المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
اِن عادَ يومُكَ فالتاريخُ يُطلعُهُ ... فجراً أطلَّ على الدنيا تشعشعُهُ
وفي غديركَ للأسلام معجزةٌ ... من الحقائقِ أوحاهُنَّ منبعُهُ
أليس مولدُكَ الكبرى حقيقتهُ ... تاريخُ مجدٍ تعالى اللهُ مبدعُهُ
وعالمٌ أنتَ بانيهِ ورافعهُ ... الى العلى بيمين الله ترفعُهُ
أطلّ يومُكَ بالماضي الأغرّ وقد ... علا فطابَ على العليا تربّعُهُ
كأنَّ صوتَكَ لمْ يصْعقْ جبابرةً ... من الطغاةِ تهاوى حين تسمعُهُ
كأنَّ مجدَكَ لمْ يرفعْ لأمّتنا ... أفقاً تألّقَ في الأيامِ مطلعُهُ
تذوبُ بين يديهِ البشرياتِ أذىً ... وتستحيلُ لهيباً فيهِ أدمُعُهُ
اِذاً لماذا وأنت الحق تلبِسُنا ... ثوبَ الحياةِ فنلهو ثمّ ننزعُهُ
كما يضيقُ مريضُ القلبِ من خدرٍ ... سويعَة ثمّ يغشاهُ فيصرعُهُ
كما تَعِدّ عروشُ الجور من ظلم .. مسوخَها حينَ تبلي الشعب تقنعُه
هذا هو الحاضرُ المهضوم حاصِدُهُ ... فكفّ غير نزيه الرأي تزرَعُهُ
كفّ الخيانة والأحلام تنشرُه ... من واقِعِ السّمِ كمْ أردى تجرّعُهُ
تعاونا فعلِمنا أنّ ما رَفَعَتْ ... يدُ الهدايةِ جاء الشرُّ ينزَعُهُ
شنتْ على الدين والأيمان غارتَها ... حتى تضعضعَ ركنٌ كان يمنعُهُ
وهتْ لسلبِكَ ما تهوى فاِنْ عزمتْ ... للغدر فالطودُ مهما اشتدَّ تقلعُهُ
والدينُ سوف تعفيه وتدفنُهُ ... اِن لمْ يذدْ عن نواياهُ مُشرِّعُهُ
أخا الرسالة من ذكْر اسْمكَ ارتجفتْ ... يراعتي فهيَ للأسلام تصنعُهُ
عاودْتُ تأريخنا الماضي وفاطمةٌ ... مع الملائكِ بالألطافِ ترضعُهُ
ذاكَ الجدارُ الذي انشقتْ دعائمُهُ ... أديتهُ الحقّ فيما قمتَ تصنعُهُ
طهّرْتهُ من سماتِ الشركِ من صنَمٍ ... تسربلَ العارُ وهو الكفرُ أجمعُهُ
وتلكَ سيرتُكَ العصماءُ أنكرَها ... من تاهَ في ظلمِ الدنيا تصنّعُهُ
عشنا متاهاته والنزف يهلكنا .. يذودُ في حفظنا ذكرٌ ليردَعُهُ
لا قائدٌ منصفٌ وفّا لمبدئهِ .. ولا لعدلُ وليِّ الأمر يُشفِعُهُ
اِنّا شغِلنا بأهواءٍ مُضللةٍ ... فالكلُّ قدْ هامَ فيما ليسَ ينفعُهُ
فلا تلمْ شاعراً في العيدِ منتحِباً ... يبكي الحياةَ فيستبكيهِ مطمَعُهُ
جيش الأرامل لا مأوى ليستُرَها .. ولا لجوع اليتاما البرّ يطعمُهُ
عمرا تلقينا شعاراتٍ نلوكُ بها .. من مدّع للعلى يغري تنطعُهُ
أليوم لا تَحْجُبِ المزويَّ زاويةٌ ... عن الفسادِ ولا يجدي تورّعُهُ
سادتْ الى اليوم تحريفا لمدّعي .. يبرّر البغيَ تفويضا تجرّعُهُ
لِيُفتَنُ القومُ أحقابا على ضلل .. تطغى الولاة ولا للشعب مَنْ مَعَهُ
فخذ بنا يا أمير المؤمنين فقد ... سُدّ الطريقُ ولا هادي فنتبعُهُ
يا صاحبَ البيعةِ الكبرى التي انبعثتْ ... من كوثر الحقِّ يرعاها تشبّعُهُ
يا والي النهضة الأسمى التي ابتهلتْ .. فيها الضحايا ليوم الربّ تبْدِعُهُ
ويا مُجمِّعَ تاريخ أفاضَ به ... على البريّةِ بالنعمى يُجمّعُهُ
وأنتَ أقربُ من نرجو فكنْ سنداً ... لخير ركن تغشانا تصدّعُهُ
أعِدْ لنا مجدَنا الماضي ومدَّ لنا ... كفّاً نصُدّ بها الباغي ونصْرَعُهُ
فموطنٌ عُصِمتْ للهِ سجدَتُهُ .. همّتْ به بشرُ الأوثان تُركِعُه
دنيا وآخرة خمّ وكوثرُها .. خلدُ الحياة فلا موتٌ فنَجزَعُهُ
وجدتهُ النبعَ يروي النيلَ أو بردى .. للرافدين الى كارون منبعُهُ
اِنّا نراكَ لنا حسنا لعاقبةٍ .. يا سيدي خذ بأيدينا لنطلَعَهُ
غديرُ خمّ هتافُ السلم في أمم .. حيث النجاة الى العليا نشيّعُهُ
اضف تعليق