قسم (العناية المركزة)، يراه المختصون من الأطباء، أهم الأقسام التي تقدم خدمات قد تكون هي العامل الحاسم في فقدان الحياة او الاحتفاظ بها، الى هذه الدرجة من الأهمية يمثل هذا القسم الذي يتخصص بالمشاكل الطارئة او المزمنة التي يتعرض لها دماغ الانسان لأسباب كثيرة، منها وربما اكثرها التقدم بالسن مما يجعل الدماغ عرضة للنزيف وما شابه من مشكلات صحية قد تجعل حياة المريض على المحك، وربما تؤدي به الى الموت اذا لم تتم العناية المركزة كما يجب بالمريض.
وتعتبر وحدة العناية المركزة بحسب المشرفين عليه والعاملين به، (في مستشفى الحسين العام) من الوحدات المهمة والحساسة في المجال الطبي، حيث تختص هذه الوحدة بالمرضى الفاقدين للوعي، نتيجة اصابتهم في الدماغ كالنزيف الحاد والجلطة الدماغية بسبب ضغط الدم وما شابه، والغيبوبة التي تتطلب مراقبة المريض في وحدة العناية المركزة، الى حين زوال الاعراض التي تشكل خطرا وشيكا على حياة المريض، وكذلك الاصابات البالغة في الرأس كالتي تسببها حوادث السيارات وغيرها من الحوادث العنيفة.
كذلك يرى الاطباء المختصون أن المريض يحتاج بعد الخضوع لعملية جراحية كبيرة وتنطوي على الخطر، الى الرعاية الخاصة والمراقبة الدقيقة التي يقدمها قسم العناية المركزة لمثل هذه الحالات التي تحمل معها اخطارا قد تكون وخيمة على حياة المرضى اذا لم يتم التنبّه لها، وذلك من أجل تجنب حدوث مضاعفات غير محسوبة بعد اجراء العملية الجراحية، وايضا يحتاج الاطفال المصابون بمشاكل خطيرة مصاحبة للولادة كالتشوهات في القلب او نزف في الدماغ، يحتاج هؤلاء الاطفال الى العناية المركزة لضمان عودتهم الى الحياة الطبيعية من دون مخاطر تذكر.
مشكلات يتسبب بها أهل المرضى
(شبكة النبأ المعلوماتية)، قامت بزيارة هذه الوحدة الطبية المهمة، من اجل الاطلاع على خصوصية الخدمات الطبية التي تقدمها للمواطنين، ومن اجل تعريف المواطنين بها، بالإضافة الى معرفة نوع هذه الخدمات، والمشكلات التي تصاحب عمل هذه الوحدة، والاحتياجات التي تسهم في اداء هذا القسم بصورة جيدة، وتساعد في الحفاظ على حياة المرضى، لاسيما أننا في السنوات الاخيرة نطلع يوما بعد آخر على تطور هائل في الاكتشافات الطبية، ساهمت بتقديم الخدمات الصحية الأفضل للإنسان على نحو مستمر.
وعندما سألنا عن المشكلات التي قد يتسبب بها ذوي المرضى في حالة اصرارهم على مرافقة مريضهم في اللحظات الحرجة.. أجاب (تقني التخدير اثير ابو رقيه) يعمل ضمن كادر هذه الوحدة الطبية بأن لحظة دخول المريض الى هذه الوحدة ينهي دور الاهل تماما، ويبدأ دور الكادر الطبي الموجود في هذه الوحدة للقيام بواجبهم العلاجي والتمريضي تجاه المريض، ونظرا لأهمية الخدمات الطبية التي يقدمها هذا القسم للمرضى، فإن هناك ضوابط خاصة يتعامل معها هذا القسم، مع المرضى ومع أهل المرضى، وهناك دقة في تنفيذ هذه الضوابط، لأن الإخلال بها قد يؤدي الى عواقب صحية وخيمة تحدث للمرضى، تصل احيانا الى فقدانهم حياتهم، لذلك فإن النظام في العناية المركزة قد يختلف عنه في جميع الاقسام الاخرى.
وعندما سألنا عن ماهية الخدمات المقدمة للمريض عند دخوله العناية المركزة؟ فجاءت الإجابة على شكل نقاط وخطوات متسلسلة وكما يلي:
اولا: ما يخص اهل المريض:
1- تقديم شرح مفصل لذوي المريض حول حالة المريض الصحية لضمان فهمهم الكامل.
