قبل ان اكمل ارتداء ملابسي واخرج الى عملي، رن جرس هاتفي. كانت الرنة غريبة، غير التي وضعتها انا، وحين نظرت الى الشاشة لأقرأ اسم المتصل، لم ار شيئا سوى ارقام مبعثرة كإنها حروف لغة قديمة، هيروغليفية او مسمارية. لكني وبالرغم من ترددي القصير، ضغطت على الزر، واجبت. نعم!
كان الصوت ياتيني على شكل تموجات، خلت انها من كوكب اخر..
قال: هل سمعت الخبر؟
- اي خبر؟
- خبر اعدامك!!
اربكني الامر حقا، لكني تماسكت، وقلت.. انا لم افعل شيئا، ولم احاكم اصلا..
عاد الصوت مؤكدا.. نعم، لكن امر اعدامك قد صدر وانتهى كل شيء.. ثم اغلق الهاتف وتركني في حيرة..
لم اكن في الليلة الماضية قد نمت جيدا، اذ غزتني كوابيس، بعد ان انتهيت من قراءة (كتاب الحياة) الذي اهدانيه صديقي، وظل يردد امامي؛ ان هذا الكتاب يختصر كل ما جاءت به الفلسفة!
الشيء الذي لم اتيقن منه، اني قرات الكتاب، على الرغم من انني وطيلة الايام الماضية، حتى بعد منتصف ليلتي الفائتة، كنت اقرأ واعيد ما قرأت اكثر من مرة، من دون ان افهم شيئا، او ربما ان المعلومات الغزيرة المتناقضة فيه، جعلتني في حالة ارباك قرائي حقيقي، فالمعلومة التي اقراها في صفحة او فصل ما، يناقضها الفصل الذي يليه وهكذا. ومع ذلك، استهواني الامر ومضيت مع الفصول المتناشزة، حتى انتهيت من قراءة الكتاب او اعتقدت ذلك، ثم ركنت الى النوم الذي تحول الى كوابيس قبل ان اصحو منهكا ليعاجلني هذا الهاتف الغريب.
بصراحة، لم يشغلني الموت وحده، بل مابعده ايضا، لاني لااعلم لماذا جئت الى هذه الدنيا، ولماذا اغادرها.. الموت اقترن عندي منذ الصغر، ببداية مرعبة صوّرتها لي مخيلة شيخ مسن، كان يأتينا بين مدة واخرى للقرية، يمسك كتبا يقول عنها دينية، لم اقرا عناوينها، وقتذاك، ويتحدث للناس عن عذاب القبر والافاعي التي تلتف على جثث الموتى من العاصين، وحفر النار التي تشوى بها اجسادهم. لكنه يردد باستمرار، ان هذه اعدّت لمن هم من غير ديننا. فكان من حيث يقصد او لايقصد، يبعث شيئا من الطمأنينة في نفسي، ويخفف من الرعب الذي يتملكني كلما جاء، واخذ يتجول بين البيوت بلحيته البيضاء العريضة، غير الطويلة، وملابسه الفضفاضة، وخفّ الكتّان الابيض الذي ينتعله، فيما تعلو رأسه قطعة خضراء، موشاة بازهار من خيوط سود وحمر قانية.. لقد كنت اخشى الموت مرتين، الاولى، لأنه يحرمني من التمتع بالحياة الجميلة، والثانية، لأنه يرسلني الى عالم الرعب الموعود الذي يتفنن الشيخ في وصفه كلما جاء الى قريتنا... بعد ان كبرت، وتقدمت في الدراسة، عرفت ان هناك طلبة اخرين معي، من اديان اخرى، وعرفت منهم ايضا، ان النار وعذابات مابعد الموت، اعدت لمن هم من غير دينهم! فبدا الارباك يسكن عقلي، والقلق يأكل دواخلي كل يوم.. لقد اصبحت على مفترق طرق، لااعرف أي منها يوصلني الى النجاة.
انا معلم، امضيت في الخدمة اكثر من عشر سنين، في مدرسة عند الطرف العلوي لقرية نائية، يستدعي ذهابي اليها كل يوم، ساعة في السيارة تقريبا، الاّ ان مشاهداتي اليومية في الطريق تمنحني افقا للتأمل، بالرغم من انني اضطر الى اختراق شوارع ضيقة في مدينتي الكبيرة، مرورا بقصبة بعيدة نسبيا عن مركز المدينة، وصولا الى القرية التي فيها مدرستي.
المناظر الصباحية وايقاع الحياة الرتيب احيانا والمختلف احيانا اخرى، يشعرني بشيء من المتعة، تنسيني لحظات الغضب التي تتسبب بها منغصات عارضة، وحين اكون قي الصف مع تلاميذي الصغار، اشعر بشيء من السعادة، وان كنت غير راض عن المنهج الذي ادرّسهم اياه يوميا او اغلبه، لكنه على اية حال، مفروض من جهات عليا ولااستطيع التلاعب به.
حاولت اثناء الطريق ان اتصل بصاحب الرقم، الذي نغص عليّ يومي هذا، لكني لم اعثر على اي اتصال مسجل في هاتفي اليوم، مازاد من حيرتي وارتباكي وظننت ان الامر لايتجاوز وساوس سببتها لي قراءتي (كتاب الحياة) الذي ارهقني طيلة الايام الماضية.
وصلت القرية بذات الطريق الذي يوصلني اليها يوميا، لكني فوجئت بانها ليست هي، وحين توجهت الى مدرستي، وجدت بناية مدرسية لكن ليست بناية مدرستي، ولم اجد تلاميذ او معلمين او اي احد من الفراشين ايضا. هممت بالخروج منها والذهاب الى القرية لأستطلع الامر عن قرب، وان تطلّب ذلك دق الابواب، الاّ ان الصمت كان يخيم على البيوت التي بدت كما لو انها مهجورة منذ منذ قرون.
تملكني خوف شديد، لاسيما ان صدى المكالمة الهاتفية المخيفة صباح هذا اليوم مازال يتردد في اذني ويخفق له قلبي.. عدت الى المدرسة وانا معبأ بيأسي وخوفي، عليّ اجد احدا هناك جاء بعد وصولي، لكن الصمت ظل هو السيد، وقبل ان اخرج، ناداني صوت من غرفة المدير المغلقة.. بدت كلماته كما لو انها صدى لارتطام حجر كبير في بركة راكدة..
- ماذا تريد؟!
استجمعت قواي وقد تمكن مني الرعب حقا.. توجهت الى الغرفة التي كان بابها موصدا، مددت يدي لاعالج قبضته لادخل، لكن الباب انفتح من الداخل لأجد امامي رجلا كبيرا خيّل لي انه في العقد التاسع من عمره، تهدل شعره الابيض، ناصع البياض، على كتفيه وظهره، فيما كانت لحيته الطويلة تغطي صدره. بدا وسيما جدا وحيويا في وقفته بالرغم من ان حاجبيه المتهدلين يكادان يغطيان عينيه الصقريتين الواسعتين. ادهشني منظره، فحين فتح الباب خلته كتلة من بياض هبطت من سماء بعيدة، وحين لفحني عطره الغريب، شعرت اني اتنفس هواء اسكرني للحظات، وقبل ان اتكلم بادرني بالقول؛ هل اتصلوا بك هذا اليوم؟!
حاولت ان اتمالك نفسي، الاّ اني اصبحت خائر القوى تماما بعد سماعي العبارة الاخيرة.. مد يده لي وامسكني فشعرت بقشعريرة واحسست كما لو انه يرفعني من الارض التي كدت اهوي عليها بجسدي الواهن.
