إن هرم ماسلو يؤكد على وجود حوافز داخلية في الأعماق تدعو الانسان بإلحاح إلى ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية حتى يكون قادراً على المضي قدماً والانتقال إلى تلبية الاحتياجات الأخرى، وهو بمثابة خارطة طريق للإنسان للتخلص من التخبط والحيرة في اشباع حاجاته وفق اسس علمية سليمة...
منطقياً يحتاج الانسان الى مجموعة من الحاجات التي تبيقه انسان متوازن، لكن اهمية الاشباع تختلف من حاجة لآخرى مما يدفع الانسان الى اشباع الاهم ثم المهم والاقل اهمية بطريقة تنازلية ان صح التعبير عليها بهذه الشاكلة، تترتيب الاولويات هذا لم يحدث تلقائياً بل رتب بطريقة علمية حسب مايعرف بـ(هرم ماسلوم للحاجات)، فكيف رتب ماسلو الحاجات وفق الاهمية؟
سمي هرم ماسلو بهذا الاسم تعباً الى العالم (أبراهام ماسلو) الذي اخرج هذا الهرم للوجود في العام 1943م، اذ تضمن بحثه المنشور بعنوان (نظرية الدافع البشري) واكد على ما يتبناه في كتابه (الدافع والشخصية)، فقد اوجد هرماً متكاملاً يبدأ من القاعدة لتكون مركز الاحتياجات الأساسية ثم التوجه مستوى تلو الآخر للوصول إلى الاحتياجات الأخرى المتقدمة في قمة الهرم.
مثال توضيحي
نفترض ان احدنا يملك مبلغ قدره 100 الف دينار عراقي وهو بحاجة الى شراء طعام ودواء وملابس، فلو اجريت مفاضلة بين ترتيب الاشياء لقدم الطعام ومن ثم الدواء وبعدها الملابس وبعدها الحاجات الكمالية الاخرى، وهنا يتوجه الانسان تلقائياً لتأمين الاحتياجات الأساسية لأي إنسان طبيعي قبل الانتقال إلى الكماليات، هكذا يبني هرم ماسلو قاعدة الهرم احتياجات الإنسان الأساسية ويتدرج بالصعود نحو القمة بالانتقال بين حاجة وأخرى الاقل اهمية.
كل البشر من دون استثناء بحاجة الى اشباع الحاجات جميعها حتى يبقون في حالة من الاتزان النفسي، والتقديم والتأخير يأتي حسب الاهمية كما اسلفنا، فأنت تبحث عن عن طريقة فعالة لتحقيق حاجة معينة أو رغبة داخلية من وجهة نظرك أساسية، لكن سرعان ما تفرض حاجة اخرى نفسها بقوة مطالبة بالاشباع.
وهكذا يستمر الحال حتى نشعر ان الحاجات والرغبات تتوالى تلقائياً دون تخطيط مسبق لها، رغم أنه في بعض الأحيان قد تظهر العديد من الحاجات والرغبات في آنٍ واحد لكنك تتجه لتحديد الأكثر أهمية لتبدأ بها ثم الانتقال إلى غيرها وصولا ًالى الاشباع الكامل للحاجات الانسانية.
هرم الاحتياج لدى الإنسان:
قسم ماسلو هرمه الذي بين فيه الحاجات الانسانية الى درجات بدءاً من القاعدة التي تحتور الحاجات الاساسية كالاغذاء المتمثل بالاكل والشرب والذي لن يحيا الانسان بدونه، وفي نفس المستوى تقع الحاجة الانسانية الى النوم وبعدها الجنس في الدرجة الاقل منها اهمية.
بعد الحاجات الاساسية تأتي الحاجات الثانوية ومنها الحاجة الامن النفسي والمادي والذي اذا ما فقده الانسان سيفقد الاستقرار النفسي الذي يمثل الصحة النفسية للانسان، وبعد ذلك تأتي الحاجة التقدير والاحترام من قبل البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الانسان.
ثم تأتي الحاجة الى تحقيق الذات التي تدفع الانسان الى العمل المستمر للوصول الى النقطة التي يريد الوصول اليها، ويختلف تحقيق الذات من فرد لآخر فبعضهم يراها في تحقيق مراتب علمية وبالبعض الآخر يرها في النجاح في التجارة او النجاح في الجانب المهني من الحياة وما الى غير ذلك من صور النجاح وصنوفه.
في الخلاصة عزيز القارئ الكريم نقول: إن هرم ماسلو يعبر عن مدى فهم واستيعاب ماسلو للطبيعة الإنسانية كما هي والذي يؤكد على وجود حوافز داخلية في الأعماق تدعو الانسان بإلحاح إلى ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية حتى يكون قادراً على المضي قدماً والانتقال إلى تلبية الاحتياجات الأخرى، وهو بمثابة خارطة طريق للانسان للتخلص من التخبط والحيرة في اشباع حاجاته وفق اسس علمية سليمة.
اضف تعليق