ان الحج يجعل الانسان يتخلى عن الفخر والغرور والتكبر والميل الى التواضع ليكون محبوباً او مقبولاً على اقل تقدير في محيطه الاجتماعي وهذا ما يبحث عنه كل الاسوياء من الناس، ومن اجل هذه العائدات العظيمة للحج يجب ان يعي جميع المسلمين اهمية هذه العبادة العظيمة وان يسعوا اليها بكل الطرق والوسائل...

الحج لدى المسلمين هو أحد اركان الإسلام التي فرضها الله عليهم بشرط الاستطاعة والقدرة، لذا فجميع المسلمين يبحثون عن الفرص التي توصلهم لحج بيت الله الحرام، فيدفعون الأموال ويتركون اهليهم ومنازلهم ومشاغلهم لأجل بلوغ هذه الهدف الذي يعده المسلمين من اعلى الأهداف قيمة فيولونه أهمية كبرى، وكل هذه الأهمية لم تأتي من فراغ بل لعائداته على الانسان، فما هي أبرز العائدات النفسية في الحج؟

للحج أثر كبير في ترسيخ التقوى في النفس المؤمنة، فالحج التزام والمؤمن الذي يحج ويتكلف المشقة والمال والوقت يقطع على نفسه خط الرجعة الذي ربما كان يحتفظ به قبل الحج، حيث كان يحتفظ بمساحة يعطي نفسه فيها بعض أهوائها المحرمة، فتراه ملتزماً بدينه، إنما قد يتراجع بين الحين والآخر استجابة لشهوة، أو لضغط اجتماعي يقع عليه، فالحج يأتي بمثابة تجسيد لهذا الالتزام، فيكون بمثابة ميثاق وعهد يقطعه الانسان على نفسه أنه لن يعصي الله بعده وبذا هو يكتسب الرضا عن النفس.

في واقعنا الذي نعيش نلحظ ان غالبية من يهذبون لبيت الله الحرام يعودون بنفسية تختلف عن نفسيتهم السابقة، اذ انهم يميلون الى الهدوء أكثر من ذي قبل، الرغبة في الابتعاد عن اللغو في الكلام وحتى الابتعاد عن كثرة الكلام، علاوة على ابتعادهم عن الكثير من السلوكيات التي كانوا يمارسونها مثل الجدال وغيرها وهذا يعني انهم عادوا محملين بالكثير من العوائد النفسية، ولأننا في أيام الحج فضلنا الخوض في موضوعة الأثر النفسي للحج فعسى ان نوفق في هذا المسعى.

ما هي ابرز العائدات النفسية للحج؟

حين يحج الانسان فأن سيظفر بهذه العائدات جميعها او جزءاً كبيراً منها، ومن أبرز ما يظفر به هو:

أولى العائدات النفسية هو ان الحج يدفع الانسان الى تغير الأولويات، اذ يساعد الحج على إعادة ترتيب الأولويات وتوجيه الاهتمام نحو الجوانب الروحية والاجتماعية، بدلاً من التركيز على الأمور المادية التي يقضي الانسان غالبية عمره يسعى من اجلها، ففي الحج تحولاً نفسياً غير مسبوق مطلقاً.

ثاني عائدات الحج هو انه يعزز من صبر الانسان وتحمله ورفع قدرته على مواجهة صعوبات الحياة بسبب المشقة التي يمر بها الحجاج في اثناء ممارسة المناسك العبادية في الديار المقدسة، وبالتالي يعود غالبية الحجيج وقد تشكلت لديهم عادة سلوكية جميلة يحتاجونها في أيام حياتهم.

وثالث العائدات هو شعور الحاج بالراحة النفسية والصفاء الداخلي عبر ممارسة الشعائر الدينية والبعد عن مسببات التوتر، وبالتالي يساهم الحج في تخفيف التوتر والقلق والشعور بالهدوء والطمأنينة التي يمنحها الله لعباده في هذه الأيام المباركة، فلو سألت كل الحجاج لا ثبتوا ذلك وايدوه لأنهم لمسوه بالفعل في رحلتهم العبادية في بيت الله الحرام.

ورابع العائدات هو ان الحج يساعد على تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، مما يشجع على فعل الخير والقيام بالواجبات الاجتماعية بفاعلية اعلى من باقي أيام وهذا يعود الى الطاقة النفسية التي تتجدد في أيام الحج المباركة.

اما خامس العائدات فأن الحج ينمي الشعور بالوحدة والمساواة بين المسلمين، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الثقافية وهذا الشعور من شأنه ان يخلق اتزان نفسي كبير للإنسان مما يجعله أكثر ثقة بنفسه وأكثر دافع من اجل تطويرها وتزكيتها ما استطاع.

واخيراً فأن الحج يجعل الانسان يتخلى عن الفخر والغرور والتكبر والميل الى التواضع ليكون محبوباً او مقبولاً على اقل تقدير في محيطه الاجتماعي وهذا ما يبحث عنه كل الاسوياء من الناس، ومن اجل هذه العائدات العظيمة للحج يجب ان يعي جميع المسلمين اهمية هذه العبادة العظيمة وان يسعوا اليها بكل الطرق والوسائل.


اضف تعليق