عندما كنت طفلاً كانت أحلامك كبيرة جداً، ولعلك رسمت ملامح الشخص الذي تريد أن تصبح عليه في عقلك. ما الذي تمكنت من تحويله إلى حقيقة؟ إن كانت الإجابة هي: لا شيء، أو الحد الادنى مما أردته فحينها أنت حالك حال عدد كبير تضيّع حياتك سدى...
عندما كنت طفلاً كانت أحلامك كبيرة جداً، ولعلك رسمت ملامح الشخص الذي تريد أن تصبح عليه في عقلك.
ولعل الصورة هذه تبدلت خلال مراحل المراهقة، ولكنها بالتأكيد لم تكن صورة فارغة، بل تضمنت مساراً واضحاً للطريق الذي تريد أن تسلكه في حياتك.
السؤال المطروح حالياَ هو "ما الذي تمكنت من تحويله إلى حقيقة؟".
إن كانت الإجابة هي: كل شيء؛ فأنت من الفئة المحظوظة التي تتمكن من تحقيق أحلامها.
ولكن إن كانت الإجابة هي: لا شيء، أو الحد الادنى مما أردته؛ فحينها أنت ومن دون شك، حالك حال عدد كبير من الأشخاص في العالم، تضيّع حياتك سدى.
بطبيعة الحال سترفض الاعتراف بذلك، ولعل هناك عشرات المبررات التي تفكر بها حالياً.
ولكن في حال كنت تقوم بالأمور التي سنقوم بذكرها، فأنت من دون شك تضيّع حياتك.
أمور لا يجب القيام بها
ممارسة ألعاب الفيديو، ومشاهدة البرامج التلفزيونية، وإمضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل أو مشاهدة الفيديوهات على يوتيوب وغيرها الكثير.
ما عليك فعله إن كنت تقوم بهذه الأمور يومياً، هو إلقاء نظرة طويلة وجدية على حياتك، ومعرفة حجم الوقت الذي تضيّعه على أمور لا تعود عليك بأي فائدة تذكر، ولا تؤثر في حياتك بشكل إيجابي بأي شكل من الأشكال. كما أنها لا تساعدك بالتأكيد على وضع أسس متينة لمستقبل مشرق.
عليك إعادة تقييم ما تقوم به وإحداث تغييرات جذرية في حياتك.
تتذمر كثيراً
نعم الحياة صعبة ومنهكة، ولكنها كذلك على الجميع، فلماذا لا تتوقف عن التذمر؟
هل تتذمر من وضعك المهني وعلاقتك السيئة بمديرك؟
هل تتذمر من راتبك السيئ؟
هل تتذمر من علاقتك بشريكتك، أو علاقتك بعائلتك أو علاقتك بزملاء العمل أو الأصدقاء؟
إن كنت تقوم بذلك، فأنت تعيش في حلقة مفرغة من المشاعر السلبية، كما أنك تقوم بنشرها في محيطك.
السلبية لم ولن تحدث أي تغييرات جذرية في حياتك.. عوض التذمر قم بخطوة إيجابية تساعدك على التخلص من الأمور التي تزعجك.
ألا تغذّي عقلك؟
إن لم تكن ممن يعملون على تحسين أنفسهم وتعلم الأمور الجديدة والقراءة عن أمور لا يعرفونها، أو يحاولون خوض مجالات لم يقوموا بخوضها من قبل، فأنت في حالة من السبات العقلي.
أنت ثابت في مكانك لا تتحرك، حالك حال المياه الراكدة التي تصبح سامة بعد فترة من الزمن. العقل يحتاج إلى تغذيته بتحديه، وإلا أمضيت حياتك في مكانك، ولن تتحرك خطوة إلى الأمام.
لا شيء يثير إعجابك
هل تملك الشغف تجاه أي شيء؟
هل تجد نفسك في موقف بحيث لا يثير إعجابك أي شيء كان؟
إن كانت إجابتك: نعم؛ فأنت مخطئ تماماً، لأنه في مرحلة ما من حياتك لا بدّ أنك كنت تستمتع بالقيام ببعض الأمور التي كنت تتطلع قدماً لتخصيص بعض الوقت لها.
ولكنك حالياً، ولأنك ما تنفك تحصر نفسك في مكان ضيق، فيه الكثير من السلبية، فأنت لم تعد تشعر بالشغف تجاه أي شيء.
فقدان الشغف يعني العيش كآلة، فلا شغف للعمل، ولا شغف للنجاح، ولا شغف للهوايات.. بل مجرد رتابة تتكرر.
لا تملك خطة للمستقبل
العيش في اللحظة الراهنة من الأمور الإيجابية، ولكن حين لا تخطط لمستقبلك، فذلك يعني أنك تقوم بما هو غير صائب.
إن لم تملك خطة أو هدفاً تسعى لتحقيقه، وإن كنت تعيش حياتك وفق كل يوم بيومه، فعليك أن تدرك أن حياتك تضيع سدى.
فكر في الأمر كمركب لا يوجّه، بل يسير مع الماء، بحيث لا سبيل لمعرفة إلى أين سيصل أو متى سيتحطم.
ليس بالضرورة وضع خطة طويلة الأمد، ولكن على الأقل عليك أن تملك خطة ترسم لك ملامح عامك المقبل في الحد الأدنى.
أشخاص لا يساعدونك على النمو
من السهولة بمكان أن تجد نفسك عالقاً في دوامة إمضاء الكثير من الوقت مع أشخاص لا يساعدونك على النمو بأي شكل من الأشكال. والسبب هو أن الوجود مهم مسلٍ ومريح، ولا يتطلب منك القيام بأي جهد يذكر. هذه الفئة «تمتص» كل طاقتك ولا تقدم لك أي شيء في المقابل.
بالطبع يمكنك إمضاء الوقت مع الأصدقاء. وقت مرح وتسلية فقط. ولكن في الوقت عينه عليك أن تمضي الوقت مع أشخاص يساعدونك على النمو في مختلف مجالات الحياة، وخصوصاً مهنياً واجتماعياً.
مدمن على الهاتف
نعم هو آلة عملية ومفيدة ولا يمكنك الاستغناء عنه.. ولكن كم تستفيد فعلاً من هذه الالة؟ وما الذي تقوم به حين تستخدمه؟
الهاتف وحين يستهلك الأغلبية الساحقة من وقتك، فهو يدمرك؛ علاقاتك بالآخرين ستصبح سيئة.. إنتاجيتك ستتأثر.. تركيزك سيصبح في حده الأدنى.. والأهم من كل هذا، فكّر في الوقت الذي يضيع منك والذي لن تتمكن من استعادته أبداً.
تنفق على أمور غير مهمة
الناس يضيعون حياتهم عبثاً، حين يجدون أنفسهم في دوامة العمل من أجل تسديد المستحقات أو القروض والديون. حينها يصبح هدف الحياة جني المال من أجل تسديد الديون. وهذه المقاربة بالتأكيد تعني حياة ضاعت بالكامل عبثاً ومن أجل هدف يجب ألا يكون هدفاً أصلاً.
ما عليك فعله هو عدم إنفاق المال على أمور غير مهمة، وعدم اللجوء إلى الديون أبداً، إلا إذا اضطررت إلى ذلك، وفكّر مئة مرة قبل الإقدام على هذه الخطوة.
أنفق مالك على الضروريات والأمور التي تفيدك فقط.. حاول الادخار قدر الإمكان.. استثمر أموالك.
إذا أدركت هذه الإشارات جيداً، وعملت على تحسين حياتك وفقاً لها، فسوف تسير في الطريق الصحيح نحو حياة سعيدة.
اضف تعليق