شعور الانسان بالقلق والخوف الدائمين من المستقبل ومن القدرة على احداث تغير في حياته يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتدني تقدير الذات وهو ما يجعله يعيش ابد الدهر بين الحفر كما هو الحال بالنسبة للكثير من الموظفين الكلاسيكيين الذي يفضلون البقاء على الموجود وهذا دليل العجز والفشل، علاج هذه المخاوف هو...
في اختلاطنا مع اقراننا في ساحات الحياة نصادف نوع من البشر عبارة عن كتل من السلبية حول ذواتهم، فيهاجمون ذواتهم بصورة جلد الذات وتأنبيها ويشعرونك انه قد كره الحياة التي يحياها، وهذا الشعور لم يأتي من فراغ عدمي انما هو نتاج المشكلات والمشاعر السلبية التي تملئ صدر الانسان، وهنا نجزم ان نظرة الانسان لذات بهذه الطريقة تدل بالضرورة على تدني تقدير الذات الذي يؤثر على حياته من ناحية المهنة والعلاقات الاجتماعية والاسرية وجميع مفاصل حياته.
نستطيع تعريف تقدير الذات تعريفاً اجرائياً، بكونه المستوى الذي يجعل الانسان يحترم قدراته ويثق به هو ما يجعله منتجاً وفاعلاً في مختلف مناحي الحياة والعكس هو تدهور العمليات النفسية التي تنعكس على الصحة النفسية للانسان.
ما أهمية تقدير الذات؟
لتقدير الذات أهمية كبيرة على الصعيد النفسي والأكاديمي والاجتماعي وهذه الاهمية تتلخص في سهولة التغلب على الشدائد والمحن والازمات التي تعترض سبيل الانسان، ويحفز التقدير العال الانسان لتحقيق أهدافه من خلال معرفته لنقاط قوته وقدرته على التعلم من أخطائه وليس خوفه من الفشل، كما انه يمنحه احساساَ بالرضا عن نفسه وعن منجزه ويمنحه رغبى في العمل على زيادة الانجاز.
ويوفر تقدير الذات ثقة بالنفس تمكن الانسان من اتخاذ القرار السليم لا سيما فيما يتعلق باهتمام الشخص بنفسه بدلًا من السعي لإرضاء الناس، يقلل احتمالية التعرض للمشاكل النفسية، فتشير الدراسات إلى أنه كلما زاد تقدير الإنسان لذاته قلت نسبة هرمون التوتر الذي يفرزه الجسم.
ما هي ابرز مشكلات تدني تقدير الذات لدى الانسان؟
تبرز كنتيجة لتدني مستوى تقدير الذات الانساني مشكلات منها، يحتقر الفرد نفسه الى الحد الذي يجعله يكره نفسه وقد يصل به الامر الى احتقار افكاره وافعاله وهذه اشارة واضحة لتدني تقدير الذات، وعلاج هذه المشكلة هو اسكات الصوت الخفي الذي يصدع راس الانسان والتفكير بإيجابيه واقناع النفس فلابأس بأن ينتقد ذاته لكن دون صوله الى حد الجلد الذ يبقي الانسان منهزماً امام نفسه وحين ينهزم الانسان امام نفسه سيفشل التصدي لأية مهمة حياتية.
ومن المشكلات الناتجة من تدني تقدير الذات هوس الانسان بالكمال ولعل ابرز ما يميز الانسان الذي يسعى الى الوصول الى الكمال انه يعيش في شعور الفشل الدائم لأن إنجازاته مهما كانت عظيمة تبدو له غير جيدة بما فيه الكفاية، وعلاج يكمن في وضع النسان لنفسه اهداف حياتية على شكل مراحل وبذا يكون واقعي في حياتيه ويستطيع ان يحقق ما يصبوا اليه دون ان يرهقه هدف الوصول الى الكمال وبالتالي يقلل من رصيد صحته النفسية.
وتظهر على الانسان متدني تقدير الذات حساسية مفرطة في الكثير من السلوكيات والمواقف وحتى البسيطة منها التي لا تحتاج الى الحساسية وهذه المشكلة الأكثر إيلامًا الناجمة عن تدني تقدير الذات، ولمواجهة مشكلة الحساسية المفرطة فهو ايمان الانسان بنفسه وبما يقدم ولا يستمع الى الكلام ويفضل ترك الرد سيما في لحظات الغضب والاثارة لان الرد في مثل هذه اللحظات يورث الندم لكون من يتحكم بك عواطفه وليس عقله.
وشعور الانسان بالقلق والخوف الدائمين من المستقبل ومن القدرة على احداث تغير في حياته يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتدني تقدير الذات وهو ما يجعله يعيش ابد الدهر بين الحفر كما هو الحال بالنسبة للكثير من الموظفين الكلاسيكيين الذي يفضلون البقاء على الموجود وهذا دليل العجز والفشل، علاج هذه المخاوف هو التجريب على قاعدة اذا خفت من شيء فقع فيه وحتماً ستظفر بنتائج تغير من واقعك ومن نظرتك للحياة وبالتالي تغادر الخوف والقلق في حياتك.
في ختام حديثي سيدي القارئ المفضال ان وجدت نفسك تعاني من احد هذه المشكلات فلا بأس بتصحيح سلوكك والبحث عن بدائل تدفعك نحو الانجاز وتخطي مشكلات تدني تقدير الذات لديك.
اضف تعليق