في عالم يسوده العنف، تبدو حرية التعبير والحريات الإعلامية في تدهور مستمر بسبب فرض القيود والقمع المتواصل والسيطرة المفروضة من قبل الدولة، وذلك الهيمنة والاعتقال والقمع، وغيرها من الممارسات التعسفية، وهذه الممارسات تنتهج في اغلب الدول ذات الانظمة السياسية الشمولية التي تضيق الخناق على اي صوت لحرية التعبير أو انشاء صحافة مستقلة...
في عالم يسوده العنف، تبدو حرية التعبير والحريات الإعلامية في تدهور مستمر بسبب فرض القيود والقمع المتواصل والسيطرة المفروضة من قبل الدولة، وذلك من خلال الرقابة الذاتية، بوسائل التحكم؛ الاحتجاز، وغيرها من الممارسات التعسفية، وهذه الممارسات تنتهج في اغلب الدول ذات الانظمة السياسية الشمولية التي تضيق الخناق على اي صوت لحرية التعبير أو انشاء صحافة مستقلة.
حيث تسعى اغلب السلطات الحاكمة في الدول العالم المتقدمة منها والمتخلفة الى تقييد حرية الصحافة، إذ يخشى الكثير من الصحفيين من مواجهة خطوط حمراء جديدة، وانتهاكات لحرية التعبير خاصةً بعد الهجمات المتزايدة التي تعرضت لها حرية التعبير وعدد من الانتهاكات الصارخة في الآونة الأخيرة.
ويرى مراقبون بأن العام الماضي من أكثر الاعوام انتهاكا ودموية للصحافة العالمية، وذلك باستمرار التضييق على الحريات الإعلامية وخاصة حرية الرأي والتعبير وفقدان الأسس والمعايير الصحافية السليمة، فضلا عن نقص في المهنية وشيوع الفوضى بسبب مخلفات الحرية المفرطة من جهة وسيطرة الأنظمة الشمولية من جهة اخرى، كلها عوامل تشكل عقبات كبيرة امام تأسيس سلطة إعلام مهنية تتمتع بحرية متكاملة.
ولم تكتف سلطات الأنظمة الشمولية بوسائل الرقابة والقمع المتعارف عليها في الميدان الإعلامي، بل ابتدعت أساليب جديدة لتمويه شعوبها، بأن هناك حرية إعلامية، من خلال تعبئة الرأي العام وتجنيدهم بواسطة قادة الرأي، وهذا يضع حرية الصحافة والتعبير في العالم على فوهة الهاوية.
لا شك ان السلطات والانظمة كما اشرنا سابقًا لها دور في الحد من الحريات، حيث الطابع الاحادي والديكتاتوري وانعدام مظاهر التنوع، وتشكل كلها عائقًا امام تطور الإعلام، وبالتأكيد الانظمة السياسية الفوضوية هي ايضًا بدرجة كبيرة تعكس واقع مجتمعاتها، ولكن هناك نقطة اساسية باننا لا نشهد تطورًا ومحاولات جادة من اجل الخروج من هذا الواقع الذي يتسم بالآحادية والديكتاتورية، من اجل الانتقال الى مرحلة متطورة تتطلب جهودًا مشتركة لكل قوى المجتمع سواء السلطة او المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
بينما عبرت المنظمات الدولية المدافعة عن حماية وحرية الصحفيين عن قلقها العميق جراء اتساع تزايد الانتهاكات وعمليات القتل والاختطاف التي يتعرض لها الكثير من الصحفيين والإعلاميين، هذا بالإضافة الى الضغوط التي تمارسها بعض الحكومات على المؤسسات الإعلامية والتي أصبحت بعيده عن الاهتمام والحماية، وعليه يطغى الاضطراب على المشهد الإعلامي في العالم، بشكل مشابه تماما لحالة الاضطراب التي تطغى على المنطقة ذاتها، مما يطرح سؤالا مهما هو إلى أين تتجه الحكومات العالمية في قمعها لحرية الإعلام عام 2023؟
الأمم المتحدة تندد باستهداف الصحافيين في جميع أنحاء العالم
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن "حرية الصحافة تتعرض للهجوم في جميع أنحاء العالم"، منددا باستهداف الصحافيين. وأضاف في رسالة عبر الفيديو بثت عشية الذكرى الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة "كل حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان". وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد أفادت بأن 55 صحافيا و4 متعاونين مع وسائل إعلام قتلوا أثناء قيامهم بعملهم في العام 2022.
ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء، باستهداف الصحافيين، مشيرا إلى أن "حرية الصحافة تتعرض للهجوم في جميع أنحاء العالم".
وقال غوتيريس في رسالة عبر الفيديو بثت عشية الذكرى الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة: "كل حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان"، وأضاف: "لكن حرية الصحافة تتعرض للهجوم في جميع أنحاء العالم"، مشيرا إلى أنه "يتم استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه خلال قيامهم بعملهم الحيوي. ويتعرضون للمضايقة والترهيب والاعتقال والسجن يوميا".
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد أفادت بأن 55 صحافيا و4 متعاونين مع وسائل إعلام قتلوا أثناء قيامهم بعملهم في العام 2022، ولفت الأمين العام للأمم المتحدة الانتباه إلى "تزايد تركيز صناعة الإعلام في أيدي قلة، وإفلاس العديد من وسائل الإعلام المستقلة".
وقال إن "الحقيقة مهددة بالتضليل وخطاب الكراهية، اللذين يسعيان إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والخيال، وبين العلم والمؤامرات"، وتطرقت الأمينة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" للمسألة ذاتها.
وقالت أودري أزولاي، التي تنظم هذا الحدث في الأمم المتحدة في نيويورك للاحتفال بالذكرى الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة، إن "هذه التحديات الجديدة التي يواجهها الصحافيون تأتي في الوقت الذي نحتاج فيه إليهم أكثر من أي وقت مضى، لأن تقدم العصر الرقمي يغير المشهد المعلوماتي بأكمله".
وأكدت أنه "من غير المقبول" أن يتعرض صحافيون "للمضايقة والهجوم، وأحيانا يسجنون، وذلك فقط لأنهم يقومون بعملهم"، وقالت: "نفكر حاليا بكل واحدة وواحد منهم، لأنه عدا عن وضعهم الشخصي، فإن الخدمة التي يقدمونها للمجتمع كله هي على المحك".
من جهته، لفت مدير تحرير صحيفة "نيويورك تايمز"، آرثر سالزبرغ، الانتباه مباشرة إلى إيفان غيرشكوفيتش، الصحافي الأمريكي في صحيفة "وول ستريت جورنال"، المحتجز في روسيا بتهم التجسس التي ينفيها. وقال: "ما زال مسجونا في روسيا بتهم باطلة، ويجب إطلاق سراحه".
تفاعل حول واقع الصحافة الصعب في الدول العربية
مرت ثلاثة عقود على إعلان ويندهوك لتطوير صحافة حرة ومستقلة وتعددية، الذي أصبح يعرف لاحقاً باسم اليوم العالمي لحرية الصحافة.
تَعتبر منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة يوم الثالث من مايو/أيار من كل عام "فرصةً لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، ويوما للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة".
وعلى مدار هذا اليوم تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع المناسبة في العديد من الدول العربية، وتصدر حديثهم عن واقع الصحافة في بلادهم قوائم الأكثر تداولا.
تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، غرد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، قائلا: "لتتوقف التهديدات والاعتداءات، ليتوقف احتجاز الصحفيين وسجنهم، ليتوقف استهداف الحقيقة ورواة الحقيقة".
