q

أظهرت أدلة وشواهد كثيرة، عبث الانسان في الطبيعة، واليوم نحصل على شاهد آخر في هذا المجال، حيث بدأ الانسان يتدخل في عالم النحل، فيتسبب بفايروس يشبه الوباء يفتك بهذه المخلوقات الصغيرة المنتجة للعسل، يحدث ذلك من خلال متاجرة الانسان بخلايا النحل عبر العالم، وقد أكد خبراء مختصون هذه النتائج بصورة قاطعة وحذروا من هذا الفايروس الذي يتسبب بقتل أعداد هائلة من النحل، مما يتوجب على المعنيين التعامل مع هذا الأمر بمسؤولية عالية.

وقد انهارت أعداد النحل عبر العالم بصورة واضحة، حيث قال علماء إن التجارة العالمية في النحل تقف وراء انتشار وباء يهدد خلايا النحل والنحل البري، وانتشر مرض قاتل للنحل في أنحاء العالم عبر واردات لمجموعات من نحل العسل المصابة بعدوى فيروسية، وفقا لأدلة علمية أثبتها علماء الجينات، الأمر الذي يستدعي اتخاذ اجراءات عملية سريعة للوقوف ضد هذا النوع من القتل المتعمَّد الذي يحدث بسبب ظاهرة الجشع البشري حيث لا تتوقف عند حد معين.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، وليست المتاجرة بالنحل هي السبب الوحيد في قتله، بل هناك أسباب اخرى يصنعها الانسان تقوم بالمساهمة في قتل اعداد مضاعفة من النحل، منها استخدام الانسان للمبيدات الزراعية، فهو عندما يسعى لزيادة محاصيله الزراعية، لا يفكر من جانب آخر بالأضرار التي قد يتسبب بها لمخلوقات أخرى كالنحل.

حيث أعلنت الوكالة الأمريكية للحماية البيئية ان مبيدا حشريا يستخدم على نطاق واسع في زراعات القطن وبساتين الموالح يلحق الضرر بأسراب النحل التي تقترب من هذه الحاصلات تحت ظروف معينة، وقالت الوكالة في تقييم مبدئي للمخاطر إن مبيد (ايميداكلوبريد) وهو مبيد حشري ينتمي لطائفة (نيونيكوتينويدات) الشبيهة بالنيكوتين إن وجود آثار ولو ضئيلة من المبيد تصل إلى 25 جزءا في المليار قد تضر بعشائر النحل والمناحل ذاتها مع انخفاض انتاجية عسل النحل.

وهكذا يظهر أن الانسان لا يتورع عن إلحاق الاذى بغيره من المخلوقات اذا تعلق الأمر بالتجارة او الزراعة التي تعود عليه بالارباح، فلا يهمه عند ذاك سوى تحصيل المال، لهذا السبب ينبغى أن تبادر الجهات المسؤولة بصورة سريعة الى اتخاذ الخطوات الفعلية الرادعة للانسان من اجل حماية الاعداد الكبيرة للنحل من الموت بسبب إساءة الانسان وتعامله غير المدروس مع البيئة والزراعة والتجارة وسواهما.

تشديد القيود على تجارة النحل

في هذا السياق أكد باحثون في دورية "ساينس" العلمية أن هناك ضرورة لتشديد القيود لحماية النحل من أمراض أخرى مكتشفة حديثا، وهذا الفيروس بجانب طفيليات "فاروا" يمكنهما تدمير خلايا نحل كاملة وتعريض حشرات النحل للخطر، وقالت كبيرة الباحثين المشرفة على الدراسة الدكتور لينا باير-ويلفرت من جامعة اكستر إن النحل الأوروبي يأتي في قلب التفشي الدولي لما وصفته "بالضربة المزدوجة" لمستعمرات النحل.

