الانتباه شرط أساسي من شروط التعلم، ومرحلة ضرورية من مراحله، والأطفال والتلاميذ يتعلمون فقط ما ينتبهون إليه، لذلك من الضروري جداً أن يتقن المعلم مهارات استثارة اهتمام التلاميذ، وجذب انتباههم للمهمات التعليمية وموضوعات التعلم الجديد، إذا ما أراد إحداث التعلم، أي تغيير سلوكهم في الاتجاهات المرغوب فيها...
يعيش الانسان في هذه الحياة بفعل العلميات التي تقوم بها اعضاءه المختلفة، فيقوم جسمه بعمليات ذات طابع جسدي تتطلب جهداً مادياً محسوساً كحمل الاشياء وترتيبها وغيرها من الاعمال اليدوية التي يؤديها الانسان، وفي الجانب الاخر هناك عمليات ذات طابع معنوي غير ملموس وهي ومنها العلميات العقلية التي لا تقل اهمية بل قد تزيد في بعض الحياة اهميتها على العمليات الحركية، ومن العلميات العقلية هي عملية الانتباه التي يمكن الاستغناء عنها، فماهو الانتباه؟، وماهي فوائده وانواعه؟
يعرف الانتباه بأنه عملية معرفية سلوكية هدفها توجيه التركيز على حافز منفصل مع إهمال وتجاهل المحفزات الأخرى التي يمكن إدراكها، ويعتبر الانتباه أساس لتحقيق الإنجاز في التعليم وعلم النفس وعلم الأعصاب، ويعرف ايضاً بأنه امتلاك واستحواذ العقل بشكل حيوي وواضح على شيء واحد مما قد يبدو عدة أشياء محتملة في آن واحد أو قطارات فكرية وهو يعني الانسحاب من بعض الأمور بغية التعامل بفاعلية أكبر مع الأمور الأخرى.
يمكننا القول ان الانتباه هو احد اهم العمليات العقلية للانسان سيما في مجالات التحصيل الاكاديمي، و قد يؤدي الانتباه دوراً مهماً في النمو المعرفي لدى الفرد، فمن خلاله يستطيع أن ينتقي المنبهات الحسية المختلفة التي تساعده على اكتساب المهارات وتكوين العادات السلوكية الصحيحة بما يحقق له التكيف مع البيئة المحيطة به والتغلب على مصاعبها المختلفة.
علاقة الانسان ببيئته علاقة تفاعلية وحين يريد الانسان ان يأمن هذه البيئة عليه معرفة تفصيلاتها حتى يبتعد خطورتها وبالتالي يتكيف معها واستثمار ما فيها وتسخيرها لخدمته، والقاعدة الاولى لهذه المعرفة هي انتباه الانسان الى ما يهمه في البيئة وليس كل ما موجود فيه، والطريق الى الانتباه هو اشراك الحواس والسيطرة بالعقل والعضلات وهذا هو الاساس الذي تقوم عليه سائر العمليات العقلية الأخرى ، فلولاهما ما استطاع الفرد أن يعي شيئاً مما يحصل حوله.
ما العلاقة بين التعلم والانتباه؟
لو لا نتباه لما حصل التعلم ابداً فالانتباه من العوامل الاساسية في التعلم، اذ ان الانسان يلفت انتباه امر ما فينتبه له ويتابعه، فالانتباه شرط أساسي من شروط التعلم، ومرحلة ضرورية من مراحله، والأطفال والتلاميذ يتعلمون فقط ما ينتبهون إليه، لذلك من الضروري جداً أن يتقن المعلم مهارات استثارة اهتمام التلاميذ، وجذب انتباههم للمهمات التعليمية وموضوعات التعلم الجديد، إذا ما أراد إحداث التعلم، أي تغيير سلوكهم في الاتجاهات المرغوب فيها.
انواع الانتباه
بحسب علم النفس يصنف انتباه الانسان حسب مصدره الى صنوف عدة اهمها:
الانتباه الواعي وهو الذي يحدث بإرادتنا ونحن من نوجه الى حيث نريد وهذا النوع يتطلب مجهوداً ذهنياً كانتباهنا الة معلق مباراة كرة قدم، فقد يحدث انك تلتقط جمل المعلق من بين جميع الاصوات التي حولك متغلباً على تشتت الانتباه والشرود، وهذا النوع عادة ما يتصف به الكبار لكونهم لديهم القدرة على التركيز العال ام صغار العمر فهم ليس لديهم من قوة الإرادة والصبر والقدرة على بذل الجهد، واحتمال المشقة الوقتية في سبيل هدف معين.
النوع الآخر هو الانتباه اللاواعي والذي يحدث من دون إرادتنا ونحن حياله منفذين لأوامر فقط، ففيه يتجه الانتباه إلى المثير رغم إرادة الفرد كالانتباه إلى طلقة مسدس أو ضوء خاطف أو صدمة كهربية عنيفة ، أو ألم واخز مفاجئ في بعض أجزاء الجسم ، هنا يفرض المثير نفسه فرضاً فيرغمنا على اختياره دون غيره من المثيرات.
في الخلاصة سيدي القارئ المفضال اليك اقول: ان الانتباه عملية عقلية تعبر بالإنسان صوب الانجاز والانسجام مع البيئة المادية والاجتماعية، اذ ان الانسان بدونه يفوته الكثير من الفرص الحياتية المختلفة.
اضف تعليق