ونشر حساب مراسلون بلا حدود على تويتر رسماً توضيحيا لحرية الصحافة على مستوى العالم، الذي يقيّم ظروف ممارسة النشاط الإعلامي في 180 بلداً، حيث احتلت غالبية الدول العربية مستويات متأخرة في التصنيف بين درجة خطير للغاية ودرجة صعب، واعتبرت مراسلون بلا حدود أن ظروف ممارسة العمل الصحفي "مُزرية" في سبعة بلدان، و "مُرضية" في ثلاثة بلدان فقط، كما صنفت المنظمة منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط بالمنطقة الأكثر خطورة على سلامة الصحفيين، لتحتل سوريا المرتبة 175، والسعودية المرتبة 170، أما اليمن فاحتل المرتبة 168، يليه العراق في المرتبة 167، بينما احتلت الجزائر المرتبة 136.
اليمن
تم إغلاق حوالي 119 صحيفة ومجلة في جميع أنحاء اليمن منذ عام 2015، انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن موقف حركة أنصار الله الحوثية من الصحافة، معتبرين أن موقف زعيمها عبد الملك الحوثي يمثل مبرراً لما وصفه بعضهم "بالجرائم غير المسبوقة التي مارستها الجماعة ضد وسائل الإعلام"، كما نقل العديد من المغردين شهادة أربعة صحفيين تحدثوا عن ظروف اعتقالهم بيد الحوثيين لفترة ثمانية أشهر، وذلك ضمن جلسة خاصة عُقدت بهذه المناسبة.
مصر
تحدث رواد مواقع التواصل في مصر عن حادثة توقيف الصحفي حسن القباني تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة وانطلاق جلسات مؤتمر الحوار الوطني، وذلك قبل أن تفرج عنه السلطات في وقت لاحق.
كما نشرت البرلمانية السابقة عزة الجرف تغريدة تحدثت فيها عن زوجها الصحفي بدر محمد بدر المعتقل منذ سبعة أعوام في مصر، حيث يصادف يوم ميلاده اليوم العالمي لحرية الصحافة.
لبنان
بينما يحتل لبنان موقعاً متقدماً بين الدول العربية في حرية الصحافة، إلا أن تغريدات رواد مواقع التواصل الاجتماعي تراوحت بين الإشادة ببعض مواقف الإعلامين وبين انتقاد دورهم في دعم بعض الأطراف على حساب أخرى.
دول الخليج
دعا رواد مواقع التواصل في البحرين إلى اتخاذ خطوات جادة لتحسين مستوى الصحافة في البلاد، حيث تحتل المملكة المرتبة قبل الأخيرة على مستوى العالم العربي في حرية الصحافة، والمرتبة 171 على مستوى العالم بحسب تقرير مراسلون بلا حدود، بينما اعتبر آخرون أن تراجع ترتيب دول الخليج في حرية الصحافة يعود إلى التركيز على القضايا الرسمية في البلاد وضعف صوت المجتمع وقضاياه.
الجزائر
رعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حفلاً أُقيم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وحضره شخصيات إعلامية جزائرية وبعض مسؤولي الدولة.
قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة قبل عام أثناء عملها الصحفي في منطقة جنين في الضفة الغربية، كما تداول العديد من المغردين صور الصحفية شيرين أبو عاقلة التي قتلت قبل عام تقريباً، أثناء اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.
السودان
السودان، فيشتكي الصحفيون فيه من مشاكل عدة، أبرزها العنف والمضايقة منذ اندلاع الصراع المسلح، منتصف الشهر الماضي، بين الجيش أو قوات الدعم السريع.
وقال الصحفي خالد الفكي لموقع "الحرة: إن "عددا من الزملاء الصحفيين تعرضوا للاحتجاز أكثر من 72 ساعة بسبب الاشتباكات الدامية وعدم تمكنهم من الخروج من مقار عملهم"، مشيرا إلى أن طرفين الصراع لا يأبهان للصحفيين ورسالتهم.
وأضاف أنه حتى قبل "المعارك الدائرة كنا نعاني للحصول على المعلومات، والآن نعاني بشكل أكبر في غياب المعلومات الصحيحة".
وأشار إلى أن "كثيرا من المقار الصحفية تعرضت لهجوم وقذائف من طرفي الصراع، وبعضها أصبح يحتلها عناصر من قوات الدعم السريع مثل السودان الدولية".
كما يعبر عن مشاكل تتعلق بخدمات الإنترنت وعدم توفرها "نعمل فقط عبر إبلاغ الأخبار بالهتف نظرا لانقطاع الكهرباء أيضا في كثير من الأحيان، فضلا عن نقص وسائل الحماية والسلامة في ظل النزاعات والحروب".
العراق
تعتبر الصحفية العراقية، سهى عودة أن غياب الحماية أبرز التحديات والمعوقات التي تواجه الصحفيين في بلدها، "فعندما يغطي صحفي أو صحفية حدثا معينا بشكل لا يرضي بعض الأطراف قد يتم قتله أو استهدافه أو عائلته بشكل مباشر".
وتقول لموقع "الحرة": "نفتخر بأن أبرز ما حصلنا عليه بعد عام 2003 هو حرية التعبير حيث صرنا نتحدث عن قضايا لم نكن نتحدث عنها في زمن البعث، لكن اليوم أصبح هناك خطوط حمراء كثيرة ورموز مقدسة، ما يمنعنا من الحديث بحرية في بعض القضايا".
وتوضح أن "الخطوط الحمراء زادت بعد الانتخابات الأخيرة، حيث صارت هناك اعتقالات للصحفيين وحتى المدونين وتضييق على المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يتم اعتقال الصحفي أو المدون لأنه انتقد سوء الخدمات المقدمة للمواطنين أو الأوضاع الاقتصادية في البلاد".
تونس
أما في تونس، فيعبر رئيس التحرير المساعد بجريدة المغرب، حسان عيادي، بأن هناك تحديات عدة، منها السياسي والاقتصادي والقانوني.
ويعتبر أن "الصحفيين في تونس أصبحوا يعيشون في ظل سلطة تعمل على إنهاء دور الإعلام ضمن تصور يقوم على أن الأجسام الوسيطة والنخب خانت التونسيين وأنها متآمرة. هذه الأجسام تضم المؤسسات الصحفية والعاملين فيها".
وقال: "هناك إيمان داخل السلطة بأن دور الإعلام هو خدمتها، باعتبارها تعبر عن الشعب وإرادته لذلك تعتمد سياسة تطويعها، وتمتنع عن تقديم المعلومة وتستهدف ضرب مصداقية الإعلام".
وأضاف أن "السلطة نجحت في إخضاع الإعلام العمومي وجعله إعلاما حكوميا، من خلال إرهابها لعدة مؤسسات إعلامية، واليوم تعمل من أجل ترهيب الصحفيين أنفسهم بملاحقتهم بالمرسوم 54 وتجميد المرسومين 115و116".
يشير العيادي إلى تحد اقتصادي يواجهه الصحفيون التونسيون "يكمن في ارتفاع تكلفة إدارة المؤسسات الإعلامية جراء التداعيات المباشرة للأزمة المالية التونسية، وارتفاع التضخم وانهيار قيمة الدينار، ما يؤثر على أسعار المنتجات والخدمات مقابل تراجع حجم الإعلانات".
حرية الصحافة في أوقات الأزمة والتحوّل
تراجعت حرية الصحافة بشكل ملحوظ منذ العام 2012. فخلال السنوات الخمس الماضية، شهد حوالي 85 بالمئة من سكان العالم تراجعًا في حرية الصحافة في بلادهم.
أظهرت الجائحة العالمية الحاجة الملحة إلى الحصول على أخبار ومعلومات موثوقة. مع ذلك، تمّ استخدام إجراءات مكافحة فيروس كورونا لتبرير الانتهاكات الكبيرة المرتكبة بحق حرية الصحافة في 96 بلدًا من أصل 144 بلدًا، وفقًا لدراسة أجراها معهد أصناف الديمقراطية.
إضافة إلى ذلك، ووفقًا لبيانات اليونسكو، لا يزال هناك 160 بلدًا على الأقل يملك قوانين للتشهير الجنائي.
