هل جربت أن يتعكر مزاجك وانت ترى الغيم يخيم في السماء؟، او أنك تفاءلت حين أصبحت على وجود شمس مشرقة؟، وأنك انزعجت حين جلست في غرفة ذات انارة حادة او ذات ألوان صاخبة؟، كل ذلك يحصل بفعل تأثير الإضاءة على المزاج الإنساني، كيف يمكن ان يؤثر الضوء على مزاجنا؟...
هل جربت أن يتعكر مزاجك وانت ترى الغيم يخيم في السماء؟، او أنك تفائلت حين أصبحت على وجود شمس مشرقة؟، وأنك انزعجت حين جلست في غرفة ذات انارة حادة او ذات ألوان صاخبة؟، كل ذلك يحصل بفعل تأثير الإضاءة على المزاج الإنساني، كيف يمكن ان يؤثر الضوء على مزاجنا؟
من الحياة
في الكثير من البلدان ومنها العراق صادفنا ان بعض أصحاب المطاعم الشعبية التي تقدم الوجبات السريعة تختار الانارة ذات الألوان الصاخبة او الألوان الحادة مثل الأصفر والاحمر والاخضر وغير ذلك من ألوان التي تزعج الانسان حين يجلس تحتها، وعند استعلامنا عن سبب ذلك كانت الإجابة بأن الامر مقصود، اذ يراد من وضع هذه الانارة ليعجل الزبون ولا يبقى جالساً لأوقات طويلة سيما مع ضيق المكان وان الوجبات هي وجبات سرعة لا تحتاج وقت كبير لتناولها.
تؤثر الانارة على امزجتنا بصورة كبيرة فترفع منها تارة وتغير منها للاسوء تارة أخرى، فحين نكون في غرفة ذات ألوان هادئة نشعر بالاسترخاء والهدوء والميل الى النوم احياناً، بينما حين نكون في غرفة ذات انارة قوية نسبياً فأننا نتنشط وتزيد من قدرتنا على التركيز والعمل، وهو ما يزيد من نسب الإنجاز الإنساني في الوظائف وعلى نطاق الاعمال الخاصة كذلك يمنح الضوء طاقة كبيرة للإنسان باتجاه انجاز المهام بصورة أفضل.
وتعضيداً لما نقول تشير دراسة مسحية أجريت في عشر دول أوروبية بينها المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا والسويد في الأول عام 2018، أن 40% من العاملين في المكاتب يعانون من الإضاءة السيئة بشكل يؤثر في إنتاجيتهم ورفاهيتهم، وأن 25% من الذين شملهم الاستطلاع يشعرون بالإحباط من الاضطرار إلى التعامل مع الإضاءة السيئة في أماكن عملهم.
ويخلق الضوء مساحات مريحة للنظر بحيث لم تعد المصابيح أداة بسيطة للحصول على الضوء فقط، إنها تمنحنا تجربة كاملة، تزيد مساحاتنا جمالاً وتجعلها أكثر مناسبة لمتطلباتنا وحالتنا المزاجية التي تزيد من فرص ارتفاع الصحة النفسية للإنسان والتي لا تقل أهمية عن الصحة الجسمانية للفرد.
كما تلعب الاضاءة دورا كبيرا في تحسين الحالة المزاجية الخاصة بالإنسان في بعض المواقف الحياتية ومنها الاكل، حيث ان هناك بعض الدراسات أثبتت أن ألوان الإضاءة تؤثر على شهيتنا فقد نأكل كميات قليلة في النور الساطع بينما تشعر بجوع أكبر في الغرف ذات الإضاءة الخافتة، والعكس هو الصحيح.
على نقيض ذلك فأن الظلام او الانارة القليلة تثير في الانسان مشاعر الاكتئاب والقلق وغيرها من المشاعر غير المريحة التي تصيب الانسان حين يكون الجو غائماً، وانا ممثل حي لهذه الفئة من الناس التي لا تفضل الظلام وتميل الى العيش تحت الإضاءة سواء من مصادرها الطبيعية المتمثلة بالشمس والقمر او من المصادر الصناعية التي في منازلنا وفي أماكن تواجدنا المختلفة.
إشارة مهمة
رغم الانعكاسات السلبية للظلام غير ان علماء النفس لهم رأي آخر، فهم يعزون الوعي الإنساني إلى التدفق شبه المستمر للمحفزات البصرية التي نشهدها خلال حياتنا بعد الخروج من الظلام، ناهيك عن التغيرات التي تطرأ في النواحي الجسدية والعقلية والصحية، وهناك الكثير من الأبحاث التي تطرقت إلى فوائد خزان العزل التي تشمل تعزيز الإبداع والتركيز والتنسيق الحركي والاسترخاء فضلا عن تراجع مستوى التوتر وانا شخصياً اتبنى هذه الآراء النفسية واراها واقعية جداً لكوني جربتها في حياتي.
في الختام: بعد ذكرنا أهمية الضوء بالنسبة للإنسان وانعكاسات غيابه قبالة الانعكاسات السلبية للعتمة او الظلام قبالة إيجابياته، ومن كل ما ذكر نستخلص ان الاثنين لهما مالهما وعليهما ما عليهما ولابد من الموازنة واستخدام كل شيء في وقته للظفر بالإيجابيات وتجنب السلبيات.
اضف تعليق