وأوضحت في تصريح لبي بي سي: "هذا بشكل واضح مرتبط بالنقل البشري لنحل العسل حول العالم"، وأضافت أن "هذا يظهر دليلا لا يمكننا المجادلة فيه"، ويظهر نمط تفشي الفيروس حول العالم أنه جاء بسبب تدخل الإنسان وليس طبيعيا، حسب الباحثين، وقال البروفيسير روجير باتلن من جامعة شيفلد والذي شارك في إعداد البحث إن فيروس "الجناح المشوه" (DWV) يمثل تهديدا كبيرا لحشرات نحل العسل في مختلف أنحاء العالم خاصة التي تعاني من هذا الوباء "الذي ينتقل بسبب التجارة وحركة مستعمرات نحل العسل".

وتعقب العلماء المشاركون في هذا البحث وهم من جامعات اكستر وشيفلد وسالفورد ظهور فيروس "الجناح المشوه" من خلال تحليل العينات الوراثية المأخوذة من نحل العسل وحيوانات الفاروا الصغيرة في 32 موقعا في 17 دولة، وتوصلوا إلى أن هذا الوباء ينتشر بشكل كبير من أووربا إلى أمريكا الشمالية ودول مثل نيوزيلندا، ويمثل عسل النحل الأوروبي الناقل الرئيسي لهذا الفيروس. بحسب البي بي سي.

وقال البروفيسور ستيفن مارتن من جامعة سالفورد إن الفيروس بالإضافة إلى طفيل "فاروا" كانا عاملين رئيسيين في انهيار أعداد النحل، وأضاف أن "هذا يدعم الفكرة بأن (فيروس) الجناح المشوه هو السبب الرئيسي لفقدان المستعمرات وأن مصدره هو النحل الأوروبي"، ويعتقد العلماء أن هذين العاملين- فيروس الجناح المشوه وطفيل فاروا- هما السببان الرئيسيان للقضاء على النحل لأن الطفيل يتغذى على يرقات النحل، وفي الوقت نفسه يحقن الفيروس المميت في جسم النحل، ويعتقد أن التهديد المزدوج تسبب في القضاء على الملايين من مستعمرات النحل خلال العقود الماضية.

وطالب الباحثون بتشديد القيود على استيراد نحل العسل بفرض إجراء فحص صحي إجباري وفرض مزيد من القيود على عمليات نقل مستعمرات النحل عبر الحدود، وشددوا على أنه يجب بذل كل جهد ممكن لمنع تسلل حيوان الفاروا الصغير إلى المناطق القليلة الآمنة لتوفير ملاذ آمن بعيدا عن الفيروس، وأضاف الدكتور باير-ويلفرت: "يجب علينا الآن فرض قيود صارمة على حركة النحل سواء عُرف أنها تحمل فاروا أم لا".

وفي تعليق له على هذه الدراسة، قال البروفيسور مارك براون من كلية رويال هولواي بجامعة لندن إن هناك بالفعل قيودا مطبقة على تجارة عسل النحل مثل الفحوصات التي يجريها الأطباء البيطريون، لكن هذه ليست كافية بشكل واضح، وقال: "نحتاج إلى قواعد أفضل إذا أردنا أن نمنع حدوث ذلك مستقبلا لفيروسات أخرى من المحتمل أن تظهر"، ويستخدم النحل الأوروبي في أنحاء العالم لأغراض التلقيح التجاري في بعض المحاصيل مثل المكسرات والفواكه وكذلك لإنتاج العسل.

مبيدات مسؤولة عن هلاك النحل

أعلنت الوكالة الأمريكية للحماية البيئية ان مبيدا حشريا يستخدم على نطاق واسع في زراعات القطن وبساتين الموالح يلحق الضرر بأسراب النحل التي تقترب من هذه الحاصلات تحت ظروف معينة، وقالت الوكالة في تقييم مبدئي للمخاطر إن مبيد (ايميداكلوبريد) وهو مبيد حشري ينتمي لطائفة (نيونيكوتينويدات) الشبيهة بالنيكوتين إن وجود آثار ولو ضئيلة من المبيد تصل إلى 25 جزءا في المليار قد تضر بعشائر النحل والمناحل ذاتها مع انخفاض انتاجية عسل النحل، وقالت الوكالة التي تعاونت مع إدارة مراقبة مبيدات الآفات بكاليفورنيا إن البيانات أوضحت ان بقايا هذا المبيد في حبوب اللقاح وفي الرحيق تتجاوز الحد الأقصى في حاصلات القطن والموالح، وقالت الوكالة إن الآثار التي رصدت في الذرة والخضروات الورقية دون مستويات الخطر فيما تحتاج بعض المحاصيل إلى اجراء دراسات أخرى متأنية، ومن المتوقع ان تنتهي الوكالة الاتحادية في نهاية العام الجاري من تقييم أشمل لمخاطر هذه الكيماويات على الحشرات التي تتولي تلقيح أزهار الحاصلات. بحسب رويترز.

