بعد أن ألقى الديكتاتور العربي الخطب الثلاث، خطاب الجلوس، وخطاب الضجر وخطاب السلام. ألقى خطابا رابعا وهو خطاب النسيان، وفيه يدعو شعبه إلى طي صفحة الماضي والسير على درب العهد الجديد، ما فات، فات، ومن مات، مات، أيها الشعب فلا بأس، اقتربوا لنصلح أخطائنا إذن، أوقفوا صراخكم وذكرياتكم فالذكرى ألد أعدائي اقتربوا ولا تفزعوا، فهذه المرة لن أقتل أحدا، ولن أغتال أحدا، بل سأجعل الواحد منكم، يقتل صاحبه، لذا سأشيع الفساد.. وأزرع المرتشين.. ونزين أبوابنا باليافطات الجديدة، سنصم الآذان بشعاراتنا الخرساء، ولن نحتاج بعد اليوم شعراء، لأن الشعراء كلاب.. لا تجيد إلا النباح.

ويملأون العقول بالأوهام.. إني آذن لكم أن تفتحوا أفواهكم.. افتحوها.. عند زيارة طبيب الأسنان.. افتحوها وما عدا ذلك، إغلقوها، فالصمت حكمة، ومن تحدى.. أو أراد فسأقطع لسانا وأجدع أنفا وأيتم.. وأشرد.. وأثكل، فلا أخفيك يا شعب أنني أحن إلى ماضي أجدادي ولا أخفيك يا صاحبي.. أني أعشق الدماء، سنستغني عن الجند، ونبيع ما تبقى من قمح، ونستورد القمع من جيراننا، وما يلزم من هراوات، وقنابل مسيلة للدموع، لأفرق التجمعات، فالتجمع اختلاط والإختلاط حرام، حرام، وحفل غزل منبوذ.

سألغي احتفالات أيام الشهيد، ونحتفل بالعهد الجديد وننزع صور الموتى الذين تسمونهم شهداء من جدراننا،. فهم يفزعون الصغار فحسب، فمن مات، مات، وما فات، فات، فلا مكان هنا للذكريات يا شعبي الودود، دع الأموات في رقدتها ترتاح، وإني أحذركم من النباح، وأحلام حمل السلاح، كلوا كلكم ما شئتم من فول أعدس أما اللحم.. أما اللحم فسيثقل بطونكم فحسب،. ويعيق جريكم، عندما أطلق الكلاب لملاحقة الغاضبين فانسوا الماضي لينساكم رجال القمع، فكونوا ودودين طيبين، لا تكونوا رجعيين وانسوا ذاك الماضي البعيد، وطبلوا وزمروا للعهد الجديد،. أنا الشيخ وأنتم العبيد، وهذا هو الرأي السديد..

يقظة الشعوب اليعربيه وسبات جامعتها

صمت غريب، مريب، عجيب، من جامعة دول يعرب، ممثلة هذه الشعوب من المحيط الى الخليج، كأنها في سبات ارادي، او مرغمة عليه، ومن حولها، ثورات وانتفاضات وهزات، الربيع العربي كما نسميه، ترى ما الامر؟؟؟؟

لستُ من عشّاقك ولا كنتُ أثق بقدراتك، لكنّكِ كنتِ شيئا ذا بال في حياتي الكالحة كما هو حال غيري من أبناء الشعوب العربية، كان لا بدَّ من بريقِ أملٍ نصنعه وهْمًا من خوائكِ، نلجأ إليكِ هربا من عجزنا رغم قناعتنا أنّنا بذلك "كالمستجير من الرمضاء بالنار".

حال الشعوب العربية اليوم ينبئ بنور في آخر النّفق، والحقيقة لستِ أنتِ النّفق بقدر ما كنتِ انعكاسا له ولِمَا آلت إليه أوضاعنا من تيهٍ وضياع نقتات عذابه في تلك القمم المضحكة المبكية التي ترعاها بوصفك "خيمة العرب" أو جامعة الدّول العربيّة.

إنّ ما تخشاه الشعوب العربية في راهنها الذي تريده مغايرا لماضيها، هو هذا الإصرار من "جامعتها" على الوفاء لنفس النّهج الذي درجت على اعتماده منذ انبعاثها إلى اليوم، وكأنّ شيئا لم يحدث، كأنّ مصر التي تحتضن مقرّ الجامعة لم تُسقطْ نظام حسني مبارك ولم ترتو بدماء الشهداء ولم تشقَّ طريقها نحو الحرّية والديمقراطية، كما هو الشأن في تونس وليبيا واليمن وألم يكن من البرّ بثورات الشعوب ودماء شهدائها أن تستحي جامعة الدول العربية حتى من تسميتها فتبحث لنفسها عن أخرى تنسجم مع إيقاع الشارع العربي الغاضب والراغب بقوّة في التغيير؟

ألم يكن مطلوبا منها أن تُغيِّر جلدها، على الأقل استِحْياءً، في انتظار تغيير الجوهر الذي يُسلّم بيقظة الشعوب وتصميمها على امتلاك إرادتها الحرّة في كلمة جامعة بين العرب من الخليج إلى المحيط؟

ليس من المبالغة في شيء إنْ جزمنا بأنّ صخب جامعة الدول العربية راهنا، لا يصل صوته إلى شعوبها إذ هذه الأخيرة لم تعد تقبل بمظلّة من سرابٍ خادع..

الشعوب العربية تعيش لحظة حاسمة وفارقة في تاريخها المعاصر مُشْبَعَة بالإرادة والأمل ومحفوفة بالمخاطر والهزّات، فهل تستفيق جامعة الدّول العربية من سباتها لكي لا تُسمِعَ شخيرها، إنما صوت يقظتها على استحقاقات الشعوب التي هي مشغولة عن كلِّ إيقاع لا ينسجم مع إيقاع نبض الحياة التي يسكنها حاضرا؟

أيتها الموقّرة المُفقّرة جامعتنا العربية، إننا لا نسمع صوتك اليوم، رغم كلّ ضجيجك وكثرة ولائمك، إنّ صمتكِ عمّا لا يجوز الصمت عنه مريب.. مريب،، ترى ما الامر؟؟؟ ماذا حدث للجامعة؟؟؟ وماذا سيحدث لها؟؟؟ سؤال اجابته تكمن في الاتي من الايام.. او الشهور، او السنين،. ولله في خلقه شؤون..

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق