الانسان السلبي هو الذي يفكر بطريقة عبارة عن مزيج بين مجموعة من الصفات والسمات الإنسانية غير المرغوبة مثل التشاؤم والميل للتشكيك وعدم الرغبة في تطوير النفس أو العلاقات وتجنب الاختلاطات الاجتماعية، ومع هذه الصفات يترافق الشعور بفقدان المتعة بالحياة وطغيان شعور الحزن على الفرد...
تتعدد الشخصيات الانسانية وتتنوع بحسب طرق تفكيرها ونظرتها الى الحياة، فهناك انسان متفائل واخر واقعي وثالث ايجابي ويوجد الانسان السلبي الذي هو محط انظارنا في المقال، فما هو الانسان السلبي، وما هي مظاهر شخصيته بصورة عامة، وكيف يمكن ان تعدل سلوكياتها السلبية في ظل السلبية التي باتت تتصاعد ارصدتها في المجتمع نتيجة للظروف القاسية؟
من هو الانسان السلبي؟
الانسان السلبي هو الذي يفكر بطريقة عبارة عن مزيج بين مجموعة من الصفات والسمات الإنسانية غير المرغوبة مثل التشاؤم والميل للتشكيك وعدم الرغبة في تطوير النفس أو العلاقات وتجنب الاختلاطات الاجتماعية، ومع هذه الصفات يترافق الشعور بفقدان المتعة بالحياة وطغيان شعور الحزن على الفرد معظم الوقت وغالباً ما يتداخل الاكتئاب والقلق لدى أصحاب الشخصية السلبية.
يعاني الانسان السلبي نفسه من سمات شخصيته السلبية اكثر من معاناة من حوله من الناس لكون يقبع تحت نيران صديقة وربما ظل طريق للخلاص منها واخمادها، فالكثير من السلبين لم يكن هذا اختيارهم بل هم ضحايا ظروف سيئة تتعلق بحياتهم وتفرز لديهم وتفرز لديهم هذا النمط من الشخصية دون إرادة أو إدراك لسماتها وخصائصها، وبالتالي يعانون من نتائجها ويتحملون عواقبها الوخيمة.
ما هي صفات الانسان السلبي؟
في الانسان السلبي عدة سمات تظهر على شكل سلوكيات عبرها يمكننا الحكم بسهولة على كونه انسان سلبي، من اهم هذه السلوكيات واشهرها انه يرى الحياة داكنة ليست فيها الوان وليس هناك املاً في تغيير الواقع، ومن طبيعة الانسان السلبي انه يستبق الاحداث فيما يخص الامور السلبية على سبيل المثال لو سمع صوت في احد الاجهزة المنزلية فأنه يجزم بعطله قبل ان يبحث عن سبب الصوت.
ومن سمات السلبي ان انه اناني في العلاقات الاجتماعية وما يهمه غايته ومصالحه الشخصية لكونه يرى انه الجميع لا ينفعونه عند الوقوع في ازمة ما، وفي العادة يكون السلبي متوتر بصورة دائمة او شبه دائمة وهذا الامر ينتج عن عدم ثقة بالنفس والشك الدائم بكل شيء محيط به.
كما انه سريع الغضب سيما في المواقف التي تزعجه أو التي يشعر بها بالفشل، ومن سماته انه لا يعترف بالخطأ ولا تقبل الانتقاد حيث أنه يشعر وكأنه يتنازل عن شيء ما من ذاته عند الاعتراف بالخطأ، فمن وجهة نظره هو الأفضل دائماً، وينطبق هذا الأمر على جميع العلاقات الأسرية والعاطفية وعلاقات العمل.
لماذا يصبح الانسان سلبيا؟
عدة عوامل نفسية مكتسبة تساهم في تكوين الشخصية السلبية للانسان واهم هذه العوامل هي:
امكانية تعرض الطفل الى التعنيف والظلم والحرمان والتحرش الجنسي في ايام حياته الاولى تسبب له بنظرة سوداوية عن الحياة نتيجة لاضطراب نفسي ينعكس على شخصيته في المستقبل ويجعلها سلبية، ثاني الاسباب هي الجو الاسري المضطرب الذي يعيش فيه الطفل كتوتر العلاقة بين الوالدين والخلافات والشحن الذي في بعض حالاته يؤدي الانفصال يؤدي بالضرورة الى تكوين شخصية سلبية يائسة.
كما الشعور بالوحدة والعزلة أو الرفض الاجتماعي المبني على اسس تفضيل تافهة ومادية يجعل الانسان ينظر الى الحياة بصورة سلبية، واخيراً تشكل الصدمات النفسية الناتجة من وفاة مقرب او تعرضه لصدمة عاطفية سبباً مهماً من اسباب سلبية الانسان وسوداويته.
كيف يغير الانسان من سلبيته؟
على الانسان الذي يريد تغير سلبيته الى ايجابية ان يعي حقيقة حياتية مهمة وهي ان التجارب السيئة للانسان وان عرضته للإرهاق والتعب والتوتر لكنها في النهاية ستقويه وبالتالي لابد من التفكير في ايجاد حلول عقلانية والصبر عليها فالتذمر والشكوى فقط لن يجلب أي نتيجة جيدة، ومن الضروري ان لا ينتظر الفرد من أحد أن يقوم بشيء أنت تحتاجه لذلك يجب ان تعتمد على ذاتك في تلبية احتياجاتك ولا تعتمد على الآخرين وهو ما يجعلك واقعياً في التعامل مع مشكلاتك الحياتية.
وعلى الوالدين ان يضعوا في حسبانهم ابعاد الطفل عن الجو المشحون داخل الاسرة والعمل على توفير احتياجات الطفل وعدم حرمانه لكي لا ينظر الى الحياة بأنها ظالمة وغير منصفة وبالتالي لا يثق بها ولا بالآخرين من حوله، كما المجتمع عليه ان يكون عادلاً في التعامل وتقييم الناس على اسس منطقية وواقعية وليس على اساس المظاهر وبذلك يمكن ان يعود الانسان الى ذاته الاصيلة قبل ان تمسها يد البشر.
اضف تعليق