الحفاظ على الصحة النفسية للانسان ينبغي علينا جميعاً ان نتثقف بهذه الثقافة الغائبة عن مجتمعنا العربية عموماً والعراقي على وجه الخصوص، ومن اجل ذلك صار لازماً علينا التسلح بالمعرفة الكافية لدحض الامور غير الصحيحة والعمل بموجب المعلومات الصحيحة التي تقينا شر الامراض النفسية...
يتكون الانسان من شيئين اثنين احدهما مادي ملموس وهو الجسد والثاني معنوي وهو النفس او الروح، ومثلما يتعرض الجسد الى المرض فأن النفس هي الاخرى تمرض، وهو ما يتطلب رعاية والبحث عن حماية للجسد والروح بنفس القدر وعدم اهمال الصحة النفسية التي لها النصيب الاكبر من الاهمال للاسف نتيجة لعوامل كثيرة.
وفي طريق الحفاظ على الصحة النفسية للانسان ينبغي علينا جميعاً ان نتثقف بهذه الثقافة الغائبة عن مجتمعنا العربية عموماً والعراقي على وجه الخصوص، ومن اجل ذلك صار لازماً علينا التسلح بالمعرفة الكافية لدحض الامور غير الصحيحة والعمل بموجب المعلومات الصحيحة التي تقينا شر الامراض النفسية، وبذا سنكتب عن بعض الخرافات النفسية التي شيعها غير المختصين ويقبالها الرأي المخالف لها.
الخرافات:
الخرافة الاولى تقول: ان المشاكل النفسية مشاكل قليلة وغير شائعة وليست خطيرة.
الحقيقة تقول: ان 1 من كل 5 اشخاص حول العالم مصابين بإضطراب نفسي مشخص ومؤثر على حياتهم، مما يجعل امكانية ان تكون هذه الاضطربات مزمنة وفي بعض الأحيان منهكة ومعيقة إذا لم يتم علاجها، وهذه ما يفند هذه الخرافة ويقف بوجه مقبوليتها وتصديقها.
الخرافة الثانية تقول: المضطرب نفسياً مسؤول عن تصرفاته وهو يقود نفسه بنفسه.
الحقيقة تقول: ان هناك فرق بين تحمل المسؤولية وقبول اللوم، فالمصابون بالاضطرابات النفسية، لا يمكن لومهم على مشاعرهم وسلوكياتهم المرتبطة بالاضطرابات، فهم غير مسؤولين عنها ولا يمكن تسير الامور بما يشتهون بل ما يفرض المرض نفسه عليهم.
الخرافة الثالثة تقول: ان المرض النفسي لا علاج له.
الحقيقة تقول: ان الامراض النفسية اذا ما شخصت في وقت مبكر يمكن علاجها والتغلب عليها سيما بوجود العديد من العلاجات والأدوية للمساعدة في السيطرة على تلك الاضطرابات لدرجة كبيرة، لكن في حال لم تكتشف او لم يمتلك الانسان الوعي والشجاعة للاعتراف بوجودها حتماً انها ستستمر وتتفاقم وتصبح متلازمات نفسية يصعب علاجها في بعض الحالات ويستحيل علاجها في حالات اخرى.
الخرافة الرابعة تقول: علاج المرض النفسي طويل نسبياً ومتعباً.
الحقيقة تقول: اذا تأخر التشخيص فأن الثمن الذي يدفعه المريض سيكون اكثر ثمناً فالفترة الزمنية ستزيد لتعقد المرض ووصله الى قمته ففي الوقت الذي تكفي اشهر لعلاج مشكلة نفسية في بدايتها ستغرقها سنوات حين تتأخر، اما في الوضع الطبيعي فالعلاج ليس طويلاً بالمطلق وربما يكون بأقل فترة من المرض العضوي.
الخرافة الخامسة تقول: المعالجة الذاتية للمشكلات النفسية ممكنة بصورة منفردة.
الحقيقة تقول: قد تكون العديد من المشكلات التي يمكن تشخيصها خفيفة بدرجة وهنا يمكن للرعاية الذاتية ان تحل منها، اما في حال تطورت الحالة إلى مشاكل أكبر وتتفاقم بدرجة لا يمكن بعدها التعامل معها بشكل صحيح ذاتياً وهنا يتطلب تدخلاً من المختصين في الصحة النفسية.
الخرافة السادسة تقول: ان المريض النفسي غير قادر على العمل.
الحقيقة تقول: الى حد بعيد ان المريض النفسي قد لا يأتي بنتاجات عالية في عمله وفي كافة الاختصاصات لكونه لا يكون قادراً على القيام بالعمل بشكل منتظم ومستمر، لكن مع ذلك غالبية الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية، يمكن أن يكونوا منتجين، كحال الأفراد المصابين باضطرابات نفسية وليسوا مقعدين عن العمل بصورة تامة كما يشاع.
الخرافة السابعة تقول: لا يتوجب عليك الاعتناء بصحتك النفسية إلا إذا كنت تعاني من اعتلال في الصحة النفسية.
الحقيقة تقول: على الجميع الاعتناء بصحتهم النفسية عبر طريق التعزيز المتعبة لئلا يصاب بعاهة او مرض نفسي يقلل من مستوى التوازن الانساني الذي ينشده الجميع، لكن الذين تثبت اصابتهم عليهم الاعتناء اكثر من العاديين لكن في المحصلة الجميع مطالبين بذلك.
في الختام سيدي القارئ الكريم هذه ابرز الخرافات النفسية التي يشيعها غير المختصين من اصحاب دكاكين التنمية البشرية والضد منها لتنفنيدها والوقوف بوجهها لئلا تصبح مسلمات وهذا هو المطلوب.
اضف تعليق