q

قد تحدث بعض الخسائر في الممتلكات وحتى الارواح، خارجة عن سيطرة البشر، كما هو الحال مع الكوارث الطبيعية والحوادث غير المخطط له او غير المتعمَّدة وما شابه ذلك، ولكن حتى هذا النوع من الحوادث بات اليوم محط تساؤل، ومساءلة المسؤولين، في مجال عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتوفير الامن للأرواح، فكيف اذا كان الاذى الذي يتم إلحاقه بالاطفال مخططا له مسبقا، أي انه يتم مع سبق الاصرار، كما هو الحال مع حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الاطفال كما حدث في المؤسسية الكنسية وهزّ اركانها، بالاضافة الى قضية التجنيد الاجباري للاطفال تحت ضغوط اقتصادية او غيرها، حيث يُساق مئات الآلاف من الاطفال الصغار تحت 18 عاما الى ساحات القتال ويتم تجنيدهم بالقوة، فيتعرضون للموت والاصابة بعاهات مستدامة تبقى تلازمهم العمر كله.

وهناك حالات اذى تصل حد الموت يتعرض لها الاطفال بسبب النزاعات والحروب كما يحدث الآن في سوريا والعراق بسبب القتال الدائر هناك، فقد بلغت اعداد الاطفال التي تأثرت في هذا النزاع 14 مليونا بين قتيل او مصاب او مشرد او نازح ومهجّر ويتيم وما شابه، وعندما نقرأ هذا الرقم المرعب للاطفال الذين طالهم تأثير النزاع في سوريا والعراق، يمكننا أن نتصور ونفهم تمام الفهم مدى الآلام والاوجاع والمخاطر التي تعرض لها هؤلاء الصغار، بصورة مخطط لها، لأن النزاعات في الحقيقة تمثل صراعات سياسية في الاصل، والاخيرة تحدث نتيجة لصراع المصالح والارادات، فيكون ضحيتها الاطفال كما هي الحال في عموم العالم، والمثال الحي الساخن والاقرب على هذه القضية ما يحدث الآن في سوريا والعراق.

14 مليون طفلا ضحايا النزاع بسوريا والعراق

في هذا السياق قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان ان نحو 14 مليون طفل يعانون في الشرق الاوسط نتيجة النزاع في سوريا والعراق، داعية العالم الى توفير الدعم اللازم لهم. وذكرت المنظمة ان "نحو 14 مليون طفل يعانون في المنطقة جراء النزاع المتصاعد الذي يجتاح سوريا وجزءا كبيرا من العراق". وحضت العالم على "توفير مزيد من الدعم لليافعين الشباب بعد دخول الأزمة السورية عامها الخامس".

وقالت المنظمة انه "رغم دخول النزاع السوري عامه الخامس، لا تزال حالة أكثر من 5,6 ملايين طفل داخل البلاد بائسة". واوضحت ان "نحو مليوني طفل يعيشون في مناطق معزولة إلى حد كبير عن المساعدات الإنسانية إثر القتال الدائر في البلاد أو غيرها من العوامل الأخرى، اضافة الى تغيب نحو 2,6 مليون طفل سوري عن المدرسة". واضافت ان "مليوني طفل سوري تقريبا يعيشون كلاجئين في لبنان وتركيا والأردن وبلدان أخرى إلى جانب 3,6 ملايين طفل من مجتمعات مضيفة للاجئين يعانون أصلا بسبب الضغط الهائل الذي تواجهه بعض الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة". واشارت المنظمة الى ان الازمة العراقية "المتزايدة المصاحبة للأزمة السورية أجبرت أكثر من 2,8 مليون طفل على الفرار من منازلهم وتركت العديد منهم محاصرين في مناطق تسيطر عليها جماعات مسلحة".

وفاقمت سيطرة تنظيم داعش المتطرف على مساحات واسعة من العراق وسوريا من مستويات العنف في البلدين. وقال المدير التنفيذي ليونيسيف أنتوني ليك انه "مع دخول الأزمة (السورية) عامها الخامس لا يزال هذا الجيل الشاب معرضا للضياع والدخول في دوامة عنف تتكرر مرارا وتكرارا على مدى الأجيال القادمة". وحض العالم على توفير "استثمارات طويلة الأمد لتلبية احتياجات الأطفال واليافعين وتسليحهم بالمهارات اللازمة والدافع لبناء مستقبل أكثر استقرارا لأنفسهم". ودعت المنظمة الى توفير فرص التعليم والدعم والرعاية الصحية والنفسية للاطفال واليافعين. وبحسب ارقام صادرة عن يونيسيف في كانون الثاني/يناير الماضي، فان بين 2,1 و2,4 مليون طفل في سوريا لا يستطيعون الذهاب الى المدراس لاسباب امنية.

وتشهد سوريا منذ 15 اذار/مارس العام 2011 نزاعا تحول من احتجاجات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد الى قتال مسلح. واسفر النزاع عن مقتل اكثر من 210 آلاف شخص منذ اندلاعه فضلا عن اكثر من احد عشر مليون نازح ولاجئ بحسب فرانس بريس.

"قائمة العار" لا تتضمن إسرائيل!

من جهتها تجاهلت الأمم المتحدة دعوات جمعيات حقوق الإنسان التي طالبتها بإدراج إسرائيل في "قائمة العار" السنوية للجهات المنتهكة لحقوق الأطفال، وذلك بعد مقتل أكثر من 500 طفل في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014. واتخذ بان كي مون قرار الإبقاء على نفس قائمة العام الماضي لكنه أعرب عن " قلقه العميق" للانتهاكات التي وقعت بحق الأطفال خلال هذه الحرب العام الماضي.

ونشرت الأمم المتحدة مؤخرا "قائمة العار" للجهات المنتهكة لحقوق الأطفال بدون أن تدرج ضمنها إسرائيل، رغم الدعوات إلى ذلك بعد مقتل أكثر من 500 طفل في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وطالبت جماعات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإضافة إسرائيل إلى القائمة وجرت مناقشات مطولة بين وكالات الأمم المتحدة قبل القرار النهائي الذي كان بيد الأمين العام.

وقرر بان كي مون إبقاء قائمة العام الماضي بدون تغيير، إلا انه قال إنه يشعر ب"قلق عميق" بسبب "الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في 2014". وقال إن "حجم التأثير غير المسبوق وغير المقبول على الأطفال في 2014 يثير مخاوف كبيرة حول التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني وخصوصا مبادئ التفريق وعدم الإفراط والحذر في الهجمات، واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان خصوصا في ما يتعلق بالاستخدام المفرط للقوة". وتحدث بان كي مون عن "زيادة كبيرة" في عدد الأطفال الذين قتلوا في إسرائيل والأراضي الفلسطينية في 2014 بحسب فرانس بريس.

وخلال النزاع الذي استمر 50 يوما في غزة العام الماضي، قتل 561 طفلا (557 فلسطينيا، وأربعة إسرائيليين) وأصيب 4271 آخرون (4249 فلسطينيا و22 اسرائيليا). وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "التقرير هو أكثر من مجرد قائمة" ويتحدث عن مخاوف حيال معاناة الأطفال في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. ورحب السفير الإسرائيلي رون بروسور بالقرار قائلا ان بان كي مون "كان مصيبا بعدم الإذعان لاملاءات المنظمات الإرهابية والدول العربية في قراره عدم إدراج إسرائيل على قائمة العار إلى جانب منظمات أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وطالبان". وتضم "قائمة العار" 51 منظمة من بينها جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية والقوات المسلحة لثماني دول بينها سوريا واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان بحسب فرانس برس.

ونشرت القائمة السوداء بعد شهرين من تحقيق أجرته الأمم المتحدة وخلص إلى أن الجيش الإسرائيلي مسؤول عن سبعة هجمات على مدارس الامم المتحدة في غزة كانت تستخدم ملاجئ خلال حرب 2014.

آلاف الأطفال بغزة بحاجة لعلاج نفسي

وفي هذا الصدد يحتاج 400 ألف طفل في قطاع غزة إلى علاج نفسي بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة في القطاع، بحسب ما ذكره مسؤول أممي. وقال المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة مكارم ويبيسونو إن العدد الكبير للقتلى بين صفوف المدنيين الفلسطينيين يثير "شكوكا خطيرة" بشأن مدى التزام إسرائيل بالقوانين الدولية خلال الحرب التي استغرقت حوالي 50 يوما. وغابت إسرائيل و الولايات المتحدة عن اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ناقش تقرير ويبيسونو. وأشار المسؤول الأممي إلى أن "ضراوة التدمير والنسبة المرتفعة للقتلى بين المدنيين في غزة تثير شكوكا خطيرة بشأن مدى التزام إسرائيل بمبادئ القانون الدولي الإنساني ذات الصلة بالتكافؤ والاحتياطات خلال الهجوم."

