إنسانيات - منظمات

البحث عن معنى وسط الفوضى

عندما تشعر أن كل شيء يخرج عن السيطرة

العيش وسط كم كبير من انعدام اليقين أمر بالغ الصعوبة والتعقيد، يتوق البشر دائمًا إلى معرفة المزيد من المعلومات عن المستقبل. يتعامل دماغنا مع انعدام اليقين والغموض باعتباره تهديدًا كبيرًا، ويحاول دائمًا حمايتنا من خلال تعطيل قدرتنا على التركيز على الأشياء التي تزيد من شعورنا بالتوتر والفوضى...

العيش وسط كم كبير من انعدام اليقين أمر بالغ الصعوبة والتعقيد، يتوق البشر دائمًا إلى معرفة المزيد من المعلومات عن المستقبل. يتعامل دماغنا مع انعدام اليقين والغموض باعتباره تهديدًا كبيرًا، ويحاول دائمًا حمايتنا من خلال تعطيل قدرتنا على التركيز على الأشياء التي تزيد من شعورنا بالتوتر والفوضى. ما يدفعنا إلى طرح سؤال بالغ الأهمية وهو ماذا تفعل عندما تشعر أن كل شيء يخرج عن سيطرتنا؟

إليك مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعدك على التعامل مع هذه الأوقات الصعبة:

لا تقاوم

لا يوجد أدنى شك في أننا نعيش في فترة صعبة ومليئة بالتحديات، ولكن مقاومة الوضع لن يساعدنا على التغلب عليه، عوضًا عن ذلك علينا تعلم كيفية تقبل الأمور بغض النظر عن صعوبتها أو قسوتها.

اعثر على طرق صحية لتهدئة أعصابك

قد تكون أحد أهم الطرق للاستثمار في أنفسنا والاعتناء بها هي أن نعثر على طرق صحية لتهدئة أنفسنا وكي نشعر بالراحة. علينا الشعور بالأمان والراحة النفسي كي نكون أكثر مرونة. عندما نشعر بانعدام اليقين فإن دماغنا تحاول إنقاذنا من خلال تنشيط نظام الدوبامين، وبالتالي قد نقوم ببعض الأمور الخاطئة التي تؤذينا عوضًا عن جعلنا أكثر راحة، فكر في الأمر وكأنك تتناول وجبة دسمة من الطعام عوضًا عن الحصول على قسط مُريح من النوم.

لا تصدق كل شيء تفكر فيه

بصورة عامة عليك ألا تصدق كل شيء تفكر فيه، وتزداد أهمية هذا الأمر خلال فترات انعدام اليقين، لاسيما أن أذهاننا تذهب في هذه الفترة إلى أسوأ السيناريوهات المحتملة. التفكير في أسوأ السيناريوهات المتاحة من الأمور الجيدة والمفيدة في بعض الأحيان، خاصة وأنه أمر قد يساعدنا على مواجهة الكوارث والأزمات، ولكن عندما نصدق بشدة أسوأ السيناريوهات فإننا نتعامل معها وكأنها تحدث بالفعل، وليست داخل دماغنا وحسب، ما يجعلنا نشعر بالتهديد، والخوف وانعدام الأمان.

في المقابل، علينا الضغط على أنفسنا والعمل على التفكير في أفضل سيناريو متاح أمامنا، وربما نجد في هذه اللحظة الجانب المضيء من الأزمة.

انتبه

انتبه للمشاعر والعواطف والأفكار التي لديك في الوقت الحالي، وحاول تحديد المكان الذي تشعر فيه بهذه المشاعر، وتقبل ما تشعر به ولا تحاول محاصرة مشاعرك. حتى في اللحظات التي نشعر فيها أن كل شيء خرج عن نطاق السيطرة، سيكون بإمكاننا الانتباه للتفاصيل ومراعاتها. من الأفضل في هذه الحالة اغلاق كافة إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي لفترة من الوقت كي لا تشتت انتباهنا أو تستولى على تركيزنا، وكذلك نتخلى عن الأفكار السلبية والقصص التي نحكيها داخل أذهاننا، ونصب كل تركيزنا على اللحظات الراهنة والوقت الحالي.

التركيز على اللحظات الراهنة وما يحدث في الوقت الحالي يساعدنا على التعرف على أنفسنا، ويمكننا من الشعور بالهدوء الشديد، ويفتح أعيننا وأذهننا على العديد من الأمور التي ربما تغيب عنّا.

توقف عن البحث عن شخص ينقذك

عندما ننظر إلى أنفسنا باعتبارنا أشخاصا ضعفاء وغير قادرين على المواجهة فإننا نحتجز عقولنا في مكان يثير جنوننا وغضبنا، وبعدها نبدأ في البحث عن أشخاص آخرين ينقذوننا. ورغم أن الأمر قد يجعلنا نشعر بشعور أفضل، ولكن دعونا أن نؤكد لكم أن أغلب الأشخاص الذين يأتون لإنقاذنا لا يساعدونا، ربما يريد أصدقاؤنا إنقاذنا، لأن مساعدة الآخرين يجعل الناس تشعر بشعور جيد حيال نفسها، وقد تكون نواياهم طيبة وصادقة حقًا، ولكن مع مرور الوقت سيشعرون بالسأم، وقد يتشتت انتباههم وينصرف عن مشكلتنا.

يعطينا المنقذ الفرصة كي نتجنب تحمل المسؤولية، في المقابل فإن الصديق المقرب والداعم أو أحد الوالدين أو المعالج النفسي سيشجعوننا على حل المشكلة بأنفسنا، والتركيز على ما يمكن فعله عوضًا عما لا نستطيع القيام به.

باختصار، أفضل طريقة للتعامل مع انعدام اليقين هي التوقف عن الشكوى. عندما نتوقف عن محاولات ترسيخ المشكلة، نركز على النتائج التي نريد تحقيقها، فإننا سنتمكن من تحقيق أكبر فائدة من الفوضى ومن الموقف الذي نمر به بغض النظر عن مدى صعوبته. عندما نقرر تحمل مسؤولية حياتنا، فإننا نستبدل تلك القوة الوهمية من شعورنا بأننا ضحايا بقوة حقيقية تساعدنا على تأسيس الحياة التي نريدها.

ابحث عن معنى وسط الفوضى

حسب علماء النفس فإن المعنى أو الهدف هو تقييم فكري وعاطفي يساعدك على الشعور بأن حياتك لها قيمة وتأثير، لأننا كبشر أكثر ما يحفزنا ويحثنا على العمل هو شعورنا بمدى تأثيرها وأهميتها لدى الآخرين، كلما زاد لدينا هذا الشعور أصبحنا أكثر قدرة على العمل والانتاج، وسنشعر بالسعادة إزاء العمل الذي نقوم به.

حسب الدراسات، فإننا نشعر بالمزيد من الرضا عندما نتوقف عن التفكير في أنفسنا ونبدأ في التفكير بالآخرين. وفي وضعنا الحالي، عليك ألا تنتظر حتى تنتهي المحنة ولا تترك نفسك تغوص في أعماق المحنة ولا تنتظر حتى الإعلان عن العثور على لقاح من شأنه التخفيف من حدة الأزمة. عوضًا عن ذلك فكر في الأمور التي طالما رغبت في القيام بها، والنتائج التي أملت في العثور عليها، وفكر في كيفية تحقيق أكبر فوائد ممكنة من الوضع الذي نعيشه الآن.

https://www.arrajol.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق