تعد جائزة نوبل من أشهر وأقدم الجوائز العالمية وأكثرها شهرة وأكبرها قيمة، سواء من حيث قيمتها المادية، أو من حيث قيمتها الأدبية والمعنوية، وتكون حلما لكثير من العلماء والباحثين والأطباء والأدباء والسياسيين وغيرهم، فقد حصل عليها الكثيرون في شتى المجالات، وتمنح الجائزة في تاريخ 10 ديسمبر من كل عام لمن يقوم بالأبحاث البارزة أو لمن يستطيع أن يبتكر تقنيات جديدة، إضافة إلى إنها تعطى للشخصية أو المجموعة صاحبة أكثر أو أفضل عمل يهدف إلى ترسيخ و تنمية علاقات الإخاء بين الأمم، توحيد و نشر قيم السلام، والنضال من أجل السّلام والقيام بخدمات اجتماعية نبيلة، حقوق الإنسان، المساعدات الإنسانية والحرية، كذلك تمنح للأشخاص الذين قدّموا أكبر فائدة للبشريّة باختراعاتهم، واكتشافاتهم في مختلف المجالات من المعرفة.
ويعد اسم (ألفريد نوبل) أحد أشهر الأسماء في العالم، وهو الذي علم البشرية كلها قيمة العلم والعلماء، وهو مكتشف مادة (الديناميت) وأرادها أن تستخدم في أغراض الخير مثل: نسف الجبال, وشق الطرق, وحفر الآبار... الخ , ولم يكن يتوقع استخدامه في النزاعات حيث استخدم العسكريون ( الديناميت ) كمادة للحرب والهلاك والدمار مما أدى إلى موت الكثير من الأفراد رجالاً ونساءً وأطفالاً بلا ذنب، ونتيجة لذلك حزن (الفريد نوبل) حزنا شديدا وندم ندما عظيما وقرر أن يهب كل ما كسبه وحصل عليه من هذا الاختراع لكل عالم مفكر أو أديب بارع يهدف إلى الخير والسلام والإصلاح.
في حين بات اليوم لا حاجة إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط أو فك أحد الغاز الطبيعة أو تأليف رائعة أدبية، فأسهل طريقة لاقتناء جائزة نوبل تبقى شراؤها، في حال توافرت الموارد اللازمة طبعا، في خلال 114 عاما، منحت جائزة نوبل 889 مرة لمكافأة أبرز الإنجازات في مجالات السلام والآداب والطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد، ولأسباب مختلفة، كان مصير حوالي 10 منها البيع في مزاد.
وأحدث مثال عندما أصبحت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي أحدث الواقفين في طابور طويل من الحائزين على جائزة نوبل للسلام الذين خيبوا آمال كثيرين ممن هللوا لفوزهم بها ولن تكون الأخيرة على الأرجح، وفي ذلك عظة للفائز بالجائزة لعام 2017 الذي سيعلن اسمه الأسبوع المقبل، تواجه سو كي انتقادات دولية بعضها من القس ديزموند توتو الحائز على الجائزة لعدم التحرك بما يكفي لوقف ما تقول الأمم المتحدة إنه عمليات قتل جماعية واغتصاب وحرق للقرى في ولاية راخين.
على هذا الصعيد، يزخر تاريخ جائزة نوبل للسلام منذ بدء منحها قبل أكثر من قرن بالتقلبات ما بين الأمل والخيبة، إذ أثار بعض الحائزين بهذه الجائزة قدرا هائلا من التطلعات قبل أن يخيبها أداؤهم لاحقا، على غرار أونغ سان سو تشي.
نادرة كانت جوائز نوبل للسلام التي حصلت على الإجماع، بل غالبا ما يستقبل الإعلان عن اسم الفائز بها في شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل سنة بموجة من الاحتجاجات المتفاوتة النبرة، وصولا إلى سجالات محتدمة، وكانت أونغ سان سو تشي من تلك الجوائز النادرة التي قدمت بالإجماع.
