يولد الانسان ولديه نزعة فطرية نحو التعلق بالحياة والاستمتاع بمباهجها، وما يحار في تفسيره قيام بعض الناس بايذاء انفسهم او حتى قتلها دونما سبب منطقي. فهنالك من يقتل نفسه طواعيه، وهنالك من يلقي بنفسه في طريق الهلاك بأهماله، وهنالك من يستمتع بايقاع الآذى بنفسه...
يولد الانسان ولديه نزعة فطرية نحو التعلق بالحياة والاستمتاع بمباهجها، وما يحار في تفسيره قيام بعض الناس بايذاء انفسهم او حتى قتلها دونما سبب منطقي. فهنالك من يقتل نفسه طواعيه، وهنالك من يلقي بنفسه في طريق الهلاك بأهماله، وهنالك من يستمتع بايقاع الآذى بنفسه، وهنالك من يعرّض نفسه للخسارة والفشل ويرفض النجاح.
هذا يعني ان في الانسان " قوة الحياة " و " قوة الموت " أيضا ..تتغلب الاولى لدى الناس الاصحاء نفسيا ، فيما تتغلب الثانية لدى الاشخاص الذين ينشدون الفشل وحب ايذاء النفس وعدم الرغبة في الحياة.
والسؤال هو : لماذا يعمد بعض الاشخاص الى ايذاء انفسهم.. وتدميرها؟
الجواب يكمن في وجود نوعين من العوامل: داخلية تتعلق بما ورثه الفرد من جينات اسلاف كانوا يتصفون بمزاج سوداوي وينحون باللائمة على الذات في كل الاشياء، وتضخيم المصاعب، لتشكل عاملا مساعدا على نشوء اتجاه انتحاري أو مدمّر للذات.
غير ان لعوامل التربية المبكرة الأثر الكبير في صياغة الشخصية المستقبلية للانسان، أهمها علاقة الطفل بوالديه التي تحدد مسبقا ميوله ومواقفه. فاذا كان احد الوالدين أو كلاهما من النوع القاسي الذي ينهال بالتقريع على الطفل لدى كل هفوه، أو اذا كان جو العائلة مشحونا بالنزاع، فأنه يغذي في الطفل النزعة نحو تدمير الذات.
وفي حالات، يكون للعوامل الخارجية الدور الأكبر في تدمير الذات او الانتقاص منها. فالمريض الذي لا يرجى شفاؤه مثلا، قد يرى الخلاص في الموت، والفاشل الذي يمنى بمصائب في نفسه وعائلته وماله قد يرى الحياة عبئا ثقيلا لا يحتمل، واليائس من اصلاح نفسه أو اوضاعه أو مجتمعه قد يتجه بالتوبيخ الشديد لنفسه ويعدّها مقصره فيوقع بها القصاص، وهنالك من يجد الوطن قد صار مكانا غير صالح للعيش فيؤثر الرحيل.
نصيحتنا للأباء والأمهات، ان اغرسوا في نفوس اطفالكم حلاوة الحياة، وان كنتم قد عشتم مرّها لثلاثين عاما فانكم ما كنتم مسؤولين عما حلّ بكم من مصائب ، ولا ترحلّوا همومكم لاطفالكم.
وللسياسيين نقول: ان في صراعات بعضكم نزعة لتدمير الذات، انتم عنها غافلون.. وهي صفة غريبة علينا.. فالعراقيون اكثر شعوب العالم تعلقا بالحياة.
اضف تعليق