توجد مؤشرات تدل على رصانة المجلات الثقافية الفصلية، ومنها تلك الاستمرارية المنتظمة في الصدور، ثم تأتي قيمة النصوص المنشورة فيها، إضافة إلى قوّة حضور الأسماء التي تنشر فيها، وغير ذلك من المؤشرات المهمة، وهي في الحقيقة متوفرة في مجلة الرقيم التي صدر منها في هذه الأيام العدد السابع والثلاثون في حلّة قشيبة...

توجد مؤشرات تدل على رصانة المجلات الثقافية الفصلية، ومنها تلك الاستمرارية المنتظمة في الصدور، ثم تأتي قيمة النصوص المنشورة فيها، إضافة إلى قوّة حضور الأسماء التي تنشر فيها، وغير ذلك من المؤشرات المهمة، وهي في الحقيقة متوفرة في مجلة الرقيم التي صدر منها في هذه الأيام العدد السابع والثلاثون في حلّة قشيبة.

يحفل هذا العدد الجديد بدراسات فكرية أدبية قيمة، بالإضافة إلى حقل الدراسات الثقافية، والمتابعات، و الرؤى، ثم حقل النصوص الإبداعية، لننتهي عند زاوية شهادات وتجارب.

مؤشرات المشهد الثقافي

يبدأ هذا العدد بكلمة رئيس التحرير الأستاذ عباس خلف علي، التي حملت عنوان (راهنية الثقافة إلى أين...)، يلقي فيها الضوء على ما يمكن أن نسمّيه بـ (حلات الفساد الثقافي)، وقد أظهرت هذه الكلمة بعض مؤشرات الفساد الموجودة في الوسط الثقافي وفي المؤسسة الثقافية أيضا، حيث أشار رئيس التحرير إلى قيام مؤسسات ثقافية بتهميش المواهب الإبداعية، والترويج لأسماء طارئة سواء في مواقع التواصل أو في حضورها للمهرجانات الأدبية وغير ذلك من سبل الترويج الزائفة. وتشير الكلمة أيضا إلى المجال الصحفي الثقافي وانتشار ظواهر غير إيجابية وهذا يعود إلى المحرر الثقافي الذي يستأثر بالعلاقات الخاصة ويجند قضية النشر لمصالحه الشخصية. ويشير عباس خلف علي إلى مؤشر آخر على الفساد الثقافي يتمثل بوجود من هو محسوب على الثقافة ويتعامل مع المصالح الفئوية أو ما يسمى بركوب الموجة والابتعاد عن جوهر الابداع.

الدراسات الفكرية والنقدية

ثم نتحول إلى حقل الدراسات الفكرية والأدبية، ونبدأ بدراسة الدكتور فاضل عبود التميمي من العراق في دراسته (تأويل الحرف عند الناقد عبد القادر فيدوح.. شعر أديب كمال الدين مثالا، ثم دراسة أ نجلاء الدقاقي من المغرب .. واقع الشرق والغرب م موسم الهجرة إلى الشمال، عصفور من الشرق أنموذجا.. ثم دراسة للاستاذ اسماعيل ابراهيم عبد من العراق تحت عنوان.. رجاء الشجيري منحوتات لهشاشة العالم، الدراسة التي تليها للأستاذ علي فضيل العربي من الجزائر عنوانها دلالات الرمز وتأويلاته في المخيال الجمعي، وأخيرا دراسة للاستاذ نزار حنا الديراني تحت عنوان تشظيات الآخر وانعكاسااتها على الحلم الأنوي المفقود.

ومن الملاحظ على الدراسات وجود رابط مشترك يقارب فيما بينها، حيث تجنح إلى نحول تحليل نصوص إبداعية لها هويتها الابداعية، وتنفرد عنها الدراسة الأولى التي أبحرت في ميدان نقد النقد.

الدراسات الثقافية

ثم ننتقل إلى الدراسات الثقافية ونقرأ أولا دراسة د سمير الخليل من العراق تحت عنوان تعدد مستويات السرد في رواية (في الطريق إلك، ونقرأ دراسة أ د.ة خولة الزلزولي من المغرب تحت عنوان الشخصية في لعبة النسيان.

حقل المتابعات

بعدها ندخل في حقل المتابعات، لنقرأ بلاغة السخرية في القرآن الكريم مقاربة حجاجية للأستاذ خالد كجوط من المغرب، وتعرض لنا مجلة الرقيم كتاب سرديات معاصرة للكاتب الحسن ايت باها يقرأها الأستاذ محمد الورداشي من المغرب. 

رؤى الرقيم

ومن ثم ندخل في رؤى الرقيم ونبدأها بـ صورة الذاكرة في تأويلية المعنى المتخيل للأستاذ أسامة غانم من العراق، ثم دراسة نقدية للاستاذ علوان السلمان من العراق، في منازل العطراني، والانفتاح على افق التجربة الحكائية (التاريخية – السيرية)، ودراسة الاستاذ احمد المؤذن من البحرين عن الشاعرة نعيمة السماك (نهارات فاطمة مشهدية الوجع الانساني وتكثيف اللغة. ثم المكان المعادي في (قصر الطيور الحزينة لبختيار علي) وهي دراسة للاستاذ صباح هرمز من العراق، ثم ترجمة تهب الغبطة للمتلقي في وداع المترجم الروائي القاص المغربي محمد بنعبود يقدمها د. احمد الدمناتي من المغرب، وأخيرا رمزية سور الازبكية في الوجدان العربي للاستاذ عزيز فيرم من الجزائر.

نصوص ‘بداعية

يلي ذلك حق النصوص حيث تقدم لنا مجلة الرقيم في عددها الجديد هذا مجموعة من النصوص الجديدة تبدأ بمسرودة جوف السنديان للكاتب شوقي كريم حسن من العراق، يلي ذلك نص حديث النعوش للأدبية شمسية غربي من الجزائر، بعدها نقرأ نص قوافل الغيم للأستاذ فاخر الشرع من العراق، وأخيرا نص لستُ أدري للأديبة ميادة ابراهيم قداح من سوريا.

ويُختَم هذا العدد (الدسم) بحلقتين من مذكرات قابلة للنسيان للكاتب علي حسين عبيد من العراق، وهكذا نصل إلى الصفحة الأخيرة التي نقرأ فيها نصا شعريا للشاعر المخضرم أ متمرس. د عبود جودي الحلي من العراق.

مسك الختام

وهكذا قدمت لنا مجلة الرقيم مجموعة من النصوص الفكرية الثقافية الإبداعية المتجددة والمتنوعة من حيث التجنيس الكتابي، بالإضافة إلى تعدد الرؤى والمضامين والأشكال النقدية التي حفل بها هذا العدد، حيث الأقلام المزهرة لعدد من الكتاب والنقاد والأدباء والشعراء ينتمون إلى مدارس وحاضنات متعددة لكنها جميعا تجد نفسها في واحة الإبداع الإنساني، وكلها تنتمي إلى الثقافة العربية التي تتداخل وتندمج بالثقافات الأخرى التي تسعى بجدية وإخلاص إلى مواكبة الجديد على مستوى المحيط الثقافي المقارب، وأهم ما تسعى إليه مجلة الرقيم تسليط الضوء على المشهد الثقافي العربي بأسلوب جاد ورصين، وهذه بالضبط هوية هذه المجلة وهدفها الذي لا تحيد عنه.

اضف تعليق