اي تصعيد اميركي – اسرائيلي قد لا يحصل في الاسابيع القليلة المقبلة وذلك بسبب انشغال الادارة الاميركية بملفي كوريا الشمالية وايران وانه قبل الثاني عشر من ايار وهو الموعد الذي حدده الرئيس الاميركي دونالد ترامب للاعلان عن الموقف النهائي من الاتفاق النووي مع ايران...

تخوفت بعض الاوساط السياسية اللبنانية من التغييرات الحاصلة في الادارة الاميركية ولا سيما تسلم جون بولتون مهمة مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي، وما يعلنه الاخير من اراء ومواقف تدعو للتصعيد ضد ايران وحلفائها ولا سيما حزب الله.

واعتبرت هذه الاوساط: ان لبنان يمكن ان يكون الساحة الابرز لتظهير التصعيد الاميركي في المنطقة، ان بسبب تزايد دور حزب الله وايران في لبنان وسوريا، او كونه الساحة المتواصلة مع الجبهات الاخرى.

وكان من اللافت في هذا الاطار المواقف التي اطلقها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في مقابلة له مع التلفزيون الفرنسي والتي قال فيها: الآتي أميركيا مخيف لأنه يبشّر بمواجهة والمواجهة لن تكون في إيران إنما في لبنان وأقلّه سياسيا وسندفع ثمن المواجهة، وأحذر اي فريق لبناني داخلي بأن يراهن على فريق العمل الجديد الأميركي المتصلّب والمتصهين"، مشيرا إلى أن التغييرات ربما تطال أيضا وزير الدفاع الاميركي، مستطردا "إني اتحدث في السياسة ففي العسكر تعودنا على سياسات اميركا ودعمها لإسرائيل، وأما إذا حدثت ضربة عسكرية ستدمر لبنان ولكن لن ينتصروا لأنه هناك مقاومة شعبية وطنية إسلامية".

وتشير اوساط مقربة من جنبلاط انه يتابع باهتمام كبير التغييرات التي تجري في الادارة الاميركية وبعض التقارير الدبلوماسية والاعلامية التي تتحدث عن التصعيد الاميركي في المنطقة في المرحلة المقبلة، وانه يدعو للحذر الشديد في التعاطي مع هذه التقارير وعدم الاستهانة بهذه الاجواء.

وبالتزامن مع الاجواء التي يتحدث عنها جنبلاط، فان مصادر مطلعة على اجواء حزب الله والمقاومة الاسلامية تؤكد: ان الحزب عمد في الاسابيع الاخيرة الى اتخاذ سلسلة اجراءات ميدانية تخوفا من احتمال حصول تطورات عسكرية في لبنان او سوريا.

لكن مصادر مطلعة في بيروت تؤكد لـ"موقع عربي21": ان اي تصعيد اميركي – اسرائيلي قد لا يحصل في الاسابيع القليلة المقبلة وذلك بسبب انشغال الادارة الاميركية بملفي كوريا الشمالية وايران وانه قبل الثاني عشر من ايار (مايو)، وهو الموعد الذي حدده الرئيس الاميركي دونالد ترامب للاعلان عن الموقف النهائي من الاتفاق النووي مع ايران، لا يمكن توقع حصول تطورات عسكرية او تصعيدية، وان اي عمل عسكري قد يؤجل الى فصل الصيف ان لأسباب ميدانية او سياسية".

وفي مقابل هذه المخاوف من التغييرات الاميركية، فان مصادر دبلوماسية في بيروت اوضحت: ان الدول الاوروبية ولا سيما فرنسا والمانيا تنشط على خط التهدئة وعدم التصعيد ان في وجه ايران او حزب الله، والسعي لحماية الاستقرار الامني والعسكري في لبنان والمنطقة، لان اي تصعيد سيكون له مخاطر كبرى ليس فقط على لبنان، بل على الدول الاوروبية بسبب وجود مليون ونصف لاجيء سوري في لبنان، واي تصعيد سيدفع هؤلاء للهجرة الى اوروبا ".

وبين المخاوف الجنبلاطية والتطمينات الدبلوماسية، يبدو ان اجواء التصعيد الاميركي ستزداد في المرحلة المقبلة، وان الضغوط على ايران وحزب الله وروسيا ستشهد المزيد من الخطوات الدبلوماسية والمالية والسياسية، وان هناك قرار اميركي – اسرائيلي بمحاصرة الدور الايراني ودور حزب الله في سوريا، اضافة للضغط عليهما في لبنان، وبموازاة ذلك متابعة التصعيد الدبلوماسي ضد روسيا لمنعها من استثمار ما حققته في سوريا على الصعيد السياسي.

اذن نحن سنكون امام مرحلة من التصعيد في الفترة المقبلة في مختلف الاتجاهات، لكن تحول هذا التصعيد الى قرار بإشعال الجبهة سواء في لبنان او سوريا او ايران لن يكون قرارا سهلا لأنه سيفتح الباب امام مواجهة شاملة في المنطقة وهذا ليس لمصلحة القوى الدولية في هذه المرحلة.

* موقع عربي 21

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق