في دروب الحياة نعايش ذوي التعامل الرسمي والمرح والفضولي والخبيث والعفوي والمستفز والى غير ذلك من انواع البشر وصنوفهم، وجميع هؤلاء يمرون علينا في علاقتنا وتعاملاتنا اليومية، في الكثير من الاحيان نعاني في التعامل مع الشخصية الُمستفزة التي تخرجك من هدوءك واتزانك مهما كنت على درجة من الحذر والفطنة والذكاء في التعامل معها...
في دروب الحياة نعايش ذوي التعامل الرسمي والمرح والفضولي والخبيث والعفوي والمستفز والى غير ذلك من انواع البشر وصنوفهم، وجميع هؤلاء يمرون علينا في علاقتنا وتعاملاتنا اليومية، في الكثير من الاحيان نعاني في التعامل مع الشخصية الُمستفزة التي تخرجك من هدوءك واتزانك مهما كنت على درجة من الحذر والفطنة والذكاء في التعامل معها.
كيف يصف علم النفس الشخصية المستفزة؟
الشخصية المستفزة في علم النفس هي تلك الشخصية التي تضغط على الشخص الذي يتحدث معها وبصورة استفزازية حتى تخرجه عن شعوره الطبيعي وتعمل على وإثارة غضبه بحركة أو أسلوب تجعله يشعر أنه غير مرتاح، وكثيرون اولئك الذين يحاولون في مناسبة ما اظهار ضعف شخصية احد من الناس بقصد احراجه لكي يتصرف بشكل غير لائق وبالتالي يلقى لوم الناس وذمهم.
ويعرف علم النفس ايضاً الاستفزاز على انه "الحث أو التحريض الذي يؤدي إلى الغضب، وهو شعور انساني يعبر عن تصرف معين غير مقبول، وهو انحراف في السلوك الإنساني عن مسارة نتيجة تعرضه لضغط سلوك آخر مثير.
يعد صاحب الشخصية الاستفزازية من اكثر الشخصيات تجنباً من الناس في التعامل لعدم تمالك الشخص المقابل لأعصابه عندما يتم استفزازه ولكون الشخص المُستفز يرى من وجهة نظره انه عندما يستفز الشخص الذي أمامه فهو بذلك يكون قد انتصر وهو بذلك يهدم شيء من عفوية الانسان ويقتل الفطرة السليمة التي فطر عليها التي نشأ عليها.
الانسان ذو الشخصية الاستفزازية يعاني من امراض وعقد نفسية لكون سلوكه غير سوي ويحتاج الى برنامج علاجي لتعديل سلوكه بشكل كامل والاستفزاز المتكرر سيما اذا كان السلوك ليس عبارة عن موقف عابر بل سلوك متعاد ومستمر.
ان الذين يمارسون الاستفزاز السلبي بحق ابناء محيطهم في الغالب هم اصحاب شخصيات ضعيفة ولديها خلل في المنظومة النفسية لذا يميل الى الاستفزاز لإظهار مدى قوة شخصيته لكن الحال هو ضعيف الشخصية ومنهزم من نفسه وخاضعاً لإمراضه النفسية التي تقوده الى مثل هكذا سلوكيات، كما اننا ننوه الى حقيقة ان الشخصية القوية لا يمكن استفزازها بسهولة لذا تجد اكثر من يقعون ضحية الاستفزاز بالنسبة للطرفين (المُستفِز_ المُستَفز) هو ضعفاء الشخصية.
ومن المفارقات ان الاستفزاز ليس جميعه سلبي بل يمكن ان يكون الاستفزاز ايجابي يخدم الانسان المُستفز لكونه يدفعه نحو انجاز ما على سبيل المثال حدثني صديق ذات مرة عن سبب تفوقه في دراسته هو استفزاز صديق له بعد نجاحه في المرحلة الاعدادية بقوله عبارة (نحن اصبحنا طلبة جامعة فلتنفعك كرة القدم) لكونه كان يلعب كرة القدم بأستمرار على حساب دراسته، وهذا الاستفزاز جعل منه انسان ثاني لا يشبه الاول في الهمة والعزيمة والنتيجة يحمل هو الان شهادة الدكتوراه في علوم الكيمياء بعد ما كان ينظر اليه الى انه فاشل وغير ناضج.
والمثال الآخر للإستفزاز الايجابي هو استفزاز المدير او المسؤول لمشاعر العاملين معه بقصد تحسين او تعجيل عملية الانتاج في المؤسسة، فيعد هنا استفزاز تحفيزي مهم وضروري ينصح بالتوجه اليه عندما تصاب المؤسسة بالكسل والخمول والعجز، ومن خلال المثالين السابقين يمكن ان نعتبر الاستفزاز الايجابي سلوك مشوق وممتع لاستثارة مشاعر وأفكار الآخرين بقصد استثمارها لا ارهاقها وكبتها لكن ذلك يحتاج الى مهارة في التنفيذ دون المساس بالكرامة والمشاعر.
كيف نواجه الاستفزاز السلبي؟
من أفضل ما يمكن ان نقوم به لمواجهة الانسان المُستفِز السلبي هي:
اولا_ جرب ان تستفز الشخص المُستفِز لك والذي يجمعك به عمل او دراسة او منزل لتكون له بمثابة المرآة التي تعطيه صوره عن نفسه حين يكون مُستفزاً فيمكن أن يراجع نفسه ويحسن من سلوكه.
ثانياً_ يمكن ان يكون التجاهل حلاً لهذه السلوكية المنحرفة اذا ان تجاهل الشخص المُستفِز يمكن ان يضع امام حقيقة انه لا يستطيع الوصول الى مبتغاه وهنا يتراجع ويحاول التصحيح، والتجاهل يتضمن التوقف عن الحديث معه او حتى الجلوس معه ان امكن ذلك.
ثالثاً_ للابتسامة والبرود دور مهم في حفظ الانسان من الانزلاق مع المستفزين والانسياق لما يريدون وبالتالي تحجيم اثرهم.
رابعاً_ ومن المهم ان يكون الرد بهدوء او الابتعاد عن الرد والاكتفاء بالصمت في حال لا تستطيع ان تتملك اعصابك، كل هذه الخطوات من شأنها ان توقف المُستفِز عند دائرته الضيقة من دون ان يكون سلوك جمعياً.
اضف تعليق