي، وذلك يعود إلى حجمه الذي يقترب جدا من حجم غسالة الملابس وثمنه الباهظ. ويعتمد اختبار تعاطي المخدرات المعتاد على عينة سائلة، مثل الدم أو البول أو اللعاب. لكن الباحثين يعتقدون أن طريقة بصمة الأصابع ستكون أسرع وأقل تدخلا وأصعب من حيث تزييفها. وتعقبت الدراسة، التي نشرت في مجلة "أناليست" البريطانية للكيمياء، مادتي الـ "بنزويليكغونين" والـ "ميثيليكغونين" اللتين يفرزهما الجسد بعد تناول الكوكايين.

وتفرز المادتان عندما يتحلل مخدر الكوكايين في الجسم، ويمكن التخلص منها بخروجها في كميات ضئيلة جدا من العرق. ومن المرجح أن تظل تلك المواد على الورق المستخدم في رفع البصمات. وتحلل بعد ذلك عينة من بصمة الأصابع من خلال جهاز لقياس الطيف (سبكتروميتر)، الذي يكتشف المواد الكيميائية بناء على حجمها الذري.

وأظهر الفريق البحثي أنهم قد يستطيعون استخراج نفس نتائج تحليل الدم تقليدي. وقالت ميلاني بيلي، دكتورة الطب الشرعي: "جهاز مقياس الطيف يقترب جدا من حجم غسالة الملابس ويبلغ سعر الجهاز الذي نستخدمه حاليا 400 ألف جنيه إسترليني، لذا فهو ليس رخيصا." وأضافت أن هناك منتجات أرخص في الأسواق "تزيد الاحتمالات من أنه يمكن جعل هذا الاختبار محمولا يوما ما". بحسب بي بي سي.

وأضافت بيلي: "كنت أفكر في أنه قد يكون مفيدا في اختبارات أماكن العمل". وتجرى اختبارات فحص المخدرات بالفعل في أماكن العمل في بعض الصناعات، خاصة تلك التي تلعب فيها السلامة دورا رئيسيا، مثل تشغيل الآلات الثقيلة والقيادة. وقالت بيلي: "مراكز تأهيل مدمني المخدرات التي نعمل فيها حاليا أبدت اهتمامها لاستخدام هذا المنهج على المرضى من خلال برامج علاج تعاطي المخدرات."

اضف تعليق