اول اسباب التطرف هو السبب النفسي الذي ينتج من الحرمان من رعاية أحد الأبوين أو كلاهما في سن مبكر، صدمة نفسية شديدة خاصة في الطفولة، العلاقة المضطربة بالأقران، الحرمان الاجتماعي، السبب الثاني هو الاضطراب النفسي واخص بالذكر اضطراب الشخصية البارانوي الذي يدفع الانسان الى التعالي المتسلط...
تعرف اللغة التطرف بأنه الغلو والاسراف أو الشطط بعيدا عن التوسط والاعتدال، ويعرفه الاصطلاح بكونه هو الخروج على المفاهيم والأعراف والتقاليد والسلوكيات العامة التي تحكم المجتمع وتضبط ايقاعه، بينما القانون فيعرفه بأنه الخروج على القانون والدستور السائد، ومن الوجهات الثلاث تعتبر سلوكيات التطرف خروج عن المظلة العامة بدوافع غير سوية.
المتابع لمسيرة التاريخ يجد ان الكثير من الشعوب ومنها الشعوب العربية تشهد بين الفينة والاخرى حركات تطرف عنيفة تعصف بالأمن عموماً وبالأمن النفسي للانسان بصورة اخص، وانا هنا اتساءل ما هو حجم المكاسب التي يحققها المتطرف قبالة الخسائر، وما هي الدوافع النفسية للتطرف الاحمق؟، وكيف يمكننا نحن المعتدلين ان نواجه نيران التطرف قبل تحرقنا؟
مفهوم التطرف يختلف من مجتمع لآخر ومن فرد لآخر ايضاً في المجتمع الواحد فما اعتبره انا تطرف وارفضه وادعوا الى محاربته فكرياً يعتبره صديقي ذو التوجه العقائدي المختلف عني حق مشروع بل يجب ان لا يسكت عنه بداعي نبذ التطرف وبذا هو يكون مستعداً لتحمل نتائج تصرفاته، وهذا ما ينتج عنه صراع انساني متحدم.
هل يمكننا اعتبار كل خروج على محددات الجماعة تطرفاً؟
في التعريف اشرنا الى ان التطرف هو الابتعاد عن القيم العامة للجماعة بشكل او بآخر لكن هذا لا يعني ان كل خروج هو تطرف بل هناك ضرب من الخروج هو عقلانية ناتجة من الالتزام بالقيم الانسانية الرصينة، فرفضك لإعطاء رشوة لموظف فاسد لإتمام معاملتك التي هي اصلا من واجبه هذا احقاق للحق ورفض للظلم وليس تطرفاً، كما الحال في الغش في كافة التعاملات الحياتية والفساد الاخلاقي والكذب والغيبة والنميمة وغير من السلوكيات التي لا ترضى الله وتؤذي الناس.
وربما تكون هذه الصفات منتشرة في مجتمع ما إلى الدرجة التي تصبح فيها هي القاعدة والخروج عنها يكون مستغربا بل مرفوضاً وانا شخصياً تعرضت للتوبيخ الكلامي حين اعترضت على بعض السلوكيات التي صدرت من ادارتي وقال لي احدهم بالحرف الواحد (الدنيا كلها عوجة انت جاي تعدلها)، لكني عاهدت الله وعاهدت نفسي ان لا انحني مادام في عروقي دم وفي قلبي دم واستنشق الهواء اما رياح الباطل مها قويت او ضعفت.
أشكال التطرف
يتطرف الانسان في الكثير من ميادين الحياة لكن اكثر انواع التطرف هو التطرف العقائدي الذي يتخذ منه الانسان وسيلة لاستباحة دماء الناس وممتلكاتهم وخصوصياتهم، اذ ان المتطرف دينياً يرى انه ممثل الله عز وجل في الارض ولا مجال لمخالفته لان مخالف لأمر الله.
وكذلك التطرف المعرفي الذي يمارس الانسان بموجبه نوعاً الانغلاق على افكاره ومعتقداته ولا يقبل مناقشتها او اعادة النظر فيها ويعتبرها من الثوابت المطلقة وفي هذه الحالة هو يلغي اي راي مخالف له، اما التطرف السلوكي الافراط في سلوكيات معينة خارج الحدود الطبيعية ويحاول ان يكره الاخرين على القيام بها سيما ابناءه ومن هم تحت رعيته في العائلة.
اسباب التطرف
اول اسباب التطرف هو السبب النفسي الذي ينتج من الحرمان من رعاية أحد الأبوين أو كلاهما في سن مبكر، صدمة نفسية شديدة خاصة في الطفولة، العلاقة المضطربة بالأقران، الحرمان الاجتماعي.
السبب الثاني هو الاضطراب النفسي واخص بالذكر اضطراب الشخصية البارانوي الذي يدفع الانسان الى التعالي المتسلط فهو يرى أنه جدير بتوجيه الناس إلى ما يريد، وأن الناس ( كل الناس) عليهم أن يسمعوا ويستجيبوا ، وإذا اعترضوا فلابد من قهرهم ولو بالقوة.
وثالث الاسباب هو غياب المستوى الكافي من الوعي الذي يجعل الانسان يتصف بمرونة تجعله يتقبل الاخر المختلف ويتعامل معه بلطف واحترام منعاً للوصول الى نقطة الا عودة والتي تقطع سبل الحياة ويدفع ثمنها الانسان بطرق شتى.
كيف نواجه التطرف
علاج التطرف يكمن في العمل على زيادة وعي الانسان عبر الاطلاع على احوال الناس وكيف تعيش بعيداً عن التعصب والتطرف والاتعاظ من المشكلات التي سببها التطرف وكيف راح ضحيته مئات الآلاف من البشر بدون ادنى مبرر لذلك، والخطوة الثانية هي ان يأخذ القانون مجراه في عقاب المتطرفين حسب الاذى الذي تركه نتيجة تطرفهم وانزال العقوبات بهم لئلا يكون التطرف ظاهرة تحكم العالم فما لا يمنعه وعي الانسان يمنعه القانون عبر وضع قواعد عامة للسلوك يجب ان لا تخترق تحت اية ذريعة او سبب.
اضف تعليق