q

أقامت مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام حلقة نقاشية بعنوان (من أجل التغيير السياسي-واقع الإعلام العراقي في عام 2016 والمأمول لـ2017) بالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة بغداد والمرصد العراقي في نقابة الصحفيين العراقيين ومركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية وبمشاركة عدد من الشخصيات الأكاديمية والعلمية والثقافية وصحفيين وناشطين ومدونين.

وافتتحت الحلقة النقاشية بعرض صوري يجسد انتصارات الجيش العراقي قدمه الدكتور كامل القيم ممثلاً عن مركز حمورابي، والذي أكد خلال ادارته للجلسة اهمية تسليط الضوء على انتصارات الجيش العراقي في الحرب التي يخوضها ضد داعش داعياً الاعلام العراقي الى مخاطبة الرأي العام العالمي بخطاب موحد موجه لهم باللغة الانجليزية.

مؤسسة النبأ

وقال مدير مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام الكاتب الصحفي علي الطالقاني دأبت المؤسسة ومن خلال مراكزها البحثية والحقوقية المتمثلة بمركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات، ومركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، ومركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية، وملتقى النبأ للحوار، وشبكة النبأ المعلوماتية، ووكالة النبأ للأخبار، على تفعيل الدور الريادي للإعلام الهادف الذي سعت المؤسسة الى تقنينه بالشكل الذي يحول اداته لرسالة سلام وتوعية والتأكيد على دوره الإيجابي في التأثير على المجتمع وما هي قدرته على التأثير. من خلال تزويد الجماهير بمصادر العلم والفكر والمعرفة والمعلومة الاخبارية ونشر أكبر قدر من المعلومات أمام المثقفين والنخب السياسية والاجتماعية، من خلال والسائل الاعلامية المتنوعة، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

واضاف الطالقاني يأتي هذا البرنامج من اجل فتح افاق التعاون مع المؤسسات والجهات التي تشارك اليوم في برنامج المؤسسة بشكل يضمن استمرار هذه البرامج.

وكما تحدث الدكتور عبد الأمير الفيصل عن الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام الالكترونية، والذي يشكل تحدياً كبيراً أمام وسائل الإعلام التقليدية التي اقتصرت على نقل وجهات نظر الساسة وابتعدت عن هموم المواطن.

واشار الفصيل الى زيارة عدد الصحف التي ارتبطت بشكل او باخر مع زيادة واتساع الاحزاب السياسية الداخلة ضمن المعترك السياسي لترتفع من 130 صحيفة الى أكثر من 225 صحيفة وموقع الكتروني يروج لجهة سياسية معينة، معجا ان الزيادة الطردية بات كما وليست نوعا مع تراجع ملحوظ في نوعية المادة الاعلامية الموجهة للجمهور الذي بدا يستنزف كل الطاقات الاعلامية الموجودة على الساحة سواء المقروء او المسموع او المطبوع.

كلية الاعلام/جامعة بغداد

فيما اثارت الدكتورة شكرية كوكز التدريسية في كلية الإعلام بجامعة بغداد تساؤلين عن أولويات الاعلام العراقي وواقع الاعلام في الخمس سنوات الماضية، واشارت الى ان الكثير من وسائل الاعلام ابتعدت عن تشخيص المشكلات الحقيقية وسلطت الضوء على قضايا وهمشت اخرى، مما أدى الى لجوء المواطن العراقي الى الاعلام الالكتروني للتعبير عن رأيه.

مرصد الحريات الصحفية

من جانبه ناقش رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية هادي جلو مرعي ورقته البحثية التي تناولت الصحافة العراقية الدور المطلوب والضغوط المستمرة

حيث ركز جلو على التحديات والمتغيرات صلة وثيقة خاصة في بيئة مضطربة كالبيئة العراقية الواعدة بعد العام 2003 حيث تم نفض ماسبق ومحاولة لترسيخ مفاهيم جديدة في السياسة والثقافة والحياة بشكل عام، وفي شؤون الإقتصاد وبناء مؤسسات الدولة، ولأن الصحافة ووسائل الإعلام من ضمن أهم ركائز تلك المنظومة فقد أخذ دورها يتصاعد، ولأنها لم تعد ضمن دائرة الحكم الشمولي وقهر السلطة وترهيبها فقد تأكد حضورها المختلف والصادم أيضا، وكان منتظرا منها أن تكون داعمة بشكل مباشر للتغيير وبناء مؤسسات البلاد لكن ماحصل هو أنها أصبحت جزءا من منظومات شمولية متسعة وممتدة حيث سلطة القوى السياسية الفاعلة والأحزاب المؤثرة والقوميات والطوائف الحاكمة وصار إعلام الدولة والإعلام الخاص مشتبكين تماما ومتداخلين.

واضاف وربما شعرنا بنوع من عدم الرضا عن الطريقة التي تدار بها وسائل الإعلام، لكن ذلك ينم عن جهل فاضح بطريقة إدارة الدولة التي تمثلت بمحاصصة كاملة أخذت معها الصحافة ووسائل الإعلام لتكون وسائل دعاية مقيتة لأحزاب وشخصيات وحركات دينية وسياسية وحتى لتجار ورجال أعمال، تستقطب جماعات بشرية وتوفر ضمانات الاستمرار والتأثير والكسب غير المشروع.