وتزايدت خلال السنوات القليلة الماضية الأدلة التي تربط بين استخدام طائفة مبيدات (نيونيكوتينويدات) وبين هلاك أعداد كبيرة من نحل العسل المسؤول عن تلقيح المحاصيل وثمة مخاوف أيضا من ان تكون هذه المبيدات قد أثرت على كائنات اخرى تسهم في تلقيح المزروعات.

وفرضت أوروبا العام الماضي حظرا مدته عامان على ثلاثة من مبيدات طائفة (نيونيكوتينويدات) واقترحت الوكالة الأمريكية العام الماضي استصدار لوائح بصفة مؤقتة لتخصيص مناطق خالية من المبيدات أثناء طور الازهار بالحاصلات على ان يلجأ المزارعون للاسلوب التجاري لتلقيح المحاصيل بالنحل، وأقام مركز سلامة الغذاء وتحالف من المزارعين والهيئات الزراعية دعوى قضائية ضد الوكالة الأمريكية متهما اياها بعدم الاشراف الكافي على كميات كبيرة من البذور المغلفة بالمبيدات التي تباع وتزرع، أُقيمت الدعوى أمام المحكمة الأمريكية الجزئية بالقطاع الشمالي من كاليفورنيا فيما لم يتسن الاتصال بالوكالة الأمريكية للتعليق.

وتقول شركات تعمل في مجال انتاج الكيماويات الزراعية مثل باير وسينجينتا وشركات أخرى تبيع طائفة مبيدات (نيونيكوتينويدات) إن هناك العديد من العوامل الأخري التي تسهم في تناقص نحل العسل مثل الاصابة بالقراد والحلم التي تضر بمملكة النحل، وطائفة (نيونيكوتينويدات) -القريبة الشبه بالنيكوتين من حيث التركيب الكيميائي- واحدة من أشيع المبيدات الحشرية على مستوى العالم وتستخدم في القطاع الزراعي وفي المنازل ويشيع استخدامها بين المزراعين في المراحل الأولية من العمليات الزراعية، وأفادت نتائج تقرير حكومي أمريكي في الآونة الأخيرة بأن أعداد نحل العسل تراجعت بصورة مذهلة خلال العام قبل الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جهات رقابية وأنصار الحفاظ على البيئة ومؤسسات تعمل في مجال الانتاج الزراعي لتعويض هذه الخسائر.

تراجع أعداد النحل البري

وقد أعلن علماء أول خريطة لانتشار عشائر النحل وحددوا عددا من بؤر المشاكل التي يتعرض لها في الولايات المتحدة وقالوا إن أعداد النحل البري في تناقص مستمر في مناطق زراعية مهمة بالولايات المتحدة، وحدد الباحثون 139 مقاطعة قالوا إن النحل البري -الذي يسهم بصفة أساسية في تلقيح المحاصيل- يعاني فيها من مشاكل مع تراجع أعداده على الرغم من توسع الرقعة الزراعية التي تعتمد على النحل في عملية التلقيح.

ومن بين المناطق التي تنتشر بها الرقعة الزراعية كاليفورنيا وسنترال فالي ومنطقة شمال غرب المحيط الهادي والمنطقة العليا من الغرب الأوسط والسهول العظمى وغرب تكساس ووادي نهر المسيسيبي في الجنوب.

