بعد يوم مرهق تضع رأسك على وسادتك طلباً للنوم فلا تجده، تهاجمك الافكار بشراسة، في الكثير من الاحيان لا تدرك حقيقة ما تتعرض له، تدور الاحداث بصورة متكررة وكأن رأسك أصبح اسطوانة عتيقة او راديو لا يتوقف عن البث، عقلك يدور في دائرة مغلقة من الأفكار التي لا يستطيع تجاوزها...
بعد يوم مرهق تضع رأسك على وسادتك طلباً للنوم فلا تجده، تهاجمك الافكار بشراسة، في الكثير من الاحيان لا تدرك حقيقة ما تتعرض له، تدور الاحداث بصورة متكررة وكأن رأسك أصبح اسطوانة عتيقة او راديو لا يتوقف عن البث، عقلك يدور في دائرة مغلقة من الأفكار التي لا يستطيع تجاوزها أو الخروج منها، واحيانا تشعر بأن تفكر وانت في حالة النوم للحد الذي يجعلك تشعر بأنك لم تنل ولو قسط ضئيل من النوم، تعاني من الاستيقاظ ليلا وعينك محلقة في الفراغ، كل هذا ان حصل معك فأنك تلاحقك لعنة التفكير المفرط او الزائد.
والتفكير المفرط هو احد الاضطرابات العقلية التي تؤدي بالإنسان الى المغالاة والمبالغة في تحليل كل ما يدور من حوله بشكل يُشعره في بعض الأحيان بأن رأسه يكاد أن ينفجر من كثرة التفكير، وقد يتجاهل الفرد عمداً بعض الاحداث التي تحيط به لكونها تفقده تركيزه، وقد يقود التفكير المفرط صاحبه الى الاعتقاد بأنه مجنون او انه على وشك الوقوع في الجنون.
عادة ما تكون نتيجة كثرة التفكير في الأحداث والمواقف البسيطة هي خلق نوع من أنواع التفكير السلبي يُسمي الأفكار السلبية التداخلية التي تدفع الشخص إلى الشعور بمشاعر سلبية، والانزلاق إلى أشكال غير صحية من التفكير كالقلق والهوس والاجترار.
مما تجدر الاشارة اليه هو ان ليس بالضرورة ان يحكم على التفكير في امر مهم يستحق التوقف عنده وتحليله للوصول الى فهم صحيح له بأن الشخص مصاب بمرض التفكير المفرط فهناك بعض الأمور المهمة التي يجب أخذ الوقت الكافي للتفكير فيها واتخاذها على محمل الجد، كما ان قضاء وقت طويل في التفكير في مهارة معينة او حل مسألة رياضية او ما شاكل او تحليل موقف معين بهدف التعلم من الاخطاء لا يعد بالمرة امراً سيئاً لكونه يندرج تحت عنوان التفكير الصحي الهادف او التفكير المنتج.
من مضار التفكير الزائد انه يضاعف من امكانية اصابة الانسان باضطرابات الصحة النفسية، ففي هذا السياق أثبتت الدراسات والأبحاث النفسية أن التركيز على العيوب والمشاكل والأخطاء الشخصية يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والاحباط، وقد يكون سبباً في التراجع عن خطوة في النية القيام بها او التردد في اتخاذ القرار أو تجنب الأمر كلياً أو المماطلة في إعطاء القرار النهائي، ومن الممكن ان يغير من انماط حياة الانسان المعتادة وإحلال انماط غير صحية مثل تناول الكحول والطعام غير الصحي والتدخين وغيرها من السلوكيات الغير سليمة كوسيلة للتأقلم أو الهروب من اضطرابات الصحة العقلية.
وبحسب دراسية نفسية اجراها مجموعة من طلبة جامعة هارفارد الطبية على عدد من الافراد الذين تتراوح اعمارهم بين (60 -70) سنة وبين المعمرين الذين تزيد أعمارهم عن مئة سنة، وجدت هذه الدراسة التفكير الزائد يكون سبباً مباشراً في وفاة الكثير من الناس رغم صغر سنهم بالمقارنة مع من لديهم اعمار طويلة لكنهم ليسوا مفرطين في التفكير ذلك يعني أنك ستموت في سن الثلاثين إن كنت من أصحاب التفكير المفرط.
لتخطي الافراط في التفكير نوصي بما يلي:
اولاً_ الافضل ان يستبدل التفكير المفرط في امر ما بصورة عشوائية بالتفكير بإنتاج حلول لما تفكر به ويشغل بالك وبالتالي يكون التفكير منظم وعلمي ومثمر، مع اهمية ان يكون التفكير في وقت محدد ودون هدر للوقت وايذاء للنفس.
ثانياً_ من الاهمية بمكان ان يفكر الانسان في حاضره والتركيز فيه لتحقيق النجاحات في الاهداف التي يرسمها لنفسه دون العودة للماضي المرهق او القلق بشأن المستقبل.
ثالثاً_ يفضل الهاء انفسنا بهوايات ونشطات عقلية وجسمانية لتجنب الرضوخ للتفكير المفرط المؤذي لكون الفراغ الذي يعيشه الانسان سيولد مشاكل نفسية كثيرة من ضمنها التفكير.
رابعاً_ لا ضير من استشارة مقرب يساعدك في الاقتناع بفكرة ما او يحل لك تداخل ادراكي ما وبذا تكسب صحتك ووقتك، هذه الاستراتيجيات ان احسنا القيام بها سنتمكن من مغادرة التفكير المفرط او نتمكن من تضيق دائرته على اقل تقدير.
اضف تعليق