وقد تمّ اعتماد أو تعديل 57 قانونًا ولائحة على الأقل في 44 دولة منذ العام 2016، وهي تحتوي على عبارات مبهمة للغاية أو عقوبات غير متناسبة تهدد حرية التعبير وحرية الصحافة على الإنترنت.
شهدت السنوات الخمس الماضية ارتفاعًا في الإجراءات الأخرى التي تهدد حرية التعبير وشمولية الإنترنت.
لقد تمّ حجب الخدمات الإخبارية على شبكة الإنترنت، والتجسس على الصحفيين بشكل غير قانوني واختراق المواقع الإعلامية.
وبحسب البيانات التي جمعتها منظمة Access Now، بلغت عمليات حجب الإنترنت ذروتها مسجلة 213 حادثًا فريدًا في العام 2019. كما استثمرت بعض الحكومات في قدرتها على فلترة وخنق شبكة الإنترنت. وفي السنوات الخمس الماضية، تضاعفت طلبات الحكومة بإزالة محتوى ما عن منصات الإنترنت الرئيسية.
تزامنًا مع ذلك، تخضع شركات الإنترنت الخاصة للمزيد من التدقيق في كيفية إشرافها على المحتوى وتعديله واستخدامها للبيانات الشخصية للتأثير على ما يراه المستخدمون.
وكجزء من الجهود المتنامية التي يبذلها أصحاب المصلحة المتعددون لتعزيز الشفافية وزيادة المساءلة، وضعت اليونسكو مجموعة مختارة من 26 مبدأ رفيع المستوى يمكن استخدامها كدليل للشركات وصانعي السياسات والجهات التنظيمية.
شهد التقدم المحرز في سد الفجوة بين الجنسين في غرف الأخبار، وفي الأعمدة الصحفية وفي مجال الأخبار بعينه ركودًا إلى حد كبير.
لا تزال المرأة غير ممثلة تمثيلاً كافيًا على المستويات القيادية في المؤسسات الإخبارية وفي «الأخبار الجادة» مثل السياسة. وتشير الدراسات إلى استمرار التحيّز في تمثيل المرأة في الأخبار وتهميشها كمصدر خبير في هذا المجال.
تتعرّض تعددية وسائل الإعلام للتهديدات المتزايدة جراء تدهور نماذج الأعمال التقليدية التي تتّبعها الصحافة.
لقد جعل هذا التهديد المالي غرف الأخبار أكثر عرضة للضغوط الممارسَة من قبل الجهات الخارجية وأصحاب المنافذ الإعلامية والمدراء التنفيذيين.
ولا يزال الاستيلاء على وسائل الإعلام يشكّل تهديدًا متناميًا عندما تكون وسائل الإعلام الإخبارية حرة في الظاهر ولكنّها تفتقر إلى الاستقلال الحقيقي. فقد وجدت دراسة حديثة أجراها مركز الإعلام والبيانات والمجتمع لـ 546 كيانًا إعلاميًا تديره الدولة في 151 بلدًا أنّ ما يقارب 80 بالمئة منها يفتقر إلى الاستقلالية التحريرية.
في الوقت نفسه، زادت المعلومات المغلوطة والمضللة من سنوات تراجع الثقة في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم وأصبحت تشكل تهديدًا رئيسيًا للمعلومات كمنفعة عامة.
لقد ساهمت شركات الإنترنت، لا بل سارعت من تنامي هذا التهديد. وفي واقع الأمر، انتشرت المغالطات على تويتر «بشكل أكبر وأسرع وأعمق وأوسع نطاقًا من الحقيقة»، بحسب ما توصّلت إليه دراسة أجراها باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وعليه، يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة انتشار المعلومات المضللة، ولكن مع توخي الحذر. وعلى كافة الاستجابات أن تحترم الأطر والمعايير الدولية لحرية التعبير وأن تعزز بيئة مؤاتية تسمح للصحافة الحرة بالعمل دون قيود.
اضف تعليق