النظرة إلى الذات هي صورة الإنسان عن نفسه، وكيفية تقييمه ذاته، ومدى احترامه كيانه، ومدى حبه وثقته بتصرفاته، ورضاه عن شكله الخارجي، وصوابية أفكاره وأدائه هي ببساطة احترامه نفسه منذ الطفولة، وهذا حجر زاوية للسعي إلى تكامل الشخصية، ومعرفة الذات معرفة حقيقية، لتنمية المهارات وتطوير الذات والتمتع بهوية فريدة مميزة عن الآخرين...
في حديثك مع اي انسان تتولد عندك صورة ذهنية عن شخصيته وعن اهدافه وطموحاته والى اين ممكن ان يصل وماذا سيحقق في المستقبل، فقد تجد أحدهم يرى ان توفير مأكله وملبسه وسكنه كافي وهو ما خلق من اجله، اما الآخر فيرى ان من حقه التعلم والتصدي للمسؤوليات والسفر وممارسة هوايته وكل ما يريده، وايمانه بتطلعاته ستمكنه من تحقيقها والعكس هو الصواب.
شعور الانسان بأنه ليس مجرد عابر سبيل او متفرج من مدرجات الحياة يدفعه الى الانجاز ويعطيه الصورة الحقيقية عن الهيئة التي يجب ان يكون عليها وتحدد مسؤولياته تجاه نفسه وتجاه الاخرين من حوله، فنظرة الانسان الى نفسه بواقعيه هي مفتاح سلوكه في حياته وهي الدعامة الرصينة التي يواجه بها الحياة بحلوها ومرها وهي معيار نجاحه وتوفقه او اخفاقه وتراجعه.
حين كنا صغاراً في سن الابتدائية اتذكر اننا سؤلنا في مرات عديدة ماذا تحب ان تكون عندما تكبر؟، كنا نعتقد ان هذا السؤال تقليدي ولا فائدة منه رغم اننا كنا نقول اننا نريد نكون اطباء، مهندسين، معلمين، محامين... الخ من العناوين ربما تقليداً لمهن أحد المقربين وليس معرفةً ووعي باختياراتنا، لكن فيما بعد أدركت اننا كنا نمتلك تخطيط لمستقبلنا وان كان بسيطاً وهو ما جعلنا نعمل على الوصول الى المبتغى او الخيار الذي كنا نقوله في صغرنا وربما الكثير منا وصل ونال الذي خطط له او نطق به.
فصورة الإنسان عن ذاته هي التي يكونها منذ نعومة أظافره، تكبر معه إيجابية كانت أو سلبية لتتبلور في ما بعد وتنعكس بوضوح على مختلف علاقاته الشخصية والعائلية والعملية والاجتماعية وسواها من العلاقات والعمليات الحياتية التي يحتاجها ليكون انسان نافع ومنتفع بمعنى ان يكون فاعلاً ليس هامشياً على قارعة طريق الحياة كما الكثير من الناس الذين يكون في الكثير من سلوكياتهم اقرب الى الحيوان منه الانسان فيكون همهم علفهم ولا هم لهم اكثر فأن توفر سعدوا وان غاب يبحثون عن توفيره بشتى الوسائل والطرق.
في هذا السياق تقول الاختصاصية في علم النفس روزلين شويري دياب" النظرة إلى الذات هي صورة الإنسان عن نفسه، وكيفية تقييمه ذاته، ومدى احترامه كيانه، ومدى حبه وثقته بتصرفاته، ورضاه عن شكله الخارجي، وصوابية أفكاره وأدائه هي ببساطة احترامه نفسه منذ الطفولة، وهذا حجر زاوية للسعي إلى تكامل الشخصية، ومعرفة الذات معرفة حقيقية، لتنمية المهارات وتطوير الذات والتمتع بهوية فريدة مميزة عن الآخرين".
فكثيرا ما سمعنا ان (واثق الخطوة يمشي ملكاً) فالإنسان الذي يضع مستقبلاً لنفسه بوثوق يمشي اليه بوثوق ويتحكم بقراراته كما سلوكياته من دون تردد وبذا هو قادراً على إحداث فرق في حياته وحياة الآخرين، مهما كان شكله أو عمره أو انتماؤه أو مستواه العلمي، على عكس المتردد الذي في كل يوم يرسم لنفسه صورة ومن ثم يقوم بتغيرها مما يحدث تداخل في هذه الصور ويغرق حينها الانسان في بحور التردد والحيرة التي تبقي الانسان يراوح في مكانه ان لم تعيده الى نقطة متأخرة من حياته وربما لن يستطيع العودة الى مكانته الحالية مجدداً وهذا هو الخسران.
طريقا الحياة
في حياتنا نسلك طريقين لا ثالث لهما الاول هو اننا ننظر الى ذواتنا بإيجابية ونرى في انفسنا فرصاً عظيمة للنجاح والتقدم والاتيان بما لم يأتي به الكثير ممن سبقونا، او اننا ننظر الى ذواتنا بسلبية فنركز على الاخطاء والسيئات دون ان نعمل على اصلاحها فنكبل بها انفسنا ونحد من قدراتنا وندفنها في دواخلنا وبالتالي نحكم على انفسنا بالفشل قبل ان نشرع وقبل ان نرسم خط بداية اصلاً، فقد يتخذ السلبين القناعة ذريعة لتبرير هذا التقاعس وانعدام السعي الى التطوير او امتلاك الشجاعة الى المجازفة التي تحتاج الى شجاعة وقوة ارادة وصبر محاولين الابقاء على الموجود الذي يعد فشلاً كبيراً، وانت عزيزي القارئ الكريم بين هذين الامرين لك انت تختار اما انت تكون في القمة او الحضيض.
اضف تعليق