في صخب النهار يركض الأطفال مع ألعابهم نحو حقول الرمّان يثرثرون مثل غراس صغيرة في أصيص النهار يتحسّسون ذيل الغيمة كسوار من مطر تبدو أكفهم الصغيرة بمعصم الدهشة يتثاءب الضوء بكسل قبل أن يرحل يهجع تعب الصغار لتغفو قلوبهم كما تخلد أوراق الحبق للنوم على...
(1)
في صخب النهار
يركض الأطفال
مع ألعابهم
نحو حقول الرمّان
يثرثرون
مثل غراس صغيرة
في أصيص النهار
يتحسّسون ذيل الغيمة
كسوار من مطر
تبدو أكفهم الصغيرة
بمعصم الدهشة
يتثاءب الضوء بكسل
قبل أن يرحل
يهجع تعب الصغار
لتغفو قلوبهم
كما تخلد أوراق الحبق
للنوم
على صدر الزهرة
في النهار
بحور الندى
تتوسد أوراق السنديان
في النهار
يعلن الأولاد عصيانهم
كلما رمتهم المواسم
بما تخلّفه أسفل الشروخ
وتتوارى
(2)
الشرفات الخالية
تجهش من وحدتها
وتقيّدها الفصول
الأبواب صاخبة شوقاً
لقبضات للراحلين
قوس ألوان النافذة
مشرّع
على قزحية الحنين
المكان قلب حزين
شراع مبعثر
ووجع
يراود الجدران الباردة
على عتبات القحل
نرقب درب الغيوم
علّها تُبرعم
وجوه الأحبة
(3)
تُلقي العاصفة صوتاً
في صلب الوقت
ينجب حكاية
لا تشبه الريح
ينتظم وجه الكتاب
في وعد المرآة
ساد الراوي قومه
توحّدت فيهم
فصول الاسفار
قال لهم
مزّقوا
خرافة البحر الطائر
لكتم سر
أقراط العصافير
(4)
أزقة المدينة
تلتحف قلقها
منذ رمادية القدر
يفتح الحنين
أبواب الخريف باكراً
بعض من زهر الريح
لي
وما بقي من السور الشرقي
للحزن بيننا
يختنق ليل المدينة
وندف صباحها
تبدي الاحتضار
خلف كل باب
تخال عيون الناس
تخرج من أنوفهم
ويساقون
من الورع للخطيئة
هذه الأوصال استحالت أوطان
(5)
مثلما ينتظر الصغار
صباح العيد
تنتظره أمه
كل مساء
تُباغت ريح المنايا
خلخال الطيور
من الأعلى
لا مهرب
من المرايا المغلقة
لم ترى المسافة
مكث الضباب
على عيون الصباح
كانت تناديه
من حيث لا يرى
ويراها
من حيث لا يسمع
سألت عنه شال الغرباء
قبل أن
تظهر الفوهة الخضراء
فوق صفصاف القرية
تصعد منها
فراشة الله
اضف تعليق