التصريح الذي أطلقه علي يونسي أبرز المسؤولين الإيرانيين ومستشار رئيس الجمهورية حسن روحاني والذي قال فيه، إن إيران إمبراطورية عاصمتها بغداد وحدودها شواطئ لبنان صحيح ومتوقع وضروري في هذه المرحلة ويحتاج الى دراسة وتحليل، لا الى شتم وتطبيل وتهويل لأنه محاكاة للتطورات المتسارعة في المنطقة على صعيد الصراع بين السنة والشيعة، والمنافسة السياسية بين دول الإقليم، والمواجهة المفتوحة مع التنظيمات السنية المتشددة والحركات الشيعية المتماهية مع إيران. لماذا وكيف؟

إيران وعبر يونسي بعثت برسالة قوية للدول العربية التي تقودها المملكة السعودية، ومعها دول الخليج ومصر وحتى تركيا التي صرح رئيسها مهاجما إيران ودورها، ثم ذهب بعد أيام ليقف قبالة المرشد الأعلي علي خامنئي، ويسمع توجيهاته، وليخرج من اللقاء مصرحا بضرورة حل المشكلة اليمنية عبر القنوات الدبلوماسية والحوار والسياسة، وليس الحرب! الحلف الذي شكل قوة لتحرير اليمن من الحوثيين بدعوى إنهم جزء من مشروع إيراني للسيطرة والنفوذ والتمدد بما يهدد مصالح الدول العربية ومصر، ويعطل الملاحة في البحر الأحمر، ويلغي الأهمية الإقتصادية لقناة السويس وباب المندب، ويحول القناة تلك، وهذا المضيق الى مكانين للتنازع والصراع، وليس للكسب الإقتصادي المستقر، هذا الحلف تشكل بمباركة الجامعة العربية، وبضوء أخضر من واشنطن، ورضا إسرائيلي خبيث يهدف الى إشغال الأخوة العرب والمسلمين بصراعات داخلية ينتفع هو منها، لكنه حلف يثير مخاوف إيران أيضا ومعها الشيعة في لبنان والعراق والنظام السوري المهدد من المجموعات المسلحة المدعومة عربيا وغربيا، وكذلك المجموعات المتشددة كداعش والنصرة خاصة بعد التصريحات التي أطلقها محللون سياسيون ومعلقون عرب حول ضرورة أن يتطور الحلف الى قوة عسكرية لتطهير سوريا من نظام بشار ووجود إيران والمليشيات الشيعية، ودعم السنة في لبنان وحلفائهم المسيحيين لضرب حزب الله ومحاصرته بوصفه ميليشيا شيعية تهدد مصالح العرب السنة.

التوجه الى سوريا لإسقاط الأسد، والى العراق لضرب الحشد الشعبي بوصفه ميليشيا شيعية موالية لإيران، وهي وداعش وجهان لعملة واحدة، وهو الحال الذي ينسحب على حزب الله في لبنان، تصريحات تتناقلها وسائل الإعلام الممولة سعوديا، وتلك المرتبطة بدول قريبة من الرؤية السعودية.. إيران تقول إن بغداد خط أحمر فيما لو تجرأت الدول العربية على ضربها، أو إستهداف الحشد الشعبي الذي أصبح هو القوة الحقيقية والجيش الحقيقي للعراق من خلال القصف الجوي الذي يعتمد الطائرات الأمريكية التي ماتزال ممنوعة عن العراق، بينما تملكها كل دول الخليج، هذا يعني أيضا إن إيران تحذر الجميع من المساس ببغداد، وهي قدمت أنموذجا لهذا التصور بعد سقوط الموصل مباشرة، وبعثت برسالة قوية من خلال مد الأكراد والشيعة بأنواع الأسلحة، وسهلت وصول بعض الطائرات النفاثة التي قصفت مواقع داعش.

فيما لو تجرأت الدول العربية على قصف الحشد الشعبي، وحتى الجيش العراقي الذي يتهم بأنه جيش ميليشيات فإن إيران ستدخل حربا مباشرة، وتستخدم قوتها الجوية وصواريخها الباليستية وقوات الباسيج والحرس الثوري، وستبعث بآلاف المستشارين والضباط الى بغداد لحمايتها.

نتائج مايجري في اليمن ستكون حاسمة لجهة تثبيت هذا التصور، فالنجاح السعودي في اليمن سيدفعها وحليفاتها للقيام بمشروع أكبر ضد الأسد وحزب الله والعراق، وهو أمر مشكوك فيه فإيران تتحرك بنجاح لتحويل اليمن الى مستنقع.. سلوا العمانيين لماذا لم يدخلوا هذا الحلف العربي وهم لصيقو اليمن؟

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق