ان دفاع الانسان عن نفسه امراً فطرياً بدليل ان الطفل المولود منذ ايام قلائل حين يبدأ بالبكاء حين يشعر بالجوع في محاولة منه لاشعار المربين بكونه يحتاج الى هذه الحاجة وحين تتوفر الحاجة سيعود الى سكينته، وكذا الحال حين يشعر بألم او يشعر بالبرد فأنه يقوم بنفس السلوك للتنبيه...
حين خلق الله الانسان اراد له ان يكون افضل مخلوق فهو الذي كرمه من بين جميع مخلوقاته بقوله تعالى: (لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) ومن هذا الاساس لا يقبل بأن يراه منقوصاً او مهانناً، ولاجل ذلك شرع دفاع الانسان عن نفسه لاجل حماية نفسه وتوفير متطلبات حياته، فهل دفاع الانسان عن ذاته فطريا، وماهي مواطن شرعية الدفاع عن النفس؟
ما هو الدفاع عن النفس؟
يعرف الدفاع عن النفس بأنه بذل الوسع واستنفاذ الجهد البدني والمعنوي في سبيل منع اعتداء الآخرين أو دفع أذاهم، وفي سبيل تحصيل حقوق الإنسان ودفع الظلم عنه.
ويعرف الدفاع عن النفس تعريفاً اجرائياً بأنه الافعال والسلوكيات التي تصدر عن الانسان في سبيل منع الاذى عن نفسه سواء كانت سلوكيات معنوية او مادية لكنها في النتيجة تصد الاذى وتحقق معنى الحماية الكاملة.
نفسياً يدافع الانسان عن نفسه لامرين اولهما هو الحصول على الحاجات التي يتحتاجها في سبيل تحقيق التوازن الداخلي والذي يفقده الانسان حين لا يحقق تلك الحاجات، والثاني اعادة الثقة لنفسه وتوطيد جذورها بعد ان تتزعزعها رياح الكلام غير الحقيقي الموجه ضد الانسان، ففي مثل هاتين الحالتين يحتاج الانسان الى الدفاع عن نفسه للوصول الى مستوى جيد من الصحة النفسية على اقل تقدير.
هل ان الدفاع عن النفس فطرياً؟
اعتقد شخصياً ان دفاع الانسان عن نفسه امراً فطرياً بدليل ان الطفل المولود منذ ايام قلائل حين يبدأ بالبكاء حين يشعر بالجوع في محاولة منه لاشعار المربين بكونه يحتاج الى هذه الحاجة وحين تتوفر الحاجة سيعود الى سكينته، وكذا الحال حين يشعر بألم او يشعر بالبرد فأنه يقوم بنفس السلوك للتنبيه، فهذه الاشارات التي يبعث بها الطفل بمثابة صفارات انذار للحد من ووقوع الخطر، وهذا ما يعزز ادعائي بأن دفاع الانسان عن نفسه فطرياً.
ماهي طرق دفاع الانسان عن نفسه؟
يتخذ دفاع الانسان عن نفسه طريقتين اثنين لاثالث لهما وهما:
الدفاع المادي الجسدي الذي يلجأ اليه الانسان في حالات التعرض للايذاء البدني او النفسي او السرقة او التسليب وكثيراً ما يواجه اي انسان هذه المواقف التي تكاد تكون متكررة بصورة يومية، وفي مثل هذه الحالات وشبيهاتها يستوجب رد الاعتداء بالقوة مهما كلف الامر ولو كلف النفس، لذا يريد الله من الانسان المؤمن ان يكون قوياً للذود عن نفسه وممتلكاته، وقد جاء في الحديث الشريف توكديداً على ذلك (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ).
ثاني الطريقتين للدفاع الانسان عن نفسه هو الدفاع المعنوي الذي مطلبه رد الظلم ايضاً لكن بالطريقة الكلامية والتعبيرية او القانونية بعيداً عن استخدام العنف والسلاح وماشاكلها من صور الدافع الجسدي المعروفة، فقد يعترض الجميع من دون استثناء الى الظلم والاتهام والتشويه للسمعة بدون وجهة حق او اخذ الاموال والحقوق او غيرها من اشكال الاعتداءات اللاانسانية.
في مثل هذه الحالات يكون الدفاع عن النفس في هذه الحالة مشروعاً لمنع وقوع ذلك الضرر عليه، ومثال على ذلك من يدافع عن نفسه أمام القاضي بقوة حجته ومنطقه وعدالة قضيته ضد خصوم ظالمين اعتدوا على حقوقه، او انك تنفي الاتهام الموجه اليه من مديرك في العمل، او طلب المواجهة مع انسان تكلم عنك بسوء لتحسين سمعته واظهار نفسه بصورة الحكيم الذي لا يخطأ، وبهاتين الطريقتين المهمتين يدافع الانسان عن نفسه لئلا يتعرض الى الاستغلال وغيرها من السلوكيات الوحشية من قبل غير الاسوياء من بني البشر.
اضف تعليق