يجب ان يحترم الانسان ذاته وهذه هي آلية وقائية فاعلة بأعتبارنا كائنات اجتماعية، فإن الكثير من تقديرنا لذواتنا يرتبط ارتباطا وثيقا بشعورنا بالانتماء، كما ان التفكير الإيجابي والتحدث مع الذات من الأدوات المفيدة للتغلب على هذه الحالة التي المرضية المزعجة والتغلب عليها وعلى اثارها...
الكثير من الناس سيما الذين ليس لديهم مستوى ثقافي او معلوماتي او مستوى وعي كافي لتسير امور الحياة كما يبنغي يبالغون في اعطاء دور لمن هم في مراتب اجتماعية يتعقدون انهم اعلى منهم الى الحد الذي يوصلهم ان يمسحوا شخصياتهم ويمرغونها في الارض لكسب احترام هذه الشخصية او تلك، وهذه احدى الامراض الاجتماعية ذات الجذور النفسية والتي تعرف بـ(تهديد المرتبة الاجتماعية).
مثال واقعي:
ذات مرة كنا نخدم في موكب الامام الحسين عليه السلام لاحت لانظارنا من بعيد جعجعت لموكب سائر يبدو لاحد الشخصيات المعروفة، وبالفعل حين اقترب منا عرفنا انه احد السياسين الذين يتصدرون المشهد السياسي في العراق، فهب الصغير قبل الكبير لالقاء التحية عليه الا القليل ممن كان معنا في ذلك المكان وانا مهم لم نتحرك خطوة واحدة لعدم ايماننا بأهمية ان نذهب من الجميع.
كنا مستنكرين للذي حصل وبعد مغادرته سألنا بعض الذين ذهبوا اليه عن سبب قيامهم بهذا السلوك فلم يجب احد جواباً مقنعاً فيما اجاب اخرين بما معناه انه ذو سمعة كبيرة ويجب الترحيب به والسلام عليه بهذه الطريقة، متناسين او غافلين بأنه سمعته سلبية فهو من الذين افسدوا في ادارة الدولة ونهبوا اموالها وساهموا في تراجع كل شيء في العراق.
في مقال للكاتبة (جنيفر جيرلاش) نشرته مجلة (سايكولوجي توداي) الأميركية، قالت فيه" ان تهديد المرتبة الاجتماعية مصطلح يستخدم للتعبير عن القلق الذي نشعر به عندما نواجه شخصا نعتبره في مستوى أعلى من أنفسنا لا سيما إذا كان لديه بعض السلطة في حياتنا، مما قد يؤدي إلى إطلاق نظام التهديد الخاص بنا، وهو ما يدفعنا سواء للمواجهة أو الهروب أو الجمود، ناهيك عن سيطرة الأفكار المخيفة علينا، اذ يمثل تهديد المرتبة الاجتماعية نوع من انواع القلق وهو القلق الاجتماعي والاكتئاب والميل نحو التفكير النقدي الذاتي ويمكن أن تساهم تجارب الصدمات الاجتماعية مثل الإقصاء أو الخجل في تفاقم هذه الحالة.
ماهي الاثار السلبية لهذه التهديد وماهي البدائل الافضل؟
ثمة اثار سلبية تعود عى الانسان حين سيطر عليه تهديد المرتبة الاجتماعية تعود في اصلها الى افكار ذات جذور نفسية من شأنها تضعضع ثقة الانسان بنفسه وتفقده صوابه، من اهم هذه الاعتقادات والسلوكيات هي:
اعتقاد الانسان بأنه اقل كفاءة من ذلك المشهور وهو ما يجعله يشعر بأنه غير مؤهل لان يكون معه في نفس المكان او ان تجمعه طاولة طعام او حتى الاشراك معه في حديث ما، هذا الشعور يؤدي لتشويه صورته الذاتية وإغلاق الأبواب أمام الفرص، والصحيح هو ان يتذكر الانسان دائما أن الجميع لديهم نقاط قوة وضعف، لذا فإن الأمر يتعلق ببساطة بإيجاد إمكاناته وتطويرها بدلاً من الاستخفاف بها لصالح شخصيات ذات مجد وهمي يطبل لها الساذجون ويرفع من قيمتها المتلملقون الذين لا يتحرمون انفسهم.
ومن الاثار السلبية لهذه الحالة النفسية هو سعي الانسان الا ان يكون مثالياً اكثر من اللازم، اذ ان هؤلاء الأشخاص الذين يطمحون لتحقيق الكمال يضغطون على أنفسهم كثيرا، وبما أنهم يتطلعون دائما إلى المثالية، فإن ذلك يجعلهم يشعرون أن المهام التي يقومون بها غير مكتملة أو غير مرضية بالنسبة لمن يروهم اعلى منهم في المراتب وهذا الامر ليس صحيحاً بالمرة، والصواب ان يكون الانسان على طبيعته ويعمل بما يرضي الله ويرضي ضميره ويعمل بقدراته الطبيعية دون ان يجهد نفسه فمن يتقبله على هذه الشاكلة فبها ومن لايقبل فلا ظير وهذا التعامل يريح الانسان ويبيقه على طبيعته.
ولمواجهة تهديد المرتبة الاجتماعية يجب ان يحترم الانسان ذاته وهذه هي آلية وقائية فاعلة بأعتبارنا كائنات اجتماعية، فإن الكثير من تقديرنا لذواتنا يرتبط ارتباطا وثيقا بشعورنا بالانتماء، كما ان التفكير الإيجابي والتحدث مع الذات من الأدوات المفيدة للتغلب على هذه الحالة التي المرضية المزعجة والتغلب عليها وعلى اثارها.
اضف تعليق