وتزرع هذه المقاطعات محاصيل منها اللوز والقرع واليقطين (القرع العسلي) والتوت البري والبطيخ والخوخ (الدراق) والتفاح التي تعتمد على تلقيح النحل البري بشكل أساسي الى جانب محاصيل أخرى لا تعتمد على مثل هذا التلقيح منها فول الصويا والقطن والكانولا، وقال تيلور ريكتس مدير معهد جوند للاقتصاد البيئي بجامعة فيرمونت إن هذه المقاطعات وعددها 139 بها زراعات تمثل 39 في المئة من المحاصيل التي تعتمد على النحل في التلقيح في مناطق زراعة المحاصيل بالولايات المتحدة ومن المرجح ان تواجه مشاكل في التلقيح مستقبلا، وقال ريكتس "تراجع أعداد النحل البري قد يضاعف من التكاليف على كاهل المزارعين وبمرور الوقت قد يحدث اضطرابا في انتاج المحاصيل"، وهناك محاصيل لا تحتاج الى كائنات لتلقيحها مثل الذرة والقمح، وأشارت تقديرات الدراسة الى ان أعداد النحل البري تناقصت بنسبة 23 في المئة في الولايات المتحدة بين عامي 2008 و2013 في اتجاه سببه تحويل أماكن المعيشة الطبيعية للنحل الى رقعة زراعية منها زراعة الذرة لانتاج الوقود الحيوي.

ومن بين العوامل الأخرى التي أسهمت في تراجع أعداد النحل البري الأمريكي بين نحو أربعة آلاف من أنواعه استخدام مبيدات الآفات والأمراض، وقال ريكتس "يساعد النحل البري في تلقيح الكثير من محاصيلنا الغذائية كما انه يدعم المنظومة البيئية الطبيعية ويسهم بقيمة تزيد على ثلاثة مليارات دولار في الاقتصاد الأمريكي سنويا"، وقال اينسو كوه الباحث بمعهد جوند والمشرف على هذه الدراسة التي وردت بدورية الأكاديمية القومية الأمريكية للعلوم إن تراجع أعداد النحل البري قد يدفع الى الاعتماد على مستعمرات النحل التجارية لتلقيح المحاصيل لكن أعداد هذا النحل في تراجع أيضا.

وقال روفوس ايزاكس استاذ علم الحشرات بجامعة ولاية ميشيجان ورئيس المشروع المتكامل لتلقيح المحاصيل الذي تموله وزارة الزراعة الأمريكية "نتائجنا تبرز ضرورة وجود استراتيجيات للحفاظ على عشائر نحل التلقيح في الرقعة الزراعية وأهمية برامج الوقاية التي توفر مكان معيشة مزدهرا يدعم النحل البري والكائنات الأخرى التي تقوم بالتلقيح".

تجئ هذه الدراسة في أعقاب مذكرة أصدرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتكشيل قوة عمل لدراسة الخسائر الخاصة بنحل التلقيح وطالبت المجموعة في مايو ىيار الماضي بالحفاظ على مساحات واسعة من أماكن معيشة نحل التلقيح، وأظهرت نتائج دراسة لتقييم أوضاع عشائر النحل البري في القارة الأوروبية في الآونة الاخيرة ان عُشر هذه الطوائف تقريبا يتهدده خطر الانقراض بسبب التوسع في استخدام مبيدات الآفات الى جانب عوامل أخرى، وقال الاتحاد الدولي لصون الطبيعة إن دراسة أجراها أوضحت ان 57 في المئة من أنواع النحل في أوروبا -ومنها أنواع من النحل الطنان ونحل العسل والنحل المتوحد- لم تكن معروفة على نطاق واسع بحيث يتعذر الحكم عليها ان كانت مهددة بالانقراض من عدمه.

تعرض النحل الطنان للمبيدات الحشرية "يضر بالتلقيح"

أشارت دراسة علمية إلى أن النحل الذي يتعرض إلى المبيدات الحشرية الشبيه بمادة النيكوتين لا يعتبر مفيدا في تلقيح المحاصيل، وتوصلت الدراسة إلى أن النحل الطنان الذي يجمع اللقاح من أشجار التفاح لا يوجد بكثرة عندما يتعرض إلى المواد الكيمائية، مما يحد من نجاح المحصول.