منذ الصغر، كان اهلي وابناء قريتي، حيث كنا نسكن قبل مجيئنا الى المدينة، يلقبونني بالخوّاف، وصار هذا اللقب بديلا لاسمي عند اغلب اهل القرية، حتى اعتدت عليه مع الايام لكثرة سماعي له. ففي طفولتي، كنت مجبولا على التعلق بالاشياء التي تثير دهشتي، لاسيما التي اراها جميلة.. ذات يوم جلب والدي، للبيت، خروفا صغيرا، ولاادري لماذا جلبه، ولم اسال، واتذكر ان ذلك اليوم كان من اسعد ايام طفولتي.. اخذت العب مع الخروف الصغير كل يوم، حتى تعلقت به، بالرغم من انه صار يخشوشن مع الايام، ولم تمر سوى اسابيع قليلة حتى جاء ابي يحمل سكينا، وراح يشحذها امامي قرب الخروف، وهو يتحدث الى امي عن امر لاافهمه، وبعد قليل امسك الخروف واخرجه الى فناء الدار الواسعة ثم طرحه ارضا. كان الخروف يقاوم ويرفس برجليه، لكن من دون جدوى، وانا مذهول للمنظر الذي استفز اطمئنان وعيي الطفولي وظل خالدا في ذاكرتي الى اليوم، اذ بعد لحظات حزت السكين رقبة الخروف وراح الدم يشخب من الرقبة، وقد انقطع عن الجسد، فيما انا اصرخ لالسبب فقداني صديقي، حيث كنت اسميه وسط ضحكات الاهل، بل للمنظر المروع الذي لم اعرف مبرراته، الاّ بعد ان كبرت. كان الخروف قد جلب ليكون اضحية لجدي الذي توفي قبل ان اولد،.. وفي ذلك اليوم كان اهلي والجيران يتقاسمون اللحم المطبوخ، لحم خروفي الذي لم آكل منه، وظل منظر الذبح يجعلني ولليال عدة افز مذعورا من نومي، ابحث عن الخروف الذي كان ياتيني صغيرا كايامه الاولى، ليلعب معي قبل ان يخطفه مني كائن غريب، فاصرخ ثم اجد نفسي في احضان امي التي ملأت ملابسي بالتعاويذ.
كنت اتحدث بهذه التفاصيل الى الرجل المهيب، الذي كان جالسا امامي، بعد ان طلب مني الجلوس في غرفة الادارة، التي لم يكن اي شيء فيها يدل على انها غرفة ادارة مدرستي. كنا وحدنا يحيطنا صمت رهيب، فيما هو ينظر لي بهدوء، ويقول بعد كل فاصلة كلام.. اكمل!
قلت؛ هل كانت الخراف والطيور المذبوحة والاسماك التي يجلبها والدي من رحلات صيده اليومية، هي اضحيات ايضا، كتب عليها ان تموت لنحيا نحن؟..
هز راسه وقال لي.. اكمل!
كان لنا جار في القرية، شيخ كبير، ياتينا بشكل يومي ليشرب الشاي عندنا، يداعبني صغيرا، ويرفعني الى الاعلى ويقبلني. كان طاعنا في السن، ويدخن بشراهة ويتحدث لابي وامي عن امور كثيرة، وفي الصباح اراه يقود ابقارهم الى المرعى، ثم يعود ظهرا يلوّح بعصاه للابقار كي تشق طريقها وسط بيوت القرية باتجاه بيتهم.. في احد الايام، سمعت صراخا وعويلا في بيتهم المجاور لبيتنا، وسمعت اهلي يقولون، انه مات.. لم أع معنى تلك العبارة، لكني رايت شكل الموت للمرة الاولى في حياتي بصورة جسد نحيل مصفر، ممدد على ضفة الشط وحوله رجال، يلقون الماء على الجسد المسجى، بعد ان حملوه من البيت ليغسّل قبل ان يوارى الثرى، ولم اشهد تفاصيل الدفن، لانها حصلت في مكان بعيد عن القرية. لقد استثمرت انشغال امي بعزاء جاراتها، صحبة نساء القرية في بيت المتوفى، وتسللت الى حيث الرجل المسجى على ضفة الشط، لارى الموت الذي انطبعت صورة له في ذهني على شكل جسد نحيل وعظام ناتئة وصمت ابدي.. وايضا اقترن عندي باصوات النحيب والعويل الذي صار يخيفني سماعه فيما بعد، وصرت اتخيله باستمرار، وعرفت ان الناس لاتريده، مثلما لم يكن يريده خروفي الصغير الذي قطع راسه ابي عنوة امامي في يوم ما.. وصار الخوف يعتريني حتى حين كبرت، عندما اشاهد الذبائح المعلقة من ارجلها في محال القصابين، او منظر الطيور مقطوعة الرؤوس في الاسواق.. وكنت اسال نفسي، اذا كانت الحياة تنتهي بالموت، فما الجدوى منها اذن؟!!
