لا يوجد نجاح لأي فريق بدون العمل الجماعي، فهو أحد الأساسيات التي لا غنى عنها للشركات، لا سيّما الشركات الناشئة التي تعتمد في الأساس على فريق عملها لتنفيذ الأفكار الخاصة بها. بالتالي، من أهم أدوارك في الفريق، أن تعمل على تعزيز العمل الجماعي والروح بين أفراد الفريق...
"المواهب تكسب اللقاءات، لكن العمل الجماعي يؤدي إلى الفوز بالبطولات".
لعل هذه واحدة من الاقتباسات الشهيرة التي تصف قيمة العمل الجماعي بين أفراد الفريق. في الحقيقة يعد الفرد هو المورد الأهم بالنسبة للشركات، فماذا عن الفريق مُجتمِعًا يعمل معًا لتحقيق الهدف ذاته؟ بالتأكيد ستملك الشركة موردًا قويًّا في هذه الحالة، وكما نرى شركات مثل جوجل؛ فريق العمل هو المورد الأهم لها. في هذا المقال، نقدم لك 10 نصائح لمساعدتك على تحسين العمل الجماعي بين أفراد فريقك.
النصيحة الأولى: توضيح الأهداف المطلوبة من الفريق
تعد الأهداف بالنسبة للفريق بمثابة خارطة الطريق التي تجعل كل فرد يدرك قيمة وجوده، فيجب دائما عدم التعامل مع الفريق دون محاولة لتوضيح الأهداف المطلوبة، إذ تمثل هذه الخطوة الأولى في سبيل تحسين العمل الجماعي بين أفراد الفريق.
إذا كان لديك موظفون جدد، فمن المهم قبل أي شيء أن تحرص على شرح المبادئ العامة لهم، وإبلاغهم بالأهداف المطلوبة من الفريق. احرص على الاستماع إلى استفساراتهم وكل ما لديهم بشأن الأهداف، حتى تتأكد من امتلاكهم الفهم الكامل للمطلوب من الفريق.
النصيحة الثانية: تحديد الأدوار والمسؤوليات لكل فرد
بعد الانتهاء من توضيح أهداف الفريق، يمكنك الانتقال إلى الخطوة الثانية في تعزيز قيمة العمل الجماعي، من خلال تحديد أدوار ومسؤوليات كل فرد في الفريق بوضوح. يؤدي ذلك إلى ضمان تحقيق العديد من الفوائد داخل الشركة:
1- فهم كل فرد للمطلوب منه: عندما يعرف الفرد المطلوب منه بالضبط، سيضمن قدرته على أداء المهام بطريقة سليمة، ولن يشعر بأي مشكلة نحو العمل، إذ هذا في الكثير من الأحيان يؤدي إلى ترك بعض الموظفين للعمل، نتيجة عدم الفهم.
2- تقليل العمل المكرر: عندما توزّع المسئوليات بين أفراد الفريق، سيؤدي ذلك إلى تحسين العمل الجماعي والإنتاجية، فلن ينفذ أي فرد مهمة مطلوبة من شخص آخر، بالتالي لن يكون هناك أي تكرار في المهام، أو تعارض بين أفراد الفريق الواحدة.
3- توضيح طريقة العمل الجماعي: من خلال شرح الأدوار والمسؤوليات المطلوبة من كل فرد، سيكون بإمكان الفريق معرفة طريقة العمل الجماعي معًا، مثلًا في حالة غياب فرد، من يمكنه تعويضه، وما طريقة التعاون مع بقية الأفراد في المهمة ذاتها.
4- التكامل بدلًا من التنافس: نتيجة لجميع النقاط الماضية، سيعمل الأفراد معًا في إطار من التعاون والتكامل، بدلًا من التنافس في سبيل محاولة فرض كلٍّ منهم لذاته على الآخرين، وستضمن سير العمل في طريق منظم طوال الوقت.
النصيحة الثالثة: بناء علاقات بين أفراد الفريق
يعد وجود الروابط بين أفراد الفريق، من أهم الأمور التي تساهم في تعزيز العمل الجماعي، إذ في النهاية يلتقي أفراد الفريق معًا في أوقاتٍ عديدة، بالتالي أنت بحاجة إلى التأكد من حسن العلاقات بينهم كمجموعة من الأفراد يعملون معًا.
يؤدي ذلك إلى تحولهم من مجرد زملاء، إلى أصدقاء يحرصون على مساندة بعضهم البعض دائمًا، وتقديم يد العون في المواقف التي تحتاج إلى ذلك، وهو ما يحسن من نتيجة العمل الجماعي، بالطبع مع الالتزام بإطار الزمالة في العمل، ودون تعدٍّ من أحد على خصوصيات الآخرين.
يشمل ذلك تنظيم لقاءات دورية بين الفريق، والنقاش حول الأمور المختلفة لا فقط أمور العمل. مثلًا من الممكن تخصيص يوم في الأسبوع للقاء اجتماعي بين الأفراد خارج مكان العمل، وكذلك في المناسبات المختلفة، مثل تنظيم فطور جماعي للفريق في شهر رمضان.
النصيحة الرابعة: القيادة الفعّالة وبناء علاقات مع أفراد الفريق
يقوم العمل الجماعي في الأساس على الثقة بين أفراد الفريق معك كقائد لهم. لذا، لا يمكنك الاكتفاء فقط بوجود علاقات بين أفراد الفريق، لكن احرص كذلك على الاندماج معهم وأن تكون بقربهم، وأن تنشئ علاقات قوية مع كل فرد على حدة.
النمط الأفضل للعلاقة بين القائد وأفراد فريقه، هي أن تكون مثل الموجّه لهم، أي الشخص الذي يساعدهم على تعلم أشياء جديدة، وكذلك يقدم لهم المشورة في المواقف المختلفة. يزيد هذا من انتمائهم إلى الفريق، ويجعلهم يرغبون في تحقيق المزيد من الأشياء لصالح العمل.
النصيحة الخامسة: التواصل المستمر
إذا كنت ترغب في الحفاظ على العمل الجماعي كنمط سائد في العمل، فأنت بحاجة إلى الالتزام بالتواصل المستمر مع أفراد الفريق، وأن تحرص على التقائهم معًا من وقت لآخر. يشمل ذلك لقاءات التخطيط للأعمال الجديدة، ولقاءات للنقاش حول الأمور الطارئة في العمل وكيفية التعامل معها.
يتطلب التواصل المستمر والفعال الفهم لطبيعة الأفراد في الفريق، وأنّ لكل فرد طريقته وأسلوبه الخاص في التعامل، بالتالي لا بد من الانتباه إلى ذلك، والحرص على التفاعل مع كل فرد بالطريقة الملائمة له. كذلك من المهم الانتباه إلى أثر الكلمات، إذ تؤثر بدرجة كبيرة على الآخرين.
النصيحة السادسة: تشجيع العمل الجماعي في المشاريع المختلفة
لا يوجد شيء يحفز العمل الجماعي أكثر من العمل الجماعي على المشاريع المختلفة، فهي في النهاية صفة تحتاج إلى تنمية وتطوير، كغيرها من الصفات الأخرى، ولا يمكنك الاكتفاء بالتأكيد على قيمة العمل الجماعي نظريًّا، بل لا بد من تحويلها إلى أرض الواقع.
لذا، من المهم ألّا تكون جميع المهام في الفريق فردية، بل لا بد من تخصيص مجموعة من المهام لتشمل العمل الجماعي بين مختلف أفراد الفريق. إذا لم تكن هناك مهام كذلك، فاحرص على خلق مشاريع تتطلب تعاونًا من الجميع، فتضمن أنّ العمل الجماعي يحدث بين الأفراد، حتى تصبح صفحة دائمة بالنسبة لهم.
النصيحة السابعة: التدخل وإدارة الخلافات في التوقيت المناسب
من المحتمل أن يترتب على العمل الجماعي بعض المشكلات والخلافات بين الأفراد، وهذا الأمر طبيعي لعدة أسباب، منها: اختلاف طريقة تفكير كل فرد، التخصص الذي يتولاه كل فرد وما يترتب على ذلك من أسس في تنفيذ المهام. أيًّا تكن أسباب الخلافات، فمن المهم إدراك أنّها قد تؤثر سلبًا على العمل الجماعي، ويتحول الأمر إلى تعطيل كامل.
