من اكثر الصفات التي تميز الانسان المصاب بفرط الحركة هي صعوبة استقراره في مكان واحد ولو لدقائق معدودة، وحين يتحدث يحرك يديه بسرعة وبكثرة، ويميز الكبار المفرطين انهم يجدون صعوبة بالغة في التركيز لفترات طويلة ومن هذا ينتج صعوبة في الحفاظ على الهدوء، كما يصاحب الكثير من حركاته الارتعاش...
قد يبدو الامر مضحكاً حين تصف انساناً كبيراً بالعمر بكونه مصاب بفرط الحركة، وقد يبدي من تصفه بهذه الوصف امتعاضه واعتراضه على وصفك إياه، لكن في الحقيقة ان الكبار يصابون بأضطراب فرط الحركة الذي يؤثر على الكثير من عملياتهم الجسدية وقبل ذلك يجعل المصاب به عرضه للسخرية والمزح، فماهي أسباب وعلامات اضطراب فرط الحركة لدى الكبار؟، وكيف يعالج؟
ما هو فرط الحركة لدى الكبار؟
يوصف فرط الحركة عند الكبار بأنه" الحالة التي تتميز بسهولة إثارة حماس الشخص وابتهاجه بشكل غير طبيعي وقيامه بأفعال متهورة توحي بوجود مشكلة في تحركاته.
يرى علم النفس ان الكبار والمراهقين كما الصغار لم يسلموا من الإصابة باضطراب فرط الحركة، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن عدد البالغين المصابين بهذا الاضطراب بلغ حوالي 2.5% من عدد سكان العالم، وتلك النسبة هي صغيرة جزئياً بالمقارنة مع نسبة الأطفال المصابين بفرط الحركة والتي تقدر ب 8.4% من عدد سكان العالم، وبعد الاطلاع على هذه النسب صار من الواجب البحث العلمي عن كيفية معالجة المشكلة.
من الحياة
ذات مرة كنا انا ومجموعة من الأصدقاء مجتمعين في منزل أحد الأصدقاء وكان أحدهم يتحرك كثيراً بصورة ملفتة للنظر مما حدى بأحد الأصدقاء الى وصفه بأنه مفرط الحركة او انه مصاب بفرط الحركة، ومر الموضوع كأنه مزحة عابرة، وبعد مصادفة اشخاص اخرين بنفس الاعراض بدأت بالبحث عن وجود الاضطراب بالفعل وقد تبين وجوده وانتشاره بالنسب التي ذكرناه أعلاه.
كيف نتعرف على مفرطي الحركة من الكبار؟
من اكثر الصفات التي تميز الانسان المصاب بفرط الحركة هي صعوبة استقراره في مكان واحد ولو لدقائق معدودة، وحين يتحدث يحرك يديه بسرعة وبكثرة، ويميز الكبار المفرطين انهم يجدون صعوبة بالغة في التركيز لفترات طويلة ومن هذا ينتج صعوبة في الحفاظ على الهدوء، كما يصاحب الكثير من حركاته الارتعاش.
ويتحدث مفرط الحركة بصورة سريعة بحيث ان يُحدث تداخل بين جمله والفاظه التي تنساب الى السامع كالسيل، كما انه يتصف بكثرة النسيان، إضافة الى ذلك هو يفتقر الى التنظيم فيما يتعلق بالأنشطة اليومية وهو ما يجعله بحاجة دائمة لطلب المساعدة من المقربيين منه.
إشارة
مما تجدر الإشارة اليه ان المعيار الأهم لتشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، هو البقاء على هذه الصفات لمدة 6 أشهر على الأقل، وتؤثر سلبا بشكل كبير على أدائه أو وظيفته، ويجب أن يكون هذا السلوك موجودا أيضا في سياقين أو أكثر، مثل المنزل أو العمل أو العلاقات الاجتماعية، وغير ذلك لايمكن اعتبار الفرد مصاب.
ما الأسباب؟
ثمة أسباب محتملة قد تكون أسباب حقيقية لإصابة الانسان بأضراب فرط الحركة/ من أهمها ما يلي:
الاحتمالية الأولى هي ان الافراد المصابين بفرط الحركة لديهم انخفاض في حجم مناطق مهمة من الدماغ، بما يتراوح بين 3 و4%، بما في ذلك الفصوص الأمامية، والمادة الرمادية الزمنية والنواة المذنبة والمخيخ وهو ما يحدث خلل وظيفي في دماغ الانسان يجعل الانسان على هذه الشاكلة، وهذه الاحتمالية بتقديري هي الأكثر مقبولية من بين الفرضيات الأخرى.
الاحتمالية الثانية هي غرق الانسان في عالم التكنلوجيا والعالم الافتراضي ونمط الحياة السريعة التي تؤثر على طبيعة الانسان وتجعله يميل الى السرعة في التحرك.
الاحتمالية الثالثة هي ان اضطراب فرط الحركة هي نتيجة لإضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة والذي ينتشر بصورة ملفتة للنظر بين الأطفال وبالتالي ينعكس على الكبار.
المعالجات
اول العلاجات وأكثرها فاعلية هو العلاج المعرفي السلوكي الذي يحول أفكار الانسان السلبية الى أخرى إيجابية وبالتالي تساعده على تعلم مهارات حياتية جديدة من شأنها ان تدمجه في مجتمعه وتبعده عن حالته المرضية تدريجياً.
ومن المعالجات الفعالة ايضاً هي تحسين التواصل الاجتماعي للمصاب بمعنى اقحامه في جماعات الدعم التي تمده بالكثير من الفرص الداعمة له نفسياً وبالتالي تساعده على تجاوز المشكلات الاجتماعية مع زملاء المريض وأقاربه وهو ما يساهم في تخفيف التوتر الناتج والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، وبهاتين الطريقتين النفسيتين يمكن ان يتجاوز المصاب علته شيئاً فشيئاً.
اضف تعليق