ويقول العلماء إنه على صناع القرار أن يضعوا في حسبانهم الآثار المحتملة على الزراعة في نقاشهم بشأن استخدام المبيدات الحشرية الشبيه بمادة النيكوتين، وقالت الشركة التي تنتج المبيد الحشري إن النتائج "سابقة لأوانها".

ويضطلع النحل بدور رئيسي في تلقيح عديد من المحاصيل، منها الفواكه والبذور والزيوت.

وتقدر القيمة العالمية للنحل المستخدم في خدمات التلقيح وغيره من الحشرات الأخرى بما يتراوح بين 152 مليار و379 مليار جنيه سنويا، وتقول الدكتورة دارة ستانلي، من جامعة رويال هولواي البريطانية، إن الدراسة التي نشرت في دورية "نيشتر" اكتشفت للمرة الأولى، أن التعرض للمبيدات الحشرية يضعف النحل الطنان في عملية التلقيح.

وأضافت لبي بي سي: "أعتقد بأنه بات مهما بالنسبة لعملنا أن تلك الدراسة تشير كذلك إلى ضرورة إدراج قضية خدمات التلقيح الجدل حول استخدام مادة نيكوتينويد الكيميائية"، وتابعت: "خدمات التلقيح مهمة بصورة واضحة لأن 30 في المئة من الطاع الذي نأكله ينتج من محاصيل ملقحة من خلال النحل وغيره من الحشرات، وقد تشمل هذه المحاصيل محاصيل مثل الفاكهة، والجوز ومحاصيل البذور ومحاصيل الزيوت"، وتتزايد الأدلة على أن التعرض للمبيدات الحشرية المصنوعة من مادة النيكوتينويد –المجموعة الاكثر استخداما في صناعة المبيدات الحشرية في أنحاء العالم- تؤثر في سلوك النحل وقدرته على الإنتاج.

أسراب النحل تغزو ولاية أريزونا

هاجمت أسراب هائلة من النحل يقدر عددها بالآلاف إحدى ضواحي فينكس بولاية أريزونا ولدغت ستة أشخاص نقل أربعة منهم الى المستشفى قبل ان يتمكن رجال الاطفاء من طردها باستخدام خراطيم المياه، وقال مايك كونور نائب رئيس إدارة الاطفاء والانقاذ في جلبرت إن من بين الضحايا في هجوم أسراب النحل الذي وقع مساء الثلاثاء في جلبرت بولاية أريزونا رجل إطفاء لدغ بين 40 و50 مرة بعد ان دخلت الحشرات غطاء الرأس الواقي الذي يرتديه. وكان رجل الاطفاء بين الذين نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج. بحسب رويترز.

ودفع هجوم أسراب النحل السكان للهرب من الشوارع واللجوء الى منازلهم حيث نصحتهم السلطات بالبقاء داخلها بينما أغلقت أطقم الانقاذ أحد الشوارع لمكافحة سحابة من النحل تشكلت في سماء البلدة، وقال كونور إنه لم يتضح ما الذي تسبب في هياج النحل وتحوله إلى هذا السلوك العدواني لكن من الشائع العثور على خلايا نحل في أشجار تلك البلدة وربما تعرضت واحدة منها للازعاج.

مشاكل مناحل العسل في المكسيك

نفت شركة مونسانتو الأمريكية المنتجة للبذور والكيماويات الزراعية أن يكون لزراعة محاصيلها المعدلة وراثيا من فول الصويا أي تأثير على النحل أو تقلص الغطاء النباتي أو الاضرار بصناعة مناحل العسل في ولايتين مكسيكيتين، وكانت المحكمة العليا في المكسيك رفضت مساعي لزراعة بذور لفول الصويا معدلة وراثيا في ولايتي كومبيتشي ويوكاتان في جنوب البلاد قائلة بأنه كان يتعين التشاور من البداية مع السكان الأصليين الذين يعارضونها، وقالت المحكمة في حكمها إن هيئة المحكمة بكامل أعضائها قررت بالاجماع اصدار أمر برفض طلب لوزارة الزراعة المكسيكية التي منحت مثل هذه الموافقات في الولايتين. بحسب رويترز.