كما أنّ جزئية الخلاف هي واحدة من المراحل التي يمر بها تكوين الفرق بصفة عامة، إذ تظهر نتيجة العديد من العوامل، وبالتالي حتى بدون العمل الجماعي على مشاريع معينة، فمن المحتمل أن تحدث خلافات بين أفراد الفريق في المواقف المختلفة.
لذا، يمكنك التفكير بشأن الحلول المناسبة للأمر، وكيفية التعامل معه بطريقة صحيحة، والنمط الأفضل لذلك هو تعلم إدارة الخلافات وامتلاك منهجية واضحة تساعدك على التدخل في التوقيت المناسب، وتجعلك تدرك أي تصرف يجب القيام به، سواء أكان الإصلاح بين الطرفين أم إبعادهما عن العمل معًا، أو غيرها من السلوكيات المناسبة.
النصيحة الثامنة: اتخاذ القرارات مع أفراد الفريق
من أهم الأشياء التي تعزز العمل الجماعي وانتماء الأفراد إلى فريقك، هي أن تحولهم من مجرد مسئولين عن تنفيذ المهام، إلى الاشتراك في عملية اتخاذ القرار المناسب للعمل. لذا، يمكنك الاعتماد على هذه المنهجية مع فريقك في اتخاذ القرارات.
بالطبع قد لا يكون هذا سهلًا من البداية، لا سيّما مع عدم فهم الموظفين لكل شيء يخص العمل. لكن في الوقت ذاته يمكنك استخدام هذه الطريقة تدريجيًا، من خلال إتاحة الفرصة لأفراد الفريق للمشاركة بآرائهم في المواقف المختلفة، وشرح الأساسيات المهمة في عملية اتخاذ القرار، فتضمن حصولك على مدخلات مناسبة منهم، تساعدك على تقوية روح العمل الجماعي بين الأفراد، وتضمن لك فاعلية القرارات.
النصيحة التاسعة: المراجعة الدورية للأداء مع الفريق
من المهم الحرص على تقديم الملاحظات لأفراد الفريق دوريًا، وما الأشياء الإيجابية التي نجحوا في تنفيذها، وما الأشياء السلبية التي صدرت عنهم. يساعد ذلك على شعور الأفراد بوجود التوجيه ومحاولة إصلاح الأفعال المختلفة التي تصدر عنهم، في سبيل تحسين الأداء.
تعد الطريقة المناسبة لفعل ذلك، التي تزيد من العمل الجماعي هي إجراء المراجعة الدورية مع الفريق وتقييم الأداء، من خلال النقاش حول الأمر معًا، والاستماع إلى آرائهم، والتعليق على النقاط بطريقة منطقية وواضحة، تساعدهم على التعلم من التجارب. بالطبع في حالة وجود تعليقات معينة على شخص محدد، فالأفضل فعل ذلك في لقاء منفرد، لا توجيه هذه الملاحظات أمام الفريق.
النصيحة العاشرة: الاحتفال مع الفريق بالإنجاز
يحب أي فرد الشعور بأنّ إسهاماته كانت سببًا في نجاح الفريق. لذا، من المهم تخصيص وقت للاحتفال مع الفريق بالإنجازات التي حققوها، إذ يعزز هذا من شعور العمل الجماعي بداخلهم، ويجعلهم يتحفزون دائمًا نحو تحقيق الأفضل للفريق.
يمكنك فعل ذلك من خلال تحديد بعض النقاط المهمة في الخطة أو تنفيذ الأهداف (milestones)، وعند الوصول إليها، تحرص على الاحتفال معهم بها. يؤدي ذلك إلى تشجيعهم، وفي الوقت ذاته هو أمر جيد لنشر الإيجابية داخل العمل، وتحفيز بقية الأفراد الذين لم يشتركوا لتحسين أدائهم في الفترات القادمة.
ختامًا، لا يوجد نجاح لأي فريق بدون العمل الجماعي، فهو أحد الأساسيات التي لا غنى عنها للشركات، لا سيّما الشركات الناشئة التي تعتمد في الأساس على فريق عملها لتنفيذ الأفكار الخاصة بها. بالتالي، من أهم أدوارك في الفريق، أن تعمل على تعزيز العمل الجماعي والروح بين أفراد الفريق، حتى تقدر على تنفيذ الأهداف المخطط لها بنجاح.
اضف تعليق