أهتمت وسائل الاعلام العراقية بالعديد من القضايا والاحداث التي شهدها العراق خلال الايام الماضية، حيث تسارعت الصحف المحلية في تسليطها الضوء على مختلف القضايا الامنية والسياسية وحتى الرياضة لكن كلٌ بحسب اهتمامه ومرجعياته الفكرة وطبيعية سياسية الوسيلة، ومن خلال التجوال في الصحف وقراءة احداثها, يمكن ملاحظة عدد من المواضيع التي تقع ضمن أولوية الصحافة العراقية، وهو ما سنسرده في هذا الرصد الصحفي التالي.
الصفقة السياسية
ان قضية تصويت مجلس النواب على قانون العفو العام اكثر ماشغل الصحافة العراقية في الايام الماضية, حيث تناولت صحيفة البينة العراقية الموضوع واثاره على اهالي المغدورين كماجاء فيها:
ان قانون العفو العام الذي اقره المجلس التشريعي في صيغة يعترض عليها أثارت مواجع أهالي المغدورين ومنها الشريحة الفقيرة التي تجيز اعادة محاكمة مجرمي الخطف والقتلة الذين صدرت عليهم أحكاما قطعية لارتكابهم جرائم إرهاب والتسبب في إزهاق أرواح مئات المواطنين الأبرياء وهذا يعني اطلاق سراحهم مكافئة لهم على هدر دماء الشهداء فهل من صدرت بحقهم أحكام الإعدام لم تكن مبنية على دلائل وقرائن واعترافات ومنهم من شرب من دماء عشرات الضحايا.
وفي السياق نفسه كان رأي شبكة النبأ المعلوماتية:
على الرغم من نجاح البرلمان العراقي في حسم ملف قانون العفو العام والتصويت عليه، إلا أن هناك كثير من المؤشرات السلبية والمآخذ التي انطبعت على هذا القرار، فالكثيرون عدوا هذا القانون هو صفقة سياسية بين الكتل والأحزاب، لاسيما وأن اغلب هذه الكتل كانت منقسمة في قضية إقالة وزير الدفاع "خالد العبيدي" وقضية استجواب وزير المالية "هوشيار زيباري"، وأن فشل المجلس في جلسة يوم23/8، في جمع النصاب ومن ثم فشله في اقالة السيد العبيدي قبل التصويت على قانون العفو العام، هو ما يرجح كفة أصحاب الرأي المشكك في قانون العفو العام (بأن هذا القانون هو صفقة سياسية)، وإلا لماذا يفشل المجلس في إقالة وزير الدفاع قبل أن يقر قانون العفو العام في جلسة وينجح في الجلسة الأخرى بعد اقرار العفو؟.
و ايضا كتب الكاتب هشام حسن التميمي مقال في موقع كتابات حول نفس الموضوع:
ان إقرار قانون العفو قد اشر تصاعدا رهيبا للجريمة المنظمة لشعور الجناة بانهم في مأمن من قبضة القانون وبـإمكانهم الإفلات من العدالة بـأسناد من اعلى السلطات وكبار الشخصيات من رعاة المافيات يحدث ذلك ولم يطلق سراح الآلاف من المجرمين والارهابيين وسيحدث ذلك قريبا حينها سندرك حجم الكارثة وستنهار اخر ما تبقى من بقايا الامن وسنعيش حقا فصول الجحيم في غابة تزدحم فيها قطعان الخنازير المتوحشة والذئاب المتعطشة للدماء.
عيد الأضحى ودم الضحايا
استذكر الكاتب معاذ عبد الرحيم في جريدة الزمان العراقية شهداء قاعدة سبايكر وشهداء الفلوجة بمناسبة حلول عيد الاضحى حيث قال:
درجت العادة لدى المسلمين كافة على استقبال مناسبة اعيادهم الدينية بالتهاني وارسال الرسائل وتبادل الزيارات التي قلت في السنوات الاخيرة بعد ان داهمت العراق العصاباتٍ التكفيرية واحتلت عددا من المحافظات العراقية حتى وصل الامر ببعض الاباء والامهات توصية ابنائهم واقاربهم بعدم زيارتهم حرصا عليهم من اخطار قد يتعرضون لها في طريقهم والاكتفاء بارسال التهنئة عن طريق الهاتف المحمول او الاتصال بهم عن طريقه مباشرة مهما كلفهم ذلك فخسارة بعضا من رصيدهم افضل من خسارتهم حياتهم.
مضيفا, نحن على مشارف استقبال عيد الاضحى علينا ان نتذكر شبابنا الذين نحرتهم عصابات داعش في معسكر سبايكر نترحم عليهم ونؤازر ذويهم. وايضا مجزرة تفجير الكرادة الذي استشهد وجرح خلالها اكثر من خمسمئة مواطن وما زالت حتى الان جثامين بعضهم مفقودة. رغم تأثري الشديد ازاء تلكم الجرائم وبمناسبة قدوم العيد اقول كما قال ابو الطيب المتنبي باية حال عدت ياعيد وشهداؤنا يقدمون علينا كل يوم اليس من حقي وحق كل عراقي ان يقول لا عيد اضحى لنا ما دمنا لم نأخذ بعد بثأر شهدائنا في سبايكر والكرادة.
إجازة خمس سنوات
ركزت جريدة الصباح العراقية حول موضوع مناقشة مجلس الوزراء إعطاء الموظفين إجازة خمس سنوات براتب اسمي كامل تحسب لأغراض التقاعد والسماح لهم بإنشاء مشاريع خاصة بهم., حيث كتب الكاتب محمد عبد الجبار الشبوط حول هذه القضية مبينا:
ان تقليل اعتماد المواطنين على الدولة في التعيين يشكل احدى مفردات الاصلاح التأسيسي المهمة. تعود المواطن عندنا ان يدرس وعينه على الدولة التي سيطلب منها التعيين فور تخرجه. كلنا مشينا في هذا السبيل حتى اصبح الجهاز الوظيفي للدولة العراقية من بين اكبر نظرائه في العالم.
مؤكدا, هناك نحو 5 ملايين عراقي يشتغلون لدى الدولة وهذه ظاهرة ليست صحية بل ذات مضاعفات اجتماعية واقتصادية كثيرة. والاصلاح التأسيسي يجب ان يسير باتجاه تشجيع المواطنين على العمل خارج اطار الجهاز الحكومي.
معضلة الموصل
اهتمت جريدة المدى العراقية عن قضية تحرير الموصل وماتحمله هذه القضية من مؤشرات ومفاجئات, جاء فيها:
الحكومة العراقية على علم بأنها لا تستطيع أتخاذ قرار حاسم فيما يخص مصير مدينة الموصل اخر معاقل داعش, الا بعد موافقة الولايات المتحدة الامريكية خشية من الضربات الجوية الصديقة على القطعات العسكرية المتقدمة نحو الموصل، نعم نحن الآن نعيش واحدة من اهم الحروب الاميركية في المنطقة ، نحن نستحضر كل طاقاتنا من اجل حرب البقاء الاميركية، ففكرة بايدن الداعية (لمكافحة الارهاب زائد) التي تحدث عنها للقضاء على الجماعات المسلحة في افغانستان إلى جانب تطوير وتدريب القوات هناك التي لم تأخذ مساحتها الكافية عراقياً في السنوات السابقة سواء في فترة الاحتلال الاميركي أو حتى بعد الانسحاب كما هي في افغانستان، لكنها اليوم قد تدخل حيّز التنفيذ بعد ان رسخت فكرة بقائها لدى شرائح من داخل المجتمع العراقي الذين باتوا على يقين ان ما تريده اميركا تفعله وما يحدث هو من صنعها، ليبقى مصير الجميع مرهون ببالونات الاختبار التي تطلقها القوة الكبرى بين فترة واخرى لتتحول هذه المجتمعات الى مجتمعات مطيعة لأي فكرة تتبناها الادارة الاميركية.
رئاسة جديدة للتحالف الوطني
تناولت جريدة الصباح الجديد قضية انتخاب عمار الحكيم رئيسا للتحالف الوطني كما جاء فيها:
أن انتخاب الحكيم رئيسا للتحالف الوطني لايعني ان التحالف الوطني سيلفظ عنه غبار عدد كبير من المشكلات المعيقة والازمات الكؤود ويتخلى بين ليلة وضحاها عن «الالية» المقيتة التي اجبرته على الظهور بهذا اللون والشكل منذ ان خرج رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من الائتلاف الوطني وشكل ائتلاف القانون والحكيم ائتلاف المواطن وبدر وبقية المكونات العراقية ولم يستطع هذا التحالف المضي بمسيرة توحيد تلك الاتجاهات والقوى المتنافرة وبقي في الحقيقة حبرا على ورق لايستطيع الذهاب بشيء موحد الى البرلمان وقضايا الشيعة والحكومة ككتلة برلمانية واحدة!.
