العديد من الواجبات والمهام والأنشطة تتطلب منا جميعاً أن نكون ذوي قابلية تستثمر الطاقات الكامنة، وتوظفها في اتجاهات بناء الجيل الحالي والمستقبلي بعيداً عن التراخي والنكوص والتراجع والتواضع في التفكير والإدراك المعلوماتي، والعمل على تعزيز ثقافة التنمية البشرية والصحية والتعليمية والتربوية والصناعية، لكي نتمكن في النهاية من توفير...
يعد التنموي المساهم الأول في بناء المجتمع والأسرة، لأن تفكيره يساهم في التنوير المعرفي الهادف، الذي يتضمن المعلومات الابتكارية والريادية والإبداعية. بالحقيقة، نجد العديد من التنمويين هم بناة البرامج والمشاريع النوعية والنموذجية في العالم المتطور والمتقدم، بينما يبقى القائد والمدير والمسؤول يخاطب بمدركاته وقدراته المحفزات الآنية، التي لا يتعدى مسارها خطوات من الزمن، تتلاشى بمجرد انتهاء مدة خدمته أو واجبه أو تكليفه.
يسعى الجميع للوصول إلى السلطة، ويغادر الجميع بعنوانات مختلفة برمزية الهياكل التنظيمية المستحدثة، لكن ما يخص الأسرة والمجتمع يبقى متواضعاً ومتراجعاً، لاسيما في البلدان النامية. يحاول العديد من المحدثين أن يعالجوا الكثير من المشاكل المجتمعية والأسرية بطرقهم المتواضعة، التي يلجئون في العادة إلى الاسهامات الخارجية، لتعالج العيوب، بينما التنمويون يقدمون رؤى متقدمة تكون في الغالب أداة محركة، لتحفيز الملاكات كافة للعمل على تقليل هدر الوقت والجهد والمال، بالاعتماد على آلية العمل المواظب والمثابر والمبادر، لتعزيز أواصر القوة الإدراكية في المعالجة والحلول.
تساهم التنمية بعنوانها المتنوع لخلق أجواء إيجابية من أجل إعطاء الحرية في إتخاذ القرارات من قبل الفرد، ليكون عنصراً مساهماً في العمل الأول، وليس شخصاً متطلعاً أو منصتاً أو متفرجاً، لاسيما إن العديد من الواجبات والمهام والأنشطة تتطلب منا جميعاً أن نكون ذوي قابلية تستثمر الطاقات الكامنة، وتوظفها في اتجاهات بناء الجيل الحالي والمستقبلي بعيداً عن التراخي والنكوص والتراجع والتواضع في التفكير والإدراك المعلوماتي، والعمل على تعزيز ثقافة التنمية البشرية والصحية والتعليمية والتربوية والصناعية، لكي نتمكن في النهاية من توفير ما ننتجه لأجيالنا بصورة علمية وعملية.
هي حكاية إنهاء الاستهلاك بتصورات التنمويين، وتوفير الخزين الجاهز أمام تحديات الوافد من المنتوجات والبضائع، لأننا يجب إن نعمل على توفير الجهد المحلي بخدمات هادفة يقودها قائد تنموي ومدير تنموي ومسؤول تنموي.
إن أهم سمات التنموي تركز على السلوك الموظف والتصرف المدرك، لتعزيز مهارة التجديد الذاتي والتحويل التلقائي لدى الفرد بغية تحقيق توازن تقدمي منتج. من جانب آخر، يحاول التنمويون أن يبادروا في تحسين المخرجات والعمليات والمدخلات والاسهامات والواقعات المحلية بطرق وأساليب تنجز أكثر مما تنتظر، وتقدم أفضل مما تتصور، إذ أن الجهد المضاف يسلط مؤشره باتجاه البرامج والمشاريع المشجعة للتفكير الفردي، ليكون مقتنعا بأن المنتج هو شخص ذو قابلية تفوق القدرات المتاحة، لاستثمار الموارد المتاحة في الطبيعة والبيئة، لتحويل الأسرة والمجتمع إلى عنوان مختصره "استغلال جهد الأيدي والعقول"، مما يولد الأفكار والآراء والمقترحات النموذجية. وندرج أدناه مجموعة من العنوانات للتنموي، كما يلي:
1. التنموي هو شخص استثنائي العطاء والتفكير والخدمة والنشاط والحيوية، تنعكس جهوده وخدماته على الأسرة والمجتمع والبلد بصورة نوعية.
2. التنموي هو شخص منتج لما يقدمه من عطاء فريد وجهد نموذجي، يستند على أركان مواصفات التنموي المبدع والمتميز، لخلق الحركة التنويرية والتعزيزية والتشجيعية أمام الأخرين.
3. التنموي هو شخص إيجابي يعمل على إنهاء الظروف والمحددات السلبية، التي تحد من حركاته وفعالياته وطموحاته، إذ أن التنموي يتواجد في كل الظروف والأمكنة والأزمنة، ولا يتنازل عن حق النجاح والتفوق على الرغم من التحديات والصراعات والنكبات والكوارث والمشاكل، التي تكون في الغالب صعبة ومعقدة.
4. التنموي هو شخص مقتنع بمنهجه ومساره ومشروعه وتفكيره، ويحترم كثيراً قدراته وقابلياته، ويعزز من تطويرها وتحسينها بصورة دورية، بما ينسجم مع التطورات والتطلعات المتقدمة، ويساهم في احترام إنجازاته السابقة، ويقوم اللاحقة على أساس تنموي معبر عن مؤشرات التقدم لديه.
5. التنموي هو شخص ريادي، يسعى دوماً لتعمير الهرم الهش بمستجداته وخزينه ومعارفه الذاتية، ولا يعتمد على النقل والتقليد والمحاكاة، لأن الواقعية والمنطقية والموضوعية هي من سماته ومواصفاته العامة، التي يؤمن بها بصورة تامة.
اضف تعليق