وتطرق ويبيسونو إلى الاحتياجات "الملحة" في غزة، محذرا من أن استمرار "حصار إسرائيل لغزة يجعل القطاع في حالة اختناق لا تسمح حتى للمواطنين بمساعدة أنفسهم."

وتقول إسرائيل إن القيود التي تفرضها على معابر القطاع الحدودية وساحل غزة لازمة لحماية مواطنيها من هجمات المسلحين. ونوقش أيضا خلال الاجتماع تقرير للأمين العام بالأمم المتحدة تناول الاستمرار في بناء المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة ومزاعم بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان بحق فلسطينيين في المنطقة. ويعيش حوالي 500 ألف يهودي في أكثر من 100 مستوطنة بنيت منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967. وهذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، لكن إسرائيل ترفض ذلك.

ونقلت وكالة رويترز إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الاجتماع الأممي السنوي بشأن حقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية "يستثني إسرائيل بصورة سلبية." ويتبادل الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات بشأن "ارتكاب جرائم حرب" خلال حرب الصيف الماضي. وخلفت الحرب أكثر من 2100 قتيل فلسطيني غالبيتهم من المدنيين، بحسب الأمم المتحدة. وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل 67 جنديا وستة مدنيين.

تجنيد مئات الاطفال بجنوب السودان وافريقيا الوسطى

من جهة اخرى اعلن صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) ان الحكومة والمعارضة في جنوب السودان خطفتا خلال شهر واحد "مئات الاطفال" لتجنيدهم بالقوة. وقال جوناثان فايتش ممثل اليونيسف في جنوب السودان في لقاء مع صحافيين في جنيف "تلقينا معلومات تتسم بالمصداقية وتمكنا من التحقق في بعض الحالات من ان الحكومة والمعارضة خطفتا (...) في الشهر الماضي وحده مئات الاطفال لتجنيدهم في صفوفهما". واضاف ان "طواقمنا الميدانية وشركاءنا يتحدثون عن تزايد في التجنيد (الاطفال الجنود) حاليا". والنزاع في جنوب السودان، الذي نال استقلاله في تموز/يوليو 2011، اندلع في 15 كانون الاول/ديسمبر 2013 في صفوف جيش جنوب السودان الذي نخرته الخصومات السياسية الاتنية التي غذتها الخصومة بين كير ومشار. ومنذ ذلك الوقت انضمت مجموعات مسلحة وميليشيات قبلية الى هذا المعسكر او ذاك بحسب فرانس بريس.

وقد اعلن صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مؤخرا ان مجموعة متمردة في جنوب السودان الذي يشهد حربا اهلية، افرجت عن 250 من الاطفال المجندين، موضحة ان 400 اخرين سيتم الافراج عنهم قريبا، وذلك في اطار عملية افراج عن 3000 طفل تم الاعلان عنها في نهاية كانون الثاني/يناير. وقالت اليونيسف في بيان ان الافراج عنهم يرفع الى "اكثر من 1300 عدد الاطفال المفرج عنهم منذ 26 كانون الثاني/يناير". والاطفال المفرج عنهم كانوا مجندين في الجيش الديموقراطي لجنوب السودان - فصيل كوبرا، المجموعة المتمردة في شرق البلاد بقيادة ديفيد ياو ياو الذي ابرمت معه اليونيسف اتفاقا في نهاية كانون الثاني/يناير يقضي بالافراج عن ثلاثة الاف طفل مجند في الاجمال، في احدى اهم عمليات الافراج عن اطفال على الاطلاق. لكن الاف الاطفال الاخرين لا يزالون يقاتلون سواء لحساب المتمردين او لحساب الحكومة بحسب فرانس بريس.

واتهمت اليونيسف المعسكرين بتكثيف التجنيد الالزامي للاطفال الجنود وفق "حملات بالمئات" خلال شهر شباط/فبراير لوحده. وقالت الوكالة التابعة للامم المتحدة انه تم تجنيد حوالى 12 الف طفل، غالبيتهم من الذكور، في جنوب السودان. وفي كانون الاول/ديسمبر 2013، غرق جنوب السودان في حرب اهلية واسعة النطاق بين الجيش الموالي للرئيس سلفا كير والقوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار. وتترافق المعارك بين المعسكرين اللذين يحظى كل منهما بدعم مجموعات مسلحة مختلفة وميليشيات اتنية مستقلة الى حد ما، مع فظائع ترتكب ضد المدنيين على اسس اتنية.

من جهة اخرى تعهد زعماء ثماني مجموعات مسلحة في افريقيا الوسطى خلال حفل عام في بانغي الافراج عن الاف الاطفال المجندين والتوقف عن تجنيدهم، وفق مراسل فرانس برس في بانغي. ووقع الاتفاق على هامش منتدى بانغي الذي يضم قرابة 600 مشارك ويستمر لمدة اسبوع بهدف تحقيق المصالحة الوطنية ومناقشة مستقبل البلاد.

وقال ممثل منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) محمد مالك فال في بيان انها "خطوة مهمة لحماية الاطفال في هذا البلد". واضاف "هذا البلد من اسوأ بلدان العالم بالنسبة للاطفال بعد سنتين من النزاع واليونيسيف تأمل العمل مع السلطات المحلية لمساعدتها على جمع شمل هؤلاء الاطفال باهلهم". من بين الموقعين ممثلو طرفي الازمة التي شهدتها البلاد في 2013 و2014 وهما تحالف سيليكا المتمرد السابق وميليشيا انتي بالاكا. ويقدر عدد الاطفال المجندين لدى مختلف المجموعات المسلحة والمتمردة بما بين 6 الى 10 الاف في البلد الذي يشهد نزاعات منذ سنوات عدة.

وقال بيان اليونيسيف ان هذا العدد يشمل المقاتلين وكذلك "الاطفال الذين تعرضوا للاستغلال بطرق اخرى سواء لغايات جنسية او للخدمة في مجال الطبخ او كمراسلين". وقالت اليونيسيف ان قادة الفصائل المسلحة وافقوا كذلك على تمكين المنظمة وشركائها من الدخول بشكل فوري ودون اي قيود على المناطق التي يسيطرون عليها. وتشهد افريقيا الوسطى حالة من الفوضى منذ اذار/مارس 2013 عندما قلبت حركة تمرد سيليكا وغالبية اعضائها من المسلمين بقيادة ميشال دجوتوديا نظام فرنسوا بوزيزيه. واتهم تحالف سيليكا بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق السكان وردا على هذه الانتهاكات نشأت ميليشيات الدفاع الذاتي انتي بالاكا التي ارتكبت تجاوزات بحق المدنيين المسلمين وفقا لفرانس بريس.

استرالي متهم بالاعتداء الجنسي على اطفال

في سياق منفصل وجهت السلطات الاسترالية تهما لرجل في السابعة والاربعين من العمر بارتكاب 145 جرما متصلا بالاعتداء الجنسي كان ضحيتها 28 طفلا يشتبه في انه تواصل معهم عبر الانترنت. وكان الرجل يرتاد مواقع التواصل الاجتماعي باسماء وهمية مثل "جاز" و"جازمان" لجذب الصغار الذين تقل اعمارهم عن 16 عاما، وفقا للشرطة. وتراوحت الجرائم الموجهة للرجل بين الاغتصاب والتقاط صور ذات طابع جنسي وتوزيعها، وهو ارتكبها بين العامين 2002 و2015.

وقالت الشرطة انه كان يستدرج ضحاياه عبر مواقع التواصل للحصول منهم على صور فاضحة، ثم يبتزهم بها بغية اغتصابهم وتصويرهم. وبدأ التحقيق في هذه القضية في نيسان/ابريل من العام 2014، اثر تقديم شكوى بحقه، بحسب ما كشف احد المحققين. واعرب المحقق عن ثقته بوجود مزيد من الضحايا قد يكشف عنهم لدى التوسع في التحقيق بحسب فرانس بريس.

الاستغلال الجنسي للقاصرين

من جهة اخرى دقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ناقوس الخطر إزاء أعمال الاستغلال الجنسي في كولومبيا التي تطال 86 % منها القاصرين في البلاد. وجاء في تقرير أصدرته المنظمة الأممية في بوغوتا أن "أعمال العنف ذات الطابع الجنسي ما زالت تشكل تهديدا خطيرا، لا سيما بالنسبة إلى القاصرين". وقد أودى النزاع في هذا البلد الأميركي اللاتيني الذي يتواجه فيه الجيش مع المجموعات المسلحة الشيوعية والميليشيات شبه العسكرية والمجموعات الإجرامية بحياة 22 ألف شخص، مؤديا إلى تهجير أكثر من خمسة ملايين، بحسب الأرقام الرسمية. وأوضحت اليونيسيف أن "نسبة الإفلات من العقاب قد تصل إلى 98%" في جرائم الاستغلال الجنسي التي تعرض لها قاصرون، في خضم النزاع المسلح.

ويدفع الأطفال الثمن الأغلى في حرب تستخدم فيها الألغام ويعتمد فيها التجنيد الإجباري، بحسب تقرير اليونيسيف الذي استند إلى معطيات منظمات كولومبية. وتولت خدمات حماية الأطفال الاعتناء ب 5417 قاصرا (72 % منهم من الفتيان) تركوا صفوف المجموعات غير الشرعية بين العامين 1999 و2013. بحسب فرانس بريس.

آلاف الأطفال يُجبَرون على التسوّل

من جهتها كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش أن محفظين للقرآن في السنغال يجبرون عشرات الآلاف من الأطفال على التسول بالشوارع، بينهم أكثر من 30 ألف طفل يجبرون على التسول في العاصمة دكار وحدها. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن محفظين للقرآن في السنغال يجبرون عشرات الآلاف من الأطفال على التسول في الشوارع ملقيةً بالمسؤولية على الحكومة في عدم تطبيق قانون يحظر التسول القسري.

ومررت السنغال عام 2005 قانونا يهدف إلى منع الاتجار بالأطفال واستغلالهم في بعض دور تحفيظ القرآن. وحوكم 12 محفظا فقط منذ ذلك الحين. وأظهر إحصاء أجرته الحكومة عام 2014 لدور تحفيظ القرآن أن أكثر من 30 ألف طفل يجبرون على التسول في العاصمة دكار وحدها. ويلزم بعض المحفظين أطفالا بجلب ألفي فرنك (ثلاثة دولارات) يوميا، في بلد لا يتجاوز الحد الأدنى للأجر اليومي فيه أربعة دولارات، وإلا عاقبوهم؟. ويهدف بعض المعلمين في السنغال من وراء التسول لتعليم الأطفال التواضع سواء كانوا من أسر فقيرة أو ميسورة الحال. غير أن ناشطين في مجال حقوق الإنسان يقولون إن هذا بات وسيلة للمعلمين للتربح من خلال استغلال الصغار. وقالت هيومن رايتس ووتش إن عمليات الاستغلال أصبحت واسعة الانتشار.

وذكر تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و15 عاما في مقابلات مع المنظمة في يناير كانون الثاني الماضي إن معلمهم ومساعديه يضربونهم بالسياط والعصي والحبال. وقالت كورين دوفكا مديرة منطقة غرب أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "معاناة الطلاب بمثابة نقطة عمياء في المجتمع السنغالي. السنغال بها قوانين قوية للغاية لكنها للأسف لا تطبق." بحسب فرانس بريس.

تعرّض الاطفال للعنف يصيبهم بالسمنة عند الكبر

وقد كشفت نتائج دراسة أجراها أطباء بريطانيون في مجال الصحة النفسية مؤخرا إن الاطفال من ضحايا العنف يصبحون أكثر عرضة على الأرجح للاصابة بزيادة الوزن أو السمنة في مرحلة البلوغ فيما تزداد لديهم احتمالات الاصابة بأمراض القلب والسكري وأمراض أخرى. وتوصل الباحثون الى ان أكثر من ربع النساء اللائي تعرضن في طفولتهن للعنف بصورة متكررة او من آن لآخر أصبحن يعانين من البدانة وهن في سن 45 بالمقارنة بنسبة 19 في المئة لأولئك اللاتي لم يتعرضن قط للعنف في مرحلة الطفولة. ويشيع بين الذكور والإناث على السواء ممن تعرضوا للعنف في الطفولة انتشار الدهون في منطقة الوسط وهو عامل خطر معروف ينبئ بالاصابة بأمراض القلب.

وقال اندريا دانيس الذي شارك في الدراسة من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلوم الاعصاب في كينجز كوليدج بلندن "التعرض للعنف ينطوي على مخاطر على الصحة الجسمانية سواء للرجال أو النساء". وقالت لويز ارسينو التي أشرفت على الدراسة إن نتائج البحث يتعين ان تذكر المعلمين والآباء والقائمين على شؤون التربية بالتفكير في هؤلاء الضحايا وليس مجرد القلق بشأن كيفية وقف هذا العنف لحسب رويترز.

اضف تعليق