حالة من الطوارئ المشددة تعيشها الأسر العراقية، سببها الامتحانات النصفية للطلبة، والتي فرضت على أغلب أولياء الأمور أصدر تعليمات عائلية تتناسب والمرحلة تضمنت قائمة من التحذيرات والممنوعات، فالأيام الامتحانية تدخل أغلب البيوتات العراقية بحالة من القلق المشوب بالحذر والارباك، إذ تغلق أجهزة التلفاز، والانترنيت، وتمنع الزيارات وتنخفض الأصوات، ويمنع الأطفال الصغار من الاقتراب من أخيهم الذي يدرس ناهيك عن سحب أجهزة الهواتف النقال.
بعض أولياء الأمور أوضحوا في أحاديثهم لـ(شبكة النبأ المعلوماتية ) ان" تحصين مستقبل الأبناء ضرورة تحتم تنفيذ جملة من العقوبات المنزلية، تبدا بقطع الأنترنيت ولا تنتهي بحلق شعر الراس منعا للخروج، فيما يــبيـن مختصون ان فترة الامتحانات تتطلب التهيئة النفسية السليمة للطالب بعيد عن أصدر التحذيرات كنوع من الممنوعات التي يمكن ان تعطي نتائج عكسية على ادائهم للاختبارات.
الزيارة ممنوعة
خديجة خالد (45 سنة)، وهي أم لأربعة ابناء اكبرهم غيث 17 وهو طالب في المرحلة الاعدادية واصغرهم رانيا طالبة في الصف الرابع الابتدائي، تقول: اتخذت جملة من الاستعدادات المسبقة للامتحانات، اذ وبحسب حديثها لــ(شبكة النبأ المعلوماتية ) أنها" أرسلت مسجات عبر جهازها المحمول لأخوانها وأخواتها تبلغهم اعتذارها عن استقبال الضيوف للبيت خلال فترة الامتحانات وحتى انتهاءها".
واضافت "أبني البكر (غيث)، مهوس بكرة القدم فأغلب وقته يقضيه في دحرجة الكرة بين قدميه، الامر الذي دفعني لإخفاء الكرة عن ناظريه بغية التركيز على امتحاناته، وتحصيل الدرجات العالية كونه في المرحلة الاعدادية ونظام التعليم في هذه المرحلة يعمل بالكور سات ما يعني ان اكمله في أي مادة دراسية تؤجل اعادتها حتى ايلول المقبل هو ما قد يربكه في دراسته.
حلق السبايكي
الخمسيني أبو زياد يقول أن" حلق شعر ابنه كان كفيل بجلوسه في المنزل وتكريس وقته للدراسة كان الوسيلة الوحيدة لتمنع زياد من الخروج وأهدار الوقت من الاصدقاء خارج المنزل"، وقال في حديثه لــ( شبكة النبأ المعلوماتية) رغم رفض زياد لحلق شعره والذي كان يتباهى به بين اقرانه، ولا يروم للخروج دون تسريحه (فالسبايكي ضرورة بين الاصدقاء) الا اني استخدمت هذه الطريقة لإجباره على الجلوس بالمنزل والتفرغ للدراسة، (فالغاية تبررها الوسيلة) تابع أبو زياد وهو موظف متقاعد في وزارة التربية "الأبناء لا يتفهمون حجم أهمية الدراسة للمستقبل، الا اننا كأولياء للأمور من الضروري ان نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا في حدثهم على الدراسة مهما كانت الوسائل".
الاشتراك الانترنيت
فيما اتخذت ام روان "34 سنة" وهي أم لثلاثة أبناء خطوة قطع الاشتراك الشهري للأنترنيت وسحب أجهزة الموبايل من أبناءها حتى نهاية الامتحانات".
وتضيف في حديثها لــ( شبكة النبأ المعلوماتية )" الموبايل اثر بصورة مباشرة على تركيز أولادي في دراستهم رغم محاولاتي لإبعادهم عن الانشغال في التصفح الالكتروني او الالعاب الالكترونية، لكن دون جدوى الآمر الذي دفعني لإلغاء الاشتراك الانترنيت، بغية التفرغ للدراسة رغم أن هذا الأجراء لم يكفي لدفعهم للتركيز في دراستهم، فأستنعت بأسلوب المكافئة بالهدايا الاستثنائية في حال الحصول على درجات عالية في الامتحانات".
وعن الممنوعات والاساليب التي يستخدمها بعض أولياء الامور لحث أبنائهم على الدراسة بحسب علماء النفس تشكل دائرة خطر على مدى استعدادهم النفسي للطلاب في الاختبارات بل وتعطي نتائج عكسية في حال خروجها عن المعقول.
القلق النفسي
يقول أستأد (علم النفس احمد الذهبي) في حديثه لـــ( شبكة النبأ المعلوماتية) أن" قلق الامتحان بانة حالة نفسية انفعالية اي أنها طبيعية وليست مرضية تحدث قبل وأثناء الامتحانات مصحوبة بأعراض جسمية ونفسية من توتر وتحفز وسرعة الانفعال وانشغال عقلي بأفكار سلبية".
ويضيف "علماء النفس يعرفون القلق بانة عملية انفعالية لها جانب شعوري دون ان يكون هناك شيء مسبب له في الظاهر ويتعرض الكثير من الطلاب لهذه الحالة وخاصة في فترة الامتحانات بسبب عاملين احدهما القلق والخوف من وجود خطر يتهدد حياة الفرد او مستقبله ويتركز هذا الجانب على رؤية الفرد لنفسه وقدراته وثقته بنفسه أو عدمها والعامل الآخر هو الانفعال الذي يساعد على ظهور القلق وتفاقم المشكلة وقد يؤدي ذلك على عدم القدرة على التركيز أو إلى النسيان بسبب حالة الخوف التي تغلب على مشاعر الطالب أي أن القلق في بداية الأمر يبدأ كحالة في بداية الامتحانات وفي المواقف الحاسمة وهو استجابة طبيعية تحدث نتيجة مواقف وظروف معينة وحين يبدأ الطالب بتعميم قلقه على كل ما يمر به من مواقف وأمور وعلى كل ما يخشاه أو لا يخشاه يصبح حينها اضطراب نفسي ويدخل في ما يعرف بعلم النفس القلق العصبي الذي يؤدي إلى تركز الحالة وجعلها مرضا دائما.
ويركز الذهبي في حديثه لــ( شبكة النبأ المعلوماتية) على دور الاسرة قائلاً "من المهم للأسرة أن تعرف أن الحالة النفسية للأبناء تؤثر سلباً أو إيجاباً في درجة استعداداهم للامتحانات ودرجة استيعابهم أيضا، ففي فترة الامتحانات يكون الطلاب قد انقطعوا عن المؤسسة التعليمية، وبالتالي تتحمل الأسرة العبء الأكبر لتهيئة البيئة والظروف المناسبة لمذاكرتهم واستعدادهم للامتحانات، وعلى الأسرة أن تتفهم نفسية أبنائها وقدراتهم جيداً، وهذه مشكلة خطيرة في فترة الامتحانات، حيث إن الكثير من الأسر لا تعرف أن هناك ابناً يناسبه عدد معين من الساعات ربما أكثر أو أقل من الابن الآخر وهذا يتوقف على الحالة النفسية له، فإذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة.
مسؤولية مشتركة
فيما تقول المشرفة التربوية حليمة الجبوري ان "أيام الامتحانات قلق وتوتر في محيط الاسرة التي لها أبن يجتاز هذه الامتحانات ومطلوب منه النجاح والتفوق فأننا كما الطالب نعاني من الضغط النفسي حيث نصبح شبه طلاب من حيث مساعدة أبنائنا على المذاكرة والمراجعة معهم ،واذا قامت الأسرة بمتابعة تحصيل ابنهم خلال العام الدراسي له تأثير إيجابي على تخفيف الضغط على الابن والأسرة أثناء الامتحانات".
وتوضح الجبوري "أن الامتحانات تشكل عبئا وضغطا نفسي للطالب واسرته ويكون القلق والتوتر مخيما على الجميع وتصبح الاسرة اثناء غير قادرة على القيام بواجباتها الاجتماعية اثناء الامتحانات ويكون هناك الوعيد الشديد للطالب أذا لم يجتاز الامتحان بنجاح او الحصول على درجات اذا لم يجتاز الامتحان بنجاح او الحصول على درجات ضعيفة مما يشكل الأثر السلبي على نفسية الطالب بسبب هذا الضغط هذا على الرغم من أن متابعة الطالب او الطالبة أثناء أيام الدراسة تخفف بشكل كبير هذا العبء النفسي خلال الامتحانات بحيث تأتي بأثر ايجابي ويكون النجاح والتفوق حليف الطلاب".
نزاهة وشفافية
وتضيف حليمة الجبروي أن "على أدارت المدارس تنفيذ التعليمات الامتحانية المعمول بها بدءا من إعلان جدول الامتحان قبل أسبوع من موعد الامتحان ،وتوفير المستلزمات الامتحانية وتشكيل اللجان الامتحانية وتوزيع العمل بالشكل الصحيح على اللجان وبيان حدود عملهم والدقة في التصحيح وضمان السرية والعدالة والموضوعية من اجل اعطاء الطالب حقه .بكل نزاهة وشفافيه.، كما أن عليهم التعامل التربوي الصحيح مع الطلبة والتلاميذ واشعارهم بالمحبة والعطف والابتعاد عن الكلام الجارح لهم والذي يحبط من همتهم ورغبتهم بالدراسة، وبالتالي مساعدة التلميذ أو الطالب على تحقيق النجاح والتفوق.
وزارة التربية
من جانبها حرصت وزارة التربية من على توفير الأجواء المطمئنة للإداء الامتحانات بالإيعاز لإدارات المدراس بتحقيق المرونة والانسيابية في وضع الاسئلة ،وان تكون متعلقة بالمنهج الدراسي ومدرس المادة العلمية حصرا بعيداً عن المغالاة.
هذا ما أشارت اليه المتحدثة بأسم وزارة التربية (هديل العامري ) "لــ" شبكة النبأ المعلوماتية موضحة الى أن" وزارة التربية أصدرت تعميما يقتضي بتحقيق العدالة في عملية التصحيح وتجاوز اي اخطاء فيها مع توفير كافة المستلزمات ، والاجواء الضرورية لإنجاح العملية الأمتحانية"، وفيما يخض الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها طلبة قضاء المقدادية في محافظة ديالى اشارت العامري الى أن "الوزارة استجابت لنداءات عوائل قضاء المقدادية ويوجه باعتماد موعدين لامتحانات نصف السنة، واضافت ان" المديرية العامة لتربية ديالى اكدت ان طلبة قضاء المقدادية سيكونون امام خيارين لأداء امتحانات نصف السنة لطلبة المراحل المنتهية ، اما اداءها في موعدها المقرر ، او اداءها مع المؤجلين في الاسبوع الثاني بعد العطلة الربيعية، واكدت ان" الحرص على طلبتنا الاعزاء وحفاظا على ارواحهم ، وتقديرا لظرفهم الاستثنائي ، كان الدافع وراء اتخاذ هذا القرار".
اضف تعليق