الى ذلك، أعلنت جامعة اكسفورد حيث درست اونغ سان سو تشي انها أزالت صورة للقيادية البورمية وذلك في قرار اتخذ بعد انتقادات واسعة لتعاملها مع ازمة الروهينغا، بحسب بيان للجامعة، والصورة التي كانت في المدخل الرئيسي لكلية سانت هيوز، وضعت في المخزن واستبدلت الخميس بلوحة جديدة قدمها الفنان الياباني يوشيهيرو تاكادا.
وعلى الرغم من كل ما ذكر أعلاه فان جائزة نوبل كانت ولا تزال أعلى مرتبة من الثناء والإطراء على مستوى العالم تقدم لمن يستحقونها بهدف الإصلاح ونشر السلام وتقديم خدمات كبرى للإنسانية، لكن ما تظهر بعض الجوائز ولا سيما التي تتعلق بالسلام والسياسية بانها مفاجأة وتثير الشكوك في احقية حائزيها بها، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
الحرب والجائزة .. زعماء أداروا ظهورهم لمُثل جائزة نوبل للسلام
أصبحت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي أحدث الواقفين في طابور طويل من الحائزين على جائزة نوبل للسلام الذين خيبوا آمال كثيرين ممن هللوا لفوزهم بها ولن تكون الأخيرة على الأرجح، وفي ذلك عظة للفائز بالجائزة لعام 2017 الذي سيعلن اسمه الأسبوع المقبل، تواجه سو كي انتقادات دولية بعضها من القس ديزموند توتو الحائز على الجائزة لعدم التحرك بما يكفي لوقف ما تقول الأمم المتحدة إنه عمليات قتل جماعية واغتصاب وحرق للقرى في ولاية راخين. وقد أجبر هذا العنف ما يقرب من نصف مليون فرد من الروهينجا المسلمين على الفرار إلى بنجلادش، شتان ما بين ذلك والوضع عام 1991 عندما منحتها لجنة نوبل النرويجية الجائزة وأشادت ”بنضالها السلمي في سبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان“.
ولا يمكن سحب الجائزة بعد تسليمها للفائز، وقال البروفسور جير لوندستاد الذي كان أمينا للجنة نوبل النرويجية في الفترة من 1990 إلى 2014 ”حدث مرات عديدة من قبل أن تعرض الحائزون على الجائزة للانتقاد“.
وأوضح أن الجائزة لا تزال قوة دافعة في سبيل الخير حتى إذا تخلى بعض الفائزين فيما بعد عن مُثلها، وأضاف ”أونج سان سو كي كانت ناطقة في غاية الأهمية باسم حقوق الإنسان في بورما وفي جانب كبير من آسيا. ولا يمكنك أن تنزع هذه (الصفة) عنها“.
أسس جوائز نوبل ألفريد نوبل مخترع الديناميت الذي حقق جانبا من ثروته من صنع السلاح وبيعه. وستعلن جائزة نوبل للسلام التي تبلغ قيمتها تسعة ملايين كرونة سويدية (1.1 مليون دولار) في السادس من أكتوبر تشرين الأول ومن الممكن أن يحصل عليها فرد واحد أو أكثر أو منظمة أو أكثر.
وقد شن بعض الحاصلين على الجائزة حروبا أو أججوا نيرانها بعد الفوز بها، فقد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن بغزو لبنان عام 1982 بعد أربع سنوات من اقتسام الجائزة مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات بفضل اتفاق كامب ديفيد للسلام. واغتال ضابط إسلامي بالجيش المصري السادات عام 1981.
واقتسم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات جائزة عام 1994 مع الزعيمين الإسرائيليين اسحق رابين وشمعون بيريس عن اتفاقات أوسلو التي لم تؤد إلى تسوية الصراع العربي الإسرائيلي، واغتيل رابين على يدي يميني متطرف من القوميين اليهود عام 1995 وخرج بيريس من منصبه في انتخابات جرت بعد ذلك بثمانية أشهر. وقاد عرفات فيما بعد الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية على الاحتلال الإسرائيلي التي كان العنف سمة أساسية فيها، وأرسل الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، الفائز بجائزة 1990 عن دوره في وضع نهاية سلمية للحرب الباردة، دباباته عام 1991 لمحاولة منع استقلال دول البلطيق رغم أنه سمح فيما بعد باستقلالها.
واقتسم وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر جائزة 1973 مع زعيم فيتنام الشمالية لو دوك ثو عن محاولة، ثبت فشلها فيما بعد، لإنهاء الحرب الفيتنامية. ورفض ثو الجائزة ليصبح حتى الآن الفائز الوحيد الذي رفض تسلمها.
وقد انتهت الحرب عام 1975 بسقوط سايجون في أيدي قوات فيتنام الشمالية، وعندما فاز الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالجائزة عام 2009 بعد شهور فحسب من توليه منصبه أبدى هو نفسه دهشته. وبحلول الوقت الذي وصل فيه إلى أوسلو لتسلم الجائزة في نهاية العام كان قد أمر برفع عدد القوات الأمريكية في أفغانستان لثلاثة أمثالها.
وقال في خطابه ”سأكون مقصرا إذا لم أعترف بالجدل البالغ الذي ولده قراركم الكريم. فأنا مسؤول عن نشر آلاف من الشباب الأمريكيين للقتال في أرض بعيدة. بعضهم سيقتُل والبعض الآخر سيُقتل. ولذا فأنا موجود هنا ولدي إحساس شديد بثمن الصراع المسلح“.
ثمن باهظ
من بين من وجهوا انتقاداتهم لسو كي القس توتو الذي كتب يقول في رسالة بتاريخ السابع من سبتمبر أيلول لمن أسماها ”شقيقتي الصغرى الحبيبة“ إنه ”إذا كان الثمن السياسي لصعودك إلى أعلى منصب في ميانمار هو صمتك فالثمن بكل تأكيد باهظ جدا“.
وفي 19 سبتمبر أيلول نددت سو كي بانتهاكات حقوق الإنسان في ولاية راخين وقالت إن مرتكبيها سيعاقبون. ورغم أن الدبلوماسيين الغربيين ومسؤولي الإغاثة رحبوا بنبرة رسالتها فقد أبدى البعض تشككه في أن تبذل سو كي من الجهد ما يكفي لدرء الانتقادات العالمية، وقال دان سميث مدير معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام إن سو كي ربما تكون قد ألحقت الأذى بالروهينجا، وأضاف ”لها هالة“ وربما تكون مكانتها الدولية العالية ”غطت على الفظاعة الحقيقية“ للانتهاكات بحق الروهينجا على مدى سنوات عديدة.
كانت سو كي من القلة النادرة، مثل نيلسون مانديلا، التي ارتقت من مرتبة السجين السياسي إلى الزعيم الوطني. وقد تنحى مانديلا بعد خمس سنوات من منصبه كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا دون أن تتأثر سمعته بشيء إلى حد كبير. غير أن بعض حلفائه في حركة التحرير في عهد الفصل العنصري واجهوا فضائح في مناصبهم.
قديسون وآثمون
حتى من أحاطت بهم صفة القداسة يواجهون الانتقادات. فالأم تيريزا الحائزة على جائزة 1979 والتي طوبها البابا فرنسيس العام الماضي انتقدتها نشرة لانسيت الطبية البريطانية عام 1994 لأنها لم تعلن للمرضى المحتضرين في دار لإقامة المرضى في كلكتا عن تشخيص حالتهم ولم تقدم لهم مسكنات قوية.
كما تعرض قرار منح الجائزة للاتحاد الأوروبي عام 2012 لانتقادات في ذلك الحين. إذ كانت بروكسل تفرض حينذاك شروطا مالية قاسية على اليونان قال كثير من الاقتصاديين إنها كانت سببا في قطع الأرزاق. كما انتقد توتو الاتحاد الأوروبي ووصفه بأنه منظمة تستخدم القوة العسكرية.