2- اخبار اهل المريض بالخطة الصحية التي يتم اتخاذها لزيادة اطمئنانهم.
3- ابقاء ذوي المريض على علم بأي تغيير في حالته الصحية.
4- اطلاع اهل المريض على لإجراءات التي يتم اتخاذها للعناية بالمريض.
ثانيا: هناك خدمات انسانية يقوم بتقديمها التمريضي المسؤول عن المريض وكما يلي:
1- الاهتمام بنظافة وترتيب سرير المريض وعزل أغراضه الشخصية حفاظا عليها.
2- مراقبة المريض باستمرار لمتابعة حالته الصحية وملاحظة اية تغييرات قد تكون طارئة وخطيرة.
3- المحافظة على راحة المريض بقدر المستطاع.
4- تقديم الغذاء للمريض بالوقت المحدد له وحسب ارشادات الطبيب المختص بحالته .
ثالثا: هناك لخدمات علاجية يمكن تلخيصها كما يلي:
1- تقديم العلاج المخصص له من قبل الطبيب.
2- متابعة المعالجة في اوقات معينة.
3- ابلاغ الاهل بجلب العلاج الغير متوفر في المستشفى من الصيدليات الخارجية.
أما بخصوص الخدمات الاخرى التي يقدمها الكادر الطبي الموجود داخل هذه الوحدة فهي متعددة ومنها:
1- القيام بتقليب المريض وتحريك أطرافه، كنوع من الرياضة البسيطة، للحفاظ على جسمه من التآكل وحدوث (قرحه الفراش)، يقوم بها المعالج الطبيعي الموجود في ردهة العناية المركزة.
2- القيام بعمل التحاليل المختبرية من قبل المحلل المختبري الموجود داخل الوحدة.
3- عمل فحوصات اشعاعية اللازمة من قبل الاشعاعي.
4- مراقبه جهاز التنفس الاصطناعي للمريض من قبل مساعد التخدير المتواجد داخل الوحدة.
5- اضافه علاج او حذفه من قبل الطبيب المقيم في الوحدة.
قوانين خاصة بقسم العناية المركزة
من ناحية اخرى تقول الدكتورة (شهد) في هذه الوحدة الطبية الحساسة هناك قوانين تتبعها وحدة العناية المركزة:، لضمان الخدمات الأفضل للمرضى الراقدين في هذا القسم، وهي:
1- تتبع وحدة العناية المركزة توقيتاً معيناً ومحددا للزيارة (اهل المريض واصدقائه) تبعاً لقوانين المستشفيات.
2- لا يسمح للأطفال بالدخول الى هذه الوحدة.
3- كذلك لا يسمح لأي شخص بالدخول في غير الوقت المخصص للزيارة، إلا في حالات طارئة جدا وبعد موافقة الطبيب المختص.
4- في حاله كان المريض مستعيدا لوعيه ونائماً، لا يتم ادخال اي زائر الى الوحدة بسبب حاجه المريض الى اكبر قدر ممكن من النوم والراحة.
وتضيف الطبيبة، أن المريض بعد خروجه من العناية قد تصاحبه بعض الأعراض الجانبية، أي أنه لا يتعافى 100%. فقد يكون هناك عوق ما يطال جسمه، وربما يصاب بفقدان الذاكرة، وقد يحتاج الى سنوات لكي يتعافى ويعود الى سابق عهده، وهنالك مرضى يستمر بقاؤهم في العناية المركزة 6 شهور او ثم بعد ذلك يتعافون، ولكنهم ربما يفقدون شيئا من صحتهم، فمثلا هناك مريض بقي في وحدة العناية المركزة 6 شهور وتعافى تماما لكنه فقد حاسة الشم والذوق.
واجابة عن سؤالنا عن أهم ما يقوم به هذا القسم، اجابت الدكتورة، يقوم العاملون في العناية المركزة بانقاذ حياه العديد من مرضى الحوادث ولأمراض الدماغية الخطرة التي تؤدي الى نهاية حياة المريض ومراقبه المرضى بعد اجراء العمليات الكبرى، أما لماذا سميت بالعناية المركزة؟، فلأنها تضع المريض تحت مراقبه وعناية التمريضي المسؤول عن المريض خلال 24ساعة، وعن الاحتياجات التي يحتاجها هذا القسم المهم، فهي توفير أجهزة طبية احدث من المتوفرة حاليا وتوفير مواد طبية اكثر، اذ تحتاج وحدة العناية المركزة اجهزة حديثه ومطورة اكثر وشاشات مراقبة احدث واكبر تحتوي على تخطيط القلب والعلامات الحيوية وكادر طبي اكثر للرقي بمستوى العناية المقدمة للمرضى. وعن أصعب الحالات التي تصل لهذا القسم بشكل شبه يومي هي مرضى حوادث الطرق.
