إننا جميعا لدينا في عائلتنا أو في دائرة أصدقائنا شخص لا يحترم مواعيده، ومع أنه يبذل جهدا لإعداد نفسه في أسرع وقت ممكن، إلا أنه لا يستطيع أبدا أن يكون جاهزا في الوقت المناسب، لكن الاختلاف هذه المرة انه يحاول وليس من باب عدم الاهتمام انما ليس لديه تقدير صحيح...
كان لي ذات مرة موعد مع صديق لقضاء امر يهمنا نحن الاثنين، وضعنا وقتاً معيناً للقاء ومكان ايضاً، ذهبت على الموعد في المكان والزمان المحددين وصلت ووقف انتظر مقدمه اتصلت به هاتفياً قال بأنه قريب جداً او على وشك الوصول وبعد 10 دقائق تقريباً اتصلت مرة اخرى فأجب بأنه قريب!، وبعد اكثر من 10 دقائق اتصلت فكان رده للمرة الثالثة بأنه قريب علماً ان الوقت الكافي للوصل الي من منزله هي 10دقائق لا اكثر!!!، حينها استشطت غضباً وعدت الى منزلي رغم اهمية ان ننجز ذلك العمل في ذلك اليوم، اتصل بي اكثر من مرة لكني لم اجبه حتى وصلت الى المنزل فأجبته بأني في المنزل، الّمني الموقف نفسياً ولا زلت ابحث عن اجابات لأسئلة في خلدي فهل التأخير عن الموعد يؤذي الآخرين كما فعل بي؟ وهل تكراره يؤشر ظاهرة نفسية ام انه امر طبيعي؟، وكيف نحل هذه المعضلة؟
اغلبنا ان لم يكن جميعنا يعاني من وجود احد لا يلتزم مع في المواعيد لكن التعامل مع الغضب الناتج يختلف من فرد لآخر فمنهم من يكثف الاتصالات التي تحتوي على اللوم والتأنيب ومنهم وانا احدهم من ينسحب عن الموعد ليشعر الاخر المتخلف عن الموعد بخطئه، ومنهم من يتعامل مع الامر ببرود ويتجاوزه وكأنه امر لم يكن وربما يتجاوز لكون هو الاخر لم يلتزم بمواعيده، لكن في النهاية جميعنا نتفق ان عدم احترام الموعد بدون مبرر منطقي هو عدم احترام لصاحب الموعد وبالتالي غياب الالتزام الاخلاقي مع الناس.
في السياق ذاته يقول التقرير اعدته الكاتبة (ميلين كليك) والذي نشره موقع (نيوزون) الفرنسي، "إننا جميعا لدينا في عائلتنا أو في دائرة أصدقائنا شخص لا يحترم مواعيده، ومع أنه يبذل جهدا لإعداد نفسه في أسرع وقت ممكن، إلا أنه لا يستطيع أبدا أن يكون جاهزا في الوقت المناسب"، لكن الاختلاف هذه المرة انه يحاول وليس من باب عدم الاهتمام انما ليس لديه تقدير صحيح وبالتالي يقع في هذه المشكلة في كل مرة.
الذي يستفز الفرد المنتظر اكثر من عدم الالتزام بالموعد هو الردود الكلامية التي تصدر من الفرد المتأخر من قبيل ( 10 دقائق لا تؤثر، لماذا انت متذمر الى هذه الدرجة، هل انت ملتزم الى هذا الحد) وما الى غير ذلك من العبارات الاستفزازية التي تثير المقابل وتجعله يتعامل مع الامر بعصبية وتذمر مما قد يدفعه الى عدم الانتظار في المرات القادمة وان كان هناك ما يبرر التأخير.
الاسباب
للتأخر عن المواعيد الرسمية وحتى العائلية احتماليات عديدة ابرزها:
الاحتمالية الاولى هي غياب الهدف بالنسبة للانسان يجعله لا يدرك قيمة الوقت ولا يحترمه وبالتالي لا يهمه ان التزم بموعده لم يلتزم، وهذا ما يؤكده جيف كونتي الباحث في علم النفس بجامعة سان دييغو، الذي يقول ما معناه أن الأشخاص الذين يتأخرون بشكل منهجي لديهم فكرة مختلفة عن الوقت مقارنة بالآخرين.
الاحتمالية الثانية هو ان التأخير ناجم عن الافتقار إلى سوء إدارة الوقت، وهذه العادة لا ترتبط بأي مرض نفسي او غيره وهو ما يجعل معالجة الامر ممكنة وغير معقدة اكثر مما لوكان مرضاً.
كيف نجبر الاخرين على احترام المواعيد؟
من اكثر السلوكيات التي يمكن ان تشعر الانسان المستهين بحجم الأذى الذ يتسبب به في حال عدم الالتزام بالموعد هو وضعه محل الشخص المنتظر بتعمد التأخير عن موعد ضربته معه حتى يكتوي بذات النار الذي يكوي به الاخرين وبالتالي قد يعدل من هذه السلوكية المزعجة، ومن المعالجات الاخر هو العلاج المعرفي السلوكي الذي يبين للفرد الذي لا يعرف قيمة الوقت واهميته وضرورة احترامه سيما ذا كان الامر يخص الاخرين، فطالما كان هذا السلوك لا ينتج عن مرض نفسي اذن يمكن ان يتعلم المتأخرون احترام مواعيدهم وهذا هو المراد.
اضف تعليق