اضافة الجريدة, كيف يمكن الاطمئنان الى تحالف متنافر مختلف على نفسه ولايوجد شيء يوحده غير الاختلاف على كل شيء واتحدى ان يقول لي متحالف في اي من القوى السياسية الموجودة في التحالف انهم اتفقوا يوما على قضية معينة تهم شيعة العراق ولم يختلفوا. ان تحالفا مثل هذا لن تعود له الحياة ولو قاده او انبرى لقيادته الف رئيس!.
سنضرب بيد من حديد
انتَهى شهر آب "اللهّاب"، بقائمة "4245" قتيلاً، و"658" جريحاً طبقاً لما نشره الموقع العالمي "أنتي وور". لكنّ "أصحاب" مخبأ للصواريخ في "حي العبيدي" في شرقي بغداد، أبوا إلا أنْ يضيفوا إلى القائمة ثلاثة قتلى، وثلاثة عشر جريحاً. هذا ما قاله الكاتب العراقي صباح اللامي في مقال له بصحيفة المشرق العراقية.
مضيفا, أنْ يحدث تفجير إرهابي، فذلك أمر، اعتادت الناس أن ترضخ لـ"منطقه"، كما هي عليه الحال في أماكن أخرى من العالم. لكنْ أنْ تنشأ مخابئ أسلحة في المدن والأحياء السكنية، لتهدد حياة المدنيين في أية لحظة، فإنّ هذا ما يُعدّ أمراً لا يمكن قبوله بِأي شكل، لأنّ هذا الأمر يعني أن زمام الأمور فلت تماماً من أيدي السلطة المحلية، وأن هؤلاء الذين يخزنون الأسلحة، إنما هم أقوى من الدولة ربما لأنهم محميون خارجياً!.
حيث أكد اللامي, نعرف أن مصادر الحكومة، ستعلن عن تشكيل لجنة، وعن محاسبة المقصرين، وربما تعيد نغمة "سنضرب بيد من حديد"، نعرف ذلك، لكننا نعرف أيضاً أن أية نتيجة عقابية لن تفرض على أحد، لأنّ الحكومة بصريح العبارة يمكن أن تخاف من هؤلاء الذين يجرؤون على تحويل بيوت في المناطق السكنية الى "ترسانات أسلحة"!.
حرب الاستجوابات
وحول موجة الاستجوابات التي اثيرت من قبل مجلس النواب العراقي في الاونة الاخيرة تحدثت جريدة العراق اليوم:
حرب الاستجوابات السياسية التي أشعلها بعض الساسة، تحت قبة البرلمان لمآرب خاصة، بين الكتل و الأحزاب بدعوى محاربة الفساد ! , لم تأتِ بجديد، لغليان الشارع الذي ينتظر أن يتغير حاله , غير انتصار بعض الجهات السياسية على أخرى .
اضافة الجريدة, ملفاتٌ كبيرة و خطيرة فُتحت على طاولة الاستجواب، بينما هددت أسماءٌ بكشف ملفاتٍ أخطر وأكبر في حال التعرض لها أو المساس بها, وبين هذه المصالح و تلك، بقىّ الموطن مُتفرجاً على المسرح السياسي الذي تؤول مشاهدهُ الحالية الى نهايته، بتسوياتٍ وصفقات، ما دام كلُّ طرفٍ لديه ملفات على الطرف الآخر، يستخدمُها للدِفاع عن نفسه في الوقت المناسب، كما فعل وزير المالية و من قبله وزير الدفاع الذي لم يحسن المساومة بما لديه من ملفاتٍ فاضحة، فكشف الشمس على مصراعيها، وهذا ما أدّى الى سحب الثقة عنه , ليكونَّ عبرةً للآخرين , ومن قبلهما رئيس الوزراء السابق - نوري المالكي، وقد دخل البرلمان مُهدداً الجميع بكشف ملفات ضدّ من يعترض طريقهُ أو يستجوبهُ لأخطاء ثمان سنوات، سقطت بها ثلاث محافظات، وجرت بها قضايا عديدة.