وقال آسلي سفين أحد مؤرخي جائزة نوبل للسلام إن احتمالات الشعور بخيبة الأمل تنشأ من اختيار اللجنة للفائزين لما يمثلونه من أمل أو لإنجاز حققوه مؤخرا لا عن مجمل إنجازاتهم، وأضاف ”هذا هو ما يجعل جائزة نوبل للسلام مختلفة عن كل جوائز السلام الأخرى. وإلا فإنك ستمنح الجائزة لمسنين طاعنين في السن قبيل وفاتهم بقليل“.
ومن المرشحين للفوز بالجائزة أطراف شاركت في إبرام اتفاق إيران النووي لعام 2015 مثل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني وجون كيري وزير الخارجية الأمريكي حينذاك.
وبمقتضى هذا الاتفاق وافقت طهران على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، وتعرض هذا الاتفاق لانتقادات المتشددين في طهران وواشنطن على السواء. ووصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه مصدر حرج للولايات المتحدة في كلمة أمام الأمم المتحدة هذا الشهر وأشار إلى احتمال أن تتبرأ الولايات المتحدة منه.
ويقول خبراء في الجائزة إن الاتفاق يمثل بالضبط الانفراج في مواقف الخصوم الذي تميل اللجنة لتكريمه، وقال هنريك أوردال مدير معهد أوسلو لبحوث السلام ”هذه أول مرة يشهد فيها بلد يخضع للفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة) تسوية وضعه سلميا“ في إشارة إلى أن مجلس الأمن لم يعد يعتبر برنامج إيران النووي مصدر خطر.
ومن المرشحين الآخرين البابا فرنسيس وفريق ”الخوذ البيضاء“ السوري ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين ورئيسها فيليبو جراندي. وسبق أن فازت المفوضية بالجائزة مرتين، وكانت جائزة العام الماضي من نصيب الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن جهوده لإنهاء حرب مستمرة منذ نصف قرن سقط فيها ربع مليون قتيل.
بين الفائزين بنوبل السلام نجوم غاب بريقها
يزخر تاريخ جائزة نوبل للسلام منذ بدء منحها قبل أكثر من قرن بالتقلبات ما بين الأمل والخيبة، إذ أثار بعض الحائزين بهذه الجائزة قدرا هائلا من التطلعات قبل أن يخيبها أداؤهم لاحقا، على غرار أونغ سان سو تشي.
نادرة كانت جوائز نوبل للسلام التي حصلت على الإجماع، بل غالبا ما يستقبل الإعلان عن اسم الفائز بها في شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل سنة بموجة من الاحتجاجات المتفاوتة النبرة، وصولا إلى سجالات محتدمة، وكانت أونغ سان سو تشي من تلك الجوائز النادرة التي قدمت بالإجماع. بحسب فرانس برس.
فازت بجائزة نوبل عام 1991 لمقاومتها السلطة العسكرية في بورما باسم التمسك بالديموقراطية، ولطالما اعتبرت "سيدة رانغون" الهزيلة التي قضت سنوات طويلة في الإقامة الجبرية في مصاف الأولياء. لكن حين أصبحت حاكمة بورما الفعلية، باتت تتعرض لانتقادات شديدة تأخذ عليها تقاعسها في معالجة مسالة أقلية الروهينغا المسلمة التي تتعرض لـ"تطهير إتني" برأي العديد من قادة العالم.
وقال سكرتير لجنة نوبل سابقا بين 1990 و2014 غير لوندشتاد لوكالة فرانس برس "لقد خاب املي، كانت أونغ سان سو تشي مرشحة واسعة الشعبية وجديرة بالجائزة، تحلت بالبطولة في الظروف التي عاشتها، لكنه لا يسعني الموافقة على سلوكها تجاه الروهينغا".
