التوافق النفسي الاسري هو الحالة العامة للأسرة ومدى انسجام اعضائها في العمل من اجل غايات العائلة واهدافها، ومن مميزاتها ان الكل يتسامى عن اهدافه الخاصة في سبيل تحقيق الهدف الاكبر الذي يهم الجميع، كما يعد احد المؤشرات الصحة النفسية التي تدل على وجود التفاهم كبير بين أفراد الأسرة الواحدة...
بحث الانسان العاقل عن الاستقرار النفسي امر يعد غاية من غاياته في الحياة وهي مطلب بشري طبيعي بل ومهم للبقاء الانساني الامن المستقر، لكن هذا التوافق يصطدم بعدة معيقات تحول دون تحقيقه، فماهو التوافق النفسي؟، وماهي ابعاده والعوامل المؤثرة فيه، وما هي العوامل التي تؤدي إلى تحقيقه؟.
التوافق النفسي الاسري هو الحالة العامة للأسرة ومدى انسجام اعضائها في العمل من اجل غايات العائلة واهدافها، ومن مميزاتها ان الكل يتسامى عن اهدافه الخاصة في سبيل تحقيق الهدف الاكبر الذي يهم الجميع، كما يعد احد المؤشرات الصحة النفسية التي تدل على وجود التفاهم كبير بين أفراد الأسرة الواحدة، حيث تكون طبيعة العلاقة القائمة بين أفراد الأسرة مبنية على المحبة والمودة والتعاون والالفة.
وحين تتحقق هذه الامور بين اعضاء الاسرة سيعود الامر على الأسرة بالسعادة، وهو ما تؤكده العديد من الأبعاد التي تتحدث على التوافق النفسي الأسري، فالعلاقة بين حجم السعادة الاسرية وبين توافقها النفسي طردية فكلما ارتفعت نسبة التوافق كلما ارتفعت نسب السعادة والامن النفسي الاسري ومن هذا الامن ينطلق اعضاء الاسرة نحو الحياة بتقبل ورضا وهو ما يؤدي بالضرورة الى انجازات عالية في مجالات الحياة المختلفة.
ابعاد التوافق النفسي الاسري:
للتوافق النفسي الاسري بعدين اساسين لا ثالث لهما هما:
البعد الانفعالي وهو يعني قدرة جميع افراد الأسرة لديهم القدرة على التعبير عن جميع الأفكار والأحاسيس، ليس هذا فحسب بل هو امتلاك أفراد الأسرة مقدار عالي من الثقة بالنفس الذي ينتج منه انسجام كبير في الآراء بين جميع أفراد الأسرة الواحدة وهذا يعني ان جميع افراد الاسرة يتجردون عن انانيتهم وغيرتهم وحسدهم وهو ما يجعلهم مجردين من الامراض النفسية وبالتالي ضبط كافة الانفعالات الصادرة عنهم.
البعد الثاني للتوافق النفسي الاسري هو البعد الاجتماعي وهو ان الجميع يقدرون ان العلاقة التي تقوم على مبدأ الإحسان والمحبة والتسامح والاحترام والتقدير والتعاون اعتراف أفراد الأسرة بحاجات الآخرين، اضافة الى قيام أفراد الأسرة بتبادل الأحاسيس والعواطف مع الأفراد المحيطين بهم وهذا هو يبقي الانسان يرتبط بإنسانيته ويفضل عدم الابتعاد عنها مهما كلف الامر، وهذين البعدين هما الركائز الاساسية للتوافق ولوغاب احدهم يعني ان التوافق يبقى منقوصاً.
ماهي ابرز العوامل التي تؤدي إلى التوافق الأسري؟
الكثير من العوامل التي ان توافرت ستدفع بأتجاه تحقيق التوافق الاسري من ابرزها، تحقيق الحاجات الاساسية لأفراد الاسرة من قبل المعني بالأمر سواء الاب او الام وحتى الاولاد، وذلك يتم عبر فهم كل فرد لحقوقه وعدم الافراط فيها وواجباته وعدم التقصير فيها، كما الاكتفاء والاستقرار الاقتصادي النسبي يسهم وبصورة ايجابية في تحقيق التوافق الاسري والعكس هو الممكن فحين تعصف بالأسرة ازمات اقتصادية سيما مع تقصير المعني بتوفير ما تحتاجه العائلة ستهدد امن الاسرة ويصبح توافقها النفسي في مهب الريح.
ومن الامور التي تؤدي الى التوافق النفسي الاسري ايضاً هو وجود أهداف مشتركة للأسرة وتقارب فكري او وجود هم مشترك على اقل تقدير، هذا الامر يجعل الجميع يتركون اهدافهم الخاصة ويصطفون حول الهدف الاهم الذي يهم الاسرة بأجمعها، وتوفر الصحة والقدرة الجسمية التي تهيئ لكل أفراد الأسرة القيام بمسئولياتهم وتحقيق إشباع العلاقات الأسرية قدراً كبيراً من التوافق النفسي الاسري.
واخيراً تفيد التجارب الناجحة في مواجهة الصعوبات التي تعترض الأسرة اعتبارها نماذج يمكن ان تقلد فتقليد الناجحين ليس عيباً لأنه سيؤدي استنساخ نماذج نجاح اخرى يمكن تضعها العائلة نصب عينها وهو ما يزيد من تمساك الاسرة وبالتالي توافقها النفسي الاسري، هذه ابرز التي لو توفرت ستوفر معها التوافق النفسي الاسري، فينبغي على والدين ادراكها ونقلها الى اولادهم ليتعلموها ويعملوا بها ليعم الاطمئنان والسلام المنازل وساكينها.
اضف تعليق