واحتج أصحاب المناحل في الولايتين وفي ولاية كوينتانا روو المجاورة على اعطاء تصاريح زراعة فول الصويا المعدل وراثيا وقالوا انها تمثل خطر عدوى على مناحلهم، وكانت شركة مونسانتو حاضرة خلال النطق بالحكم كأحد الأطراف المعنية في القضية وقالت في بيان انها تحترم حكم القضاء وتنتظر الاطلاع على حيثيات الحكم كاملة.

وردا على أسئلة رويترز نفت مونسانتو في مطلع الاسبوع اي صلة بين بذورها المعدلة وراثيا والمشاكل التي يعاني منها أصحاب المناحل، وقال الشركة في بيان "لا نقبل اتهامات تحملنا مسؤولية ازالة الغابات وقطع الاشجار بشكل غير مشروع...لان عملنا ملتزم بدقة بالارشادات التي يضعها القانون"، ورحبت مجموعة من المنظمات من بينها السلام الاخضر (جرين بيس) -التي أيدت الطعن في التصريحات التي منحتها وزارة الزراعة - بحكم المحكمة العليا وقالت انه "تاريخي"، ومن جانبها ألقت شركة مونسانتو مسؤولية المشاكل التي تواجه صناعة العسل المكسيكية على ارتفاع الاسعار وحجم المطروح من انتاج المناحل، وقالت في بيانها "لا يوجد دليل على أن صادرات النحل تأثرت بفول الصويا المعدل وراثيا".

هل النحل الإفريقي "القاتل" بمثل هذه الخطورة؟

قد تدفعك التقارير الإعلامية وبعض الأفلام الرديئة إلى الاعتقاد بأن ذلك النوع من النحل الإفريقي هو من النوع القاتل الذي يتصف بالوحشية ولا يمكن إيقافه. قد يشكل ذلك النوع من النحل درجة من الخطورة، لكنه لن يأتي للقضاء عليك.

يكتسب ذلك النحل القاتل سمعة مفادها أنه نحل ضخم ومسلح بالسم القاتل، لكن الحقيقة هي أن النحل القاتل في الواقع أصغر حجما من نحل العسل العادي، وأن السم الذي يحمله أقل قوة وتأثيرا أيضا. ومع أن ذلك النوع من النحل عدواني بطبعه، لكنه ليس كذلك في جزر بورتوريكو.

يقرأ الناس قصة النحل القاتل كأنها إحدى قصص الخيال العلمي. في عام 1956، جلب عالم برازيلي يُدعى واريك كير، نحلا إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية بهدف الحصول على سلاسة من النحل أكثر إنتاجية للعسل.

وقد هرب بعض من ذلك النحل وتكاثر مع نحل أوروبي في البرية، مما أدى إلى ظهور نوع جديد من النحل المهجن، وهو ذلك النحل الذي يطلق عليه اسم النحل الإفريقي (أفريكانايزد بيز).

ثم بدأ ذلك النحل الإفريقي في الانتشار في بلدان أخرى، فقبل حلول عام 1985، كان قد وصل إلى دول مثل المكسيك. وفي عام 2014، توصل باحثون يدرسون انتشار أنواع مختلفة من النحل المهجن في ولاية كاليفورنيا، إلى أن ذلك النحل الإفريقي وصل إلى مدينة سان فرانسيسكو.

وفي وقت مبكر من مرحلة انتشار ذلك النحل، اكتسب النحل الإفريقي لقب "النحل القاتل"، مما أثار العديد من حالات الخوف، وأدى إلى ظهور سلسلة من الأفلام الرديئة التي تتناول ذلك النحل.

اضف تعليق