وركز جلو على دور الصحافة العراقية وللإعلام المرئي والمسموع ولوسائل الإتصال الحديثة في دعم العملية السياسية، وهذا أمر جيد لكن الحديث سيقودنا حتما الى البحث في إمكانية التأثير تلك في ظل نوع التحديات السائد منذ 2003 وحتى اللحظة، ومن غير المعقول القبول بفكرة الإستمرار في النجاح دون توفير ضماناته (الأمن، السياسة، الإقتصاد) فالصحفيون ووسائل الإعلام وحتى الحزبية منها، وتلك التي نعتقد بأنها قد تلعب دورا سلبيا في تكريس مفاهيم المحاصصة ومكاسب الحزب والطائفة لايمكن أن يؤدوا دورا حين تحتدم التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية كما هو الحال في العراق، ومع عدم الرغبة في دعم حرية التعبير وتوفير ضمانات العمل الحر خارج الضغوط ونوع الإدارات الصحفية البائسة غالبا والتدخل السياسي الفظ فإن وسائل الإعلام لن تكون قادرة على أداء دورها مع كل ما يبذله الصحفيون من جهود في هذا السبيل حيث تصطدم بعقبات عديدة تتراكم مع الوقت بسبب الضعف الواضح في منظومة الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والعاجزة حتى عن التعاون مع الصحفيين ووسائل الإعلام حيث تستمر الانتهاكات والاعتداءات على الطواقم الإعلامية، ويهدد الصحفيون بحياتهم وأمنهم الشخصي، ويمنعون من التغطية الملائمة، بينما تزداد الضغوط الاقتصادية، ويفرض التقشف المر حضوره، وينتهك حرية الصحافة بطريقة بشعة تستهدف الأمن الاقتصادي لمنظومة الإعلام، بينما يزدادا التدخل السياسي حدة، ولاتتوافر لدى القوى الفاعلة لا الرغبة، ولا النية لتغيير مسار العلاقة مع وسائل الإعلام والصحفيين إلا بوصفهم أدوات للدعاية لا أكثر.

واستطرد جلو لوضع معالجات من ثلاث نقاط أساسية يمكن أن تنهض أو تعطل دور وسائل الإعلام والصحفيين في دعم التغيير والعملية السياسية، وهي عوامل مستمرة طوال السنوات الماضية، وربما سيستمر تأثيرها خلال الفترة المقبلة.

فقد تعرض الصحفيون العراقيون ووسائل الإعلام الى نوع من التهديد غير مسبوق، وكانت عمليات قتلهم تشبه في توصيفها عمليات الإبادة المنظمة من قبل جماعات العنف المنظم وأثناء المواجهات العسكرية التي حصلت في أوقات صعبة بعد 2003 وكان لها دور كبير وضاغط في تعطيل العمل الصحفي وتحجيم دور الصحفيين والمستقلين منهم خصوصا كذلك الكتاب والذين يمارسون صنوفا إبداعية في العمل الصحفي، عدا عن الإدارات والأشخاص المسؤولين الذين قتلوا في ظروف غامضة وبعضها مكشوف، ومنهم من قتل بدوافع سياسية وطائفية، عدا عن العدد الكبير من الصحفيين الذين قتلوا على يد تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.

واعطى جلو نسبب لعدد الصحفيين والاعلاميين الذين قتلوا من العام 3003حيث اشار الى مقتل مايزيد على ال 430 مراسلا ومصورا ومحررا ومخرجا ومساعدا فنيا، وهناك ممن فقد ولايعرف له مصير، عدا عن الذين نزحوا من مناطق سكناهم، والذين يتعرضون الى التخويف والوعيد، والذين تلاحقهم الدعاوي القضائية، والذين يمنعون من الوصول الى أماكن الحدث لمختلف الأسباب، وتفرض عليهم شروط قاسية واشتراطات من هذا المسؤول أو ذاك ومن جهات سياسية وأمنية في بغداد والمحافظات، وكان للاعتداءات الجسدية دور صادم أدى الى تقييد حريتهم في الحركة، بينما أحتجز عديدون ودمرت أجهزتهم، أو صودرت، وفي حالات أخرى كان نصيب المراسلين والمصورين الضرب والترهيب في الساحات والميادين العامة، ومنهم من كانت التهديدات تصله عبر الفيس بوك، أو عبر هاتفه الشخصي، وقد وصل العشرات من الصحفيين الى أوربا وأمريكا وأستراليا والذين فقدنا الإتصال ببعضهم، وهناك عديد منهم مانزال على تواصل يومي معهم، وبعضهم يعيش ظروفا قاهرة، ويحتاج الى المساعدة الإنسانية، وكذلك توفير فرص عمل، أو موافقات على طلبات لجوء قدموها. في حين ينتظر بعض منهم تسوية قانونية لملفه.

اضف تعليق