منطقياً يحتاج الانسان الى اخذ استراحة لتغيير نمط حياته المعتاد، فمهنم من يفضل قضائها في المنزل ومنهم من يفضلها ممارسة هواية معينة تستهويه ومنهم من يسافر الى مكان ما كما غالبية الناس الذين يفضلون السفر، لكن غير المنطقي ان بعض الناس حين يعودون من بعد السفر يتعرضون الى موجة من اكتئاب...

منطقياً يحتاج الانسان الى اخذ استراحة لتغيير نمط حياته المعتاد، فمهنم من يفضل قضائها في المنزل ومنهم من يفضلها ممارسة هواية معينة تستهويه ومنهم من يسافر الى مكان ما كما غالبية الناس الذين يفضلون السفر، لكن غير المنطقي ان بعض الناس حين يعودون من بعد السفر يتعرضون الى موجة من اكتئاب تعرف بإكتئاب ما بعد السفر، فما هي انعكسات هذا الاكتئاب على الانسان؟، وكيف يمكن معالجته؟

يعاني الاشخاص من اكتئاب ما بعد عودته إلى المنزل أو إلى روتينه الطبيعي بعد العودة من إجازة طويلة، مع كونها ممتعة ومريحة نفسياً، وكلما طالت الرحلة زادت حدة اكتئاب ما بعد العطلة، هذا يحصل بفعل التفكير بالملل والضجر للروتين في نمط حياتهم العادي عند مقارنته بالأنشطة التي قاموا بها أثناء عطلتهم أو إجازتهم.

الافراط في ما يحصل للانسان فيما بعد السفر يفسد عليهم متعة السفر، وهذه مشكلة كبيرة تواجة المصابين بهذا الاكتئاب، والجذور لهذا الاضطراب نفسية بحتة تؤثر في نفس الانسان، اذا ما اتفقنا ان الافكار تثير السلوكيات وتسيرها، بمعنى ان تفكير الانسان بموضوع معين يجعله يسلك سلوكاً يصبح نتيجة لذلك.

 على سبيل المثال تفكير المصاب بأكتئاب مابعد السفر يؤدي به الى الامتناع عن السفر بصورة نهائية وحين تتحدث معه سيجيبك بعبارة (يومين ويخلصن ونرجع لنفس الروتين والملل)، وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجه الانسان ويفسد عليه الكثير من الامور في الحياة ومنها السفر.

ووفقاً لمقال منشور في صحيفة (ديلي ميرور) فأن قرابة ال (57%) من المسافرين البريطانيين أنهم يعانون من كآبة ما بعد السفر، وهو ماقد ينسحب على باقي البلدان او يداانيها في النسبة 9 مما يشي بكون الامر اصبح ظاهرة نفسية او يكاد ان كذلك، وهو ما يتطلب التعامل مع الامر بجدية اكثر للبحث في مسبباته والتوصل الى معالجات ناجعة لايقاف النزف النفسي الناتج من هذا الاعتلال النفسي.

ما هي اعراض هذا الاكتئاب؟

تبرز عدة اعراض لمن يتعرض لهذا الاكتئاب ومنها الخمول وغياب النشاط وكأنه قام بجهد عضلي كبير اثناء سفرته، كما يبرز لديه اكتئاب شديد الى الحد الذي يجعله يفضل اعتزال الناس وحتى من معه في المنزل، فيتخذ من غرفته مستقراً له ويحاول المكوث فيها اطول فترة ممكنة لتجنب الاختلاط بأحد.

ومن اعراض الاصابة بإكتئاب ما بعد السفر الارق وقلة النوم وفقدان الشهية وكثرة الشكوى من البيئة التي هو فيها وكأنها بيئة جديدة فرضت عليه وليست بيئته الاصلية التي نشأ فيها بالاصل، كما انه كثير التحدث عن مميزات البلد التي كان فيها.

كيف نتغلب على اكتئاب ما بعد السفر؟

لنتغلب على هذا الاكتئاب غير المريح يجب ان نضع جدولاً للمهام التي تنفذ بعد العودة من السفر، فالانغماس في عمل يبعد الانسان عن الاكتئاب وهذه هي فوائد الانشغال اما في حال العدوة والبقاء في المنزل فمن الطبيعي ان يبقى مكتئباً غير مرتاح.

وللتخلص من اكتئاب ما بعد الإجازة يجب ان يبدأ المصاب بالتخطيط لرحلته القادمة ويجمع لها المال وتهيأ لها نفسياً، فالسفر بلا تخطيط وتحظير مسبق يشغل فكر صاحبه قبل السفر ليس فيه متعة، ويمكن أن يساعد التفكير المتعلق بعطلته المقبلة في تذكيره بأنه هناك دائما شيئاً نتطلع إليه وينتظره ويجب الاعداد الجيد له والانشغال به سيبعده عن الكآبة.

كما من الجيد ان يعود الفرد الذي يريد الابتعاد عن يعود الى ممارسة الانشطة الطبيعية التي كان معتاد عليها للترفيه مثل ممارسة الرياضة ومخالطة الناس لملئ الوقت بصورة سليمة وبالتالي لا يصاب بهذا الاكتئاب، وبهذه السلوكيات التي يقوم بها المصاب يمكن ان يغادر هذا الاضطراب تدريجياً.

اضف تعليق