نهاية داعش
اوشك داعش على النهاية، وبدأ العالم يتلمس اقتراب بصيص الأمل وانتهاء المعارك الشرسة، والاستعداد لمرحلة ما بعدها، ومن تحرير القيارة نستطيع القول أن داعش اصيب بعموده الفقري الاقتصادي، وشلت حركة القدرة على تأمين السلاح وديمومة زخم المعارك. هذا ماتناولته جردة الزوراء العراقية, وجاء فيها ايضا
لم يعد لداعش القدرة على تمويل مقاتليه بالسلاح والرواتب، وفقد منصاته الإعلامية وضمرت مواقعه الإلكترونية؛ إلاّ أن العواقب الوخيمة التي تحملها المجتمع الدولي منذ ظهور القاعدة الى يومنا هذا؛ تتطلب التفكير بجدية للتخلص من الفكر المتطرف، وفي العراق ستنتهي المعارك ويبدأ عمل الجهد الإستخباراتي لتعقب ما تبقى من الإرهابين، وسيكون لأبناء تلك المناطق دور أساس بتشخيص من أشترك بالجريمة، وستشهد الأم على أبنها والأخ على أخيه، لأن من شارك داعش خرج من جنس الإنسانية الى فعل الوحوش، ولكن على العالم أن يشهد على الدول الداعمة لداعش فكرياً ولوجيستيا.
ما وراء استهداف الاسواق
وعن التفجيرات الاخيرة التي حدثت في العراق واستهداف الهجمات الارهابية الى الاسواق التجارية تحدثت صحيفة الوثيقة الالكترونية:.
مشهد التفجيرات حديث عابر؛ في بلد مزقته الحروب والويلات، وتفجير مول النخيل قبيل العيد واحد من سلسة جرائم إرهابية؛ بطابع ذات معانٍ أعمق ومكمل لسلسة عمليات استهدفت الكرادة والشورجة وجميلة، وتعبير عن هدف أساس ابتغاه الإرهاب لإيقاف الحياة باستهداف المدنيين العزل، وتدمير مراكزهم الاقتصادية.
عند التمعن بحوادث استهدفت الأسواق؛ نصل الى قناعة تعدد الأساليب الرامية لشل حركة الحياة وضرب عصبها بالاقتصاد؛ بدليل أن كل فعل سيؤدي الى توقف عنصر معين او يأس من حياة او هجرة شباب أو إعاقة انسان وفقد معيل، وبالتالي التأثير على حركة الأسواق ورؤوس الأموال وأهداف اقتصادية لا تقل أهمية عن الأسلحة النارية؛ أن لم تك هي المرمى الأساس لكل هذه الصراعات، وإشعال فتيل الحروب في مستنقع الصراعات الفكرية ومزاحمة التطرف والانحراف بالقوة، وبذلك تُشرع الأبواب على مصراعيها للتدخلات وحروب العصابات والمافيات والمخابرات، وسوق للسلاح بدل الحياة.
عقلية المدرب العراقي
اهتم موقع الشفق نيوز الالكتروني في اخر احداث الرياضة العراقية, وقارن بين المدرب العراقي والمدرب الاجنبي كما جاء فيه:
عقلية المدرب العربي بصورة عامة، والعراقي بصورة خاصة- عقلية تقليدية ،جامدة غير مبتكرة، بخلاف المدرب الاجنبي، الذي طوّر من نفسه، واصبح فكره الكروي يتماشى مع الاسلوب الكروي العصري، يجيد قراءة المباراة، فيضع لها التكتيك المناسب.
الكابتن راضي شنيشل، لم يحسن في إدارته للمباراتين التي لعبها، امام استراليا، والسعودية، ففي المباراة الأولى، لعب بطريقة دفاعية بحته، حين وضع ثلاثة لاعبين ارتكاز، وبدل ان يعطي الفريق جرعة شجاعة و ثقة، اعطاهم جرعة خوف وإحباط، كأنه يلعب امام المانيا، أو اسبانيا، مع ان الفلسفة الكروية تقول:(الهجوم خير وسيلة للدفاع)،كما انه اجتهد فأخطأ في تغيير مراكز بعض اللاعبين.
من هنا نؤكد، ان المنتخب العراقي، بحاجة الى مدرب أجنبي محترف، يحمل فكراً كروياً حديثاً، وليس مدرب وطني أسلوبه تقليدي موروث، فأن المنتخب الوطني فيه كثير من اللاعبين الجيدين، ولكن بحاجة الى من يوظفهم بالشكل المطلوب، واللعب بأسلوب صحيح.
اضف تعليق