كيفية معالجة المريض في العناية المركز؟.
أما الدكتور (سامر) فهو مسؤول وحدة العناية المركزة يستحق كل التقدير والشكر، كما قال كادر العمل معه، كونه حريصا على اختيار الكادر الجيد، بالإضافة الى تعامله الانساني الكبير مع الجميع، من ناحية اخرى تقول الدكتورة (زينب هادي): يبدأ علاج المريض بخطوات معينة منها، الخطوة الأولى، قياس العلامات الحيوية للمريض، وفحص احتمال وجود نزف داخلي، ثم القيام بأرسال رقائق شعاعية عامة للدماغ والصدر والاطراف للتأكد من عدم وجود كسر في الجمجمة او غيرها، بالإضافة الى ذلك القيام بإنعاش المريض للتعويض عما فقده من سوائل ودم (واوكسجين حسب قراءة درجته في الدم)، ثم تكملة العلاجات حسب حالة المريض,
وعندما سألنا عن الجهة المسؤولة والقادرة على تنفيذ هذه المطالب، أي توفير اجهزة فحص وعمليات كبرى، من النوع الحديث، لاسيما أن العالم بات يتطور بصورة كبيرة ويومية في صنع مثل هذه الاجهزة، لذلك فإن تزويد وحدة العناية المركزة بمثل هذه المعدات الحديثة والاجهزة الطبية المتطورة، يساعد على خدما طبية أفضل وأكثر دقة للمرضى، فكلما كان الجهاز الطبي حديثا كلما كان اكثر دقة في التشخيص وما شابه، ولا ننسى أهمية تدريب الكادر العراقي على هكذا اجهزة، وعن الجهة التي يمكنها توفير مثل هذه الاجهزة والخطوات التي ترتفع بأداء هذا القسم، فهي مديرية الصحة، وحسب القدرات المتوافرة لها ولوزارة الصحة.
المرضى يشكرون الكادر الطبي
ولابد من تقديم الشكر والتقدير لجميع عمال التنظيف الذين يقدمون افضل الخدمات للمرضى ويحرصون ويحافظون على نظافة القسم، ويقومون بكل ما بوسعهم لإظهار قسم العناية المركزة بأفضل صوره ممكنة، وكذلك موظف الاستعلامات الذي ينظم دخول اهل المرضى ومن هو مسموح له بالدخول والخروج من والى هذه الوحدة، فهؤلاء الموظفون يقومون بأعمال مهمة جدا يستحقون الشكر عليها.
وعن الاهتمام وطبيعة العلاج المقدم للمرضى في هذا القسم الطبي الحساس، سألنا أحد المرضى (ابو مرتضى 58 عاما)، عن طبيعة العلاج والاهتمام كما وجد ذلك بنفسه، فقال:
- الحمد لله على كل شيء، وما رأيته بعيني يكفي كي اقول أن الكادر الطبي هنا، بذل كل ما في وسعه كي يبعد عنا شبح المرض، كنت اخشى من الشلل، فأنا أعرف أن اصابة الدماغ تنتهي بالانسان الى الشلل، ولكن (عدّت) ان شاء الله ولقيت الاهتمام الكبير من جميع الكادر الطبي، فقد اهتموا بي من العلاج الى التنظيف الى المساعدة على الحركة، الى ضبط تناول العلاج والطعام والنظافة، انهم يتعاملون معنا كما لو اننا أهلهم، فشكرا لهم.
- وعن درجة الشفاء التي حصل عليها ابو مرتضى قال: احمد الله واشكره على كل شيء، لقد فقدت الامل في بداية الاصابة، ولكن التحسن بدأ مع العلاج والاهتمام وصبر الكادر الطبي من اطباء وممرضات (ملائكة الرحمة) وممرضين، كلهم قاموا بالواجب وأكثر، ادعو من الله ان يوفقهم جميعا، كما اتمنى من المسؤولين تحديث الاجهزة الطبية وحسب المستطاع، ومن الله الرحمة والتوفيق.
اضف تعليق