وطرحت عريضة على الإنترنت حصلت على حوالى 430 ألف توقيع للمطالبة بسحب الجائزة منها، وقد انتقدها علنا عدد من أبرز الحائزين بالجائزة بينهم الدالاي لاما وديزموند توتو ومالالا، وكتب مؤرخ جائزة نوبل أسلي سفين "إنه أمر مؤثر، من غير المعهود أن يصل الأمر بشخص إلى مثل هذا الوضع بعدما كافح لوقت طويل من أجل الديموقراطية وحظي بشعبية كبيرة"، قد لا يكون الأمر معهودا، لكن له سوابق. كانت سو تشي الأكثر تألقا بين نجوم نوبل تلك، غير أن نجوما أخرى أيضا فقدت بريقها مع الوقت.
وذكر سفين الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على أنه "المثل الأقرب" إلى سو تشي، فاختياره عام 2009 بعد تسعة أشهر فقط على دخوله البيت الأبيض، استقبل بالطبع بذهول كبير، لكنه كان لا يزال في أوج شعبيته، وبعد ثماني سنوات، لا تزال أصوات كثيرة ترتفع ولا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بسحب الجائزة منه.
يقول لوندشتاد معلقا اليوم على ذلك الخيار "كان من المستحيل لأي كان أن يرقى إلى مستوى التطلعات. كانت غير واقعية على الإطلاق" مضيفا "لا أعتقد أن اللجنة كانت تتوقع أن يحدث اوباما ثورة تامة في السياسة الدولية، ليس المطلوب تغيير كل شيء، بل القيام بخطوات في الاتجاه الصحيح"، واتهم فائزين آخرين بارتكاب أخطاء فادحة.
ومنهم الزعيم التاريخي لنقابة "تضامن" ليش فاليسا الحائز جائزة نوبل للسلام 1983، والذي ترد باستمرار مزاعم تفيد بأنه تعامل مع أجهزة التجسس الشيوعية. وقد رفض هذه الاتهامات مهددا عام 2009 بمغادرة بولندا وإعادة الجوائز التي فاز بها، ومن قبله بزمن طويل، انتقد داعية السلام الإيطالي إرنستو مونيتا لدعمه دخول بلاده الحرب ضد الامبراطورية العثمانية عام 1911، بعد أربع سنوات على تلقيه جائزة نوبل.
وذكر المؤرخ إيفار ليبيك في كتاب "مئة سنة من أجل السلام" بأن النمساوية بيرتا فون سوتنر التي كانت صديقة حميمة لألفريد نوبل وهي التي دفعته إلى الاهتمام بقضية السلام في العالم، وقد فازت بالجائزة في 1905، "اقترحت أن تسحب من مونيتا جائزة نوبل للسلام وألقابه في غمرة الحركة المطالبة بالسلام".
مرتين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وصل التوتر بشأن جائزة نوبل إلى مستوى دفع بعض أعضاء اللجنة الخمسة إلى تقديم استقالتهم واحدة من هاتين الحالتين كانت عام 1994 احتجاجا على اختيار ياسر عرفات مع شيمون بيريز واسحق رابين بعد عام على توقيع اتفاقات أوسلو. والثانية كانت في 1973 حين منحت الجائزة للأميركي هنري كيسينجر والسياسي والمحارب الفيتنامي لو دوك تو لتوصلهما إلى هدنة لم تدم طويلا في الحرب في هذا البلد، وفي كل مرة كان الجدل يتفاقم ويطول.
في 2009، قال العضو السابق في لجنة نوبل بيرغي فوري عن بيريز "حصل على نوبل، لكنه حطّ من قيمتها. لا يهم إن أعادها أو لم يفعل، لا بد أنه يحرق أصابعه كلما يلمسها"، وجاء رد الفعل هذا بعد قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي أصبح في تلك الأثناء رئيسا، بالدفاع عن غارة إسرائيلية على مدرسة في غزة أوقعت أربعين قتيلا على الأقل، وفي حين رفض لو دو تو منذ البداية الجائزة، عدل كيسينجر عن الذهاب إلى أوسلو لتلقيها خشية أن يقابل هناك بتظاهرات حاشدة. حتى أنه اقترح عام 1975 إعادتها.
غير أن اللجنة رفضت، التزاما منها بقوانين معهد نوبل التي لا تنص على مثل هذه الحالة، وقال لوندشتاد بهذا الصدد "لا أحد من الفائزين بجائزة نوبل كامل، لا شك أن العديدين منهم يشعرون بمسؤولية اكبر تحتم عليهم أن يكونوا نموذجيين، لكن بعد منح الجائزة، لا يعود بوسع اللجنة في مطلق الأحوال القيام بأي شيء".
جامعة اكسفورد تزيل صورة للقيادية البورمية اونغ سان سو تشي
أعلنت جامعة اكسفورد حيث درست اونغ سان سو تشي انها أزالت صورة للقيادية البورمية وذلك في قرار اتخذ بعد انتقادات واسعة لتعاملها مع ازمة الروهينغا، بحسب بيان للجامعة، والصورة التي كانت في المدخل الرئيسي لكلية سانت هيوز، وضعت في المخزن واستبدلت الخميس بلوحة جديدة قدمها الفنان الياباني يوشيهيرو تاكادا.
والقيادية البورمية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، تخرجت من كلية سانت هيوز بشهادة في الفلسفة والسياسة والاقتصاد عام 1967 قبل ان تحصل على ماجيستر في السياسة في 1968، وقالت الكلية في بيان "تلقينا لوحة جديدة في وقت سابق هذا الشهر وسوف تعرض لفترة في المدخل الرئيسي". واضاف البيان "في هذه الاثناء تم نقل لوحة اونغ سان سو تشي الى موقع آمن"، ولم تذكر الجامعة ما اذا كان قرار ازالة اللوحة مرتبط بالازمة الراهنة في ولاية راخين بغرب بورما. بحسب فرانس برس.
وتشهد الولاية اعمال عنف دينية منذ قيام متمردين من الروهينغا بشن هجمات دامية على مراكز للشرطة في 25 آب/أغسطس، وادى رد الجيش الى مقتل عشرات الاشخاص وتسبب بنزوح نحو نصف مليون من الروهينغا من بورما البوذية في غالبيتها الى بنغلادش المجاورة، ووصفت الامم المتحدة الوضع في بورما "بالتطهير العرقي".
وتأتي ازالة اللوحة التي رسمها الفنان الصيني شين يانينغ عام 1997 قبيل بدء تلاميذ جدد حصصهم في الجامعة، واللوحة كانت ملكا لزوج سو تشي، الاكاديمي في اكسفورد مايكل آريس، وورثتها الجامعة بعد موته في 1999، ومن بين خريجي سانت هيوز رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
مدينة أوكسفورد تجرد أونج سان سو كي من جائزة حقوقية
جردت مدينة أوكسفورد البريطانية زعيمة ميانمار أونج سان سو كي التي كانت تدرس هناك من جائزة حقوقية فيما تنأى مؤسسات بريطانية بنفسها عن الزعيمة التي كانت رمزا للدفاع عن حقوق الإنسان، وصوت مجلس مدينة أوكسفورد بالإجماع هذا الأسبوع على سحب جائزة حرية المدينة من سو كي معللا ذلك ببواعث قلق عميقة بشأن معاملة الروهينجا المسلمين تحت حكمها، وقالت ماري كلاركسون، العضو بالمجلس المحلي وبحزب العمال، في كلمة أثناء اقتراح التصويت إن سمعة المدينة ”تلطخت بسبب تكريم من يغضون البصر عن العنف“، وفر أكثر من 500 ألف من أقلية الروهينجا عبر الحدود إلى بنجلادش منذ أواخر أغسطس آب عندما أدت هجمات نفذها متشددون من الروهينجا إلى حملة عنيفة من الجيش، وواجهت سو كي انتقادات حادة بسبب صمتها إزاء هذه الأحداث رغم أنها كانت محل إشادة لنشاطها في مجال حقوق الإنسان.
اضف تعليق