ظل الشيخ يحدق بوجهي وانا مسترسل في الحديث، او في طرحي اسئلة تدفقت بشكل عفوي، اذ وجدت نفسي مستسلما، وانا مرتاح امام الشيخ الذي كان يريد مني ان اتحدث اليه عن مخاوفي، لقد احسست كما لو انه شيخي وانا احد مريديه، ممن اثقلتهم اسئلة، يبحثون لها عن اجوبة، او هكذا ظننت ستكون خاتمة لقائي العجيب هذا معه. ومع استمراري بالكلام، شعرت بشيء من الراحة وانا افرغ اسئلة تقيحت وهي مدفونة في صدري، ولااستطيع البوح بها، بعد ان عشت سني حياتي الماضية نباتيا، اكره تناول اللحوم وافزع لمنظرها.
استرخيت على كرسيي، وهو ينظر لي بعينيه اللتين بدتا هادئتين ومشفقتين عليّ او هكذا خيّل لي.. ومن دون ان يرد عليّ بكلمة واحدة، مد يده الى مكان ما ورفع كتابا منه، ولما رايته صعقني العنوان الكبير على غلافه.. ناولني اياه وقال؛ خذ! ارتجفت.. كان الكتاب هو (كتاب الحياة) الذي اهدانيه صديقي.. تلعثمت ولم اعرف كيف ارد، لكنه عاجلني بالقول، افتحه! فتحته ففاجئتني ورقة بيضاء، قلبت الاخرى وكانت بيضاء ايضا.. والثانية والعاشرة الى نهاية الكتاب.. كان فارغا من اية كلمة.. رفعت راسي متعجبا، لكنه ناولني قلما وقال؛ اكتب كل مشاهداتك واسئلتك! وجدت نفسي مستجيبا له بطريقة آلية، ورحت ادون مشاهداتي في رحلة حياتي التي امتدت لنحو اربعين عاما، ولم اشعر بالزمن، لاني صرت اعيش في سرمدية جعلتني افقد الاحساس بكل شيء من حولي.. وحين انتهيت من الكتابة بعد ان دونت كل شاردة وواردة مرت بحياتي، سلمته الكتاب، فتناوله مني ووضعه في مكان لم اتبين ملامحه، لان المكان الذي نجلس فيه، كله بلا ملامح، او كإننا نجلس في السدم البعيدة وليس على الارض.
مرت لحظات، كنت خلالها اسبح في عرقي، واخذت اتلفت مشدوها، لااعرف بالضبط ان كنت في حلم او في يقظة.. سالت نفسي بعد ان شعرت بالارض تمور من تحتي، اذ لم يعد الشيخ موجودا امامي، بل مدير المدرسة الذي كان يقلب بعض الاوراق خلف طاولته بصمت، لكنه ليس مديري، ومن حولي المعلمين الذين هم ايضا ليسوا زملائي، كانوا ببشرات ووجوه مختلفة ويتكلمون لغات مختلفة ايضا والمدير يجيب كل واحد منهم بلغته، فيما انا صامت ومذهول تماما، لانهم جميعا يتجاهلون وجودي، كإني غير موجود بينهم، ثم وبعد لحظات اخرج المدير (كتاب الحياة) الذي شاهدت لدية نسخا كثيرة منه وراح يعطي لكل معلم من الحاضرين نسخة، ثم يخرج المعلم متجها الى صف من صفوف المدرسة التي كان تلاميذها ايضا بوجوه ولغات عدة. يتوجه كل معلم الى الصف الذي يعنيه، ممسكا بيده (كتاب الحياة)..
حين بدأت الدروس، سمعت اناشيد وصلوات مختلفة.. لم استاذن المدير حين خرجت الى الساحة التي كانت خالية من التلاميذ، ثم صرت اقف عند باب كل صف، اتامل بالوجوه التي يعلوها خشوع وهي تؤدي تراتيل كتابها، كلّ بلغته الخاصة. ازداد قلقي وحيرتي امام ماأرى، فقررت الخروج والعودة الى القرية، فوجدت كل شيء فيها مختلفا، اشكال الناس، وطباعهم، عاداتهم وتقاليدهم، لباسهم ومأكلهم. بقيت ادور منذهلا، تتجاذبني اسئلة كثيرة، اين انا من بين هؤلاء؟ في أي زمن وفي أي ارض؟ والغريب ان احدا لم يعر وجودي أي اهتمام. عدت الى المدرسة، اذ مازلت اعتقد انها مدرستي، فوجدت الصفوف التي كنت ادور بينها على حالها، مكتظة بالتلاميذ وبأعمار متفاوتة، ومازال تلاميذ كل صف من صفوفها، يرتلون اناشيد وصلوات تختلف عن الاخرين، يقرأها المعلم لهم وهم يرددون وراءه، وكلها مستلة من (كتاب الحياة) نفسه. الذي وزعه عليهم المدير، قبل دخولهم الصفوف.
هممت بالعودة الى بيتي، لم اعرف بالضبط ماهو الوقت الذي انا فيه، اهو الصباح ام المساء، بل نسيت اليوم والاسبوع، لكني لم انس اني معلم، اعود الى بيتي بعد انتهاء دوامي اليومي... لمحت من بعيد نسبيا سيارتي المركونة في مكان غير الذي وضعتها فيه، ولا توجد سيارات زملائي الى جانبها. انطلقت، واخذت الطرق تنفتح امامي، هي طرقي ذاتها، والاشياء من حولي اخذت تسفر عن نفسها، فكل شيء طبيعي، الاّ انا، اذ كنت اتساءل، اكان هذا حلم ام حقيقة؟..
وانا في طريقي، رن جرس هاتفي، الرنة الصباحية نفسها، نظرت الى الشاشة، كان اسم صديقي الذي اهداني (كتاب الحياة)، وبلهفة قلت؛ نعم! قال؛ هل اكملت قراءة (كتاب الحياة)؟ قلت؛ لااعرف! قال؛ وانا ايضا.. واكمل يقول؛ بقي معي سنين طويلة ولم اكمل قراءته، ثم اغلق الهاتف من دون ان يودعني..
وصلت الى البيت، كان الغروب الكئيب منعكسا على وجه زوجتي الذي بدا حزينا، وهي تفتح لي الباب، جسدي منهك، واشعر ان هذا اليوم صار فاصلا في حياتي، لكن من الصعب عليّ البوح بما حصل لي امام الاخرين، كي لااتهم بالجنون.. لم تكلمني زوجتي، وانا ايضا لم اؤد التحية لها كالعادة، بل توجهت من فوري الى مكتبي، ورحت ابحث في الدرج عن (كتاب الحياة) الذي تركته فيه قبل خروجي صباحا لمدرستي، لكني لم اجد له اثرا، ولم اسال زوجتي عنه، وبقيت افتش في كل زاوية من زوايا غرفتي، فيما زوجتي تنظر لي بصمت ولم تساعدني في بحثي، وانا ايضا لم اطلب منها ذلك، فيما غلالة الحزن ظلت تغلف وجهها.. حاولت ان اسالها عن الكتاب، لكنها عاجلتني بعبارة اربكتني تماما، قالت؛ هل عرفت؟ قلت، ماذا؟ وبشيء من التردد، قالت وهي تحني راسها وتحبس دموعها، ان صديقك، صاحب الكتاب، مات صباح اليوم!!.
اضف تعليق